عالم البشرة العجيب:

لقد ساعد التقدم الذي أحرزه الطب خلال القرن العشرين، على إعطاء الإنسان فرصاً أكثر لحياة أكثر صحة وعافية، إذ بامكان من هم في الأربعينات من العمر أن يتوقعوا العيش لأربعة عقود أكثر من أجدادهم، وأصبح من المعروف بأن اتبّاع أنظمة صحيّة بسيطة كالحدّ من نسبة الدهن في الطعام وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين من شأنه منع الإصابة بالعوارض الموهنة لأمراض عديدة أو تأخيرها أو التخفيف من حدتها، والواقع أن التقدم في السنّ لا يمنع من الشعور بالتحسّن يوماً بعد يوم. إلاّ أن الصحّة الجيّدة وحدها لا تكفي بل يجب أن تقترن بمظهر يعكس شباب القلب الدائم.
ويعتبر المظهر الخارجي من العوامل الهّامة التي تساهم في إظهار ما يشعر به المرء حيال نفسه فلا شك بأن الشعور بشباب المظهر يعكس شعوراً بصحّة الجسد ونشاطه. ومن المعروف لدى الأطباء أن من أولى علامات المرض أو الإحباط. فقدان الاهتمام بالشكل الخارجي بالمقابل، غالباً ما يعتبر تجدد هذا الاهتمام دليلاً على تحسّن صحة المريض، وفي هذا السياق أطلقت صناعة مستحضرات التجميل في أميركا حملة شعارها «المظهر الحسن مقياس الراحة النفسية» لمساعدة المرضى، عبر دفعهم إلى الاهتمام بمظهرهم، على الاستجابة للعلاج الطبي وغالباً ما ساهم ذلك في تقصير فترة العلاج!.
وليست العناية بالمظهر مضيعة للوقت أو المال، بل هي من الأمور الأساسية للحفاظ على الصحة. والواقع أن وظائفنا ومسؤولياتنا الحياتية الأساسية تتمحور بشكل أو بآخر على المحافظة. فنحن نحافظ على منازلنا وممتلكاتنا ونصلح الأضرار ونعيد طلاء الجدران عند الحاجة... ألا يجدر بنا بالتالي أن نولي اهتماماً أكبر للحفاظ على صحتنا ومظهرنا الخارجي، وبوجه خاص، بشرتنا؟
سيكون هذا البرنامج دليلك لاختيار سبل العناية بالبشرة. والتي لا تتوقف نتائجها على ما تنفقينه من الوقت والمال. بل على إدراكك للخيارات العديدة المتاحة لك البشرة، ذلك العالم العجيب!
كثير منا لم يفكر يوماً بما تمثله البشرة بالنسبة للإنسان، إنها تنقل إليه وإلى الآخرين المظهر الخارجي، كما أنها «الغلاف» الذي يقدم به نفسه إلى العالم، وهي أكبر أعضاء الجسم البشري وأكثرها ظهوراً، إذ تشكل 51% من وزن الجسد وتغطي ما يعادل 81 قدماً مربعاً من مساحته، وهي تتميز بقدرة فائقة على التمدد عندما يزداد الجسم، والتقلص عندما يضعف، والبشرة هي العضو الوحيد في الجسم الذي يمكن رؤيته من الخارج ومن شأنها أن تظهر إلى العالم الخارجي أكثر مما نرغب، إذ يمكنها أن تبوح بعمرنا التقريبي، ووضعنا الصحي، والطريقة التي نعتني بها بأنفسنا.
والبشرة هي أول عضو حسي، بل هي أهم الأعضاء الحسية على الإطلاق، فعندما تعجز باقي الحواس عن تأدية مهامها تعوض البشرة هذا العجز بشكل ممتاز. وعليه فإن الإنسان قابل لأن يحيا من دون أن يسمع أو يبصر أو يشم، غير أنه يعجز عن العيش بدون المعلومات الحسية التي تنفرد بنقلها البشرة لا غيرها.
وهكذا فالبشرة هي آلة معقدة ومدهشة، وكأي آلة أخرى تحتاج البشرة إلى العناية والصيانة المستمرتين لتؤمن لنا خدمة جيدة ونحصل على المظهر الأفضل. ويسعدنا في هذا البرنامج أن نتقاسم معكِ بعض الأسرار التدابير الفعالة والسهلة التطبيق، كي تبدو بشرتك باستمرار رائعة وشابة قدر الإمكان. ولن يكون هذا البرنامج فعالاً لبشرتك فحسب، بل ذا فائدة عظيمة لصحتك أيضاً.