في الفترة الأخيرة وانا اتابع حوادث الجنوب استغرب لما يحصل فيها
خاصة حينما أرى تهاون الاجهزة الامنية والدولة في التعامل معها وفق القانون كملاحقة المسببين في أعمال الشغب ومحاكمتهم
وفي المقابل لا أشاهد أي رد من قبل النظام إلا العروض العسكرية
وكأن العروض العسكرية هي الحل
وكلما شاهدت طريقة المنادين بالانفصال الحرة اتعجب حقيقة
وأتذكر كيف كان تعامل نفس هذه الاجهزة مع الشعب حينما بدأت مشاكل صعده
فما يكاد الشخص يتحدث إلا ويختفي في اليوم التالي حتى وإن كان مجرد مواطن عادي قال رأيه من خلف جهاز كمبيوتر
بينما أرى كتابا يجوبون المنتديات دون خوف ودون أن يتعرض أحد لهم ينادون بالانفصال وينشرون ثقافتهم العنصرية
لو نسينا موضوع الانفصال جانبا وركزنا على ما حققته المعارضة في الفترة الاخيرة
سنجد أنها كانت ماشية على خط معين ومطلب شعبي تحدد بالتعديلات الدستورية للقانون الانتخابي واللتي تعتبر مطلب إصلاحي شعبي
وتمكنت المعارضة بامكانياتها الزهيدة من إجبار النظام على الانصياع النسبي لها
ودخل النظام معهم في فترة تمديد لمدة سنتين على أن لا تنتهي إلا بالاصلاحات المطلوبة
ولكننا نجد الآن أن النظام نجح بعروضه العسكرية من إدخال الشعب والمعارضة والحكومة في دوامة الانفصال
وإعطائهم الاحساس بأن هنالك خطر (وانا مؤمن بأنه خطر وهمي) اسمه الانفصال واقف على الابواب ولا حل لمحاربته إلا بالوقوف مع النظام
شخصيا أعد ذلك محاولة منه لإيجاد قضية تنشغل بها المعارضة والسياسيين من كل التوجهات
هنالك مثل ألماني يقول
lieber ein ende mit schrecken als ein schrecken ohne ende
ومعناه: نهاية مؤلمة أفضل من ألم دون نهاية
وهذا ما يحدث الآن !!
فيا أخواننا في المحافظات الجنوبية
إما أن تضعوا أيديكم في ايدينا لنصل لمطلب شعبي واحد نحن سائرين إليه بهدوء ألا وهو تعديل القانون الانتخابي والمطالبة بنظام فيدرالي
وذلك لقص أظافر النظام شيئا فشيئا وكخطوة على طريق البناء بعيدا عن هوى النظام وازلامه
أو انفصلوا وريحونا وخلوا العالم يشتغل ويشوف مصلحته
ولكن لا تكون وسيلة يستخدمها النظام لشغل الشعب والمعارضة عن التخطيط الجاد للقضاء على اخطبوطه
ولكم خالص التحية والتقدير
Bookmarks