كيف؟ والى أين؟ والى متى ستهربون من الحقيقة؟ ) بقلم : هيثم الزامكي )نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي عدن – لندن " عدن برس " خاص : 20 – 5 – 2009 نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
السياسة عالم من المفهوم وغير المفهوم* المتوقع وغير المتوقع* الحكيم والمتهور* الايجابي والسلبي ....الخ من المتناقضات والأحكام التي يعرفها صانعي السياسة* ومن يتأثرون بتلك الصناعة.

ما يحدث في الجنوب منذ قيام الوحدة في العام 90م* هو خليط من بعض السياسات المذكورة أعلاه* وبالمجمل فان تلك السياسات بكل تصنيفاتها غلب عليها طابع التخبط والتسرع والارتجال وعدم وجود رؤية إستراتيجية لمستقبل الشراكة بين الجنوب والشمال* وقد بدت آثار تلك السياسة جلية للعيان* وكانت حرب 94م العنوان الأبرز للسياسات السلبية التي تمت* وتلت ذلك العنوان عناوين أخرى لا نستطيع حصرها جميعا في هذا المقال* لكننا سنركز على العنوان الأخير المتمثل في الحراك الجنوبي السلمي* وحالات التصعيد الأخيرة التي وصلت إلى حد استخدام القوة من قبل السلطة ضد أهلنا في ردفان العظيمة.
حقيقة نقولها وبمرارة ملئــها الأسى* ان وصول الحال الى ما هو عليه اليوم واستمرار السلطة في سياستها دون تغيير عقلاني وإنساني* إنما يغلق أمامنا جميع آفاق الحل الذي يجنبنا كافة مزيدا من المآسي التي تعبنا من تدوينها في ذاكرتنا* وقد سبق لنا ان كتبنا على صدر "صحيفة الأيام" الغراء مقالا بعنوان (لنتجنب الوصول الى الأيام الصعبة) بتاريخ 16-9-2007م* وطالبنا فيه بالاعتراف بالقضية الجنوبية ومعالجتها* واليوم نقولها ونحن نأسف لها* اننا فعلا قد دخلنا الأيام الصعبة التي حذرنا منها* لان السلطة صممت على الاستمرار في تجاهل كل دعوات العقل والمسؤولية منذ زمن طويل* وبدلا من ذلك فضلت الاعتماد على سياسة طمس الحقيقة ظن منها أنها تستطيع السيطرة على الأحداث في الجنوب وتوجيهها بطريقة أو بأخرى إلى الاتجاه الذي تريده* لكن الحقائق ظلت تتطور و تترابط حتى أصبحت حقيقة كبرى لم يعد بمقدور احد تجاهلها* هذه الحقيقة الكبرى تتمثل في نشوء وتحقق ونضوج قوى الحراك الجنوبي السلمي* الذي نعتبره برأينا الشخصي أنه أعظم انجاز سياسي جنوبي في تاريخنا الحديث ونحن لا نقول هذا من منطلق مناطقي بل من منطلق فكري لان ذلك الانجاز الذي ولد من رحم مفهوم التصالح والتسامح* جاء ليثبت تطور حركة الوعي لدى جماهير الحراك لدرجة اختيار النهج السلمي كوسيلة سياسية لإحداث التغيير والحصول على الحقوق والمكاسب الشرعية.
