طالعتنا صحيفة الناس في عددها ( 346 ) في الصفحة الخامسة بتقرير في صفحة كاملة للكاتب ( عادل الأحمدي )
وقد حمل التقرير عنوان : ( دولة المكبرين الإسلامية ؟!! )
وخلاصة هذا التقرير أن المكبرين – وهو الإسم الذي يطلقه أهل صعدة على أتباع السيد الحوثي – صاروا قاب قوسين أو أدنى من الإعلان عن دولة جديدة في صعدة وأجزاء كبيرة من الجوف وستسمى :
( دولة المكبرين الإسلامية ) !!!
وأن إيران وليبيا ستعلنان مباشرة عن الإعتراف بهذه الدولة ، وستعقدان معها معاهدات دفاع مشترك !!!
بل وستدعمانها بكل عوامل الإزدهار والحرية والإنفتاح ؟!
ثم يتكلف كاتبنا الملهم في الإستدلال على هذا السيناريوا المزعوم تأريخياً وجغرافياً ومحلياً ودولياً وعقائدياً وفكرياً !
الخلاصة والهدف والغاية التي توصل إليها الكاتب وأراد أن يوصلها للقراء ويقنعهم بها هي :
أن أي حوار أو وقف للعمليات العسكرية من قبل الجيش في صعدة سيؤدي مباشرة إلى الإعلان الفوري عن إقامة ( دولة المكبرين الإسلامية ) والتي سيقيمها مجموعة من الأطفال كما سماهم الرئيس في إحدى كلماته أو حفنة من المراهقين كما سماهم الشيخ الأحمر !!!
وتفادياً لذلك فإن كاتبنا الأحمدي يرى أن الحل العسكري هو الحل الوحيد وبلا هوادة ؟!!!
عادل الأحمدي هو صاحب كتاب ( الزهر والحجر .. التمرد الشيعي في اليمن ) وقد صدر هذا كتاب في أكثر من طبعة خلال فترة وجيزة ؟!
وقبل أيام صدرت الطبعة الجديدة للكتاب في حلة باهية وهذه المرة صار في بداية الكتاب الإهداء إلى السجين المظلوم الشيخ المؤيد ؟!!!
الكتاب المذكور هو عبارة عن مجموعة من المقالات والتقارير التي كتبها هذا الكاتب أثناء الحرب الأولى والثانية ، مضاف إليها مجموعة من التقارير والتحليلات التي تتقيأها صحيفة الشموع وبناتها وأخواتها ، بالإضافة إلى بعض الكلام المنسوب زوراً لبعض الشخصيات !!!
ومثال ذلك التزوير تقوُّل الكاتب على الصحفي المعروف عبدالفتاح الحكيمي مما إضطر هذا الأخير للرد عليه في مقال طويل في صحيفة الشورى بعد صدور الكتاب بفترة وجيزة !
وكان رد الحكيمي بعنوان ( عن القتل الحلال في صعدة ) !
أيضاً تحيلات وتقارير كاتبنا الأحمدي هي من أهم التحليلات والتقارير التي يعتمد عليها النظام في حربه الإعلامية ضد أبناء صعدة ومن معهم !!!
ولازلنا نذكر أحدى تحليلاته بداية الحرب الثانية في صحيفة ( الثقافية ) حينما ذكر فيه أن أتباع الحوثي لديهم مخطط في تلك الحرب لإعلان الحكم الذاتي في إقليم المربع الشيعي - حسب زعمه - الذي يضم ( صعدة والجوف وعمران وحجة ) ؟!!
وهذا التقرير ربما كان سبباً رئيساً في شن حملة إعتقالات واسعة وغير مبررة في صفوف الكثير من أبناء الزيدية في تلك المحافظات وذلك ما جعل البعض منهم يفر إلى جبال صعدة والبعض الآخر يحتمي بجبال منطقته كما حصل في منطقة وشحة في حجة ومناطق آل سفيان والمدان والغولة ومسور في عمران وغيرها من المناطق !!!
إذاً كما تلاحظون فإن الهوس الأحمدي بالدول والأقاليم الحوثية ليس جديداً ؟!!!
ونحن لانشك للحظة واحدة بأن الأستاذ والكاتب الأحمدي يعرف تماماً كل تفاصيل قضية صعدة ، ويعرف مظلومية أصحابها ، ويعرف كذب وزيف كل الإدعاءات والإتهامات والأكاذيب الرسمية ضدهم !!
ولكن كما قال الأستاذ ( محمد المقالح ) في تعليق له على هذا التقرير في مقال بصحيفة ( الثوري ) قال : ( إنها الإيديولوجيا التي تجعل الإنسان يقول أي شيء ويعمل أي شيء من أجلها ) !!
الآن سنوضح بعض النقاط التي وردت في مقال الأحمدي كذكرى للكثير وتوضيح لمن لم يفهم بعد !
فنقول :
- بالنسبة لمسأة ( البطنين ) فهي مسألة من فروع الفقهيات وموجودة في كتب التراث الزيدي ، وإذا كان وجودها يمثل خطراً على الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية فمعنى ذلك أن على الدولة حذف وإحراق أوراق كثيرة من كتب التراث الزيدي المحتوية على هذه المسألة الفرعية !!
وكذلك عليها أن تحذف وتحرق الكثير من كتب التراث السنية المحتوية على مسألة ( القرشية ) رديفة ( البطنين ) ؟!!
