التميز خلال 24 ساعة

 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميز لهذا اليوم 
قريبا خدمات الطباعة | أنواع وأهمية خدمات الطباعة لقطاع الأعمال والتسويق
بقلم : غير مسجل
قريبا


النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: كلمة الشيخ ابو عمر محمد بن عبدالله السيف 29 رمضان 1424هـ

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    العمر
    54
    المشاركات
    262
    معدل تقييم المستوى
    255

    Lightbulb كلمة الشيخ ابو عمر محمد بن عبدالله السيف 29 رمضان 1424هـ

    بسم الله الرحمن الرحيم



    كلمة الشيخ ابو عمر محمد بن عبدالله السيف 29 رمضان 1424هـ



    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :



    فإن قوام الدين ونصرته تكون بالكتاب الهادي وبالسيف الذي ينصر ، كما قال الله تعالى : { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز }، وهذا ما سار عليه الصحابة رضي الله عنهم الذين تمسكوا بالكتاب وبالجهاد فحصل لهم التمكين التام في الارض لكمال ايمانهم واعمالهم الصالحة ، وقد قال الله تعالى : { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا } ، وعندما نقص قيام من بعدهم بما أوجب الله عليهم من التمسك بالكتاب والجهاد نقص تمكينهم بحسب ما نقص من تمسكهم بالكتاب والجهاد في سبيل الله ، ومن الظواهر التي أضعفت الامة وأخلت بصفة من صفات الطائفة المنصورة وفرّقت بين العلم والجهاد هي : قلة من ينفر من طلبة العلم الى ارض الجهاد ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين الى يوم القيامة ) رواه مسلم ، فلا تكاد ترفع راية جهاد في بلد من البلاد إلا وترى المجاهدين يتسابقون إلى أرض الجهاد يبتغون القتل أو الموت مظانه ، ولكن لا ترى بينهم من طلبة العلم من يقوم بفرض الكفاية في تعليم المسلمين في أرض الجهاد وتوجيههم ومخاطبة الأمة عن قضيتهم ، بل تمادى بعض المنتسبين للعلم ولم يكتفي بخطيئة القعود عن الجهاد فأخذ يخذّل المسلمين عن الجهاد ويثبّطهم عن مقاومة الغزاة وينشر بينهم الأراجيف ويخيفهم من الأعداء ، وما تعيشه الأمة الاسلامية من صحوة جهادية وتجديد لهذه الفريضة كان فرصة للصّادقين من طلبة العلم للهجرة والجهاد في سبيل الله وقيادة الأمة والسعي لاقامة دين الله في الارض ، وقد قال الله تعالى : { ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة } ، فرغّب الله تعالى بالهجرة في سبيله مبيّنا ان المهاجر يجد في هجرته موضعا يراغم فيه اعداء الله تعالى ويغيضهم ويجد السعة وهي تشمل جميع معاني السعة و التي بمعنى الروح والفرج كالسعة في الهداية والدعوة والجهاد ومراغمة الاعداء والسعة في الرزق والسعة من الهم والكرب بمجاورة اعداء الله الظالمين والبقاء تحت تسلطهم وعدم القدرة على اقامة التوحيد وتحكيم شريعة الله تحت سلطانهم والسعة بمفارقة الانداد والطواغيت من المرتدين والقوانين الوضعية التي تحكم البلاد والسعة من ضيق الاستضعاف والذل والمسكنة تحت حكم الطواغيت وظلمهم الى حياة العزة والقوة و والجهاد والتمكين في الارض والعلماء هم ورثة الانبياء فكما هم اعلم الناس بميراث النبوة فكذلك يجب عليهم ان يقوموا بحمل الرسالة كما حملها الانبياء وان يجاهدوا لنصرتها ويصبروا على الاذى الذي يلحق بهم في سبيل تبليغها وان يقودوا الامة في جهاد الاعداء ولاهل العلم الصادقين صفات تميزهم عن علماء السوء واولها ان يعمل العالم بعلمه وان يوافق قوله عمله فان العبد كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم لا تزال قدماه يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما افناه وعن شبابه فيما ابلاه وعن ماله من اين اكتسبه وفيم انفقه وعن علمه ماذا عمل فيه وقد تضمنت سورة الفاتحة الهداية الى العلم والعمل وهو صراط الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين غير المغضوب عليهم الذين علموا ولم يعملوا كاليهود ومن فسق من علماء المسلمين ولا الضالين الذين عملوا بلا علم صحيح كالنصارى ومن ضل من عباد الامة قال سفيان بن عيينة رحمه الله : ( من فسد من علمائنا كان فيه شبه من اليهود ومن فسد من عبادنا كان فيه شبه من النصارى ) وقد جمع الله تعالى بين هذين الصنفين في كتابه كما في قوله تعالى : { يا ايها الذين آمنوا ان كثيرا من الاحبار والرهبان ليأكلون اموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله } ، فالهداية انما هي بالعمل بالعلم والاستجابة للموعظة كما قال الله تبارك وتعالى : { ولو انهم فعلوا ما يوعظون به كان خيرا لهم واشد تثبيتا واذا لآتيناهم من لدنا اجرا عظيما . ولهديناهم صراطا مستقيما ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن ألئك رفيقا } ، فمن زعم من المنتسبين للعلم انه من اتباع سلف الامة وهو كاتم للحق وقاعد عن الجهاد وصاد عن سبيل الله لاجل عرض من الدنيا فهو كاذب في دعواه بل هو اشبه الناس بعلماء اليهود المغضوب عليهم الذين قال الله تعالى عنهم : { ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا واياي فاتقون . ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون . واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين . أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وانتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون } ، وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : ( يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع اليه اهل النار فيقولون يا فلان ما لك ؟ ألم تك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ فيقول : بلى ، قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه ) ، وقد شبه الله تعالى من حمل العلم ولم يعمل به وعرف آيات الله تعالى ولكنه انسلخ منها بالحمار الذي يحمل كتبا ولا ينتفع بها وبالكلب الذي يلهث على الدنيا وعلى الضلال الذي يعيش فيه في جميع الاحوال سواء وعظ بالآيات التي تعلمها او بغيرها او لم يوعظ فقد اخلد الى الارض ومال اليها بكليته واصبح اتباع الشيطان والهوى مسلكه وطريقه فقال تبارك وتعالى : { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا } ، وقال تبارك وتعالى : { واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين . ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد الى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون } ، وقد ذكر القرطبي رحمه الله تعالى عند تفسيره لهذه الآية ان هذا المثل عام في كل من اوتي القرآن فلم يعمل به واما الصفة الثانية من صفات طالب العلم فهي تبيين العلم للناس والصدع بكلمة الحق وقد قال تعالى : { ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب ألئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون } ، فمن كتم العلم من المنتسبين للعلم فهو ليس من العلماء الذين يستغفر لهم من في السماوات ومن في الارض وحتى الحيتان في الماء والذين جاءت النصوص الشرعية بمدحهم وذكر ثوابهم بل هو من الذين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وانما يحمل طالب العلم على كتم الحق الخوف من اصحاب السلطة ومن بطشهم ووسائل اعلامهم وطلبه لمرضاتهم والمكانة عندهم وحرصه على الدنيا ومتاعها وقد قال الله تبارك وتعالى : { واذ اخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون } وقال تعالى : { فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا وان يأتهم عرض مثله يأخذوه الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون } ، فقد درسوا العلم على العلماء او في المدارس او في غيرها كما قال تعالى ودرسوا ما فيه ولكن درسوه دراسة مجردة ولم يكن عقيدة راسخة وايمانا صادقا ولم يتلقوه تلقي الصحابة رضي الله عنهم الذين حملوه وصبروا على تبليغه ومجاهدت اعدائه قال الامام ابن القيم رحمه الله : ( كل من آثر الدنيا من اهل العلم واستحبها فلا بد ان يقول على الله غير الحق في فتواه وحكمه في خبره والزامه لان احكام الرب سبحانه كثيرا ما تأتي على خلاف اغراض الناس ولا سيما اهل الرياسة والذين يتبعون الشهوات فإنهم لا تتم لهم أغراضهم الا بمخالفة الحق ودفعه كثيرا فإذا كان العالم والحاكم محبين للرياسة متبعين للشهوات لم يتم لهما ذلك الا بدفع ما يضاده من الحق ولا سيما اذا قامت له شبهة فتتفق الشبهة والشهوة ويثورالهوى فيخفى الصواب وينطمس وجه الحق وان كان الحق ظاهرا لا خفاء به ولا شبهة فيه اقدم على مخالفته وقال لي مخرج للتوبة وفي هؤلاء وأشباههم قال تعالى : { فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات } وقال تعالى فيهم ايضا : { فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الادنى ويقولون سيغفر لنا وان يأتهم عرض مثله يأخذوه الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب ألا يقولوا على الله الا الحق ودرسوا ما فيه والدار الآخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون } ، فأخبر سبحانه انهم اخذوا العرض الادنى مع علمهم بتحريمه عليهم وقالوا سيغفر لنا وان عرض لهم عرض آخر اخذوه فهم مصرون على ذلك انتهى كلامه .

