بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رغم أنني لا أطيق هذا المقيل السياسي ولكن كتبت هذا المقال إبراء للذمة ...
الأخوة الأعزاء
جميعنا نعلم بأننا في هذه المرحلة نعيش منعرجا تاريخيا خطيرا في حياة أمتنا العربية والإسلامية فالأعداء يكيدون لنا من كل جانب فها نحن نرى العدو الصهيوني وما يعمله في أخوتنا في فلسطين ، فلسطين التي بها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فنحن اولى بها من أي احد آخر ، كما نرى أميركا وهي تحتل العراق وتشعل نار الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة ، وفي السودان نجد المتمردين في دارفور وما احدثوه من شرخ في الصف السوداني بدعم من فرنسا وتدخل سافر من إسرائيل برعاية اميركية بلا شك ، في الصومال تدور رحى الحرب بين الفصائل المتنازعة منذ عدة سنوات ونرى التدخل الإيثيوبي أيضا برعاية أميركية ، في لبنان بوادر حرب أهلية جديده بعد اغتيال الحريري الذي دبرته المخابرات الاسرائيلية بدون أدنى شك لتلفيق التهمه على سوريا ، اخواننا في افغانستان الى يومنا هذا لايزالون يقاومون الاحتلال الاميركي بشراسة منقطعة النظير ويمتد الصراع الى باكستان التي تشهد انقسامات داخلية وصراعات قبلية ، إخواننا في القوقاز يقاتلون العدو الروسي منذ عدة سنوات والله نصيرهم...
وكما ترون أيها الأحبة أن عالمنا الإسلامي يشهد انقسامات خطيرة تهدد بزوال الدول العربية والإسلامية جميعا من خلال اذكاء نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد وكل ذلك برعاية اميركية وأوروبية إما على نحو مباشر من خلال الاحتلال العسكري او على نحو غير مباشر من خلال دعم احد الطرفين او كلاهما ...
في المقابل نرى ان الدول الاوروبية تسعى نحو الاتحاد وقد نجحت في تشكيل الاتحاد الاوروبي وهي تمارس هذه العملية بأسلوب منهجي مدروس من خلال عقد تحالفات سياسية واقتصادية فنرى العملة الاوروبية الموحدة ( اليورو) كما نرى منظمة التجارة العالمية ذلك المسخ العجيب الذي انتجته عقول اعتى عباقرة الاقتصاد في العالم للسيطرة على اقتصاد العالم من خلال تحرير التجارة وسلب الدول حقها في التحكم بعملية التدفق المالي في اسواقها وذلك من خلال خلق أسواق ناشئة وصناعة رؤس اموال جديدة واتاحة الفرصة للشركات متعددة الجنسيات لاقتحام هذه الاسواق والسيطرة على مقدراتها المالية بحماية هذه المنظمة الخطيرة ومن خلال قوانين دولية سنتها وفرضتها على الدول عبراغرائها بالعائدات الربحية الكبيرة التي ستجنيها في حال دخولها في تلك المنظمة وقبولها بشروطها وما سيعيده عليهم ذلك من ازدهار في الصناعة والبنية التحتية للدولة فتصبح الدول واقعة بين خيارين احلاهما أمر من الآخر إما ان يتم اغراقك في الفقر في حال رفضك أوعدم قدرتك على الانضمام او اغراقك في المال في حال انضمامك ولكن تصبح الشركات هي التي تدير الدولة وهي الحاكم الفعلي وتنتهك سيادة الدولة تماما في ظل تجارة عالمية حره وأسواق مفتوحة وتنافس غير متوازن بين رأس المال المحلي الهزيل ورأس المال الاجنبي المدعوم من تلك المنظمة وتصبح الدولة تحت رحمة هذه الشركات متى شاءت سحبت اموالها وتركت البلاد في أزمة اقتصادية رهيبة ترمي بها الى الهاوية ومعظم هذه الشركات المتحالفة يهودية الاصل... وهكذا ينشأ في العالم نظام طبقي من نوع جديد قائم على اساس توزع جديد للثروة تزداد فيه الدول الفقيرة ( دول العالم الثالث ) فقرا فيما تزداد الدول الغنية غنا ... هذا هو أساس الفكر الليبرالي الجديد مجتمعات حرة وأسواق حرة والقوي يعيش.
