Results 1 to 5 of 5

Thread: حب الوطن

  1. #1

    عبد الله حسين's Avatar
    Join Date
    Jan 2009
    العمر
    40
    Posts
    163
    Rep Power
    192

    حب الوطن

    الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.. فتنطلق التربية الإسلامية في تعاملها مع النفس البشرية من منطلق الحب الإيماني السامي، الذي يملأ جوانب النفس البشرية بكل معاني الانتماء الصادق، والولاء الخالص.


    ولاشك أن حب الوطن من الأمور الفطرية التي جُبل الإنسان عليها، فليس غريباً أبداً أن يُحب الإنسان وطنه الذي نشأ على أرضه، وشبَّ على ثراه، وترعرع بين جنباته. كما أنه ليس غريباً أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يُغادره إلى مكانٍ آخر، فما ذلك إلا دليلٌ على قوة الارتباط وصدق الانتماء.

    وحتى يتحقق حب الوطن عند الإنسان لا بُد من تحقق صدق الانتماء إلى الدين أولاً، ثم الوطن ثانياً؛ إذ إن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحُث الإنسان على حب الوطن؛ ولعل خير دليلٍ على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يُخاطب مكة المكرمة مودّعاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه، فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ». رواه الترمذي (الحديث رقم 3926، ص 880). ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُعلم البشرية، يُحب وطنه لما قال هذا القول الذي لو أدرك كلُ إنسانٍ مسلمٍ معناه لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه، ولأصبح الوطن لفظاً تحبه القلوب، وتهواه الأفئدة، وتتحرك لذكره المشاعر.

    وإذا كان الإنسان يتأثّر بالبيئة التي ولد فيها، ونشأ على ترابها، وعاش من خيراتها، فإن لهذه البيئة عليه (بمن فيها من الكائنات، وما فيها من المكوّنات) حقوقاً وواجباتٍ كثيرةً تتمثل في حقوق الأُخوّة، وحقوق الجوار، وحقوق القرابة، وغيرها من الحقوق الأُخرى التي على الإنسان في أي زمانٍ ومكان أن يُراعيها وأن يؤديها على الوجه المطلوب؛ وفاءً وحباً منه لوطنه. وإذا كانت حكمة الله تعالى قد قضت أن يُستخلف الإنسان في هذه الأرض ليعمرها على هدى وبصيرة، وأن يستمتع بما فيها من الطيبات والزينة، لاسيما أنها مُسخرةٌ له بكل ما فيها من خيراتٍ ومعطيات؛ فإن حُب الإنسان لوطنه، وحرصه على المحافظة عليه واغتنام خيراته، إنما هو تحقيقٌ لمعنى الاستخلاف الذي قال فيه سبحانه وتعالى: {هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [هود:61].

    ويمكن القول: إن دور التربية الإسلامية يتمثلُ في تنمية الشعور بحب الوطن عند الإنسان في ما يلي:

    (1) تربية الإنسان على استشعار ما للوطن من أفضالٍ سابقةٍ ولاحقة عليه -بعد فضل الله سبحانه وتعالى- منذ نعومة أظفاره، ومن ثمّ تربيته على رد الجميل، ومجازاة الإحسان بالإحسان، لاسيما أن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحث على ذلك وترشد إليه كما في قوله تعالى: {هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ} [الرحمن:60].

    (2) الحرص على مدّ جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن في أي مكانٍ منه، لإيجاد جوٍ من التآلف والتآخي والتآزر بين أعضائه، الذين يمثلون في مجموعهم جسداً واحداً مُتماسكاً في مواجهة الظروف المختلفة.

    (3) غرس حب الانتماء الإيجابي للوطن، وتوضيح معنى ذلك الحب، وبيان كيفيته المُثلى من خلال مختلف المؤسسات التربوية في المجتمع كالبيت، والمدرسة، والمسجد، والنادي، ومكان العمل، وعبر وسائل الإعلام المختلفة مقروءةً أو مسموعةً أو مرئية.

    (4) العمل على أن تكون حياة الإنسان بخاصة والمجتمع بعامة كريمةً على أرض الوطن، ولا يُمكن تحقيق ذلك إلا عندما يُدرك كل فردٍ فيه ما عليه من الواجبات فيقوم بها خير قيام.

    (5) تربية أبناء الوطن على تقدير خيرات الوطن ومعطياته والمحافظة على مرافقه ومُكتسباته، التي من حق الجميع أن ينعُم بها وأن يتمتع بحظه منها كاملاً غير منقوص.

