بسم الله الرحمن الرحيم
عنوان المقال منظمة التحرير الفلسطينيه قميص عثمان فلسطين
بقلم الكاتب احمد عصفور ابواياد
م ت ف اسست بقرار عربي سنة 1964 ، لتكون ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني ، وانشئت دوائرها الاداريه والماليه والعسكريه لخدمة هذا الهدف ، فانبثق عنها المجلس الوطني كبرلمان فلسطيني لسن القوانين والانظمه ومحاسبة اللجنة التنفيذيه ، وهو مرجع السلطات ب م ت ف ، ثم المجلس المركزي وهو حلقة وصل بين اللجنة التنفيذيه والمجلس الوطني ، واخيرا اللجنة التنفيذيه التي تدير الجانب الاداري والتنفيذي ل م ت ف ، وانشئت العديد من الدوائر لهذا الغرض منها الدائره السياسيه وهي بمثابة وزارة الخارجيه لدولة فلسطين ، والدائره العسكريه والتي تشرف علي قوات جيش التحرير الفلسطيني ، والدائره الماليه والاعلاميه ...الخ من الدوائر العامله بهذا المجال ، استمرت م ت ف بادائها حسب مايملي عليها عربيا حتي سيطرة حركة فتح علي م ت ف سنة 1969 واختيار الاخ الرئيس ابا عمار رئيسا لها ، وبدات مرحلة سيطرة منظمات العمل الفلسطيني العسكري علي قرار م ت ف ، وهذا بدوره ادخلها بصراعات مع بعض الدول العربيه ، نتيجة سياسة المحاور التي تتبعها الانظمه العربيه وما انعكس من سلبيات علي اداء العمل الوطني الفلسطيني واضر ب م ت ف ، نتيجة ارتباط قرار البعض بقرار دولة محور معينه من دول الانظمه العربيه ، ودفعت م ت ف الاف من الشهداء نتيجة مايعرف بالحفاظ علي القرار الوطني المستقل ، والخروح من عباءة الوصاية والاحتواء العربي ، وما نتج عنها من انشقاقات علي الساحة الفلسطينه ، اكثر من 44 عاما مرت علي انشاء م ت ف واكتسبت اعترافا دوليا بتمثيلها الوحيد للشعب الفلسطيني ودخلت فلسطين الامم المتحده كعضو مراقب عبر م ت ف ، اعتبرت م ت ف مرجعية السلطة الوطنيه بعد استحداث السلطة بناء علي اتفاقية اوسلو سنة 1994 ، وهنا بدات مرحلة جديده بين التزاوج بين السلطة وم ت ف وهذه كانت الطامة الكبري ، تم تهميش دور م ت ف لصالح السلطة ، وبدات مخططات رسم معالم جديده باذابة م ت ف بالسلطة ومن هنا تم انهاء دور م ت ف عمليا علي الارض ، فالدائره السياسيه ادمجت بوزارة خارجية السلطه ، وبدات الصراعات بعد استشهاد الاخ ابا عمار تطفوا علي السطح ، وغيب المجلس الوطني لااكثر من 20 عاما لم يعقد جلسة له بالرغم من الكوارث التي حلت بالشعب الفلسطيني لم يتم عقد أي جلسة لاتخاذ قرارات تضمن امن الوطن والمواطن فمن يتحمل نتيجة هذا العبث السياسي بمقدرات م ت ف ، اللجنة التنفيذيه وصل عدد اعضائها الي دون النصاب القانوني واكل الدهر عليهم وشرب واصبحوا من العواجيز لاحول ولاقوة لهم الا الراتب والمخصص اما الاداء فسبحان الله يسير بالبركه وبدون اجتماعات رسميه الا بمن عينوا بالداخل ولم يلتئم انعقاد اللجنة التنفيذيه بكامل اعضائها الا باليسر اليسير ودبت الاختلافات بين اعضائها هل الاجتماعات تعقد بالداخل او الخارج ، المجلس المركزي مشلول الحركة لايسمن ولا يغني من جوع ، اصبح اداؤنا مشلول وصراعات لاحدود لها ، وانعكس سلبا علي كل واقعنا السياسي ، فتح حامية