قضى صلاح الدين الأيوبي خمسة عشر عاماً وهو يعمل على جمع الكلمة ولم الشمل حتى تكونت له جبهه إسلامية قوية امتدت من العراق شرقاً الى مصر غرباً واليمن جنوباً وكانت الخطوة المنطقية التالية القيام بتحرير المسجد الأقصى فكان له ذلك عام (583هـ-1187م) بعد معركة حطين المشهورة*
كان وقع الخبر على النصارى كالصاعقة حتى إن البابا أوربان الثالث مات من هول الصدمة *
قال ابن الأثير((ثم ان الرهبان. وخلقاً كثيراًمن مشهوريهم لبسو السواد وأظهروا الحزن*وأخذهم البطرك الذي كان بالقدس*ودخل بهم بلاد الفرنج يستنجدون أهلها ويحثونهم على الأخذ بالثأر وصوروا المسيح عليه السلام* وجعلوه مع صورة عربي يضربه.وقد جعلوا الدماء على صورة المسيح عليه السلام وقالوا لهم* هذا المسيح يضربه محمد نبي المسلمين*وقد جرحه وقتله فعظم ذلك عليهم *فحشروا وحشدوا
وقد تكونت الحملة الصليبية الثالثة من كبار ملوك أوربا وهم الإمبراطور الألماني فردريك بربروسا الذي هلك غرقاً في أحد انهار آسيا الصغرى.وتمزق جيشه.وملك انجلترا ريتشارد الأول وملك فرنسا فيليب
وقد وصل الفرنسيون عكا في عام(587هـ-1191م)ثم وافاهم الإنجليز وحاصروها حصاراً شديداً واستبسل اهلها وحاميتها في الدفاع عنها.ومن ورائهم الملك صلاح الدين يمدهم بالمؤن والأقوات عن طريق البحر *حتى سقطت بأيدي الفرنج وقتلوا ثلاثة آلاف أسير من أهلها صبراً؛ولم تتمكن هذه الحملة من تحقيق أهدافها باستعادة بيت المقدس ومدن الساحل رغم ما بذلوه من محاولات .وتكبدوه من خسائر وهزائم متكررة.وانحصرت مكاسبهم في الاستيلاء عل عكا وجرت الهدنة بين المسلمين والنصارى سنة 588هـ على وضع الحرب ثلاث سنوات *وعاد صلاح الدين إلى بيت المقدس يصلح شؤنها ثم الى دمشق حيث توفي في شهر صفر سنة 589هـ وقد اشار المؤرخ أبو شامة المقدسي له ولقائده بقوله
((وأطربني ما رأيت من نور الدين 00ثم وقفت على سيرة الملك الناصر صلاح الدين فوجدتها في المتأخرين كالعُمٍرين في المتقدمين.فلله درهما من ملكين تعاقبا على حسن السيرة وجميل السريرة)
Bookmarks