..
أذكر أنه كان في مسجد حينا رجل يقال عنه (( مجنون )) .. ولفظ مجنون ذو إيحاء مخيف يقترب من إيحاء كلمة (( موت )) و (( مقبرة )) !! .. هكذا كنت أشعر قديماً !! .. ولأنني من ذوي الفضول الذي لا يشبع من تتبع المشاهد الصغيرة .. ومن ضرب المتناقضات ببعض ... والتنقيب عن مدلولات عصرية لدوال قديمة .. فإنني تعجبت من شأن هذا المجنون أيما عجب ! .. فإذا كان أبوعوض وهي كنيته المحببة .. مع ملاحظة أن لا زوجة له .. ممن يقف في الصف الأول في صلاة كل فجر بنشاط منقطع النظير وهو مجنون !؟ .. فماذا يمكن أن أسمي من يعشق ترك الصلاة .. ومن شدة عشقة فإنه حتى صلاة الجمعة أصبحت عنده نسياَ منسيا !! ... وكان صاحب أضواء البيان (( رحمة الله )) يسمي مثل هذا العاشق عفيف الجبهة لأنه لا يسجد لله سجدة ...
وأبوعوض له في كل فجر أمام المسجد دعوتان غريبتان .. الأولى يقول فيها بلهجتنا العامية (( يا الله اليوم وكل يوم )) .. وأظن هذا المجنون طلب الدوام على حاله كل يوم فلا تفوته صلاة الفجر بينما يدعو بعض العقلاء أن تغض عنهم الطرف شركة الاتصالات فلا تقطع خدمة الانترنت عنهم .. متسكعين هنا وهناك ليلاً ونهاراً وعلى حساب دينهم ودنياهم ... سبحان الله ... أما دعوته الثانية وهي أشد دهشة من سابقتها فيقول فيها بصوت مرتفع .. (( اللهم ثبتنا بالعقل والدين )) .. !!.. أي جنون هذا يا إخوتي ؟! ..
لا شئ (( أبا عوض )) يزيد أو ينقص في حجم المدلولات حتى لو تغير الزمان والمكان .. أما الآن فكلما قلت لكم لا جديد .. سأظل مجنوناً والمجانين عقلاء إلى إشعار آخر ....
جنـــوني ...
Bookmarks