المشروع الوطني عصفت بها خلافات خطيره ادت الي ضعفها وهوانها علي نفسها ولم تستطع عقد مؤتمرها السادس منذ سنوات طويله ، سلطه اداؤها عليه اكثر من علامة استفهام ، سواء بالجانب التفاوضي الذي لم يوصلنا الا الي سراب ، وزيادة الاستيطان والجدار وتهويد للقدس ، والسلطة لاتمتلك من مقومات السياده سوي مبني المقاطعه والذي تتبختر الدبابات الاسرائيليه بالوصول اليه متي شاءت ، اجهزه امنيه ضعيفة لاتحمي نفسها ولا تحمي المواطن ، هذا حالنا نحن ابناء م ت ف وفصائلها الميمونه ، وجدت تنظيمات اسلاميه خارج م ت ف منذ 20 عاما وهي خارج البيت الفلسطيني ، وتتناغم عكس تيار م ت ف ، ولا تعترف بها ممثلا شرعيا وحيدا ، وجاءت طامة انتخابات المجلس التشريعي الاخيره لتصب الزيت علي النار وتزيد اشتعال الوطن ومانجم عنه من صراع فتح وحماس ، وانشقاق وطن واستخدام السلاح بدل الحوار ، وانسلاخ غزه عن الوطن ، وظهرت سياسة التخوين والتكفير كلغة ومصطلح جديد بالساحة الفلسطينيه ، وفرض الحصار والاغلاق ثم الحرب المدمره علي غزه وسقوط الالاف بين شهيد وجريح وتدمير كل مقومات الحياه بغزه ، وهنا انتصرت ارادة شعب غزه ومقاومته علي الجلاد بمختلف انتمائاتها السياسيه ، الدم الطاهر الذي سكب علي ارض غزه والتدمير الممنهج لكل مقومات الحياه للاسف لم يدفع سياسيينا للتخلص من الانشقاق والشرذمة ورص الصف لمداواة غزه ، ولملمة جراحها ، قام سياسيينا الاكارم بفتح جبهة م ت ف ومحاولة ايجاد بديل بهذا الظرف الخطير ، بصراحة القول نقول ان م ت ف ممثل معترف به وحيد للشعب الفلسطيني ولا اختلاف عليه ولكن من اوصل م ت ف الي مرحلة الانعاش بالرغم من اتفاق القاهره الذي لم يري النور ، واصبح لايساوي الحبر الذي كتب به ، اليست الاطماع الشخصيه والخوف علي المصالح الذاتيه من اوصلتنا الي هذه النقطه ، لماذا التردد باتخاذ القرارات المصيريه بحياة ووجود الشعب الفلسطيني ، الان نتباكي جميعا علي م ت ف واين كانت الصحوه علي موت م ت ف ، هل نبقي نلطم علي اسماء قمنا بؤدها بايدينا ، لماذا لم يدعو الاخ الرئيس الامناء العامون للفصائل من سنوات وتفعيل لجان تفعيل م ت ف ، لماذا دمرنا فتح وم ت ف ولمصلحة من هذا الخراب ، لاتتباكوا علي م ت ف وتجعلوها قميص عثمان فلسطين لقد وادتموها بايديكم فقط تنتظر شهادة الوفاه ، فمن يجرؤ علي كتابتها والاعلان عنها ، تصريحات الاخ خالد مشعل جاءت كردة فعل امل ان تكون زلة لسان ، او تهويش لتفعيل الجسد الميت او مداواته لعل الحياه تعود اليه مرة اخري ، وانقاذ مايمكن انقاذه ، م ت ف ستبقي الامل والعنوان ان وجد الغياري لتفعيلها اما ان تبقي للتجاذبات السياسيه والمناكفات الفصائليه فعليه وعلي الوطن السلام ، كفاكم بكاء علي م ت ف ، المطلوب تفعيلها واخذ قرارات شجاعه للم الصف وعودة الروح للعمل الفلسطيني الجماعي وادخال كل التنظيمات الفلسطينيه بها ، وجلوس مناظلي شعبنا ممن وصل بهم السن للعجز لافساح الطريق لدماء جديده تستطيع النهوض بالعمل الوطني بالطريق السليم ، ام ان مصالح البعض الشخصيه اكبر من الوطن والشعب دمتم ودام الوطن بالف خير وقميص عثمان فلسطيني اخر .