    (5) الإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته، سواءٌ كان ذلك الإسهام قولياً أو عملياً أو فكرياً، وفي أي مجالٍ أو ميدان؛ لأن ذلك واجب الجميع، وهو أمرٌ يعود عليهم بالنفع والفائدة على المستوى الفردي والاجتماعي .

    (6) التصدّي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن، والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة والمُتاحة.

    (7) الدفاع عن الوطن عند الحاجة إلى ذلك بالقول أو العمل.

    وفي الختام، نسأل الله تعالى أن يوفّقنا جميعاً لما فيه الخير والسداد، والهداية والرشاد، والحمد لله رب العباد.

  2. #2


    Join Date
    May 2007
    Posts
    921
    Rep Power
    297

    رد: حب الوطن

    يعطيك ربي العافية ويسلمك

    وبالنسبة للحب الوطن يجب على الجميع ان يحبون اوطانهم

    ومعي اضافة ياربت تعجبك

    أساء الكثيرون إدراك الكيفية الحقيقية لحب الوطن،فجعلوها ألحاناً وترانيم،وطقوساً وشعارات لا تمت إلى الوطنية الصحيحة بصلة،فنشأت أجيالٌ هزيلةٌ في ولاءاتها ساذجة في مخزونها الفكري بل والعاطفي!!

    إذ سرعان ما تتنكر لأمتها،وتبادر إلى بيع ولاءاتها لمن يدفع أكثر!!

    ولنأخذ القضية العراقية مثالاً حياً فهي من أشد قضايا الساعة سخونة وهيجاناً ، ونتأمل كيف تمكن المحتل الأجنبي من شراء الذمم ، وصنع الولاءات المعروضة للبيع ، لأعلى صاحب مزاد ، رغم أن كثيراً من الباعة كانوا منتمين لحزب البعث الذي أُنفق عليه الملايين ، وتمتع أعضاؤه وأسرهم بامتيازات لا تخطر ببال!

    ذلك أن العلائق الدنيوية ، والمصالح المادية ، لا يمكن أن تصنع ولاءً صادقاً بل سرعان ما تذوب تلك الولاءات عند أول تيار ساخن يعصف بها كما أن تلك الوطنيات المزعومة سرعان ما تسقط عند الدفعة الأولى .

    والحب الحقيقي للوطن هو الذي يُقدس العقيدة ويرسخها في الأجيال ، فينشأ عنها حب الوطن لإيمان أهله وإسلامهم وخلو أرضهم من مظاهر الشرك والبدعة لا الحب المُعظم للحجارة والأتربة والمناخ والتضاريس والحدود الجغرافية !

    إنَّ الحب الحقيقي للوطن يتجلى في أمور منها :

    أولاً : الحرص الأكيد ، والعمل الجاد في نشر العقيدة الصحيحة لتعم أرجاء الوطن كي يتمتع المواطنون بالإيمان الحقيقي بالله تعالى ويصدقون في حُبه والاعتماد عليه وحده دون غيره حتى إذا ما حاولت قوة في الأرض الاعتداء على دينهم وعقيدتهم أو استباحة أرضهم وأموالهم إذا بهم ينتفضون انتفاضة الأسد دفاعاً عن الدين والعقيدة وذباً عن الأعراض،والأوطان،معتمدين على الله تعالى دون غيره،موقنين بأن قوته الباهرة كفيلة بهزيمة أي عدو غاشم ، وعقر كل جواَّظ غليظ ، وقهر كل صائل أثيم !!

    ثانياً : القضاء المحكم على أسباب الشر والرذيلة ، وعوامل الخلاعة والميوعة التي تغرق المجتمع في أوحال الفساد والخنا، فتنشأ الأجيال الشهوانية العابدة لملذاتها ومتعها الرخيصة بحيث يتعذر عليها القيام بأدنى دور ذي بال يحفظ لها كرامتها وشرفها عند تعرضها للامتهان على يد عدو متربص وصائل حاقد .

    فضلاً عن جهاده ومقاومته وطرده ودحره !

    إذ أن تجفيف منافع الفساد والفتنة هو الكفيل بصنع الرجال الحقيقيين المحبين لربهم ودينهم المدافعين عن وطنهم المؤمن الموحد ، بصدق وعزيمة .

    ثالثاً : العمل الجاد على قيام الوحدة والألفة بين أبناء المجتمع على أساس العقيدة السلفية الخالصة البعيدة عن المساومات ، والمزايدات ، والمهاترات ، والمشاحنات ،وهي وحدة لا تقبل أنصاف الحلول أو التلفيق والتجميع غير المنضبط بضوابط الشريعة المحكمة والملة الخالدة .

