ياغربة الروح في دنيا من الحجرِ
والثلج والقار والفولاذ والضجر
يا غربة الروح...لا شمس فأئـتـلق
فيها ولا افق
يطير فيه خيالي ساعة السحر
نار تضئ الخواء البرد ، تحترق
فيها المسافات ، تدنيني ، بلا سفر
من نخل جيكور أجني داني الثمر
نار بلا سمر
الا احاديث من ماضي تندفق
كأنهن حفيف منه أخيلةُ
في السمع باقية تبكي بلا شجر .
يا غربة الروح في دنيا من الحجر !
* * *
مسدودة كل افاقي بأبنية
سود ، وكانت سمائي يلهث البصرُ
في شطها مثل طيرٍ هده السفر :
النهر والشفقُ
يميلُ فيه شراعٌ يرجف الألق‘
في خفقه ، وهو يحثو ، كلما ارتعشا ،
دنيا فوانيس في الشطين تحترقُ
فراشٌة ٌ بعد أخرى تنشر الغبشا
فوق الجناحين .. حتى يلهث النظرُ .
الحبّ كان انخطاف الروح ناجاها
روحُ سواها,له من لمسة بيدِ
ذخيرةً من كنوزٍ دونما عددِ.
الحب ليس انسحاقاً في روح الجسدِ
ولا عشاءً وخمراًمن حُميّاها
تلتفُّ ساقُ بساقٍ وهي خادرةُ
تحت الموائد تُخفي نشوةَ البشرِِ
عن نشوة ......من همسٍ ومن سمرِ
في خيمةِ القَمَر.
ياغربةَ الروح لاروحُ فتهواها.
لولا الخيالات من ماضيّ تنسربُ
كأّنها النوم مغسولاً به التـَعَبُ
لم يترك الضجُر
مني ابتساماً لزوجٍ سوف ألقاها
إن عدتُ من غربة المنفى: هو الـّسَحُر
والحلم كالطلّ مبتّلاً به الزَّهرُ
يمس جفنيْن من نورٍ وينسكبُ
في الروحٍ أفرحها حيناً وأشجاها.
تسللَّت طرْقتي للباب تقتربُ
من وَعْيها وهو يغفو ثم تنسحبُ,
ونشَّر الحُلْمُ استاراً فأخفاها.
ورفَّ جفناها
حتّى كأنَّ يدي
إذ تطرق الباب مسًّتْ منهما:"واها!
من دقّ بابي؟ أهذا أنت يا كبدي؟
وذاب في قبلتي ماخلَّف السَّهُر
في عينْها من نعاس,فهي تزدهر
كوردةٍ فُتّحت للفجْر عيناها.
دمتم في رعاية الله,,, :36_1_39:
Bookmarks