واليوم وقد وصلت الأمور الى ما وصلت اليه فإننا ملزمون بالتخلي عن كل حرف لا يعبر عن الحقيقة كما هي* وان نبتعد عن المجاملة ولو غضب البعض من صراحتنا* فوحدها الحقيقة ولغة العقل يمكنها ان تخرج الجميع بما فيهم السلطة من هذه الحالة المحتقنة* لنعيد الهدوء والاستقرار الى كافة ربوع الوطن* ويتجه الجميع الى طاولة الحوار الذي به وحده ولا سواه يمكن تحقيق كافة الأهداف الحقيقية التي يسعى لها كل الشركاء* فكيف يمكن تجاهل الحقيقة؟ والى متى سيطول هذا التجاهل؟ والى أين يظن البعض أنهم سيهربون من الحقيقة؟ حقيقة فشل العلاقة الحالية القائمة عليها دولة الوحدة بين الشمال والجنوب* وحقيقة ان الجنوبيين قد أدركوا هذا الفشل وعبروا عنه بطريقتهم السلمية* عبر منظمات وتكوينات سياسية* تملئ ساحة الجنوب من أقصاها الى أقصاها* وإذا كانت السلطة حريصة فعلا على الوحدة فعليها الاعتراف بهذه الحقيقة دون تأخير* ودعوة ممثلي الحراك إلى الحوار دون قيد او شرط* ووقف كافة النشاطات العسكرية التي لن تحقق اية نتائج سوى تازيم الوضع والدفع بمكونات الحراك الجنوبي باتجاه سقوف سياسية جديدة أبعد مما هي عليه اليوم* أما مسألة التخاطب من خلف الجدران والتنكر للواقع وتجاهل مصالح الآخرين* فلن تقودنا الا الى المجهول* وإذا كان عذر السلطة يكمن في الشعارات التي يرفعها بعض مكونات الحراك* فإننا نعتقد ومن خلال تحليلنا لحالات سياسية مماثلة لما يحدث في الجنوب* ان الاعتراف بالمشكلة والدعوة للحوار من اجل حلها ستشكل فضاء جديد للحوار سيمكـّن الجميع من طرح رؤيتهم للحل.
لقد أدت سنوات الهروب من التعامل مع الحقائق الى تراكمات صعبة* لم تعد تحتمل إضافة المزيد عليها* وقد تعددت أشكال ذلك الهروب* فمنها ما اتسم بالهروب الكيفي؟ ومنها ما اتسم بالهروب المكاني؟ ومنها ما اتسم بالهروب الزمني؟ ولكي نوضح ما عنيناه بتلك التصنيفات المجسدة لأنواع الهروب من حقيقة وجود الشريك الجنوبي وبالتالي حقيقة وشرعية القضية الجنوبية* سنطرح عدة نقاط عبر التساؤلات التالية:
أولا: كيف يتم الهروب من الحقيقة:
هل يعقل ان يتم وصف جماهير الحراك بأنهم قلة ممن فقدوا مصالحهم؟ وإذا كانوا بالفعل قلة فلمن تلك الصور التي تظهر الآلاف وهم في ساحات الاعتصام السلمي؟ وتلك المهرجانات التي تنظم بشكل متزامن في معظم مناطق الجنوب ماذا نسميها؟ و كيف نفهم التمثيل الواسع لمكونات الحراك السلمي الذي يغطي مختلف محافظات ومديريات الجنوب؟.
من هنا يتضح ان تجاهل السلطة لكبر وشمولية جماهير الحراك الجنوبي لم يكن في محله* بل كان له أثر عكسي زرع في نفس المواطن الجنوبي شعور بالظلم والانتقاص من حجمه وقيمته فزاد من حالة احتقانه* وقد غذى ذلك الشعور إجراءات سطحية وشخصية ظنت السلطة أنها أقصى ما يمكن تقديمه من حلول لمواجهة المشكلة في الجنوب. وانطلاقا من كبر وشمولية الحراك السلمي الجنوبي وشرعيته في تمثيل رأي المواطن الجنوبي* فان مصطلحات الهروب التي استخدمتها وتستخدمها السلطة لم تعد ذات جدوى* حتى على المستوى الخارجي فقد أثبتت الأيام الأخيرة ان العالم بدأ أكثر اهتمام بما يحدث في الجنوب* وقد بات من الحكمة اليوم تسمية المسميات باسمها الحقيقي.
ان تسويق مصطلح (الانفصاليين الجنوبيين) يعد شكل من أشكال الهروب من الحقيقة* وفيه تجني تاريخي على الحقيقة* ولقد كان لهذا المصطلح عبر السنوات التي تلت حرب 94م* أثره العميق كأحد الحراب التي وجهت الى جسد الوحدة* فماذا يتوقع من له لب ردة فعل المواطن الجنوبي وهو يوصف بالانفصالي في كل مرة يرفع فيها صوته مطالبا بأبسط حقوقه؟ كيف بالله عليكم يكون الجنوبي انفصالي وهو الذي ذهب الى الوحدة متنازلا عن رئيسه* وعاصمته* وعملته* وجيشه* وثروته* وقطاعه العام الضخم* ومن ثم يوصف بالانفصالي.... كيف؟ كيف تكون ردة فعله وقد تحمل وزر الحرب الطاحنة التي دارت كلها على أرضه في العام 94م فصبر وتحمل من الألم والجروح ما لا يستطيع شعب أخر تحمله* من اجل وحده كان قد رسم لها في خياله أجمل الصور* فإذا بالقدر يفاجئه بكل ما هو منافي لذلك الحلم* فلم تحُترم تضحياته* ولم تحٌترم معاناته* وبقي يتحمل الصدمة تلو الأخرى* ويفقد الأمل تلو الأخر* منتظرا لحظة التغيير التي لم تأتي بعد* وفوق هذا كله يوصف بالانفصالي* لقد ضربتم عرض الحائط برضا المواطن الجنوبي طيلة خمسة عشر عام* فكيف تستكثرون تحقق رضاه اليوم.