    وكل من يرفض الوحدة على هذا الأساس الراسخ والمبدأ القويم فهوعدو حقيقي لوطنه، خائن لأمته مهما تغنى بغير ذلك وأظهر من النفاق الاجتماعي ما أظهر !!

    ولا بد من قيام الكوادر الخيّرة من علماء ودعاة وفضلاء بدورهم المأمول في بث القيم الفاضلة ، والمثل العالية في أوساط المجتمع المسلم ودعوة الناس إلى الدين الحق ، و الإسلام الصحيح وفق فهم السلف الصالح ومن ذلك أن الإسلام دين ودولة وراع ورعية وحقوق وواجبات والعمل على تبادل المحبة الشرعية بين الولاة ورعاياهم على أساس راسخ من التعاليم الشرعية الفاضلة .

    رابعاً : الحذر من كيد الأعداء ومكرهم وخداعهم ، ومحاولتهم اختراق المجتمع المسلم ، وبث الفتنة في أرجائه ، وتأجيج العداوات بين أبنائه ومحاولة إذكاء الخصومات وأسباب الفُرقة والنزاع بين أبناء العقيدة الواحدة ليسهل لهم الانقضاض واستثمار الظروف المضطربة ، والأوضاع الملتهبة ، والشواهد كثيرة حاضرة ، لا ينساها العقلاء النجباء .

    بدءاً من لبنان إبّان الحرب الأهلية الدامية،ومروراً بأزمة الجنوب السوداني،وانتهاء باحتلال أفغانستان والعراق !!

    إنّ الكثيرين يدّعون حبّ الوطن،ويؤيدون دعاواهم تلك ببراهين أوهى من بيت العنكبوت لا يمكن أن يصدقها إلا الفارغون !

    فهل من الوطنية الحقيقية والانتماء الجاد حبّ إشاعة الفاحشة في مجتمعات المسلمين بدعوى الترفيه ، والتنشيط السياحي ، وعبر بوابة الاحتفالات الموسمية ، والفعاليات العائلية ؟ !

    وهل من الوطنية إغراق المجتمعات بطوفان من الفضائيات المخلة بالآداب والحشمة والعفة ؟ !

    وهل من الوطنية إغراق الأوطان الإسلامية بملايين السياح الأجانب من ذوي العقائد الوثنية أو اللادينية فضلاً عن اليهود والنصارى فيتصدّع جدار الولاء والبراء وتُلتقط الصور التذكارية الجماعية لمسلمين وكفار!!

    وهل من الوطنية محاولة بعث الآثار الغابرة ، وترميم الحجارة والقرى التي عبثت بها عوامل التعرية وصروف الزمان ؟ !

    إنّ الحبّ الحقيقي للوطن لا يمت إلى هذه المظاهر بصلة،بل يتبرأ منها أشدّ البراء وأكدها .

    إذ أننا لا نفهم الوطنية الحقّة إلا عقيدة راسخة ،ومجتمعاً موحّدًا وشعباً عفيفاً وقيادة راشدة .

    ولا نفهم الأمن إلا أمن التوحيد والإيمان،وأمن الأخلاق والشرف،وأمن المال والعرض والدم ، والله المستعان..

    الى الامام اخي يعطيك الف عافية

    وتقبل مروري
    اخوك وضاح اليمن
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

    مراد علم دار's Avatar
    Join Date
    Jan 2009
    Posts
    13,985
    Rep Power
    608

    رد: حب الوطن

    الله يعطيك العافية فحب الوطن واجب على الجميع

  4. #4

    عبد الله حسين's Avatar
    Join Date
    Jan 2009
    العمر
    40
    Posts
    163
    Rep Power
    192

    رد: حب الوطن

    مشكور اخي عمار
    اكيد حب الوطن من اجمل مايتحلى بة المواطن الوفي
    شكرا مرورك
    تحياتي

  5. #5

    عبد الله حسين's Avatar
    Join Date
    Jan 2009
    العمر
    40
    Posts
    163
    Rep Power
    192

    رد: حب الوطن

    شكرا مرورك اخي وضاح
    تحياتي لك من القلب
    نورت المنتدى

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. حب الوطن
    By عبدالرحمن الحقب in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 0
    Last Post: 29-04-2012, 03:13 PM
  2. الوطن
    By حمود(79) in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 2
    Last Post: 14-03-2008, 11:30 PM
  3. الوطن ...لمن ؟!
    By محرقاوية والنعم in forum ملتقى الشـعــر
    Replies: 3
    Last Post: 15-05-2005, 09:41 PM

Tags for this Thread

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •