إلى كل من ينادي بالتشطير (ويل لأمّةٍ لا وطـن لها) *
بقلم/ فائزة البريكي - (لا أتوقع أن أسمع من الغُراب تغريد البلابل)
كل انسان فينا يحمل مـشاعر للوطن وأن أختلفت درجاتها ،،، كل مواطن فينا مُتعلق بالمنطقة التي تسكنهُ ،،، ولـِد فيها أم أنتمـى اليها أصلا وجذورا،الوطن ليست كلمة ،،، وليست بضاعة مُكدسة علينا التكالب عليها وشرائها عندما نحتاجها ، ونرميها بعد استعمالها.. الوطن ليست شعارات نُـرددها ولا مقالات نكتبها ولا سلاح نشهره في وجه أخواننا،الوطن يشغل مساحة في القلب ،،، خُلقت معه ،،، تشبتت في ظلوعه ،،،،
وأصبح الانسان مننا بلا وطن ينتمي اليه فهو من فئة الـ( بدون )،من دون أصلٍ أو جـذور
الثروات التي يتحدث عنها الأخوة في الجنوب لم نراها ولم نعشها ولم نتحسس خيرها قبل الوحدة،،والى جانب الفقـر والقحط كانت الحرية معدومة وأبسط حقوق المواطـن كانت مغادرة بلاعودة من وطننا المبتور ،،،
ايام الجنوب وقبل الوحدة كانت السلطة مشغولة جدا بأمور لاتهم الشعب بل تهمها هي كمصالح وأطماع شخصية، لكل قائد وصل الى كرسي الحكم لم يمر مرور الكرام بل كانت هناك مذابح *وتصفيات جسدية دموية والشعب كان يعيش أسوأ فترة من فترات الحكم في الجنوب ، الجوع والفقـر في أوجه، التعليم لا بأس به لأن الأساتذة كانوا من مصر وفلسطين والسودان تدفع روابتهم عن طريق المساعدات من دول أخرى وليست من الحكومة، لان ميزانية الدولة لا تسمح بدفع تلك المصاريف الناهضة لإسااتذة مُعارين من دول أخـرى ( فأين كانت ثروات الجنوب التي تتغنون بهااليوم والحكومة بالكاد تجد ميزانية سنوية لها لشراء الأسلحة الروسية وقتل بعضهم البعض؟؟ ،حتى الكهرباء والماء والشوارع والأرصفة تكاد تكون معدومة الخدمات ،،، كنا دارفور أخـرى في صورة دولة حديثة تتغنى بانجازات لا نشاهدها الا بوضع حجر اساس في التلفزيون الرسمـي (تلفزيون عدن )الـذي يبدأ البث فيه الساعة الرابعة عصرا ،،، وينتهي الإرسال الحادية عشر مساءا ماعدا الخميس بزيادة ساعة ( خدمة جليلة يعني ) ونشاهد في الختام السلام الجمهوري والعلم الجنوبي يـُرفرف ماشاء الله معلنا لنا وقت النوم المبكر كالفـراخ..
أما خدمات الصحة والتعليم فحدث ولا حـرج متدهورة تدهور مُخيف ،،،
حيث أنه كانت كل محافظة يوجد بها مدرسة ثانوية واحدة وجامعة واحدة ومستشفى هالك بأجهزة قد أكلها الصداء ،،وأطباء غير مؤهلين من روسيا بعد أن رفضت قبولهم بلادهم في العمل في الطب ، صدّروهم لنا بالدستة وكانت فشل العمليات الجراحية والجثث التي يدفع ثمنها من سوء الخدمات من اطباء خردة بالكميات التي لاتحصى ولا تُعد ،،، لا أجهزة حديثة ولا أدوية ،،المستشفى كانت واحدة في المكلا هي مستشفى باشراحيل الذي تشم رائحته الكريهة من باب الطوارئ التي تنبعث منها رائحة الأدوية المنتهية صلاحيتها، والقمامات امام البوابة متراكمة عليها الذباب وتسمع مواء القطط وهي تتنافس على الوجبات الدسمة في الزبالات ، والا الذباب ، ماشاءالله زائر دائم في البيوت وغرف المستشفيات والمدارس ، كله يحبنا ويموت فينا القطط والذئاب والحمير في الشوارع ،مظاهر حضارية نعجز عن وصفها!!!،