لا أخفيكم شعوري وأنا أكتب هذه الفقرة بان الحسرة والمرارة قد بلغت عندي مبلغها* فانا لا اخجل من الإفصاح عن حبي لمشروع الوحدة* ولطالما حدثت أصدقائي من الجنوب والشمال وانا اقطع بالسيارة طرق عديدة سهول وجبال وسواحل في إطار عملي في التنمية المحلية* حدثتهم عن رغبتي في الانتماء لكل هذا المزيج* واستهجاني لكل شيء يمكن ان يحرمني تحقيق تلك الرغبة* لكنني في نفس الوقت لن اسمح لتلك الرومانسية والعاطفة ان تكون حاجزا يمنعني من الصراخ في وجه شقيقي لأقول له كفى! لا تضطهدني !انا لا استحق منك ذلك! أنظر الى حالتي كيف كانت و أين صارت؟ بفعل تلك العاطفة الصادقة! أنظر الى مؤسساتي الإدارية التي لم أكن أسمع فيها مصطلح الرشوة والفساد* واليوم لا أرى منها مؤسسة واحدة تستحق ان تذكرني بمصطلح النزاهة والحفاظ على المال العام* أنظر الى مستشفياتي التي كنت أتطبب فيها مجانا* وإذا لم يكن بها علاج كانت دولتي السابقة تأخذني للعلاج في الخارج دون حاجة للتذلل لوزير أو مسئول ما* دون حاجة للتبرعات من الأقارب والأصدقاء* أنظر الى مدارسي التي كانت تقدم أفضل الخدمات التعليمية في المدن والأرياف وحتى البدو الرحل* أنظر إليها اليوم وقد بلغني وبلغك ان منها مدارس لا يتعلم فيها أبنائنا في المرحلة النهائية الإعدادية والثانوية طيلة أيام العام الدراسي ويوم الامتحان تأتيهم أسئلة الامتحانات النهائية جاهزة مع إجاباتها* انظر الى مراكز شرطتي وقد أصبحت أخشى دخولها خوفا من الابتزاز حتى ولو كنت صاحب حق؟ أنظر الى سكني وقد كانت دولتي السابقة تبني المساكن وتوزعها على عامة الشعب حسب كشوفات المسجلين في وزارة الإسكان* واليوم انا لست مجرد مواطن بلا سكن* بل حتى حصولي على قطعة أرض صغيرة في وطني الكبير* أصبح حلم مصادر ومن ضروب المستحيل تحققه* أنظر الى الانضباط والحزم الذي كان عنوان القانون في دولتي السابقة* فكبار موظفي الدولة وصغارها كانوا يقفون أمام واجباتهم الخدماتية بكل انضباط كما يقفون أمام إشارة المرور الحمراء* واليوم لم أعد أعرف من اللون الأحمر إلا ما يتعلق بمصطلح الوحدة خط أحمر* بينما كل طرق الفساد والنهب والكذب والظلم إشاراتها خضراء* لا يا أخي! ليس من حقك ان تزرع الأشواك في طريقي وتطلب مني ان أواصل السير في هذا الطريق! لا يا أخي* هذه المرة لن اسمح لعاطفتي ان تكون سبب في تدمير مستقبلي ومستقبل أبنائي وأحفادي* من حقي أن احدد الوضع الذي يلائمني* وإذا كنت أخي فعلا كما تدعي* فعليك مساعدتي كي أساعدك ونسير معا* وأول شيء يمكنه ان يبني بيننا تلك المساعدة هو ان تعترف بمأساتي* لم أطلب منك الاعتذار* وقد أصبحت مرهق من مناقشة المتسبب عن هذا* علما ان حجتي ستكون أقوى لو فتحنا باب هذا النقاش* لم يعد لدينا وقت كافي للهروب* ليس أمامنا الا التحلي بالشجاعة ومواجهة الحقيقة كما هي* ليس أمامك يا أخي كي تعيد زراعة الأمل في عقلي وقلبي الا ان تعترف بقضيتي الجنوبية وشرعيتها وشرعية أهلها في جماهير الحراك السلمي* لعلك يا أخي ان فعلت ذلك تمنحني فرصة تجعلني التقط أنفاسي* ومن يدري لعلنا نتفق مرة أخرى* وثق أننا أخيرا سنتفق* لأننا محكومون ان نتفق لكي نستقر ونبني وننمو بأمن وسلام.