    فليس الشعر في حفظ المتون ودراسة العلوم بل الشأن لكي ينفع العلم هو زكاة وتقوى المحل الذي يتلقى العلم فإذا كان القلب زكيا نفع العلم بإذن الله وانتفع بهذا العلم المسلمون واما اذا كان القلب الذي يتلقى العلم قلب منافق او قلبا مريضا فإن صاحبه لا بد ان يكتم الحق ويفتري على الله الكذب ويصد عن سبيل الله ويجعل فتاواه واقواله غطاء شرعيا للحكومات العميلة لتبرير جرائمها في حق الاسلام والمسلمين واما الصفة الثالثة من صفات طالب العلم فهي تقوى الله تعالى وخشيته وقد قال الله تبارك وتعالى : { أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الألباب } ، وقال تعالى : { انما يخشى الله من عباده العلماء } ، ومن الدلائل على ان العالم يخشى الله تعالى حق خشيته ان يصدع بالحق ويبين العلم للناس وينصح الامة ولا يخاف لوم اللائمين من النصارى والمرتدين والمنافقين كما قال الله تعالى : { الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله } ، ومن الدلائل على خشية العالم لله تعالى ان يجاهد في سبيل الله وقد قال الله تبارك وتعالى : { أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه ان كنتم مؤمنين . قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين } ، فإذا كتم طالب العلم الحق وقعد عن الجهاد بالنفس والمال واللسان في الوقت الذي تجتاح جيوش الصليبيين العديد من بلاد المسلمين فلا شك أن هذا المنتسب للعلم ليس من اهل العلم الذين مدحهم الله في كتابه ووصفهم بكمال الخشية والخوف منه وهناك معوفات تعيق طالب العلم على النفير الى ارض الجهاد وأولها حب الدنيا والركون اليها كما قال الله تبارك وتعالى :{ قل ان كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين }

    فمما يعيق العبد عن النفير هذه المحبوبات الثمان وهي : الآباء والأبناء والإخوان والازواج والعشيرة والاموال التي اكتسبها والتجارة التي يخشى كسادها ومثلها الوظيفة التي يخشى فقدها والمسكن الذي ارتضاه وألفه ونشأ فيه فيشق على النفس تركه والابتعاد عنه فهذه المعوقات لا يتجاوزها ويهاجر ويجاهد في سبيل الله الا من صدق في محبته لله تعالى وحقق التوحيد علما وعملا فحب الدنيا وكراهية القتال هو الذي شجع الاعداء على التداعي على الامة وخيراتها كما قال صلى الله عليه وسلم : ( يوشك الامم ان تداعى عليكم كما تداعى الاكلة الى قصعتها فقال قائل و من قلة نحن يومئذ ؟ قال بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقل قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت ) أخرجه ابو داوود ، وفي رواية لأحمد : حبكم الدنيا وكراهيتكم القتال .

