بالأمس القريب ناديت فتاة
قلت : يا سيدة
و أشارت فيما أشارت إليه أنها ليست بسيدة ..
و هى تقصـد بطبيعة الحـال أنها " آنسة "
و أسفت على أنها ترفض كلمة " سيدة "
أو أنها لم تستسغها بإعتبار أن " السيدة " هي التي تزوجت
و أشرت لها أن كلمة " سيدة " تطلق على النساء جميعا متزوجة كانت أم غير متزوجة
أخوتي ..
اليوم جمعت كل ما لدي من قواميس عربية إبتداء من " لسان العرب " وإنتهاء بمختار الصحاح و مرورا بأساس البلاغة و تاج العروس و المنجد العربى و غيره ..
وقد بدأت في البحث في مادة " أنس " فإليكم ما قرأت :
ـ أنس ـ لقيت الأناسى فلا مثل له ولا سي وأنست به واستأنست به وأنست إليه وإستأنست إليه
ولى به أنس وأنسة . وإذا جاء الليل إستأنس كل وحشي، واستوحش كل إنسي . وهذه جارية آنسة من جوار أوانس وهى الطيبة النفس المحبوب قربها وحديثها، وفلان جليسى وأنيسى . وما بالدار أنيس، وهو من يؤنس به
وأين الأنس المقيم ؟ وعهدت به مأنسا، ومكان مأنوس فيه أنس ( ينظر فى ذلك أساس البلاغة للزمخشرى )
وهذا يعنى أن " الآنسة " ليست حالة مادية " بما يعنى أنها لم تتزوج بعد إنها لا تعنى الفتاة البكر نقيض الثيب
ـ سيد : ساد قومه من باب كتب ( وسؤددا ) أي بالضم و ( سيدودة ) بالفتح فهو (سيد ) والجمع ( سادة) . و ( سوده ) قومه بالتشديد وهو ( أسود ) من فلان أى أجل منه . وتقول : هو ( سيد ) قومه إذا أردت الحال فإن أردت الإستقبال قلت ( سائد ) قومه وسائد قومه بالتنوين ( مختار الصحاح )
ـ فتاة و فتى : ( الفتى ) الشاب و ( الفتاة ) الشابة وقد ( فتى ) بالكسر ( فتاء ) بالفتـح والمـد فهو ( فتى ) السن بين ( الفتاء ) ( المرجع السابق ) ومثله فى ( أساس البلاغة ) وكذلك فى ( لسان العرب )
ـ بكر : ( البكر ) العذراء والجمع ( أبكار ) والمصدر ( البكارة ) والبكر أيضا المرأة التى ولدت بطنا واحدا وبكرها ولدها والذكر والأنثى فيه سواء ( المراجع السابقة )
ـ ثيب : رجل ( ثيب ) وإمرأة ثيب قال ابن السكيت وهو الذي دخل بمرأة وهى التى دخل بها تقول منه ثيبة ) المرأة بفتح الثاء ( تثييبا ) ( المراجـــع السابقة )
ومقصدى من هذا هو أن " ( الآنسة ) كلمة مستحدثة في اللغة العربية جاءت من الإنجليزية ربما
و ربما تكون أخذت من " الأنس " فهى أنيسة أبويها ما دامت لم تتزوج
و قد عرفت ( الآنسة ) في اللغة العربية بأنها طيبة النفس محبوبة القرب بها وبحديثها
وهذا التعريف يبعدنا عن الحالة المادية التي عليها الفتاة قبل أن تتزوج أي أنها ما زالت ( بكر )
ألا يجدر بنا أن نعود إلى " عربيتنا " ما الضير لو قلنا الفتاة زينب أو الفتى على
و في القرآن الكريم ( إنهم فتية .. ) أو قلنا " السيـدة " لفتاة لم تتزوج "
أيعنى أننا إنتقصنا من قيمتها !!
إننى أرى أننا زدناها تشريفا
فقد كانت الفتاة فى الغرب عندما تتثقف و تتأدب و تتأنق و تعرف أصول " التعامل ( الإتيكيت ) فإنها تنعت بأنه ( سيدة صالون ) و ليست ( آنسة صالون )
و كم أتمنى أن يكون من بين أعضاء المنتدى متخصصون فى اللغة العربية و ضليعون بخفاياها لينيرون الدرب أمامنا
Bookmarks