درة الإسلام وجوهرته ..
مما لا شك فيه أن تعرفك على ركن درة الإسلام سيكون باعثاً على ارتفاع الهمة لديك بقلب جياش وأمل بعيد ونفس تواقة، فمتى حافظت على ذلك ارتحلتْ بالقلب وهو مقيم وسافرتْ به إلى آفاق رحبة ، تعلمكِ التسابقَ للتلذذ برحيقٍ كله شهدٌ بمشيئة الله .
أختاه ..
إن تنقيبك عن الدفين بين دفتي هذا الركن هو تنوير للعقل وإشراق للبصيرة وتقويم للفكر ، وسعة في الأفق ، وسمو في القدر ، ورحابة في المعرفة ، وظرف في المجالس ، وإفادة في المحافل ، تجدين منه ما يعينك على الارتقاء بنفسك ودينك وأمتك ومجتمعك .
أخية :
جربي تردادك على مجالس درة الإسلام ستجدينها واقعة على الحقائق ، رائدة للنفائس ، مكتشفة للجواهر المكنونة ، والدرر المصونة.. فهي غنيمة فحافظي عليها ، وربح كبير فثابري من أجل اغتنامه والانتفاع به .
أيتها الأخت الحبيبة :
وأنت تتنقلين من زاوية إلى أخرى من زوايا هذه الدرة شأنكِ شأن النحلة تبحث عن الرحيق بين بساتين المعارف والعوارف، وحدائق العقلاء والنبلاء ، ومنتزهات الفضلاء ، لذلك ستجنين شهدا مصفى يلذ طعمه ويبقى خيره وبركته، ساعتها ستجدين تلك الأوقات التي قضيتها بين هذه الرياض بأنها مريحة للنفس والقلب، تدفع عنه الأسى والأذى، كفيلة لمؤانستك وإدخال السرور إلى نفسك الزاكية وقلبك الطاهر .
فذي درة الإسلام وافت تجليا
بكل جميل قد بدا يخجل البدرا
يوافيك من روضاتها كل يانع
وتوليك من بحر البيان لها درا
خذيها ولله الثنا يتبع الثنا
على نعم جلى ثقلت الشكرا
أخت الإيمان :
أبحري بقلب الواثق وانظري بعين المتأمل علك تجدين موعظة تذكرك من الغفلة ، وعرفانا يضيء لك دروب الحياة، وابتسامة تجلو عن القلب الأسى فتخفف عنك أعباء الحياة ، ونادرة تعجبك فتريحك ..
أسرعي وسابقي فربما تجدين أمرا يحسن ، ونهيا يزجر ، ونطقا بينا فصيحا ، وخطابا مؤثرا مليحا ، وعصارة أخبار ونتائج أفكار من عاركوا الحياة وعركتهم..
ومن هذه الزهرة وتلك تجدين في رحيقها من اختيارات الحكماء ما يقوي الذاكرة ويشرح الصدر ، ويقوّم الاعوجاج ويطلق اللسان ، ويعلمك إبراز الحجة وتصويب الخطأ فينتشلك من الفراغ ، ويبعدك عن الانحراف ، ويزيدك من معين الفهم ويشربك الحكمة ..
يا لؤلؤة ازدانت بإشراقتها الحياة :
إنك لست امرأة صالحة فحسب ، بل ليحدونا الأمل أن تكوني امرأة صالحة ومصلحة أينما حللت ، فأنت نجم مضيء يستنير به من ضل الطريق .. أنت ظل وارف يتفيأ ظلاله من تلظى بحرارة المعصية وحرقة الذنوب .. أنت النسمة التي تتهادى إلى القلب فتنعشه باستقامتها ، بعفتها وطهرها ، بحيائها ، بكل معاني المرأة المسلمة الداعية إلى الفخر والاعتزاز .
يا أمة الله ، يا درة الإسلام
إنك لم تكتشفي نفسك .. إنك امرأة ذكية ، مثقفة مفكرة ، تبصر كل ما حولها من أحداث فترى أن انتصار المرأة ليست في الحرية المزعومة الداعية إلى التحرر والانحلال ، بل الانتصار الحقيقي للمرأة هو انتصار العفة والطهارة ، انتصار الحق المبين ، انتصار صفاء النفس وبعدها عن كل ما يدنسها من التبذل الممقوت …
اعلمي يا أختاه أن عفتك وكرامتك حصنك المنيع الذي يذب عنها عبث العابثين، وأنت بما حباك الله من مكنونات المواهب نور يستضاء به في حالك الدروب، فالمرأة كانت ولا تزال صوتا رقيقا مؤثرا محبوبا تهفو إليه النفوس، فلتستغلي هذا الجانب في التأثير على بنات جنسك بالدعوة إلى دين الله ، ولتكوني خير معين في تشييد مجد الإسلام التليد ..
ودمتم ,,,
Bookmarks