    واما الثاني من المعوقات فهو اخطاء في الطلب ومنها : ان يشتغل طالب العلم بالتكاثر في جمع المسائل وحفظها ويبالغ في ذلك حتى يشغله عن المسارعة في الطاعات والقربات وعن تحصيل الكثير من شعب الايمان مما يكون سببا في ضعف ايمانه ومرض قلبه قال الامام ابن القيم في تفسير قوله تعالى : { ألهاكم التكاثر } : ( والتكاثر تفاعل من الكثرة ، أي مكاثرة بعضكم لبعض ، واعرض عن ذكر المتكاثر به ارادة لاطلاقه وعمومه وان كل ما يكاثر به العبد غيره سوى طاعة الله ورسوله وما يعود عليه بنفع معاده فهو داخل في هذا التكاثر ، فالتكاثر في كل شيء من مال او جاه او رياسة او نسوة او حديث او علم ولا سيما اذا لم يحتج اليه ، والتكاثر في الكتب والتصانيف وكثرة المسائل وتفريعها وتوليدها ) اتنهى كلامه رحمه الله .

    ومن الاخطاء في الطلب ان يجعل طالب العلم لنفسه طريقا ومنهجا لتحصيل العلم يمتد لسنوات طويلة محددة فلا يرغب في النفير الواجب بحجة استكمال الطلب حتى اذا مضت هذه السنوات وكثرالأولاد وازدادت المعوقات أصبح النفير أثقل على النفس فيركن الى الدنيا ويترك الجهاد .

    ومن الاخطاء في الطلب ان يجعل طالب العلم هدفه الوحيد في طلب العلم تصنيف الكتب التي كفاه في كتابتها وتبيين الحق فيها من هو اعلم منه من اهل العلم فيقضي السنوات الطوال في تأليف الكتب ويشتغل بها عن الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال واللسان وهذا المنهج مما يميز سلف الامة عن بعض المتأخرين فإن السلف لم يعرف عنهم كثرة التأليف والتفرغ له والانصراف عن الجهاد الواجب بل جمعوا بين الدعوة وتبليغ العلم والجهاد في سبيل الله وإقامة دين الله في الارض .

    ومن الاخطاء في الطلب ان يرغب طالب العلم بطلب العلم لما في مقام العلم والعمل به من درجة الصديقية وهذا حق ولكن الحطأ ان يغفل طالب العلم عن ان درجة الصديقية لا ينالها من قعد عن الجهاد الواجب فإن القعود عن الجهاد من علامات ضعف الصدق فبالجهاد يتميز الصادق من الكاذب في ايمانه وقد قال الله تبارك وتعالى : { انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } .

