نزف الكلمات
مثبت أمشي على غابات مغسولة بندى الصبح
ومطر الصحو شلال يسيل ويصطخب
دون أن أدري قلت أهذا مطر
أم دمي المسكوب يجري
لملمت قطرات الندى من متاهات الهوة السحيقة
مابين سفوح جبلة وبين حواري غزة العتيقة
تجمعت زخات المطر تئن تحن إلى شعاع القمر
وترحل الذكرى ما بين ذهاب وإياب
تخبئ سرها بين التراب
حيث الرب ينشر سره مثل اخضرار العشب في السهول
وتلك المسافة مابين ازرقاق السماء وبين نهر الضياء
عيدا لطيور تفيق من غسق الرحيل
ومن رحم الليل تغدو الموائد موالد
على ذاك الغروب
وحين تسربل الشمس النهار
ليفيق الوقت من ذهول الطريق
وائتلاف الحقيقة يقبل الصحو كرفيق سفر
تمتد رياح العمر كمدن ضبابية الرؤى رمادية الأحلام
وحين تجمع أمي من تشقق الكفين
باقة عشق تمسح بها وجه القمر
لتهدي ازرقاق السماء قبلة من تعب النهار
لحقول النبض والقلب يهوى كالحجر
فما الذي يسكن النبض حين النبض يهوى السفر
فيا لدمع أمي حين تراني أهوى صريع الحقيقة
وبيدي ذاك الحجر
وسؤال يزرع العهد مواثيق نتلوها بكر وفر..
وفكر لازال في سوق النخاسة يحج إلى منابر الخطب
موتا يتلوه موتا
وحين أسافر عبر بوابات الزمان
الملم تاريخ يبدأ بسؤال ما سر التشرذم والجدال ؟!!
يبتسم فم القصيدة يبدأ القلم بالارتجال
يلتقي الفكر بالفكر مبحرا بين العشيرة
واحة تستلهم الحرائق في ظلال
ومحراب أمي تنفس العشق سعال
يشتكي للنسب ضمير تاه في دهاليز قصر الخليفة
يبحث عن عهد قيس ويمن
قبس تاريخ لا يقبل الجدال
وتنتهي بنا رياح الأسى قحطا
ويظل الجواب عجزا في عيون الرجال
حين سقطت النخوة
من القوافي قيودا
وأصبح السوبر ستار .. جاكسون العرب
وأضحى الشهيد قتيلا
وغواني المواخير أبطال الزمان
وحين تغلغل الداء في المفاصل
وتهدم سد مأرب
هاجر الأصل فينا قبائل وحمائل
وسرنا كما يسري الليل نيام
نحمل الأسى رياحا ..
والأماني سؤال؟؟؟!!!!!
ويظل العجز فينا عاصفتا
تهدد أوطاننا بالزوال
وصرعنا الحب بين كلمات ننطقها عفوا
بأفعال كلها سفها
وجرحا تمرغ بالهوان
Bookmarks