هل آن لشجرة الدلب أن تقف شامخة ؟؟

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

بقلم : عاهد ناصرالدين
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء{24} تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{25}إبراهيم
إن الدماء لتغلي في العروق، على حال خير أمة أخرجت للناس ،وإن القلب ليعتصر ألما عند النظر إلى حال المسلمين اليوم، فثروات المسلمين نهب لكل طامع، وكل يوم يأتي بمصيبة على الناس، عقائد المسلمين ما زال يُعتدى عليها في مناهج التعليم ووسائل الإعلام، بلدان المسلمين محتلة، فما زالت أفغانستان محتلة من قبل الكافر المستعمر، والهندوس المشركون يتحكمون برقاب المسلمين ويضطهدوهم في كشمير.
وفلسطين أرض الإسراء والمعراج لا زالت محتلة مغتصبة من يهود ،والمسجد الأقصى ما زال يئن من الأسر .
والعراق محتل من الأمريكان الذين يعزفون على أوتار الطائفية المقيتة، حاولوا جاهدين زرع بذور الفتنة والشقاق بين المسلمين من أبناء بلد الرشيد ، لكنهم باؤوا بالخيبة والخسران، ثمَّ عمِدوا إلى صناعة ما يسمى بفرق الموت، فتقتل هنا وتذبح هناك * تدنس المقدسات تغتصب العفيفات الطاهرات .
يا أحفاد الصحابة ؟
مضى على هدم دولة الخلافة واحد وثلاثون ألفا ومائة وخمسة وعشرون يوما ، والتي أُسقطت على أيدي الانجليز والفرنسيين والخونة من حكام المسلمين من الذين تواطؤوا مع الكفار.
خلافة بالأمس كانت شامخة وارفة الظلال ملأت الأرض عدلاً* وأفاضت على الأرجاء نوراً* وألبست الكافرين ذلاً وخذلاناً* وطفحت بها قلوب المؤمنين هداية وإيماناً.
والكافرون مع كيدهم وحقدهم يعرفونها كما يعرفون أبنائهم. والمتبصرون منهم يدركون أنها قادمة* والغافلون الساهون يوهمون أنفسهم ويخادعون شعوبهم بأن هذه الشجرة قد قُضي عليها ولن تعود * وأنى لهم ؛ فمخططاتهم ومؤامراتهم ستذوب أمام الحدث الكبير ، أمام شموخ الشجرة التي ما زالت جذورها حية وتنمو أغصانها * فسيرتد كيدهم إلى نحورهم ومكرهم إلى صدورهم وتلهب ظهورهم نيران الحسرة وذل الهزيمة ويصْدُق فيهم قول الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }الأنفال36.
هل آن الأوان لشجرة الدلب أن تقف شامخة عزيزة كريمة ؟؟
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (زويت لي الارض مشارقها ومغاربها* وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها..)
وعد من الله ولن يخلف الله وعده* وبشارة من رسول الله وهو الأمين على الوحي المبلغ عن ، وعد وبشارة تمتلىء بها القلوب اطمئناناً* وتترسخ بها الثقة بالله إيمانا* وتنشرح بها صدور العاملين المخلصين كأنها قاب قوسين أو أدنى.
إن من يحاول جاهدا لعدم عودة الإسلام إلى الأرض وتركها هامدة فإنما هو كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه.
ما درى هؤلاء أن النار تحت الرماد* وأن الماء في مساربه ليبلغ منتهاه يسقى به الزرع وتخضر منه الأرض.

إن الخلافة قادمة والعدل معها* عدل تحيى به الأرض بعد موتها* والخير لديها ينبت به الزرع ويدر به الضرع* سيستبدل وجه الأرض بعد جدبها وستنبت الرجال وتحتضن القادة وتعلو راية العقاب خفاقة على الروابي* تظلل الجيوش الزاحفة نحو المشارق فتعيدها إلى حضن أمها* إلى دمشق أو بغداد أو استانبول بل إلى القدس عقر دارها* وإلى المغارب فتزدهي بلبوس العزة والسيادة وتنفتح أبواب أوروبا ليدخلها طارق بن زياد ثانية من بابها الغربي* ويشق محمد الفاتح طريقه ثانية من بابها الشرقي* وتأتي الخلافة الأرض بإذن الله ويصدق وعد الله وتتحقق بشارة رسول الله وستبدو مواقف كبيرة ويسجل التاريخ ما سجله بالأمس عندما تسلم قيصر الروم هرقل كتاب محمد صلى الله عليه وسلم يدعوه فيه إلى الإسلام* قرأه فأقر بالهزيمة قائلاً: والله ليملكن ما تحت قدميّ هاتين* وغادر وهو يردد (سلام عليك يا سوريا سلام لا لقاء بعده).

ثلاثة عشر قرناً أو يزيد والخلافة قائمة شامخة وبيضة الإسلام في حمى* والنساء في مأمن* والرعاية متوفرة* والكفرة الأعداء يحيكون المؤامرات ويحضرون للغارات فيرتد كيدهم إلى نحورهم* ويبقى النصر حليف جند الله {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7*
{إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ }آل عمران160.

وتعود الشجرة قوية شامخة غداً أو بعد غد* بهمة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه*
يا أحفاد الصحابة :-
إنه لا منجى لكم مما أنتم فيه إلا بالخـــلافـــة، فهي فرض ربكم، ومبعث عزكم، وقاهرة عدوكم، ومحررة أرضكم، وهي منارة الخير والعدل في ربوع العالم. فالخــلافــةَ الخــلافــةَ ... أيها المسلمون.
لذلك عاهدوا الله سبحانه، أيها المسلمون، على أن تبذلوا الوسع في العمل لإقامتها مرة ثانية، كي لا تمر سنة أخرى على الأمة من دون خلافة، فهي فرض عظيم بل هي تاج الفروض، يعز بها الإسلام وأهله، ويذل بها الكفر وأهله، وهو الفرض العظيم. واعلموا أنه بالخلافة وحدها سيؤَمََّر عليكم حكام مخلصون لكم ولدينكم.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال (24)