شهدت الفترات الماضية انقسامات وتساقطات لعناصر وقيادة حراك السكارى والمطبلين ،ليتضح لكل متابع لها بأنها قيادات وعناصر مطاطية هدفها الأول والأخير هو الحصول على الدعم والأموال والاستئثار بالقيادة .

فالكثير من الوقائع تشير إلى إنقسامات وتشظيات في الحراك ستصل في النهاية إلى المواجهة بين تلك المكونات خاصة في ظل التهم التي يكيلها كل طرف للآخر.

فحرب التصريحات والمقالات بين أقطاب حراكـ السكارى بلغت أوجها في الأيام الأخيرة .. على خلفية الإصطفاف المناطقي الذيـ غلب على الكيانات التي تتنازع غبار ما يسمى بالحراكـ الجنوبي وتدعي الوصاية على ابناء المحافظات الجنوبية .

وهو ما أنعكس على حملات إعلاميه إنخرطت فيه كافة (لمواقع الصفراء) .. والتي تتبع وتمول من أطراف في الحراكـ عمدت لتصفية حساباتها مع بعضها البعض على تلكـ المواقع وغرف البالتوكـ.

فالتطورات الدراماتيكية التي شهدها ملف (الحراكـ الجنوبي) لم تكن بحسبان أحد حتى اولئكـ المتفائلين بسقوط هذا المشروع الشيطاني ..

والتي اثبتت الأيام أنه لم يكن إلا مشروع (كرتوني) وفقاعه (سياسية ، إعلاميه) دفع البعض به لواجهة المشهد السياسي اليمني لتحقيق مكاسب سياسية لكنه لم يجني إلا خسائر فادحـه ،،

وما بني على باطل فهو باطل ، ومصير الباطل هو الفشل والإفلاس في نهاية المطاف.



الحراك يدخل أسوأ مراحل التقهقر وإعلان مبادرة إسعافية يائسة
الاثنين* 23-فبراير-2009
نبأ نيوز - خاص -


كشف أحد ابرز قيادات الحراك الانفصالي بمحافظة الضالع لـ"نبأ نيوز" عن تحضيرات واسعة، لعقد ما أسماه بـ(المؤتمر الوطني للحراك الجنوبي)، والذي من المزمع إقامته في عاصمة اليمن الاقتصادية عدن، يوم 20 مارس القادم، في محاولة لإنقاذ "الحراك" الذي يشهد أكبر عملية تقهقر وانحسار في تأريخه منذ بدايته قبل ما يناهز العامين والنصف!

وأكد المصدر: أن قيادة الحراك تتطلع إلى مشاركة نحو (5000) شخص من أبناء المحافظات اليمنية الجنوبية، ومن عناصر معارضة الخارج، وبنسبة قدرها بـ(25%) من إجمالي المشاركين؛ غير أنه لم يكشف عن آلية وصول الذين هم في الخارج.

مصدر قيادي رفيع في الحراك الانفصالي بمحافظة أبين، شبّه هذه التصريحات بـ"عملية تنفس صناعي"، مؤكداً أن الحراك يشهد منذ بداية العام الجاري تقهقراً وانحساراً يعد الأوسع والأخطر منذ بدايته، مشيراً إلى أن الخلافات المتصاعدة بين قادة الحراك، وفشلهم في التوافق على إستراتيجية محددة للعمل النضالي المشترك تسبب بحالة إحباط لدى الغالبية العظمى من الجنوبيين الذين كانوا متحمسين.

وأوضح لـ"نبأ نيوز": أن قادة الحراك عندما اقترحوا تشكيل هيئة أو مجلس أعلى، إنما كان الهدف هو رص صفوف مختلف التكوينات والتيارات الموجودة في الساحة الجنوبية، وتنسيق أنشطتها، وتوحيد إمكانياتها؛ لكن- للأسف- حدث العكس، حيث فوجئنا بخلافات تظهر حول توزيع المراكز القيادية، وبدأ البعض يحسبها على أساس الأقدمية، وبعض آخر على أساس مناطقي، وقبلي، وفكري، وارتباطاته بالخارج، أو علاقاته الاجتماعية، حتى وجدنا أنفسنا كلاً في وادي، وكل فريق يكيد لصاحبه، ويسابقه على استقطاب من هم حوله..!

كما اتهم السلطة بإذكاء الفتن، ودس العملاء في أوساط الحراك، واستخدام المال في إغراء ضعفاء النفوس، واستخدامهم في ضرب الحراك، وتفتيته. كما ألقى بجزء من اللوم على المعارضين في الخارج، وقال: "الأخوة في الخارج أضرونا أكثر مما نفعونا، فقد كانوا يتواصلون مع بعض القيادات ويملون عليهم النصائح والمشورات وأحياناً الأوامر، ويتعاملون مع معلومات مغلوطة ينقلها بعض الذين يعتمدون عليهم، ولا يعودون إلينا للتأكد منها، بالإضافة إلى أنهم أنفسهم لم يكونوا متفقين فيما بينهم البين، وإنما أيضاً انقسموا، وأصبحوا مثلنا يتسابقون، ويتكايدون، وكل شيء كان ينعكس مباشرة على الداخل، وبصورة سلبية لأنهم لا يعرفون بظروفنا في الداخل، ودائماً يتجاهلونها".

وتوقع المصدر أن يواصل الحراك تقهقره خلال الفترة القادمة لأسباب، قال "أحتفظ بها لنفسي حالياً"، منوهاً إلى أن "المرحلة لا تسمح بالكلام الكثير"!

وبحسب مراسلي "نبأ نيوز" في المحافظات اليمنية الجنوبية، فإن النشاط الانفصالي يعيش منذ أكثر من شهر حالة سباب غير مسبوقة، وأن حدة الخلافات التي نشبت مؤخراً دفعت بالغالبية العظمى من قادة الحراك إلى الاعتكاف، وتضييق حركتها ضمن دائرة جغرافية محدودة، نافين وجود أي مؤشرات لنشاط يحتمل القيام به قريباً..

ففي الضالع، فشل حسن باعوم في رأب الصدع، واضطر إلى إصدار بيان خلال جلسة قات يعلن فيه عن تشكيل فرع لمجلسه الأعلى "هيئة النضال"، لم يضم من قيادات الضالع المعروفة سوى شلال علي شايع، على خلفية الخصومة بينه وبين النائب صلاح الشنفرة، وعبده المعطري، وآخرين، ممن احتجوا على استبداده بالقرار، وتهميشهم، وتكريس "الأسرية"، وإيلاء بعض القبائل اليافعية صفات تفوق أمكانياتهم، أو استحقاقاتهم.. وهو الأمر الذي دفع باعوم لتصعيد شخصيات مغمورة إلى قائمة قيادة فرع الضالع، فقط من أجل الحفاظ على ماء الوجه.

ويرى النائب صلاح الشنفرة- بحسب مقربون منه- أن باعوم ليس بالشخصية المناسبة لقيادة الحراك، وأنه أحد أسباب المشاكل القائمة التي لم يحسن التعاطي معها، لدرجة أنم دفع سوء تعامله بالعميد ناصر النوبة إلى الهروب منه، وإعلان هيئته الخاصة، التي مثلت ضربة قوية للحراك.

وتعتقد بعض القيادات الجنوبية أن الشنفرة كان محقاً في تقييمه، مدللين على ذلك بفشل باعوم داخل حضرموت نفسها- رغم أنها مدينته- مما افقد الحراك رهاناً كبيراً، لأن العنف وتأزيم الأوضاع لا يتوافق ومكانة حضرموت الاقتصادية والثقافية، وطبيعة نشاط أهلها، لذلك لم تتفاعل بأي قدر مأمول مع الحراك، فكان أن وجد باعوم ضالته لدى قبائل يافع "العسكرية"، والتي هي الأخرى- بحسب اعتقادهم- لا تتوافق مع بقية تكوينات الحراك، نظراً لاعتمادها على وسائل تقليدية "متخلفة" في التعاطي مع القضية الجنوبية، بعيدة عن الثقافة السياسية لدى الآخرين.

الحراك الذي لم يفلح في محافظة حضرموت على خلفية اصطدامه بفارق الوعي لدى أبنائها، لم يتوفق أيضاً في محافظة عدن، التي انهمك أهلها بالنشاط الاقتصادي، والمدني، باعتبارها أكبر المراكز الحضرية المدنية في الجنوب، التي ما زالت الحشود القبلية الوافدة لمهرجاناتها تستفز أبنائها، وتدفعهم نحو مزيد من التحفظ والحذر من تكرار تجاربها التاريخية المريرة التي دفعت خلالها ثمناً باهضاً لصراعات القوى الخارجية التي يتم تصفيتها على ميدانها.

أما خلف الكواليس، فثمة نشاط رسمي غير مسبوق شهدته الأسابيع القليلة الماضية، أسهم على نحو كبير في سحب البساط من تحت أقدام الرهان الانفصالي في شبوة وأبين والضالع.. فسلسلة اللقاءات التي عقدها كل من نائب رئيس الجمهورية الفريق عبد ربه منصور هادي، ومحافظ أبين أحمد الميسري داخل أبين، وأخرى عقدها رئيس الوزراء علي محمد مجور في شبوة، وثالثة عقدت في دار الرئاسة لأبناء الضالع وعلى مدار أكثر من أسبوعين، كفلت إخماد جذوة الحراك، وامتصاص النشاط الميداني، وفرز القوى، وتغيير معادلات اللعبة السياسية.. وهذه المرة لن تكون اللعبة إلاّ على القواعد التي وضعتها السلطة!

ويمكن القول: أن الحراك الانفصالي مقبل على التحول نهائياً، وفي غضون مدة لا تتجاوز نهاية النصف الأول من العام الجاري، إلى مجرد أصوات على شبكة الانترنت، لا يستدعي التخلص من ضجيجها أكثر من إدارة مفتاح الكهرباء..!