    وأما الثالث من المعوقات فهو أخطاء المربين ، ومنها تركهم لما اوجب الله عليهم من تحريض الطلبة وعموم المسلمين عن الجهاد وترغيبهم فيه وقد قال الله تبارك وتعالى : { فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله ان يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا } ، ومن أخطاء المربين ان يرسخ الداعية المربي في نفس الطالب أن اتباع سلف الامة يكون بمجرد دراسة وحفظ عقيدة السلف فقط دون السير على منهجهم واتباعهم في سيرتهم وجهادهم فربما وجدت الرجل يدعي اتباع السلف والدعوة الى منهجهم وهو في سيرته وركونه الى الدنيا وكتمه للحق من أقرب الناس الى علماء اليهود المغضوب عليهم ، ومن أخطاء المربين أن يجعل الداعية لنفسه طريقا في نصرة الاسلام لا شوكة فيه وهو طريق لا يخرج عن الحدود التي أذنت بها الحكومات العميلة ويبقى على هذا الطريق البعيد عن الجهاد في سبيل الله الذي هو طريق الامة الوحيد في هذه النازلة والحرب الصليبية فهذا الطريق الذي ارتضاه لنفسه الخالي من الجهاد لا يتحول عنه ولو تغيرت الاحوال من السلم الى الحرب ومن الامن الى الخوف والمواجهة والقتال بل يسعى لجر الامة الى رأيه الخاطيء الذي لا يحيد عنه مهما تغيرت الظروف فقد أخرج نفسه وأتباعه من المعركة والمواجهة واكتفى بمتابعة أخبار المعركة عن بعد فرضي لنفسه أن يكون كمن قال الله تعالى عنهم : { وإن يأتي الأحزاب يودوا لو أنهم بادون في الاعراب يسألون عن أنبائكم } .

    ومن أخطاء الدعاة والمربين قعودهم عن الجهاد وأخذهم بمجارات النصارى والمرتدين في ألفاظهم ومصطلحاتهم كالحرية والديمقراطية وغيرها فمالوا الى ما جاء به المبطلون الكافرون من أقوال مزخرفة يغترّ بها وينجرّ وراءها من لا يؤمن بالآخرة ويقترف من الذنوب والآثام ما يقترف بسبب ميله لها وإصغائه لقائليها الذين زينوها بالأساليب البلاغية والألفظ المزخرفة من خلال وسائل إعلامهم وقنواتهم الفضائية وقد بين تعالى أن هؤلاء الذين يزخرفون العبارات ويخدعون بها الناس لصدهم عن الاسلام أنهم شياطين الانس والجن أعداء الرسل كما قال تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا . ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون . ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون } ، فكيف رضي طالب العلم لنفسه أن يخدع بمخططاتهم وأقوالهم المزخرفة وأن ينحاز الى قنواتهم وإعلامهم لا للصدع بالحق كاملا ولكن للخلط بين الحق والباطل وموافقتهم على بعض عباراتهم وألفاظهم ومن هذه الألفاظ كلمة الحرية وهي بمفهوم النصارى والعلمانيين المرتدين : ( الانفلات من كل التزام بدين أو خلق أي معارضة مبدأ طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والتمرد على عبودية الله ) ، فهذه هي حرية شياطين الانس من الامريكان ومن اتبع ديمقراطيتهم وحريتهم ، وهم في الحقيقة ليسوا بأحرار بل هم أسرى بأيدي شياطين الجن وجنود لهم يسيرونهم في محاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله تعالى : { ألم تر أنّا أرسلنا الشيطين على الكافرين تؤزهم أزا } ، وقال تعالى : { ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين } ، كما أن هؤلاء المتمردين على عبودية الله قد وقعوا في عبودية أهوائهم وفي عبودية الشياطين والبشر المشرعين لهم والقوانين الوضعية وغيرها من الطواغيت التي تمرّغوا في عبوديتها ، ولا يتحرّر العبد من عبودية الطواغيت إلا بتوحيد الله وإخلاص الدين له فالاسلام جاء بالعبودية ولم يجيء بالحرية الغربية لأن العبودية هي الغاية التي خلق الله العباد لأجلها كما قال تعالى : { وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون } ، فالله تعالى خلقنا لعبادته وحده لا شريك له فإذا انطلق صاحب العلم في دعوته وفي مناظراته للمرتدين والمنافقين من هذه الآية طالبا مرضات الله تعالى فلن يضل في قوله ودعوته ومنهجه ، وأما إذا غفل عن الغاية التي خلق الخلق لأجلها وحاول إرضاء القراء والمشاهدين من النصارى أو العلمانيين أو المنافقين فلا شكّ أنه سوف يضلّ ويدخل في دين الله ما ليس منه من مصطلحات النصارى المزخرفة كالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وغيرها ، فالواجب على أهل العلم أن يتحيزوا لإخوانهم المجاهدين وينصروهم بدلا من مداهنة ومجاملة أعداء الله من الكافرين والمنافقين والتقرب إليهم بالطعن بالمجاهدين ولمزهم ، فإن صاحب العلم إذا داهن أعداء الله وابتعد عن المجاهدين والصالحين فقد فرّق الناس من حوله وفقد طريق القوة والعزة والجهاد وبهذا يكون قد خسر دعوته وأضعف قوته وأذل نفسه أمام الكافرين والحكومات العميلة فأصبح معلقا لا هو في صف المجاهدين يجاهد معهم وينصرهم ولا هو مع الحكومات العميلة التي لا توافقه على كل ما يدعوا إليه ، فإذا بلغ طالب العلم الى هذه الحالة من الهزيمة والضعف فلا بأس عند الكافرين والمنافقين حينئذ أن يستقبل في وسائل إعلامهم بعد أن أبدى شيئا من التنازل وقد قال الله تبارك وتعالى : { وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا . ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا . إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا } ، وقال تعالى : { وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون . أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون } ، فيكفي الامة من العالم ثباته على الحق وجهاده ولو كان سجينا أو قد سدّت أمامه طرق الدعوة وحبس في بيته فإن كلمة حق تخرج منه أو قصاصة ورق ينصح فيها الامة ويحرضها على الجهاد تكفي لاستجابة الامة له والتفافها حوله ، وأما إذا لم يثبت على الحق والصدع به والجهاد في سبيل الله وداهن أعداء الله فقد خسر دعوته ولم تنفعه في هذه الحالة كثرة وسائله الدعوية والاعلامية بعد أن فقدت الامة ثقتها به ، فالواجب على طلبة العلم وعلى الشباب وعلى غيرهم من الرجال القادرين أن ينفروا لنصرة إخوانهم في أرض الجهاد حتى تحصل الكفاية من أهل العلم ومن المجاهدين ، كما يجب على المسلمين أن يجاهدوا بأموالهم في سبيل الله تعالى وينصروا إخوانهم ولا يستجيبوا لضغوط أعداء الله من النصارى واليهود وعملائهم في المنطقة الذين يسعون لمنع الجهاد بالمال .

