Results 1 to 8 of 8

Thread: الان >> للتحميل :: 40 عملية قنص :: هدية من دولة العراق الاسلامية [ لابطال غـــــزة ]

  1. #1

    في آي بي's Avatar
    Join Date
    Jan 2009
    Posts
    50
    Rep Power
    189

    الان >> للتحميل :: 40 عملية قنص :: هدية من دولة العراق الاسلامية [ لابطال غـــــزة ]

    الان >> للتحميل :: 40 عملية قنص :: هدية من دولة العراق الاسلامية [ لابطال غـــــزة ] --------------------------------------------------------------------------------

    الله أكبر ولله الحمد

    جلجلت

    (( شاهد 40 عملية قنص لجنود امريكان ))

    لم ترى مثلها من قبل



    مؤسسة الفرقان للإنتاج الإعلامي


    تقدم





    الإصدار المرئي الرائع و المميز







    [) إن القوة الرمي (]





    للمشاهدة على يوتيوب

    http://www.megavideo.com/?v=EE53069N



    للتحميل

    كلمة السر

    HjKj#ffnvkzdf56g

    الجودة عالية جدا 460 ميغا

    (( اضغط بالزر اليمين للماوس ثم حفظ بإسم save targt as ))

    http://ia360926.us.archive.org/2/ite...raq2/quaa.rmvb

    http://www.megaupload.com/sa/?d=ANNCHPRP

    http://www.megaupload.com/?d=0YRHHJHE


    الجودة المتوسطة 72 ميغا

    http://ia331418.us.archive.org/1/ite...a44/quaa2.rmvb

    http://www.mediafire.com/?2muyri2snhv

    http://ia360926.us.archive.org/2/ite...aq2/quaa2.rmvb

    http://www.zshare.net/download/5463500043c9fc11/


    الجودة الضعيفة 23 ميغا

    http://ia360926.us.archive.org/2/ite...raq2/quaa4.3gp
    __________________


    منقول
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2

    في آي بي's Avatar
    Join Date
    Jan 2009
    Posts
    50
    Rep Power
    189

    رد: الان >> للتحميل :: 40 عملية قنص :: هدية من دولة العراق الاسلامية [ لابطال غـــــز

    كلمة السر

    HjKj#ffnvkzdf56g
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

    سيف البرطي's Avatar
    Join Date
    Apr 2009
    العمر
    41
    Posts
    9
    Rep Power
    0

    رد: الان >> للتحميل :: 40 عملية قنص :: هدية من دولة العراق الاسلامية [ لابطال غـــــز

    شكراً ونرجو ان تكون المواضيع المطروحة مواضيع تخدم الشباب اليمني الذي ارجو ان نكون نحن الشباب السبب بعد الله عزوجل في رقي وتقدم هذا البلد الطيب انتهى

  4. #4

    سيف البرطي's Avatar
    Join Date
    Apr 2009
    العمر
    41
    Posts
    9
    Rep Power
    0

    رد: الان >> للتحميل :: 40 عملية قنص :: هدية من دولة العراق الاسلامية [ لابطال غـــــز

    دعوة حضور للشباب اليمني
    يسرنا في مركز (منارات) دعوتكم لحضور الفعالية الموسومة بـــ (حوار الثقافات ..لاحوار الحضارات)، والتي أعّدَها الأستاذ الدكتور/جمود العودي وذلك في الثالثة والنصف من عصر الثلاثاء، الموافق 14/إبريل/2009م، بمقر المركز، منتدى (منارات) الفكري الثقافي.

    العنوان الصافية امام وزارة المالية
    سيف البرطي

  5. #5

    سيف البرطي's Avatar
    Join Date
    Apr 2009
    العمر
    41
    Posts
    9
    Rep Power
    0

    رد: الان >> للتحميل :: 40 عملية قنص :: هدية من دولة العراق الاسلامية [ لابطال غـــــز

    دعوة حضور ومشاركة


    الموضوع : مبادرة (منارات) للتشاور الوطني لمنظمات المجتمع المدني من أجل تعزيز الفكر والثقافة الوطنية وتحقيق الإصلاحات التشريعية والسياسية والاقتصادية

