وأعداد الأشخاص المقبلين على الانتحار على مستوى العالم مذهل، حيث يقدم 10-20 مليون شخص على الانتحار سنويا يفلح منهم مليون في محاولاتهم. وقد زادت نسب محاولات الانتحار الناجحة في الخمسة وأربعين عاما الماضية بنسبة 60% سواء في الدول المتقدمة أو النامية. وفي خلال تلك الـ 45 سنة تغيرت أعلى النسب من كبار السن إلى مراحل عمرية أقل سنّا حتى أصبح الانتحار من أهم خمسة أسباب للوفاة بين رجال ونساء المراحل العمرية الأقل.


شــــخــــــــــصـــــــيــــــة المـــــنــتــــحــــــــر

تتكون الشخصية التي تقدم على الانتحار من تركيبة من الصفات تجعلها قابلة لتنفيذ هذا الجرم الفظيع. تتميز تلك الشخصية بالإحساس باليأس والإحساس بأن آلامه النفسية أقوى من قدرته على الاحتمال والاستمرار.

هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تضيف إلى خطورة إقدام شخص ما على قتل نفسه. أحد هذه العوامل هو الاضطرابات النفسية. فحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية فإن ما بين 6-15% من مرضى الاضطرابات النفسية –خاصّة الاكتئاب- يقدمون على الانتحار، بالإضافة إلى 7-15% من مدمني الكحوليات و4-10% من مصابي انفصام الشخصية schizophrenics

كما أظهرت الدراسات الحديثة التي تمت على الشباب المنتحرين أن 20-50% منهم كانت لديهم اضطرابات في الشخصية متمثلة في الاضطراب الاجتماعي للشخصية antisocial personality disorder والشخصية المتكلّفة والشخصية النرجسية وبعض الصفات الشخصية مثل الاندفاع والعنف. هذا بالإضافة إلى زيادة نسب الانتحار بين المصابين باضطراب الذعر والمصابين باضطرابات التغذية مثل فقدان الشهية العصبي anorexia nervosa والشره المرضي .bulimia

هناك أيضا زيادة في خطورة الإقدام على الانتحار بين المصابين بالأمراض المزمنة مثل مرضى الصرع والسرطان والإيدز. وكشفت الإحصائيات العالمية أيضا أن هناك بعض العوامل الاجتماعية التي لها علاقة مهمة بالانتحار، فينتشر الانتحار بين الرجال أكثر منه بين النساء في جميع دول العالم ما عدا الصين؛ حيث تزيد نسبة انتحار النساء عنها في الرجال. أما بالنسبة لعامل السن فينتشر الانتحار عادة بين كبار السن (فوق سن 65) والشباب بين (15-30 عام) إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أيضا زيادة في نسب انتحار الرجال متوسطي العمر.

المطلقون والأرامل والعزاب أيضا أكثر عرضة من المتزوجين للإقدام على الانتحار؛ حيث يبدو من الدراسات أن الزواج يحافظ على الرجال خاصة من خطورة الانتحار وعلى النساء بدرجة أقل.

معلومة قد تبدو طريفة وغريبة في نفس الوقت هي أن هناك بعض المهنيين أكثر عرضة لخطر الانتحار مثل الأطباء البشريين والجراحين البيطريين والصيادلة وأطباء الأسنان والفلاحين! ويقول تقرير منظمة الصحة العالمية: إنه لا يوجد أية أسباب واضحة لهذه الظاهرة العجيبة إلا أن سهولة الحصول على مواد قاتلة وضغوط العمل والانعزال الاجتماعي والمشاكل المادية قد يكون لها علاقة ما بهذه الظاهرة.
آخر العوامل التي قد تزيد خطورة الانتحار لدى بعض الأفراد حسب ورودها في تقرير منظمة الصحة هي البطالة والغربة بسبب الهجرة وسهولة التوصّل لطريقة لقتل النفس وكثرة الضغوط النفسية.

تقرير آخر يشير إلى أن 30% من حالات الانتحار عامة للشواذ جنسيا، كما أن إدمان المخدرات قد يشوّش الإدراك مؤديا أيضا إلى الإقدام على الانتحار..