بسم الله الرحمن الرحيم
** أيها الأحبة ......... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
** إن كل رجل مسلم أو عربيّ في قلبه مقدار ذرّة من إنسانية أو عقائدية أو عرقية
، وفي عروقه دماء لها شرف وكرامة وتاريخ ، ليجزع ويتألم من الصّور التي بثتها
القنوات العالمية والعربية عن إعتقال (صدّام) وهي صور تمزّق القلب ذلاً وعاراً
، لأنها وببساطة شديدة وبكل حيادية دينية وفكرية وعرقيّة تمّت ونفّذت عن طريق
((الـعـدو)) الأجنبي الذي يُمارس في أرضنا وعلى مرآى من عيوننا إستعماراً
وحشياً لم يُبق لنا حقاً ولا رأيّا ولا كلمة ، ويقودنا كالبهائم ترعاها كلاب
خائنة من بني جنسنا لم ترض لنفسها إلا أن تكون دمـاً ملوثاً بالإيـدز الإنبطاحي
الذي مزّق كل آمالنا بالعزّة والكرامة ، سواءا كنّا مسلمين أو عرب ، فلا دين
ولا مذهب ولا جنس بشر يقبل بمثل ما فعلته (أمريكا) في بلادنا ، وما فعلته بهذا
الرجل الذي حكم جزءاً حيوياً من أرضنا وسجّل لنفسه صفحات فريدة وأخرى سوداء ،
ولكنه الآن رجل على قيد الحياة ولا يجوز أن نجزم بما في القلوب وباب التوبة من
نعم الله دائماً مفتوح ..!!
** إن الصور واللقطات التي أظهرت لنا (صـدّام) بلحيته المهيبة وعيونه الزائغة
وعقله المُخدّر ، وطواعيته المؤلمة لتستفزّ الإنسان المسلم والعربي مهما إختلفا
معه أو حقدا عليه أو لهما معه ثأر أو مظلمة .. وإنني هنا أسجّل ألمي وأبثّ
إليكم حزني حينما رأيتُ تلك الصور واللقطات وذلك لعدّة أسباب منها :
ــ أن الذي قبض عليه هم الأعداء والأجانب وعبر (الوشاية) والخيانة والعمالة
وليس عبر الإستسلام ولا المفاوضات ولا الهزيمة .
ــ واضح جداً من أن الرجل كان قد حـُـقـن بالمهدئات والمخدرات ، وذلك يدلّ على
جبن هؤلاء الكلاب الذين لمّا أرادوا الكشف الطبي الأول والتحقّق من هويته عبر
أسنانه ولعابه قاموا بتخديره خوفاً منه على طبيعته ، مع أنه مأسور بين أيديهم ،
فكان منظره مؤلماً وربّ الكعبة وهو يبدو كالطفل المؤدب والوديع والمُطيع وهو
يجلس أمام طبيب الأسنان ..!!
ــ ومنظره يُفطّر القلب كمداً وأنت ترى عينيه وهما زائغتين لا تستقرّان على
مكان ولا تُدركان حقيقته وزمانه من أثر المخدّر الذي حلّق به نحو هامش العمر
بيد العدو وعبر حمير اليهود أو خونة الدّين والعرق واللغة..!!
ــ وتألمت وحزنت من الصور واللقطات حينما رأيت الرجل (مُلتحي) وبلحيّة أشبه ما
تكون لأجدادنا وآبائنا ومشائخنا ، واللحية لها أثر في قلب ومشاعر المسلم ، فكيف
إذا كانت بكثافة ولون لحية (صدّام) والتي سجّل من خلالها حركة إعتدناها فيما
بين الملتحين من الأخيار وقضت على كل أمل بحبس المشاعر المحزنة حينما قبض على
لحيته بيده ثمّ مسحها وكأنما يقول للنصرانيّ الذي أمامه أن مخدراتكم لم تُذهلني
عن حركة قبض لحيتي وكأنني أعلم أن تلكم الصورة سوف تصل كل بيت مسلم بشكل خاص ،
وعربيّ بشكل عام على هيئة مجموعة من التخمينات التي لا تخلوا من تشبيهها بلحيّة
(الأسـد) ولكي يبعث من خلالها رسالة لا تزال عندي وعندكم تتخذ طابع التخمين
والميول والتحليل ولا تزال مجهولة الحقيقة ، لكنها أبّت إلا إستفزازي .. بعيداً
عن تحديد عقيدة الرجل ولكنها بمنظاري أنا ..!!؟؟
ــ كانت قسمات (صدّام) كما هي مـُرعـبـة ولم تؤثر فيها المخدّرات ، وتتضح منها
بعض التجاعيد التي حفرتها مصائب السياسة وآلآم الخيانة وهموم البطانة وبطش
العدو ، وخذلان الصديق .. ولكنها كانت عندي في ذلك الموقف وأمام الأطباء
الشرعيين والمحققين الأمريكيين الكلاب تجاعيد وقسمات مُلهمة تطفح بالحكمة
والعزّة ..
