تحيه طيبه وبعد
.
.
.
.
.
.
.
.
كنت قد تحدثت في موضوع سابق بأني سوف أضع قراءتي للأوضاع الحالية والمستقبلية إن شاء الله لليمن وبالطبع أخوكم العبد الفقير لله لا يملك بعد نظر واسع مثلكم أو مثل المحللين السياسيين ، فالحديث عن السياسة شئ والتجربة السياسية ومن ثم الحديث عنها شئ أخر تماماً .
أولا لن أتطرق كثيراً للأوضاع في اليمن والجنوب بشكل كبير سوف أتحدث عن تسلسل الأحداث وقراءات في خطاب البيض واللقاءات وعلى ضوئها سوف اذكر أشياء قد ذكرها العديد من الأشخاص ولا أظنها سوف تكون جديدة بقدر ما هي منظمة .
برأي أنا الآمر أخذ منحنى كبير وانزلق بشكل سريع في القضية الجنوبية منذ حوالي شهر منذ الآن، وأتذكر تحديداً من خلال إعلاني لمقابلة حيدر العطاس في قناة الجزيرة وبعد اللقاء ذيلت في ردي كلمة هذه المقابلة هي بمثابة " مسامير للرئيس "... المسامير لم تكن فقط جنوبية بل هي شمالية أكثر ما أن تكون شمالية وبدهاء الماكر العطاس تم طرق مسامير خطيرة في حياة الرئيس الشمالي ، قد لا يكون ذكر أشياء مهمة ولكنه أعاد تنشيط مواضيع حساسة حول من كان يستطيع أن يدير اليمن وكيف تمت تصفيته من قبل النظام وأعتقد أن الرئيس سوف يتم اغتياله داخلياً من قبل أحد العوائل الكبيرة في صنعاء كثأر شخصي وفي الحقيقة إزاحة الرئيس في الوقت الحالي تترك أمام اليمن طريقين واضحين إما استغلال الجنوبيين للفوضى وفك الارتباط بشكل ميسر أو تساعد على فتح صفحة جديدة وهذه الأمور تعتمد على عدة عوامل تحدث في حينها وعلى من يخلف الرئيس وتعامله مع الأمور . العطاس قام بذكر أن على البيض أن يتكلم وذكر يجب أن يتكلم ويخرج للنور من جديد للحديث ، في نفس الوقت ذكر تواصل حميد بن الأحمر كثيراً ولن أتطرق في هذه النقطة كثيراً . استمرت الجزيرة في تسليطها بقعة ضوء أكبر وأكبر على قضايا اليمن وأردف الجميع بأن الجزيرة هي مخلب قطر وبأن الأمر كله عائد إلى تصريحات الرئيس وصمته من عقد اجتماع الدول العربية في الدوحة ومن ثم إلى الكويت.
نعود إلى الوطن وإلى الحراك الجنوبي تحديداً ، إيقاف جريدة الأيام ومحاصرتها بالطريقة التي عرفناها وقضية ردفان بالنسبة لأهل الجنوب كانت قضية حساسة جدا خاصة من خلال الوضع العام وأكسب الحراك الجنوبي تعاطف كبير جدا جدا من قبل الجنوبيين في الداخل والخارج والذين لم يكونوا يعيروا الحراك الجنوبي أدنى اهتمام ، قد تكون الأيام والحراك السلمي مخطئ في أمور لكن تعامل الدولة كان خاطئ بشكل كبير في تعامله وتصعيده للأمر ، فليس كل قضية يتم حلها بالعنف أو بنفس الطرق الأزلية هنالك عدة عوامل يجب مراعاتها ، بعد تعاطف الجميع نعود إلى الحراك الجنوبي هو حراك اجتمع باتفاق بأنه ضد النظام ولكن وحدة الصف ليست كاملة وهذه نقطة خطيرة في ظل تعددية الآراء والتطلعات المنطوية تحت مظلة الحراك الجنوبي السلمي ، فأتت الخطوة الذكية جدا وكانت برأي هي أفضل ما قام بها الحراك الجنوبي وهي مبايعة الرئيس الجنوبي علي سالم البيض رئيساً للجنوب وهذا الآمر يعد من أخطر الأمور التي كادت أن تمزق برأي أي مجموعة مثل الحراك الجنوبي .. ذكاء الآمر برأي عائد إلى أن شخص البيض كرت أصبح محترق في داخل الوطن ومنتهي سياسياً داخل الوطن لكن في المجتمع الدؤلي هو من وقع باسم الجنوب في وحدة اليمن الاندماجية وهو الرئيس الذي تنازل عن السلطة لتنجح الوحدة أذا فهو مؤسس الوحدة الحقيقية بإخلاص ودون أي أطماع في السلطة في نظر المجتمع الدؤلي والإقليمي وليس هذا فقط هو أخر من مثل الجنوب ولا يريد الحراك أي تناحر في السلطة والذي من شأنه قد يفرق وحدة الصف وأنا كمواطن جنوبي متعاطف بشكل كبير مع الحراك الجنوبي والأوضاع هناك لا أطيق البيض بسبب أخطائه الكبيرة لكن مع بعضاً من العقلانية هي خطوة ذكية جدا وجبارة .
يخرج البيض من صمته بعد تواصل عدة أطراف والاتفاق على عدة أمور في خطاب مهم وتوقيت أهم، البيض لن يجازف فهي ليست المرة الأولى التي يطلب منه أن يعود للساحة السياسية فلماذا الآن !!