و للهروب الكيفي من الحقيقة أوجه متعددة* فسر جزء منها المناضل الشجاع د.عيدروس النقيب في مقاله الأخير بجريدة الأيام يوم السبت الموافق 2مايو 2009م* فثقافة الكراهية ليس لها قاموس يحدده طرف ما* وبمعنى أدق ليس من حق السلطة ان تفسر ما يصدر من الجنوب بمقياس الكراهية وزرع النعرات والطائفية* ودعونا هنا نتساءل لماذا لا يكون الحق للجنوبيين في تحديد منطق بث الكراهية وفق مفاهيم الظلم الذي يتعرضون له؟ لماذا لا يفسر الجنوب صمت الشمال عن الجرائم التي ترتكب في حقه بأنها أساس زرع الكراهية والنعرات* إذن فالخطاب القادم من السلطة حول الكراهية هو خطاب بحاجة لإعادة النظر فيه* إذا كان الهدف والنية الصادقين يصبان باتجاه تخفيف ونبذ كل ما يزيد من هذه الحالة* ان الخطاب الحالي للسلطة حول مسألة الكراهية وبث ثقافة العصبية يذكرني بطرفة لبنانية شهيرة قيلت أثناء الحرب الأهلية اللبنانية حول شخص صرح باللهجة اللبنانية اللطيفة* قائلا: *{انا أكرة شي على آلبي بها الدني هوي الطائفيي وأهل السنة}.
وهكذا تقودنا كل المفاهيم التي ناقشناها في باب كيفية الهروب من الحقيقة الى معرفة الآثار السلبية الخفية للهروب وعدم جدوى ذلك الهروب.
ثانيا: إلى أين يتم الهروب من الحقيقة؟
ان محاولة إلصاق ما يحدث في الجنوب بالخارج* هو أيضا هروب من الحقيقة* فالخارج لم يأمر بتسريح الآلاف من العسكريين والمدنيين من أعمالهم بالتقاعد الإجباري او بالنقل او ببيع القطاع العام او بأي صورة أخرى* الخارج لم يأمر باستخدام الرصاص الحي ضد الاعتصامات السلمية* الخارج لم يوزع الأرض على المتنفذين ويتركنا في الشارع* الخارج لم يتهمنا بالعمالة والانفصالية* علما ان في هذا الخارج نماذج كثيرة لمن يطالبون بالانفصال عن دولهم كإقليم الباسك في اسبانيا* وكيبك في كندا* ولم يسبق ان وصفت السلطات تلك الجماعات بالعمالة والتآمر* بل يجري التعامل معهم بإنسانية وعقل وديمقراطية* وإذا لم تكن تلك العناصر الثلاثة حاضرة في التعامل معهم* لكانت تلك الأقاليم دول مستقلة* وهذا ما حدث في الاتحاد السوفيتي السابق وفي يوغسلافيا السابقة عندما لم تكن الديمقراطية والإنسانية والحكمة هي عنوان التعاطي مع تلك المناطق.
لذا فالهروب بالحقيقة الى الخارج لن يشكل الا مزيدا من الزيف في الداخل* وبالتالي مزيدا من عدم الثقة ومزيدا م الاحتقان.
ثالثا: الى متى سيستمر الهروب من الحقيقة؟
تمتد أشكال الهروب من الحقيقة* من الكيفية والمكان لتسحب نفسها على الزمان* فكم من الحقائق تم ترحيلها عبر قرارات وإجراءات لم يكن هدفها الحل بل هدفها كسب مزيد من الوقت للهروب من الحل* بدء من وثيقة العهد والاتفاق الى تقرير باصرة هلال وصولا الى تأجيل الانتخابات البرلمانية سنتين إضافيتين* وكل ذلك كان هروبا من حقيقة غياب الشريك الجنوبي منذ حرب 94م* وهنا نود التركيز بإيجاز- نعد ان نتوسع فيه مستقبلا- يتعلق بشيء في غاية الأهمية عنوانه غياب الشريك الجنوبي منذ 94م* ودليله يتلخص في كارثة حرب احتلال العراق للكويت وما خلفته من آثار متعددة على دولة الوحدة الفتية* وعودة قرابة مليون مغترب من الخليج* وانقطاع الكثير من المساعدات التي كانت تأتي اليمن من الخارج* وتأزم علاقة اليمن مع محيطة الإقليمي والدولي* وبالرغم من ذلك كله لم تنهار الدولة ولم يظهر ما يستدعي القلق على شتى النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية* وهنا نتساءل* أليس وجود الشريك الجنوبي الحقيقي هو العامل الرئيسي في ذلك الثبات؟ بينما إذا استعرضنا ما تلا حرب 94م* سنجد ان مسلسل الانهيارات والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية قد بدء فعليا بعد ذلك التاريخ نظرا لخروج الشريك الجنوبي خروجا فعليا من معادلة الدولة الجديدة* وهكذا تتضح لنا صورة أخرى من صور الهروب من الحقيقة.
من الأخطاء الكبرى التي طبعت مسيرة الوحدة قبل وبعد تحققها* قبل وبعد حرب 94م* ان التعامل مع الوحدة تم بنائه على أساس ان الوحدة هدف تاريخي لابد من تحقيقه والحفاظ عليه مهما كلف الأمر* لكن الحقيقة كانت أوسع وأعمق من ذلك الأساس فالوحدة أولا وأخيرا هي مشروع* ولو تم التعامل معها قبل وبعد تحققها على أساس انها مشروع لكنا قد صنعنا أعظم الضمانات لسير الوحدة في مسارها الطبيعي الإنتاجي* لان الهدف التاريخي لا يمكنه العيش والنمو بدون وجود المشروع* لكن المشروع كان وحده كفيل بإنجاح الوحدة بغض النظر عن وجود الهدف التاريخي* لقد غاب مشروع قيام دولة الوحدة* وما تحقق منها كان أكبر من العقول التي نفذته* وما كان أجمله من مشروع لو أحسن فهمه وتحصينه مما علق به من شوائب وأمراض أوصلته إلى الحالة التي هو عليها اليوم* ودعونا نقولها كلمة للتاريخ نرضي بها الله أولا وضميرنا وضمير العقلاء في هذا البلد ثانيا* أننا اليوم نمر بفترة حرجة جدا من تاريخنا* ولن يفيدنا فيها التكابر والقفز على الحقائق* ولن ينفعنا أصحاب الأفكار الشيطانية الذين سيطر الشيطان على عقولهم وقلوبهم ولن يخرج منهم سوى كل ما يكدر الصفو ويزيد الاحتقان* لن ينفعنا البحث عن الوحدويين لمجابهة الانفصاليين* لن ينفعنا تجاهل رضا المواطن الجنوبي* لن ينفعنا الا استقبال الحقيقة بكل شجاعة ووطنية وحكمة وجنوح نحو السلام* والتفكير بما يقطع دابر الشيطان بيننا* والبحث عن ما يكدر الوحدة وإزالته بدل البحث عن الوحدويين لمجابهة الانفصاليين* والبحث عن الطريقة التي تعيد الرضا الى وجدان المواطن الجنوبي* وكل ذلك لن يبنى الا على قاعدة الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية وبالحراك السلمي الجنوبي كممثل شرعي لأبناء الجنوب* ومن ثم خلق الأجواء المناسبة لاجتماع مختلف مكونات الشريك الجنوبي* وتقبل ما سيتفق عليه الجنوبيين ليتم طرحه على طاولة الحوار والحل. والله من وراء القصد.
* توضيح معنى المفردات للقول اللبناني : *آلبي (قلبي)/ *الدني (الدنيا)/ *هوي (هو)/ *الطائفيي (الطائفية

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي