الإمام الشهيد حسن البناء ( قالوا في الإمام )
قالوا في الإمام الشهيد حسن البنا
قال الشهيد سيّد قطب رحمه الله ، تحت عنوان : حسن البنا وعبقرية البناء :
" في بعض الأحيان تبدو المصادفة العابرة قدرا مقدورا وحكمة مدبرة في كتاب مسطور . حسن البنا . إنها مصادفة أن يكون هذا لقبه . ولكن من يقول : إنها مصادفة ؟! والحقيقة الكبرى لهذا الرجل هي البناء وإحسان البناء بل عبقرية البناء ؟!.. وإن استشهاده عملية جديدة من عمليات البناء ، عملية تعميق للأساس وتقوية للجدران . وما كان ألف خطبة وخطبة ، ولا ألف رسالة للفقيد الشهيد لتلهب الدعوة في نفوس الإخوان كما ألهبتها قطراتُ الدم الزكي المهراق .. إنّ كلماتنا تظل عرائس من الشمع ، حتى إذا مُتنا في سبيلها دَبَّت فيها الروح ، وكتبت لها الحياة . وعندما سلَّط الطغاة الحديد والنار على بناء حسن البنا والعاملين فيه ، استطال على الهدم ، لأن الحديد والنار لايمكن أن يهدما فكرة في يوم من الأيام " .
وقال السيّد أبو الحسن الندوي رحمه الله :
إن كلّ من عرف حسن البنا عن كثب لا عن كتب ، وعاش متصلا به ، عرف فضل هذه الشخصية التي قفزت إلى الوجود وفجأت مصر ثم العالم العربي والإسلامي كله بدعوتها وجهادها وقوتها الفذّة . فقد اجتمعت فيه صفات ومواهب تعاونت في تكوين قيادة دينية اجتماعية لم يعرف العالم العربي والإسلامي وما وراءه قيادة دينية أو سياسية أقوى وأعظم تأثيرا ، أو أكثر انتاجا منها منذ قرون ، وفي تكوين حركة إسلامية يندر أن تجد حركة أوسع نظاما ، وأعظم نشاطا ، وأكبر نفوذا .
وقد تجلت عبقرية حسن البنا من ناحيتين :
أ. شغفه بدعوته وإيمانه واقتناعه بها ، وتفانيه فيها ، وانقطاعه إليها بجميع مواهبه وطاقاته ووسائله . وذلك هو الشرط الأساس والسمة الرئيسية للدعاة والقادة الذين يُجري الله على أيديهم الخير الكثير .
ب. تأثيره العميق في نفوس أصحابه وتلاميذه ونجاحه المدهش في التربية والإنتاج . فقد كان منشئ جيل ومربي شعب وصاحب مدرسة علمية فكرية خلقية . وقد أثَّر في ميول من اتصل به من المتعلمين والعاملين ، في أذواقهم ومناهج تفكيرهم وأساليب بيانهم ولغتهم ..
وقال الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى :
كان حسن البنا لله بكليته وروحه وجسده ، بقلبه وقالبه ، بتصرفاته وتقلبه . كان لله فكان الله له ، واجتباه فجعله من سادات الشهداء الأبرار .
وينقل الشيخ سعيد حوا رحمه الله عن الشيخ الحامد أنه كان يعتبر البنا مُجَدِّد القرون السبعة الماضية .
وينقل الشيخ الحامد عن شيخ وعالم مصري قوله : إن الإلحاد امتد إلى مصر وغزا كثيرا من أوساطها ، ولم يستطع الأزهر الشريف ولا الجمعيات الدينية ردَّ سيله الجارف ، حتى جاء حسن البنا ودرأ خطره وأنجى من شرّه .
وقال عبد الحكيم عابدين ـ رحمه الله ـ أمين سرّ الإخوان في عهد البنا :
أقام الداعية المؤمن مدرسته الفاضلة في توجيه الفكر الإسلامي على عشر دعائم :
1 . دوام استهداف الوحدة ، وهي الحرص على رابطة القلوب واجتماع الكلمة .
2 . كلّ من قال : " لاإله إلا الله " يلتقي معك في ظلّ التوحيد .
3 . اتهام النفس ، وإحسان الظن بالمخالِف .
4 . أدب الانكار والاختصام ، فإذا أنكر على إنسان أو خاصم ، التزم الخلق الرفيع في ذلك .
5 . ذمّ الجدال والمكابرة .
6 . جواز تعدد الصواب .
7. التعاون في المتفق عليه ، وتبادل العذر في المختلف فيه .
8 . استحضار خطر العدو المشترك الذي لايميز بين مسلم وآخر .
9 . فتح آفاق العمل والانتاج ، فعلى كلّ أخ ـ فوق أعماله الخاصّة ـ أن يقرأ كل يوم وِرْداً من القرآن ، ويحاسب نفسه قبل النوم .
10 . الرثاء للضال المنحرف ، لاالشماتة فيه ولا التشهير به .
وقال الأمير المجاهد عبدالكريم الخطابي رحمه الله :
" ويح مصر وإخوتي أهل مصر مما يستقبلون جزاء مااقترفوا ، فقد سفكوا دم وليّ من أولياء الله !! ترى أين يكون الأولياء إن لم يكن منهم ، بل في غُرَّتِهم ، حسن البنا الذي لم يكن في المسلمين مثله ؟ "
--------------------------------------------------------------------------------
رحم الله الإمام الشهيد حسن البنا رحمة حسنة واسعة ، وجعله ممن رضي عنهم ورضوا عنه ، وأسكنه وجمعه مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وجمعنا معهم في مستقر رحمته ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
--------------------------------------------------------------------------------
Bookmarks