بسم الله الرحمن الرحيم
الشعير.. يكافح السرطان والكولسترول ويحافظ على سلامة الأوعيةالدموية
الشعير أحد المحاصيل الزراعية الذي ينتمي إلى الحبوب ويزرعفي الشتاء مثله مثل القمح ومجموعة الحبوب مثل القمح والشعير والشوفان والذرة والأرزوالزوان والدخن تنتمي إلى الفصيلة النجيلية Graminae. لقد زعم بيليني أن الشعيرأقدم مادة أستعملها الإنسان لغذائه، كما يقال إنه أقدم نبات زرع وعرفته حضاراتالعالم القديم. لقد كان الشعير معروفاً في بحيرة دويلرز في أوروبا، وقيل إنه نشأ فيجنوب غربي آسيا وكان مصدر أنواع الشعير المزروع في القارة الأمريكية. وكان الشعيرحتى القرن السادس عشر المصدر الرئيسي لدقيق خبز الإنسان، ثم حل القمح محله في الدولالغنية. أن أول من استخدم الشعير في الطب هو أبقراط، حيث صنع منه مطبوخاً لمرضالالتهابات والحميات وعلاجاً مرخياً لشد العضلات وملطفاً.
روى ابن ماجة من حديث عائشة قالت(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذأحداً من أهله الوعك : أمر بالحساء من الشعير فصنع، ثم أمرهم فحسوا منه، ثم يقول: إنه ليرتو فؤاد الحزين، وتسرو عن فؤاد السقيم: كما تسرو أحداكن الوسخ بالماء عنوجهها). ومعنى "يرتو" يشده ويقويه و "يسرو" يكشف ويزيل.
قال ابن سينا (الشعير يستعمل ضد الكلف طلاء ويطبخ بالخل الحاذق "الحامض جداً" والسفرجل ويضمد به النقرس والجرب المتقرح. وماء الشعير أغذى من دقيقه، وينفع ماؤهلأمراض الصدر ويرطب الحميات). وقال غيره من الأطباء القدامى (الشعير يسكن غليانالدم والتهاب الصفراء والعطش).
يحتوي الشعير على التوكوترينولات Tocotrienol وفيتامينات ه، ب، و، والهوردينينوالمالتين بالأضافة إلى البروتين والدهون والنشاء والمعادن مثل السيلينوم والفوسفوروالحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز وكذلك اللجنان وفيتامين هوالتوكوترينولات تعد من المواد المضادة للأكسدة أي أنها تفيد في تقليل التلف الذييحدث للجسم من جراء جزيئات الأكسجين الخطيرة التي تسمى الجذور الحرة أو الشقوقالحرة، والشعير هو أحد أغنى المصادر بهذه المركبات.
تعتبر التوكوترينولات مضادات أكسدة أكثر قوة من الأشكال الأخرى لفيتامين ه. فتفوق فاعلية هذه المواد في محاربة الجذور الحرة فاعلية الأنواع الأخرى بنسبة 50%،وهو يعني أنها فعالة في محاربة أمراض القلب حيث تحارب هذه المواد أمراض القلببطريقتين: الأولى منع الجذور الحرة من التأكسد، وهي عملية يتم من خلالها تصنيعكولسترول الدهون البروتينية مخفضة الكثافة (LDL) وهي ذلك النوع الضار منالكوليسترول الذي يلتصق بجدران الشرايين. والثانية تعمل هذه المواد وفق عمل الكبدلتقليل إفراز الجسم من الكوليسترول. كما أن مادة اللجنان التي يحتويها الشعير تتمتعكذلك بقدرات مضادات الأكسدة، وعليه فإنه يوفر المزيد من الحماية والوقاية، فطبقاًلما تقوله الأستاذة الدكتورة ليليان تومسون في جامعة تورنتو (فإن هذه المركبات تفيدفي منع تكون جلطات الدم، وبهذا فإنها تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. وبما أنالشعير غني بمعدن السيلينيم وفيتامين ه وكليهما يساعد على الوقاية من السرطان.وبعضالباحثين يعتقدون أن السيلينيوم قد يقي من السرطان على الوجه الأمثل عندما يتحد معمضادات أكسدة أخرى، والتي توجد في الشعير بوفرة كما رأينا أن فنجاناً واحداً منالشعير المحبب المطهو يحتوي على 36ميكرو جراماً من السيلينيوم أي أكثر من نصفالمقدار اليومي، وخمس وحدات دولية من فيتامين ه، أي 17% من المقدار اليومي. وبالإضافة إلى فائدة الشعير في تقليل التلف الناتج عن كوليسترول الدهون البروتينيةمنخفضة الكثافة (LDL) الخطير، فإن للشعير فائدة أخرى في الحفاظ على سلامة الأوعيةالدموية، فالشعير غني بمادة بيتاجلوكان (beta gluca) وهي نوع من الألياف القابلةللذوبان التي تكون المادة الهلامية في الأمعاء الدقيقة. ويتحد الكوليسترول مع هذهالمادة الهلامية، وبذلك يخرج من الجسم معها. إن فائدة الألياف القابلة للذوبانتتعدى كونها مجرد تخفيض الكوليسترول، فهذه الألياف تتحد مع المواد المسببة للسرطانفي الأمعاء الدقيقة وتمنع امتصاصها، والآن الألياف تمتص الكثير من ماء القولون، فهيتساعد على أن يعمل الهضم بكفاءة أعلى، وهكذا تمنع الإصابة بالإمساك. يدخل الشعير فيعدة تراكيب طبية منها :
-
يستعمل الهوردنين المستخرج من الشعير حقناً تحت الجلد أو جرعات أو شراباً فيحالات الإسهال والدسنتاريا والتهاب الأمعاء التيفوئيد.
- يصنع من الشعير منقوع حيث يؤخذ ما بين 30-50جرام ويوضع في لتر ماء ويغلي لمدة 30دقيقة ويؤخذ شراباً مغذياً ومرطباً ومليناً.
- يصنع مغلي من حبوب الشعير والقمح، والذرة، والحمص، والعدس والفاصوليا من كلنوع ملعقة كبيرة وتغلى مع 3لتر ماء مدة 3ساعات ويؤكل للتغذية.
- نخالة الشعير تسكن آلام التهاب المثانة حيث تغلى بالماء وتصفى ويشرب الماء وهوينظف الجروح المتقيحة.
- تلبينة الشعير: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتلبين وقال " فيه بركه" وقال: لو رد الموت شيء لرده التلبين وتعمل التلبينة بطحن بذور الشعير وتخلط مع كميةمن الماء وتوضع على نار هادئة حتى يتحول الماء إلى ما يشبه الحليب الأبيض ثم يؤكلوقد سميت بالتلبينة لأنها تشبه اللبن في بياضها ورقتها والتلبينة غذاء جيد للمريضغذاء خفيف ولطيف.
--
Bookmarks