    في هذه الأجواء بالغة الدقة والأهمية، التي يشهد فيها الوطن اليمني اعتمالات فكرية وسياسية وإقتصادية، تلقي بظلالها على حاضر ومستقبل الوطن بكامله بل وكل فرد فينا، مما يحتم استشعار المسئولية لدى كل فئات المجتمع ونخبه وفي الصدارة منظمات المجتمع المدني ومراكز ومؤسسات البحث العلمي بالعمل المخلص والجاد على دراسة وتشخيص مختلف الاعتمالات وصولاً إلى وضع المعالجات العلمية لها على قاعدة الشراكة والمسئولية التضامنية في الواجبات والحقوق.
    وانطلاقاً من ذلك فإننا نضع بين أيديكم مشروع مبادرة (منارات) كما ورد بعاليه، وقد خصصنا لمناقشتها وإغنائها لقاءاً تشاورياً يشارك في أعماله قيادات منظمات المجتمع المدني وذلك في الساعة الرابعة من عصر يوم الثلاثاء 11جمادي الثاني 1430هـ الموافق 2 يوينو 2009م بمقر المركز.
    وعليه فإننا نتطلع منكم الحضور والمشاركة ، آملين تقديم آرائكم ومقترحاتكم التطويرية لمشروع المبادرة تحقيقاً لأهداف منظمات المجتمع المدني في خدمة القضايا الوطنية والتنموية وتجذير الوحدة الوطنية وترسيخ الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والسلم الاجتماعي.
    دُمتم..والله الموفق،،

  6. #6

    سيف البرطي's Avatar
    Join Date
    Apr 2009
    العمر
    41
    Posts
    9
    Rep Power
    0

    رد: الان >> للتحميل :: 40 عملية قنص :: هدية من دولة العراق الاسلامية [ لابطال غـــــز

    بسم الله الرحمن الرحيم
    المركز اليمني للدراسات التاريخية
    واستراتيجيات المستقبل


    شواهد وثائقية مصورة
    على النهضة اليمنية في العهد العثماني البـــــــــــاحث التاريخي والمؤرخ الإسلامي
    الأستاذ. علي بن جار الله الذيب
    مستشار وزارة الثقافة
    عضو مجلس الأمناء - مركز (منارات)

    "الجــــــــــــزء الثــــــــــاني"






    مفتتح
    لا أحسبني مبتعداً عن محجة الصواب حين أزعم بالقول أن (منارات) كان قد أصاب كبد الحقيقة وأهتدى لسوى السبيل حين ركّز المحور التاريخي من رؤيته الفكرية في اتجاهات ثلاثة:
    أوّلها كيفية حماية الموجود من تاريخ وتراث المجتمع اليمني.
    وثانيها سبل البحث عن المفقود من تاريخ وتراث المجتمع اليمني.
    والثالث (الأخير) من هذه الاتجاهات: أهمية تقييم وتصحيح المغلوط من تاريخ وتراث المجتمع اليمني.
    ذلك أن ما من أمة من الأمم نال تاريخها وتراثها من الإهمال والعبث والسطو والإندثار والدس ولي أعناق الحقائق، ما ناله تاريخ اليمن وتراثها على يد أبناءها بوعي وبدون وعي، وعلى أيدي حكامها من إماميين ومستعمرين ودائرين في أفلاكهم من مستشرقين ومستغربين، مما يستدعي من كل الغيورين على تاريخ اليمن وتراثه المضيء المشرق أن يشحذوا الهمم ويستنهضوا الطاقات ويسخروا الإمكانيات ويقدحوا زناد الفكر ويستدعوا الذاكرات الموضوعية المنصفة لإعادة قراءة تاريخهم بمنهج علمي يقوم على الشواهد والأدلة والمعطيات واستنطاق حقائق التاريخ ونفض غبار عاديات الدهر وكف يد الإهمال والعبث عن تراثهم، باعتبار هذا التاريخ وذلك التراث جزء لا يتجزأ من تاريخ وتراث الأمة ومكون أساسي من مكونات عراقتها و دلالات حضاريتها.
    وإذا كُنتُ - وبكل تواضع – قد آليت على نفسي - ولوقت ليس بقصير- أن أضطلع بمبادرة ذاتية وبجهد شخصي بالبحث والتوثيق والجمع لكل ما أقتدرت على الاهتداء إليه من شواهد منصفة للتاريخ اليمني وحضارته العربية والإسلامية ومنها الوجود العثماني في اليمن(محل بحثنا اليمن) ورأيت فيها ما يعيد الحق إلى نصابه في شأن هذا الوجود على الأرض اليمنية، ذلك أنني أرى "أن الدولة العثمانية لم تلق محناً شديدة، تحملتها صابرة ولم تصادف مشقات متتالية، خلال حكمها الطويل للولايات العثمانية التي كانت تدور في فلكها بعد أن شملتها بنفوذها، وتكونت منها الدولة العلية الواسعة الأرجاء الممتدة شمالاً إلى أواسط أوروبا ، وجنوباً إلى ثغر عدن، وشرقاً إلى حدود بلاد الهند، وغربا إلى حدود المغرب الأقصى مثل ما لقيت من المتاعب والمشقات حينما حكمت اليمن فترتين من الزمن أولاهما من سنة 945 إلى سنة 1045 هـ (1538 - 1635م) والأخرى من سنة 1289م إلى سنة 1337هـ (1872 - 1918م) .
    وبالتالي فإن ما أنفقته من جهد ومال ووقت - وهو ليس بقليل- يعدُ من منظوري لا يُقاس بسمو غايتي ونبل مقصدي وعظمة الهدف الذي أرنو لتحقيقه وما ينطوي عليه من أبعاد وطنية وقومية وإنسانية، هذا فضلاً عما أحمله من عشق وافتتان بتاريخ وتراث وحضارة وطني وأمتي العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، وعلى قول من قال فإن تضحية المضحي تهون لوجه المضحى لأجله فما بالنا حين يكون الأخير تراث وتاريخ وحضارة خير أُمة أخرجت للناس وهي أحوج ما تكون اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن تنبش في ذاكرة تراثها وتُعيد قراءة وكتابة تاريخها وتستنطق حضارتها ليتأتى لأجيالها الاعتزاز بالوطن والأمة تاريخاً وحضارة، انتماء وهوية، وأن تمتلك مقومات التفاعل مع عصرها بتحدياته ومتغيراته، من موقع المعطي والمؤثر الإيجابي لا موقع المتلقي فحسب، وتتعامل مع الآخر من موقع الندية لا الدونية، باعتبارها صاحبة إرث تاريخي وحضاري يؤهلها لأن تلج بوابة القرن الـ(21) من أوسع بواباته إذا ما أحسنت الاستلهام والاستفادة من موروثها التاريخي والحضاري، في حاضرها واتخذت من اشراقاته (منارات) استشراف للمستقبل ومنصات وثوب باتجاهه وبريشة فنان بارع ملهم تمضي في رسم خطوطه وملامحه، وعلى رأي ابن هاني الأندلسي في القرن العاشر الميلادي:
    ولم أجد الإنسان إلا ابن سعيه

    فمن كان أسعى كان بالمجد اجدرا

    ولم يتأخر من أراد تقدماً

    ولم يتقدم من أراد تأخرا


    تساؤلات باحثة عن إجابات:
    على الرغم من انقضاء ما يزيد عن تسعين 90 عاماً على نهاية الوجود العثماني الثاني في اليمن وغيره إلا أن الخلاف لم يُحسم بعد، وبالأحرى لا يريد له البعض أن يُحسم حول شرعية وجود العثمانيين باليمن من عدمها فتثار كلما دعت الدواعي، تساؤلات قديمة جديدة من على شاكلة:
    الوجود العثماني في اليمن: هل كان ضرورة أم غاية؟ احتلالاً أم إدارة؟
    العثمانيون: مخربون أم بُناة؟ ما الذي قدموه لليمن وماذا أخذوه منه؟ محبو سلام..أم غُزاة دُعاة حرب؟
    العثمانيون: لماذا حظهم من تجريح سهام ونبال القادحين المغرضين أوفر من "بلاسم" و"ترياقات" المادحين المنّصفين؟
    وفي مرارة وغُصة يتساءل صديقنا الكاتب الصحافي والباحث الإستراتيجي الإسلامي رسول طوسون : أهذه هي - بالله عليكم- حقيقة الوجود العثماني في اليمن كما تتحدثون عنها في مقررات مناهجكم التعليمية التي يتشربها النشء والشباب في مدارسكم؟ وألا تستدعي منكم المصداقية والموضوعية وإحقاق الحق أن تعيدوا النظر فيما هو كائن على هذا الصعيد؟
    ويستطرد طوسون: ما الموانع والحوائل التي تقف حجر عثرة دون تحقيق تؤامة بين صنعاء واسطنبول - مثلاً-؟
    هذه التساؤلات وأشباهها مشروعة وجديرة بأن يُجاب عنها وهذا ما سنحاول القيام به في الصفحات القادمة من هذه الورقة البحثية آخذين في الاعتبار الحيز الزمني المتاح لإلقاء المحاضرة، وستأتي إجاباتنا متمرجعة مستندة إلى ما تأتى لنا الوقوف عليه من المصادر ذات الصلة بالوجود العثماني في اليمن وبطبيعة الحال سنرد كل قول إلى مصدره عملاً بوصية الصوفي العراقي إبراهيم بن الخواص (تـ291هـ): "من أراد أن يعرف مرتبته في العلم الذي يزعم أنه من أهله فليرد كل قول إلى قائله، وكل علم إلى عالمه، وكل شيء استفاده من أمر دنياه وآخرته إلى من استفاده منه. وينظر إلى نفسه بعد ذلك". لنسوقها تباعاً كدلائل داعمة لصحة ومصداقية ما شهدته اليمن من نهضة حضارية أبان العهد العثماني، وقد كانت نهضة شواهدها تفصح عن رُقيها، ودالة على عظمتها، وسمو ذائقات بُناتها.
    لماذا جاء العثمانيون إلى اليمن؟
    تؤكد المصادر التاريخية انه قد جاء حينُ من الدهر تفرقت فيه أيدي سبأ إلى دويلات وكيانات متصارعة ما بينها* فيما تشظت الأقطار الإسلامية الأخرى إلى شيع وطوائف يصدق فيها قول الشاعر:
    وتفرقوا شيعاً فكل قبيلة

