السلاااااااااااام عليكم .. ورحمة الله وبركاته وبعد
السادة والسيدات جميعا ..
كانت الرحلة طويلة ... وربما اطول من الآلف الكيلومترات التي قطعتها الحافلة الى عدن .. من نقطة الانطلاق .. جدة ..
كانت الحروف تأخذني وتجرني .. في تفاصيل كثيرة .. ولكن خفت أن يبدأ الملل ... ذلك المرض القاتل .. الى قلوبكم ... وهنذا أحاول أن أختتم الرحلة بقليل من التفاصيل .. وبعبور سريع ... عبر الزمن .. وان حصلت هناك فرصة بعد فترة من الزمن .. فسوف نتطرق الى تفاصيل الرحلة .. ولكن ليس كجزء من رحلتنا على هذه الصفحات ..
فبلا شك .. سوف انهي الرحلة الى الابد .. على هذه الساحة .. وستبقى ذكرى جيدة .. وفيها سلبيات .. .. ستبقى تلك الذكرى في اعماقي ..
لهذا كنت قد توقفت في الجزء الرابع على مشارف مدينة تعز ..
تلك المدينة القابعة في أحضان سلسلة جبلية .. وفي صدر جبل (صبر)
فحينما اقتربت الحافلة .. من تلك السلسلة الجبلية .. التي تحمل حلة خضراء يانعة ... كانها لسبت أجمل الثياب لتقابل أبنائها الذين هجروها لفترات متفاوتة من الزمن ..
دخلت الحافلة الى المدينة .. بعد ان ألـتقطت اعماقنا .. اجمل الصور المعبرة لتتغلغل في اعماقنا وتحل محل صورا أخرى نعيشها في حياتنا ..
المدينة بالفعل تبدو وكانها عروسة تقتني أجمل الحلل .. ولكأنها بين يدي فارسا لا يشتق له غبار ويقف عقبة منيعة تجاه كل معتد ..
مبان حديثه تبدوء وكأنها نباتات مثلها مثل تلك الاشجار والحشائش المنتشرة في كل مكان من الجبل ..
مرورا كان سريعا في شواراع المدينة ... لنجد انفسنا نبعتد عن تلك المنطقة دون أن تفارق اذهاننا .. وستبقى طويلا في الاعماق ..
وفي الطريق الى عدن بدأت الشمس ... تلقي باشعتها الى الجانب الآخر المظلم من الكرة الأرضية .. وتختفي عنا الشمس رويدا رويد .. حتى غشى المكان ظلام الليل الدامس ..
كانت الحافلة تسير على مهل .. وكالعادة .. يشد الجميع منظر المدينة حينما تبدوا في البعيد ..
عدن .. تلك المدينة التي زرتها مرات عديدة .. من قبل .. لا تزال هي المدينة الساحرة ... التي اشتاق اليها ... حتى وان كنت عائشا في أحشائها ..
هذه المرة تبدوا اجمل .. باضوائها الصفراء التي نشاهدها من بعيد ..
ما هي الا دقائق ونصل الى هناك ..
وصلت الحافلة في الساعة الثامنة والربع مساء ..
بعد ان أخذنا جولة ... عابرة في شوارعها ... وتعطرت أجوائنا بروائح البخور العدني ... في اجوائها ..
وبهذا تكون الرحلة قد انتهت في عدن ... ومع خالص التحية .
صدى
Bookmarks