أتباع السيد الحوثي كانوا ولازلوا يعلنون ويصرحون ويؤكدون بأنهم معترفون بالنظام الجمهوري وبالثورة والوحدة والديمقراطية والدستور والقوانين النافذة ، وأنهم لايسعون للإمامة ولا للسلطة ، ولا يحسدون أصحابها عليها - كما قال السيد عبدالملك – فكيف تريدون منهم أن يثبتوا لكم خلاف ما تتهمونهم به ... أخبرونا ؟!
- بالنسبة لدعاوى العلاقة المزعومة بين الإثني عشرية وإيران وبين أنصار السيد الحوثي فهذه أكاذيب يرددها النظام وأبواقه لأهداف كثيرة ، فهذه التهمة تسهل في الداخل مهمة الخطباء في المساجد والمرشدين في المعسكرات والصحفيين والكتاب في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ؟!
وبالنسبة للخارج فالمعروف أن هذه التهمة هي لإستجلاب المزيد من دعم وتأييد السعودية وامريكا وكسب رضاهما وثقتهما ؟!!
ورغم أن التحول إلى الإثني عشرية ليس جريمة يعاقب عليها القانون اليمني إلا أن الحقيقة التي يعرفها الجميع أن أتباع السيد الحوثي وجميع أبناء صعدة هم زيود عقيدةً وفكراً ومنهجاً !!!
وأن من يسمون أنفسهم ( مستبصرون ) ممن إعتنق الإثني عشرية هم بضعة أفراد على مستوى اليمن بكله ، وأغلبهم من مناطق سنية شافعية ؟!!!
- أما رأي السيد الحوثي في موضوع الصحابة فهو رأي أغلب أئمة وعلماء الزيدية قديماً وحديثاً ونتحدى أي شخص أن يثبت لنا خلاف ذلك ؟!!
وأما موقفه من ثورة الخميني ومقاومة حزب الله فهو لا يتعدى موقف الكثير من الحركات الإسلامية السنية مثل حماس والجهاد وغيرهما ؟!
- وأما مزاعم الدعم الخارجي فهي أكذبة أخرى لم يجد النظام لها دليلاً ولم يستطع إثباتها منذ أكثر من أربع سنوات ؟! ومعروفة أهداف هذا الإتهام المزيف !!
ولوكان لدى أتباع السيد الحوثي دعم خارجي وأسلحة متطورة لما طلبوا من أي شخص يريد الذهاب والإنضمام لصفوفهم أن يأتي بسلاحه أو بقيمة سلاحه ! أو أن ينتظر حتى يستشهد أحدهم ليعطى سلاحه ؟!!!
ولو كان لديهم دعم مزعوم لتألفوا به البشمركة الذين كل همهم المال ولتحول البشمركة المرتزقة إلى جنود في صفوفهم ضد الدولة !!!
ولو كان لديهم دعم خارجي لما اضطروا لتحويل إسطوانات الغاز إلى عبوات ناسفة !وتحويل بطاريات السيارات إلى ألغام أرضية !!
- بالنسبة لقول الكاتب أن أهم وأكبر شرط يشترطه أتباع السيد الحوثي لوقف القتال هو إخلاء مناطق صعدة من أي تواجد عسكري أو حكومي فهذا تزييف وقلب للحقائق !!!
فهم لا يطالبون بذلك إطلاقاً وكل ما يطالبون به هو إعادة إنتشار الجيش في مقراته وثكناته ومعسكراته الطبيعية ، بمعنى إخلائه لمنازلهم وقراهم التي يتخذها مقرات له وللبشمركة !
أخيراً
نقول للجميع تأكدوا تماماً أن أتباع السيد الحوثي وأبناء صعدة لا يطالبون سوى بحق الحياة !!!
هم الآن لا يقاتلون من أجل تحقيق مجموعة من المطالب المشروعة !
هم الآن مخيرون بين أن يقتلوا بدم بارد وتنهب ممتلكاتهم وتنتهك أعراضهم ، أو أن يدافعون عن أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ؟
وكل الشرائع السماوية والوضعية كفلت حق الدفاع المشروع ؟!
ومع كل ذلك لازالوا يؤكدون ويعلنون دائماً إستعدادهم لتنفيذ كل مطالب الدولة فقط من يضمن لهم حياتهم حين يبدأوا بتنفيذ هذه المطالب !!!
ثم حين ينزلون من الجبال إلى أي بيوت سيعودون إلى تلك التي صارت أثراً بعد عين بعد أن دمرتها الطائرات الحربية وقذائف الدبابات والمدفعية ؟!!
أم تلك البيوت التي أصبحت مقرات للجيش وسجون حكومية ؟!!!
ومع ذلك من يضمن لهم حين يسلمون أسلحتهم وأنفسهم ألا يحصل لهم ما حصل لبعض إخوانهم في مران حين تم تصفيتهم ودفنهم في مقابر جماعية بإعتراف الرئيس ! أو كما حصل لإخوانهم في الرازامات حين تم تقييدهم ووضعهم أحياء تحت جنازير الدبابات !!!
أو أن يتم إعتقالهم وتعذيبهم ومن ثم تصفيتهم كما حصل لإخوانهم في سجن قحزة وغيره ؟!!!
من يضمن لهم أن تتوقف الإغتيالات والإعتقالات وكل الإنتهاكات بحقهم ؟!!!
من يضمن لهم إطلاق سراح كل المعتقلين وكشف مصير المفقودين وتعويض المتضررين !!!
من يضمن لهم حريتهم الكاملة في التعبير عن آرائهم وأفكارهم أسوة بغيرهم من التيارات الدينية والسياسية في اليمن ؟!!!
من يضمن لهم كل ذلك ونحن نضمن له تنفيذهم لكل مطالب الدولة دون إستثناء ؟!!!
Bookmarks