    كما نوصي الاخوة المجاهدين في العراق بتوحيد صفوفهم تحت قيادة موحدة وأن يكون لهم بجانب القوة العسكرية جهة سياسية وإعلامية تخاطب المسلمين وتبين لهم الهدف من الجهاد وهو إقامة دين الله في العراق وتجمع المسلمين حول هذا الهدف ، وأما الاقتصار على الجانب العسكري دون أن يكون هناك جهة سياسية فقد يؤدي هذا الى استفادة القيادات العلمانية المرتدة من هذا الجهاد وسيطرتها على الحكم في العراق .



    نسأل الله تبارك وتعالى أن ينصر المجاهدين في كل مكان وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    الصور المرفقة الصور المرفقة  
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    إذا طـال الزمـان و لـم تــروني فتـذكروا ذكـريـاتــي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. محمد علي أحمد : آن الأوان للشعب أن يقول كلمة الفصل ويحدد تطلعاته المنشودة
    بواسطة أخبار التغيير نت في المنتدى ملتقى الأخبار والمنقول
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-06-2012, 06:11 AM
  2. صحة مايقال في معنى كلمة رمضان.....
    بواسطة الزعيم بسام في المنتدى ملتقى المواضيع العـامـة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-08-2010, 06:02 PM
  3. وفاة الشيخ يحيى بن حسين الأحمر شقيق الشيخ الراحل عبدالله
    بواسطة أخبار التغيير نت في المنتدى ملتقى الأخبار والمنقول
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-02-2010, 08:30 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •