هل سيتكرر نموذج السودان في كثير من البلدان العربيه واولها اليمن . ان النموذج السوداني في التقسيم ماثل امام اعين ابناء الجنوب وهم اليوم يحلمون بان يتم الاستفتاء على البقاء في هذه الوحده الكسيحه ام الانفصال الى دولتهم .
لعل الوصول بالسودان الى هذا الخيار هو سياسة النظام القائم واستبداده والفساد المستشري فيه . وتهميش الجنوب من التنميه وجعل مواطنين الجنوب من الدرجه الثانيه والثالثه . كل هذا تحمله ابناء الجنوب لقرابة ثلاثه عقود وهم يناضلون حتى حصلوا على حق الاستفتاء في بقاءهم ضمن الدوله ام ينفصلوا عنها . رغم محاولات حكومه الخرطوم المتاخره والمتخاذله في صرف ابناء الجنوب عن الانفصال .الا ان الوقت قد نفذ وهذا ما تناقلته كثير من الاطراف .
ولعل حكومتنا الرشيده كما تحب ان تسمى تغض الطرف عن ما جرى للشقيقه السودان وهي تسير في خطاها بل وباسرع منها نحو المصير نفسه . واكثر من ذلك فان حكومتنا تحاول ان تخلط الاوراق بشكل دقيق حتى لا ينفصل الجنوب فحسب بل يتجزاء الى اكثر من جنوب . وهي بهذا تلعب اللعبه القذره (( علي وعلى اعدائي )) .
وكان الاجدر بها ان تاخذ العبره من السودان وان تعمل على ترتيب البيت الداخلي وتسعى لاقامه دوله قويه بالقانون والنظام وتحقيق التنميه وازالة الفساد والمفسدين وان تعطي للشعب الحريه وتحفظ حقوقهم وتحفظ كرامتهم . وان تجعل للوطن مكان في قلب كل ابناءه . وبهذا لن تصل الى المرحله التى وصل اليها السودان .
هذا خيار وهو مايريده الكثير . لكن ان لم يكن هذا الخيار فان الخيار الاخر حتما سيكون وسنصل الى حق تقرير المصير ولعل هذا المطلب لم يعد مستحيل وهو ماثل امامنا .
ان الدوله التى لا تستطيع ان تزرع حب الوطن في قلوب ابناءه ولم تقم لمطالبهم ولم تحفظ كرامتهم .وتحقق العدل بينهم فحقا لابناءه تقرير مصير حياتهم وعيشهم . فان الدول الضعيفه قانونيا ونظاميا تلجاء الى القوه العسكريه لتعوض ضعفها وبالتالي فانها لا يمكن ان توحد الاوطان بل انها تكثر متاعب مواطنيها .وانهاك نفسها .فمن الاجدر ان تترك مسائل التوحيد الى اجيال قادمه ربما تستطيع ان تحقق ما عجزت عليه الحكومات الحاليه .وان تجعل الوحده خيارا طوعيا لا اكراها ......
Bookmarks