إن الثوره الجديدة التي يطرحها علينا القرن الجديد قد جعلت أول ملامحها هو أنها تضع قيادة العالم في أيدي الشباب والواقع يؤكد ذلك فالشباب بدأ القيادة في عدة مجالات سواءً في قيادة الشركات والمنظمات الأهلية او حتى في قمة السلطة السياسية في عدد من دول العالم فيا ترى لماذا البعض لا يزال يتوجس من الشباب وأفكارهم وطموحاتهم ويضعون الحواجز امامهم لكبح رغباتهم ومحاصرة طموحاتهم وهذا سبب جعل كثير من المجتمعات تفقد زمام قيادة الشباب مما أدى إلى إنجرافهم إلى مصائد التطرف والعنف كما إن استمرار تجاهل قضية الشباب وخاصة في مجتمعنا وابتعادهم عن الإهتمام بالسياسة وموقف اللامبالاه مما يجري حولهم هو نتيجة حتمية لسياسة التجاهل لمواجهة قضاياهم بل إنها حولت مشاعرهم الداخلية إلى مخزن ليغرف منه من له مصلحة خاصة في تجنيدهم واستخدامهم .
. فالشباب اليوم بين خيارين لا ثالث لهما إما أن يكونوا الأداة الفاعلة في انبعاث نهضة حديثة او أن يتحولوا إلى وسيلة تدمير ما هو موجود فليس أمام الحكومة والأحزاب كثير من الخيارات فهم والزمن في سباق وهنا أوكد انه لا بد على الحكومة أن تجعل قضية الشباب في مقدمة المسائل الوطنية وتسرع في وضع الحلول وتفعيلها ليكون واقع ملموس وتطبيقها لمصلحة أجيال الشباب بدلاً من أن يكون ذلك في خطابات عاطفية وبرامج تزاحم ما قبلها في الأدراج هذا إذا أرادت أن تجتاز الحاضر إلى المستقبل بأمان ومن ثم فان من الضروري إقحام الشباب في المشاركة السياسية وسماع رأيهم في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وان يمثل الشباب في المؤسسات الديمقراطية والتشريعية فالثقافة السياسية جزء مهم في ثقافة الشباب إذا أردنا تأهيلهم للقيادة في المرحلة القادمة وبهذا نكون قد ادخلناهم في نسيج المجتمع خير من أن يتحولوا إلى أدوات للهدم والتخريب .
ـ إن لمحة سريعة على واقع الشباب تكشف لنا مدى عزوف الشباب عن المشاركة في قضايا المجتمع والابتعاد عن النشاط السياسي والاجتماعي وهذا دليل واضح على مدى الاستبعاد الذي مورس ضد الشباب وعزلهم عن الحياه العامة وجهل القيادات للحس الشبابي فنحن اليوم بحاجة إلى توزيع طاقات الشباب في النشاط الذي يميل اليه وخصوصاً أن الشباب لديه طاقات هائلة وعدم تفريغها في أنشطة بناءه يزيد من حالة الاضطراب والملل والتوتر لديه وازدياد نسبة البطالة تسهم في هذا التراجع .
ـ وهنا تبرز الأهمية السياسية للشباب من خلال حق المشاركة بكافة أشكالها ومجالاتها فهو أداة التنمية واسلوباً للممارسة السياسية والمسئولية الاجتماعية والتربوية لاْفراد المجتمع فالشباب هم القوة السياسية المتحررة والمنفتحة والتيار الذي يحوز على ثقتهم فإنه يتقدم بثبات لتحقيق أهدافه الوطنية أو الاجتماعية فهم الأكثر طموحاً وهذا يؤكد إن عملية التغيير والتقدم لديهم لا تقف عند حدود ومن أراد أن يسعى إلى التغيير السياسي يجب أن يضع في سلّم أولوياتة استقطاب طاقات الشباب فهم الأكثر تقبلاً للتغيير وهذه ميزه رئيسية في عالم السياسة ويجب التركيز هنا على دور الشباب الجامعي الذي يعتبر البنية الحقيقية لأي مشروع تغيير وقد أكد الباحث الألماني (كاس) ان هناك فروق بين الشباب الطلبة وغير الطلبة مشيراً إلى مظاهرات فرنسا عام 1968م حيث اشترك فيها حوالي 95% من الطلاب تقريباً .
ـ وأخيراً أؤكد أن تأخر الشباب في النضوج السياسي والاستمرار في سياسة الاستقصاء لهم في السياسة والالتحاق المتأخر بالسياسة ودهاليزها وبقاءه مشلول لفتره طويله سيؤثر بدوره على مستقبل الوطن وأي مشروع إصلاحي سياسي كان أو اجتماعي هدفه البنا واجتثاث الفساد ....
Shrooh2009@gmail.com
المفضلات