يهيل البعض على الصحف والصحفيين هالة من القدسية لا تنبغي لأحد وبدلاً من أن تكون السلطة الرابعة رأيناها تحولت إلى السلطة الأولى التي لا سلطان عليها !!!
أنا أفهم أن قلم الصحفي النزيه يوازي طلقات الجندي الباسل في معركة محتدمة , ولكني أفهم أيضاً أن قلم الصحفي المأجور معول هدم لا يوازيه معول خاصة حينما تدفعه الأحقاد ويملأ خزان حبره الكراهية والعداء للآخر ..
إن واجب الصحافة اليوم تحتم عليها أن تناضل من أجل بناء الكلمة الصادقة والمعلومة الراجحة , وأن تعتدل في خطابها بحثاً عن الحقيقة المغيبة قسراً ودهراً عن حياتنا العامة ...
رأيت ما يتعرض له الصحفيون الشرفاء من حملة ظالمة ضدهم , ولكني في نفس الوقت لا أرى أن يطغى علينا إثر شعورنا بحقهم المنتهك أن نحيل الأمر إلى ما يشبه الحصانة للجميع فنقبل منهم كل ما جاء عنهم وكأنه قرآن وجب علينا أن نؤمن على كل ما جاء فيه ..
لقد أثبتت الأيام أن الصحافة الشريفة عملة نادرة , وأن صحافة الكيد والدسائس وتزوير الحقائق هي الغالبة على الساحة عموماً , فأنا أنصح كل من قرأ هنا أن لا يبني مسلمات لمجرد مقال في صحيفة أو تحليل لخبر منشور هنا وهناك , وأن يكون قائدنا في ذلك كله هو البحث عن الحقيقة وتحكيم العقل قبل تحكيم العاطفة , ولا أريد أن نتحول إلى جملة من المريدين في حضرة شيخ الطريقة نردد كالببغاوات كل ما يقال دون إمعان نظر أو تأمل في حرف ...
والسلام عليكم ..
Bookmarks