وفوق كل هذا ممنوع أحد ان يتكلم ، ينتقد مسؤول ، يعترض على الخدمات ، لاتوجد صحف مستقلة ولا صحفيين مستقلين ولا دائرة لشكاوي المواطنين ، كلنا راضيين وصاغرين وساكتين ، وبالطبع لا تستطيع صحيفة مثل صحيفة ( الشرارة ) التابعة للسلطة أنذاك أن تكتب عن المشاكل وفي هذه التجاوزات وإهمال هذه الخدمات والمرافق، بل كان شغلها الشاغل التغني بإانجازات الرفاق ودخولهم وخروجهم وافتتاحهم مشروع وخروجهم من موقع والناس في الشوارع تهتف ( عاش الحزب الاشتراكي اليمني عاش ) كلنا كنا نصفق ونهتف ونرفع العلم ولاندري لماذا كنا نصفق ///
لم نسمع عن اي شئ يسمى مجهودات وأمل في الطريق الينا باكتشاف حقول غاز أو نفط سواء في حضرموت او شبوة ،، بل تكاد تكون تلك المحافظات شبه منسية وفي خبر كان وكنا نعيش في جزء مبتور من وطن نحمل اسمه فقط ولايعيرنا أدني اهتمامه ،،،
الحياة مملة ،،، روتينية ،،، كئيبة، وكأنه يحكمنا احتلال أجنبي ،وكان المواطن في الجنوب يهرب خلسة عن طريق محافظة المهرة بما كانت تلك الفترة تُسمى ( المحافظة السادسة ) ، يهرب الى الشمال ويطلب جواز سفـر شمالي ويـرمي الجواز الجنوبي لكي يُهاجر الى السعودية التي كان للشمايين فيها امتيازات لاتتمتع بها أي دولة عربية لـولا أزمة الخليج في التسعينات ،،،
قانون( ممنوع السفر نهائيا يعني ألعن من خليك بالبيت اليوم ) الى اي دولة في العالم قانون همجي واستعبادي وفيه انتهاك صارخ لحقوق الانسان وحريته في أن يختار العيش في أي مكان يرغب بالسفر اليه ،،وتطبيق هذا القانون من ضمن الفروض الواجبة والعبادات التي لابد وأن يقوم بتنفيذها المواطن دون أن يسأل لماذا؟؟؟ كله ساكت ، مؤدب كان يسمع الكلام ، قانون عجيب لم نسمع به في أي دولة في العالم الى يومنا هذا،،، وكان لا اعتراض على قضاء وحُكم الاشتراكية الشيوعية فهي القانون والدين والفرائض المُقدسة.. لان الشعب كان مجرد ديكور خارجي وتحصيل حاصل تابع ومسلوب لدولة اسمها الجنوب
تكاد تكون شبه منسية وغير مذكــورة للعالم الخارجي الا لأولاد عمنا الدول الشيوعية ( مالنا الا لينين وبرجنيف ) اليس علي عبدالله صالح أفضل من هؤلاء الشيوعية ؟ فهو مننا وفينا يماني الدم والأصل الجذور أفضل من أن يحكمنا شيوعي والا امريكا ياشعب اليمن..
الوطن بـرئ من الحُثالات وحاملي شعار التفرقة والعنصـرية تحت أي مبرر الوطن لن يقبلها ،هناك طُرق نضال كثيرة أن أجتهد صاحب الحق فيها فلابد لليل أن ينجـلي، الـوطن لن يكـون فوهة بركان لإطماع خارجية وآيادي قذرة تزرع الفتنة عن طريق تفتيت ابناء الوطن الواحد في الداخل وفي الخارج ..
أصحوا من غفوتكم ياهؤلاء،،، فالـفرق بين الجنوب زمان والآن فرق السماء والأرض ،،، نعم توجد بعض التجاوزات ولكن ماهكذا تورد الأبل يا انفصاليين ،،، وماهكذا تُسترجع الحـقوق وتُنادى المطالب
(مـا لا أفهمه لا أؤمن به، وما لا أؤمن به لا يعني أن أكفـر به)
فعلينا عندما نؤمن بقضية ما أن نتحدث قليلا لنفهم ونتعلم كثيرا ونتحرك على اساس فهمنا لقضيتنا من كل الجوانب، بلا شحتور بلا دبور بلا نوبة بلا باعوم بلا يحزنون،،، ليسوا هؤلاء قادة الجنوب ولن يكونون،
اليمن لن تنفصل ،،،ووحدتنا تاج على رؤوسنا وعزوتنا وقوتنا كيمانيين ..
ولا تكونوا كـالغراب يردد مايسمعه أي شخص وبأي لغة لمجـرد الترديد فهو لايتقن غيرها ،،،
فيكفي ماعندنا من غُربان وبكل اللهجات الـعربية المكسـرة تزكم أنوف محافظات اليمن من شمالها الى جنوبها ( وأن بُلِيتم فأستتروا يا إنفصاليين ،وخلوا الغطاء مستووووور أحسن والا أفضل لكم بأن تطلبوا رحمة وحكم تحت سيادة الرئيس الصومالي أو الحبشـي أو الهندي بدلا من الرئيس الصالح ويادار مااادخلك شــر!!!
Bookmarks