غضب اردوغان وسعادة الجماهير العربية
غضب اردوغان وانسحب من دافوس لأن له موقفا من قضية فلسطين ومن المجازر التي ارتكبتها اسرائيل في حربها الوحشية على غزة. غضب رئيس الحكومة التركية لعدة أسباب وهو يشارك في دافوس ويحضره قادة وزعماء من العالم بمن فيهم بيريس وقد حضر المؤتمر دون خجل من العالم أجمع على ما اقترفوه من حرب قدرة بكل المقاييس.
السبب الاول: ان الرئيس الاسرائيلي زور الحقائق واغتنم الفرصة وهو على منبر دافوس ، كعادة اسرائيل باغتنام الفرص للتأثير على الرأي العام العالمي ليبرئ اسرائيل من المجازر التي أصبحت موضوع مؤسسات حقوق الانسان والمؤسسات الحقوقية الدولية لمقاضاة اسرائيل وما قامت به كجرائم حرب.
السبب الثاني: غضب ارودغان لأنه موضوعي وعنده كرامة وشجاعة. فالتحيز لاسرائيل بدى واضحا في تلك الجلسة وقد منح رئيس الجلسة من الوقت لبيريز ضعف ما منحه لأردوغان ، ولم يسمح له أن يرد بوقت كاف على مزاعم وادعاءات الرئيس الاسرائيلي وتغييره للحقائق. وبالطبع الحقيقة التي ظهرت على الفضائيات تغضب اي انسان له ضمير وأي انسان شاهد وسائل الاعلام وقت الحرب على غزة وما بعد غزة ، فكيف بانسان مسؤول وصادق وله مواقف واضحة أن يتجاها الادعاءات وحتى وهو على منبر في الغربة في دافوس؟.
السبب الثالث: غضب أردوغان لأنه خلوق ومحترم. فالرجل العجوز بيريس كان عصبيا ورفع صوته وكأنه يؤنب الرئيس التركي على مواقفه من الحرب على غزة وعلى وقفته المشرفة مع أهل غزة المظلومين. غضب لأنه مهذب لم يستطع أن يرفع صوته في وجه الرجل ، لأنه كما في تراثه الشرقي والاسلامي ، من العيب ومن الخزي أن يرفع رجل محترم صوته في وجه رجل كبير السن. وكان تصرفه وغضبه شيئا طبيعيا لرجل ملتزم وله أخلاق.
السبب الرابع: غضب لأن هناك من صدق قول بيريز فصفق له على الاكاذيب وعلى قتل الاطفال. نعم هناك في القاعة من أتباع اسرائيل والمتحيزين لها وفي تصفيقهم ما جعله يشعر بالغضب على أمثال بيريز ، لا يرون المجازر الاسرائيلية ولا يشعرون بالظلم اللاحق بأهل غزة الصامدين مع من تبقى من الاجداد وقد بنت اسرائيل المستعمرات على انقاض بلداتهم وقراهم بعد ان طردتهم او قتلتهم عام *1948
وقد يكون أيضا في قرارة نفسه غضب من العرب "المجتمعين مع العدو" بينما حكومته وجيشه تحاول أن تكمل المهمة الفاشلة للقضاء على المقاومة التي تدافع عن الفلسطينيين والعرب.
لا شك أن غضب الرئيس التركي الخلوق تزيد من حب الجماهير له ، وقد احتشدت ليلة رجوعه من الرحلة الاستفزازية. وهناك من المعارضين له ولمواقفه من يقول انه غضبه ردة فعل عاطفية،.
ونسأل: وكيف يكون الغضب إن لم يكن ممزوجا بالمشاعر والعواطف الانسانية الصادقة؟ غضب وظل متزنا ، غضب وظل وفيا ، غضب وظل يستعمل عقله عندما انسحب وعاد لبلده مرفوع الرأس وليحافظ على كرامة ليس الاتراك فقط بل والعرب أيضا وكل الناس الشرفاء فقد غضب عنا جميعا ، فهل هناك بيننا من يستطيع فعل ما فعل بصراحة وشجاعة بغضب أو دون غضب؟.
الشعوب العربية الشريفة تهنئ الاتراك برئيسها الشجاع ، تصفق وتقول أنت رجل شجاع وليت عندنا من أمثالك ونظل نردد "بصدق وليس بخوف" تعيش أيها الزعيم المحترم.. تعيش أيها الرجل المحترم. فلنصفق لأردوغان وقد كشف للعالم ادعاءات زعماء اسرائيل ليكون نموذجا يحتذى به وليصبح نموذجا للعمل السياسي النظيف.
نعم يستحق هذا الرمز ان ترفع له قبعات الجميع وان تنحني له الرؤوس اجلالا واحتراما لولا انا لا نحني لاحد سوى الخالق ولان اردوغان رجل مسلم يحترم دينه اولا ونفسه ثانيا والمكان الذي كان فيه ثالثا ولانه ليس مصابا بانفصام الشخصية فقد احترم سن الثعلب العجوز واحترم الحاضرين جميعا واحترم نفسه وقومه ولم يبادل ذلك الثعلب عواء بصراخ لان الثعلب من طبعه ان يعوي لكن الصياد الماهر لا يخشاه ولا يبادله الصراخ يتركه حتى يهدأ ثم ينقض عليه شكرا اردوغان وافهم يا غبي .
Bookmarks