ــ وتألمت حينما سمعت وقرأت أخباراً مؤكدة تقول بأن الأمريكيين ألقوا القبض على
(صدام) قبل نحو شهرين ، ولكنهم لم يُعلنوا عن ذلك ، وتركوا الرجل
((للإستثمـار)) السياسي الذي جاء وقته وأوانه يوم السبت الماضي حين دعت الحاجة
والإنتخابات والخسائر والفضائح إلى إعلان ذلك وعبر حمير اليهود (الرافضة) على
غير العادّة ، ولكنها السياسة الأمريكية التي لا نفهمها ولا نتعلم من جرائمها
ووسائلها الإستعمارية المتنوعة والتي تُخطّط لها منذ عشرات السنين ويتدارسها
نخبة من العلماء الصهاينة والعملاء في واشنطن ويطبقها كل رئيس أمريكي مُنتخب في
أنفسنا وأموالنا وممتلكاتنا .
ــ وتألمتُ لأنني رأيت (صدّام) كمسلم وعربي وحاكم لدولة عربية لأكثر من ثلاثين
عاما، وهو يقع في أسر الأمريكيين أعدائنا وأعداء ديننا بتلكم الهيئة والطريقة
التي قُبض فيها والصوّر التي ظهر فيها ، مهما إختلفنا في فكره وأعماله ،
فالموقف هنا بالنسبة لمشاعري موقف (حميّة) و(غضبة) أثارها وهزّ كيانها بغضي
لأمريكا وكرهي لها وذُلي منها ، أكثر من موقف (دفاع) أو (محبة) لصدّام نفسه
فأنا لا أعلم ولم أتيقّن حقيقة الرجل مثلي مثل غيري كثير ، ولكنه عندي مُقدّم
على الأمريكيين مادام أنه ضدهم ، نعم الموقف لا يحتمل (العقل) بل (المشاعر) وهو
موقف أنساني أن أخوض بمسألة أن يكون بعثيّ أم مسلم سنيّ ، أم مجاهد أم طاغية ،
وهي أمور يختلف فيها الكثيرون ولكنها ليست هي محور وهدف موضوعي ، إنما هي
(المشاعر) التي عبّرت حين ألهبتني ..
** إن حوالي (600) جندي أمريكي بآلياتهم الحربية والفنيّة والتغطية الجويّة
والمخابراتية قام بعمل (بطولي) وهو يقبض على رجل على حين غـرّة وبفعل وشاية
وخيانة ..!! أيّ بطولة هذه أيها الأمريكيون ، لكنها من جهة أخرى كانت سببا من
الأسباب التي جعلت الكثيرين منا يتعاطفون مع الرجل ويميلون إليه بمشاعرهم
ورأيهم وفكرهم الشخصي .. ، ولم يفرح بالقبض على (صدّام) بتلكم الطريقة وبتلك
الصوّر إلا جاهل ، أو مكابر ، أو شيعيّ ، أوعـدو بيّن .. !!
** إنني حريص جدا على أن تفهموا أفكار موضوعي هذا بالشكل الذي تجاوزت به عقيدة
الرجل (صدّام) وحقيقة فكره وتوبته وظلمه وسيرته ، وتناولته من زاوية أن الذي
قبض عليه هم (أعداؤنا) الأمريكيون ، وأن ذلك حدث لمن ؟ لحاكم دولة ، وأن ذلك
حدث في أرضنا ، وكيف أن ذلك ترك عندي آثار مؤلمة في جميع أبعادها الدينية
والفكرية والسياسية والعرقيّة والأخلاقية والتاريخيّة ...!!!؟؟
** صـدّام رجل مثله مثل غيره إن مات أو بقي ، ولكننا نأسى ونتحدث عن ذلّنا
وهواننا ، وعن ممارسات العدو في أرضنا وبلادنا ، ونسأل أنفسنا عن المعاني
والآثار السياسة والنفسية والتاريخية والأخلاقية المترتبة على هذا القبض المشين
وطريقته التي وضعتنا في الحضيض من بين الأممّ ..
** بالله عليكم أعطوني مشاعركم وأنتم تنظرون لتلكم الصور واللقطات عن القبض عن
صدّام من قبل الأمريكيين لعنهم الله ، والذين يُحاربون ديننا وعقيدتنا ويستحلون
أرضنا ودمائنا ؟؟ وهل مشاعركم مثل مشاعري أم أنني على خطأ فأتوب إلى الله وأبرأ
منها ولو كانت مشـاعـر ؟؟ وهل مشاعري يجبُ أن تكون كمشاعر الحكام والرؤساء
العرب الذين أبرقوا لرئيس (أمريكا) يُهنئونه على القبض على رجل كان بالأمس
واحداً منهم ؟ ولماذا لا يخشون أن يكون مصيرهم مثل مصيره ؟ و .. و.. يكفي إلى
ذلك ..
ــ أسئلة بريئة جداً جداً !!!؟؟
** لا زال هناك الكثير من (الفتن) ستظهر كل يوم وليلة ، ولازلنا في بداية
الطريق لأحداث نسأل الله أن نكون فيها المنتصرين بديننا وعقيدتنا وكرامتنا
وعزّنا وتمسكنا بكتاب ربنا وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام ، ونكون فيها
الآمرين على رقاب أعدائنا من اليهود والنصارى والشيعة (حمير اليهود) والعملاء
(أذناب النصارى) .. آمين .
Bookmarks