برأي الخاص في ظل الظروف الحالية والتعاطف الشعبي مع القضية والتي ذكرتها سابقاً دعماً كبيراً لتطلعات سابقه فشل في إنجاحها في الـ 94 عندما أعلن الانفصال ولم يكن الشعب الجنوبي مؤيداً بشكل كبير ذلك الأمر في حينها ، اليوم أصبح الآمر مطلب شعبي قبل أن يكون قرار تنظيم أو قرار فردي فصمت البيض أو حديثه لن يضيف أي جديد على المستوى المحلي ولكن الآمر سوف يضيف الكثير على الصعيد الخارجي وهذا ما ينقص الحراك كثيراً . خطاب البيض في ميونخ اظهر الكثير من المصداقية في تعاطفه من القضية وتوقيته كان رائع كما ذكرت فالحراك يريد أن يوحد الجميع والأهم بأنه لا يبحث عن أي تطلعات سياسية بعد فك الارتباط فهذه الأهم ولأنه يعلم بأن له دور معين ومحدد عليه أن ينجزه وسوف يستغنى عنه الجميع فأراد أن يجعل الاستغناء منه لا من غيره ، وعليه أرى بأن انضمام البيض لتاج وموج وجميع الصحفيين المعارضين في الخارج خطوة مهمة جدا لأن القادم بحاجة إلى توحيد الصف أكثر وبذل مجهود أكبر في الخارج والداخل فكما توحد الصف داخليا القضية بحاجة إلى توحيدها خارجيا بأي مسمى أو كيان فالأهم وحدة الصف . وأعود لأذكر البيض لن يتحرك من تلقاء نفسه بل هو مدعوم دؤلي وكما ذكر البعض أخرج من الثلاجة عندما احتاجه البعض !! لكن من هم الذين أخرجوه من الثلاجة !!! برأي الشخصي ليس العالم العربي أو الخليج هم من قاموا بتحريك البيض بقدر أوروبا وأمريكا والتي برأي هما من أخرجت البيض من الثلاجة ، فالرئيس علي عبد الله صالح لم يعد يفرق بين شعب الجنوب والقيادة الأوروبية والأمريكية من حيث نوعية الخطابات والوعود ، فملف القاعدة ليس ملف مفاوضة ومطالبات وأعتقد أن الصالح أصبح يلوح بالملف كثيراً في وجه المجتمع الدؤلي وتلاعبه بالقاعدة أيضا لا يجعله يضمنهم بشكل كبير تحت جناحه . إن كان الرئيس يملك ملف القاعدة للحديث مع الغرب وتارة القراصنة ودعمهم فالغرب يملك ملف تشطير اليمن عند تهديد مصالحهم وبرأي أن الملف الجنوبي سوف يلوح به أمام الرئيس بشكل قوي جدا في هذه الفترة ولكن لن يتم اعتماده بشكل رسمي دؤلياً في الفترة الحالية على أقل تقدير .
البيض أتعجب من الجميع استعجابه من خروجه من عمان وبدئه في النشاط السياسي وسحبهم للجنسية هو أمر طبيعي جدا ، أعتقد أن البيض خرج باتفاق كامل وبتوضيح كامل بأنه يريد مزاولة العمل السياسي وعليه فقد خرج من عمان وبدأ العمل السياسي بشكل طبيعي . وقد أمن حتى خطواته بأنه أراد من الجيران الوثوق من فك الارتباط من حيث حفظها لجميع تواقيع النظام الحالي حتى يؤمن للأطراف الأخرى حقها ولا يجعلها تكسب أي تعاطف خاصة في ظل غياب الأمير سلطان بن عبد العزيز الغائب عن الساحة بسبب مرضه وسفره للخارج وهو المختص بالشئون اليمنية والأقدر على حل مشاكل مثل هذه الأمور .
العرض العسكري كانت خطوة ساذجة جدا من قبل النظام في تاريخ 22 مايو وزادت السوء سوء على المستوى الداخلي أو حتى الإقليمي . ولكن كالعادة فالنظام لا يجيد سوى هذه اللغة.
برأي الخاص سوف يقوم النظام بكل سذاجة بتصفية الفضلي أو المحاولة لأن الفضلي يعلم من الأمور الكثيرة عن القصر الجمهوري وتعامله مع القاعدة وفي هذه الأمر مخاطرة كبيرة على كرسي علي وهو أيضاً يلوح بأنه عند محاكمته سوف يتحدث ولمزيد من التفاصيل هنالك مقابلة معه في جريدة الشرق الأوسط في الأسبوع الماضي حول هذه الأمور .
سوف يكون هنالك تدخل إقليمي عربي من قبل جامعة الدول العربية لحل الأمر وسوف يكون لها كلمة الفصل في حل الكثير من الأمور وسوف تعلو كلمة الفيدرالية كحل لمشكلة اليمن . وهذا الأمر يعتمد على توقيت دخولها وتصرف النظام في الفترة القادمة ودور المعارضة في الخارج مع المجتمع الدؤلي ومطالبتهم بالاستفتاء مثلما حدثت في السودان .
العصيان المدني سوف يكون له دور كبير في الفترة القادمة والتدخل العنيف من قبل النظام سوف يكون له دور كبير أيضا في وضع القضية.
النظام وحتى هذه اللحظة ينكر أي مشكلة حادثه في الوطن ويصرح بأنها افتعالات ومؤامرات تحاك من زمرة من الناس وجموع بسيطة من المعارضة في الخارج . وفي نفس الوقت يهددوا بصوملة اليمن !! إن كان هنالك تهديد حقيقي فالأمر ليس بسيط وصمت النظام عن هذه المشكلة هو من يزيدها كبراً على كبر ، والصوملة كما ذكرها الجميع هي فزاعة النظام الفاشلة مع الشعب .
الأحداث القادمة سوف تكون كبيرة والنظام هو من يمسك بحبال مشنقة اليمن.
المصدر اونلاين
تحياتي لكم ودمتم بود
المفضلات