إخواني إننا نعيش في عصر التحالفات لا الانقسامات ...
إن الذي يفكر جيدا فيما يحدث في العالم هذه الأيام سيجد ان حكام العرب الخونه الذين زرعتهم أميركا واستخدمتهم في قمع شعوبهم وكبت حرياتهم السياسية والوقوف موقف المتفرج إزاء كل قضية تمس عالمنا العربي والاسلامي ، إن هؤلاء الحكام قد إنتهت صلاحياتهم وانتهت مهمتهم التي اوكلتها لهم اميركا وأصبحوا عبأ عليها بالاضافة الى ان وجودهم يحول دون تنفيذ مخطط التقسيم الكبير والغاء الحدود الجيوسياسية بين الدول لذا فقد وجب تصفيتهم بصورة عادلة كما عهد العالم من راعية العدالة الإنسانية أميركا ووفقا لما تمليه عليهم مثاليتهم الليبرالية العادلة التي يقاتلون لأجل نشرها في العالم بكل الوسائل الحربية والفكرية والتكنولوجية ، لذا فقد تم انشاء المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب وكان أولهم صدام حسين ولكن لأنه حالة استثنائية ولأن اميركا دولة (عادلة) ولأنها تريد التكفير عن خطيئتها في العراق فقد اوكلت المهمة لعملاءها في العراق ، ثم يأتي دور البشير وبعد الانتهاء من البشير لانعلم من التالي ...
لهذا أقول لجميع اخواني في اليمن إن الشكل الذي تريده أميركا وبريطانيا سواء في اليمن او في العالم العربي والاسلامي ككل هو لاوحده ولا انفصال ... إنه مجتمع الفوضى .
هذا المجتمع الفوضوي تسوده الصراعات والفتن بين أبناء الشعب الواحد ومن ثم يمتد الى الجوار من دولة الى اخرى مع الزمن وهلم جرا ... لهذا نرى دول الجوار تسعى لتأمين حدودها بشتى الوسائل ولوكان من خلال التجنيس لرجال القبائل الحدودية..
لهذا أوجه كلمتي أولا لأخواننا الذين يرديون الانفصال اقول لهم ان الانفصال لن يحدث أبدا لا بإرادة داخلية لأن شعب الجنوب يريدون الوحدة ولا يريدون الانفصال ولا بإرادة خارجية لأنه كما اسلفت ليس الهدف انشاء دولة اخرى ولكن خلق جو عام من الفوضى الدائمة حتى تقوم تلك القوى بتنفيذ الجزء التالي من المخطط بعيد المدى الذي تعد له الصهيونية العالمية من عشرات بل مئات السنين ونحن في سبات عميق ... المعنى الابقاء على لعبة شد الحبل بين الطرفين ولا غالب ولا مغلوب... وهذا الخطاب موجه لمن يراهن على تلك القوى الخارجية.
اما الأخوة في الشمال فهم الذين بيدهم الحلول كونهم يقفون مع السلطة في غيها وظلالها فهم إما أن يرضوا باستمرار الوضع الحالي بما يتضمنه من فساد وظلم واستغلال وغدر وخيانه وسرقة وووو... فتكون النتيجة مجتمع الفوضى الذي تنتهك فيه سيادة الدولة ويقاد فيه الحاكم الى حبل المشنقة هو واتباعه واشتعال الفتن الطائفية بين انصار المذهب الشيعي الاثني عشري الرافضي المدعوم من ايران وبين الزيدية والشافعية بالاضافة الى احياء الثأرات القديمة بين القبائل وانتم تعلمون ان قبائلنا في اليمن قد تنسى اي شيء الا الثأر بسبب الطبيعة القبلية القاسية التي جبل عليها هذا الشعب منذ آلاف السنين فقط ينتظرون من يشعل الفتيل ويذكرهم بها ، بالاضافة الى بروز تنظيم القاعدة الجهادي وتكفيره للحكام والذي يتصيد أي فرصة للخروج على الحاكم الذي قد أباح دمه سلفا ... ولا يغرك أنهم مستكينون الان فهم يتحينون الفرصة الملائمة .
والخيار الثاني لدى الأخوة في الشمال وهو الخيار الصائب الذي سيحمي بلادنا من الفتن والقلاقل وسيضمن بقاء الكتلة اليمنية موحدة في كافة بقاع الدولة وجميع محافظاتها وسيكون بمثابة الصفعة في وجه أميركا وبريطانيا وإيران وأذنابهم في اليمن وخارجها وهو ان تعمل الدولة على إجراء اصلاحات سياسية جذرية في الحكومة يجب أن يتغير جميع رجال الحكومة كل الوزراء ورجال الدولة يجب أن يتم استبدالهم برجال اوفياء ومخلصين يعملون على حفظ الامن واستقرار البلاد ونشر الحق والعدل واعادة الحقوق الى اصحابها وكف الظلم والأذى ... يجب ان تحتفظ القبيلة بهيبتها واحترامها على الا تتعدى هيبة الدولة وسطوتها ونفوذها وعلى الا يتم تمرير أخطائها وتجاوزاتها ...
يجب على إخوننا في الشمال أن يستشعروا وضع اخوانهم في الجنوب والا ستكون العاقبة وخيمة وسيكونون هم الخاسر الأكبر .. إنني ومن خلال متابعتي للمنتدى أرى كثيرا من إخواننا في الشمال كما لوأنهم يعيشون في عالم وردي أو في كوكب آخر فهم لا يستشعرون آلام إخوانهم في الجنوب ومعاناتهم بل وحتى إخوانهم في قرى الشمال ومحافظاتها الذين يعانون أكثر حتى من أهل الجنوب معاناة في معاناة وكان الله في العون فيما هؤلاء يسبحون في بحور احلامهم الزائفة التي لن تدوم طويلا إن شاء الله.
الحقيقة كنت في السابق احترم رئيسنا بعض الشيء لأنني كنت أظنه رجلا مخلصا وفيا لشعبه الذي آزره ووقف معه وكنت أظن أن بطانته هم الذين يعيثون في الأرض فساد ولكن حين تم تعيين الدكتور ( فرج بن غانم ) رحمه الله رئيسا للوزراء واستبشرنا خيرا لأن الرجل وطني ومتعلم ومعروف بنزاهته ويحمل مشروعا إصلاحيا رفيع المستوى إلا أننا صدمنا حين رأينا الرجل يقدم استقالته بعد عدة اشهر من استلامه رئاسة الوزراء وقبل حتى أن يتخذ أي قرار وهو في منصبه الجديد ويومها كان التساؤل كبيرا !!! ... ولكن حين علمنا الأسباب كانت الصدمة عارمة ... ويومها علمنا أن هذا الرئيس لا يريد اصلاحا في البلاد وان هذه الدولة فاسدة حتى الثمالة .... الأسباب أظن أكثركم يعلمها ولاحاجة لذكرها ومن يريد المعرفة فليطلب ونحن نعطيه ...
فليعلم اخواننا في الشمال اننا نسعى للوحدة أكثر منهم لأنها نابعة من عقيدة في نفوسنا آمنا بها قبل أن يعرفوا هم معنى كلمة الوحدة التي يتغنون بها ليل نهار ... وإني اطالب إخواني في الشمال أن لا يتستروا على تلك الحكومة الفاسدة وأن لا يؤازروها في طغيانها بل يجب أن يتخذوا خطوات حازمة جادة في سبيل الاصلاح السياسي بدل ان يتغنوا بأمجاد الوحدة الزائفة وبدل أن يتستروا على فساد حكومتهم وبدل أن يغشوا شعبهم وبدل ان ينخدعوا بجامع بناه الرئيس او نفق شقه لهم او طريق رصفه لهم او عمارة شيدها لهم ... إن أبناء الشمال المهجرين هم أضعاف أبناء الجنوب ومعظمهم يعملون اعمالا ممتهنة وشاقة وكثير منهم لايجدون لقمة عيشهم وكثير منهم يتكففون الناس إلحافا فاتقوا الله في إخوانكم وإلا فستدور الدائرة عليكم ...
وتلك الأيام نداولها بين الناس .
Bookmarks