    فيها أمير المؤمنين ومنبرُ

    مما جعل منها مطمعاً وصيداً سهل المنال تتناوشه سهام الغزاة والمستعمرين من كل حدب وصوب* مستبيحة بأساطيلها بحار بلاد الإسلام * فما إن آتى الصليبيون (اسبانيا والبرتغال) على دويلات الطوائف في الأندلس الواحدة تلو الأخرى وراحوا يسومون المسلمين فيها سوء العذاب "في محاكم التفتيش حتى أرغموهم على التغير إلا من كتب الله له السلامة بالفرار بدينة من الأندلس على شر حال" ما إن تأنى لهم هذا حتى اقسم مليكهم ليرفعن الصليب في سماء مكة وينبش قبر " محمد " عليه الصلاة والسلام في المدينة ليثأر بذلك من المسلمين العثمانيين لتجاسرهم وإقدامهم على فتح القسطنطينية عاصمة أوروبا الشرقية المقدسة لديهم حينذاك.
    وقبل أن نقف على حقيقة إن كان المليك الصليبي قد برّ بيمينه أم حنث به. لا بأس من إن نسوق شهادة سجلها أول أمين عام لجامعة الدول العربية عبد الرحمن عزام باشا بجريدة (الأهرام) القاهرية في عددها الصادر يوم 22 من أكتوبر العام 1944م* ومن خلال هذه الشهادة التاريخية المنصفة نستجلي أحوال الناس في شرق أوروبا حين فتحها العثمانيون وما آلت إليه أحوالهم بعد فتحهم لها– يقول عزام – رحمة الله عليه- :
    "لما وصل العثمانيون إلى شرق أوروبا وكلها سجون أبدية يتوالد فيها الفلاحون للعبودية* فكسروا أغلال السجون وأقاموا مقامها صرح الحرية الفردية* فهم الذين قضوا على نظام الإقطاع والإرساليات ليحل محلة نظام المواطن الحُر والرعية المتساوية الحقوق* فوصل في دولتهم الرقيق التركي والصقلي وغيره إلى اكبر مقام في الدولة* كما وصل له من عامة الناس حتى مجهول الأصل* إلى مقام الصدارة العظمى* والقيادة العليا وتعلمت أوروبا الشرقية على أيدي محرريها سيادة القانون على الأحساب والأنساب والطوائف والنحل.
    فترتب على ذلك تطور هائل في اتجاه الحرية والديمقراطية الغربية الحديثة وكانت القرون الأولى لسيطرة آل عثمان عصوراً ذهبية شمل فيها الناس* الأمن والرخاء والسلام الروحي* ولم يكن فوز آل عثمان كما يظن بعض الناس* من السيف والشجاعة بل كان مما هو أعظم من السيف ومن الشجاعة* وهو احترام الحق والوفاء بالعهد والخضوع لسلطان القانون والشرع.
    ولو كان الأمر كما تصوره الذين يتحدثون بآثار دور الانحطاط من استخدام الطوائف والغيرة بين العناصر* والبطش لتغطية الضعف لاستحال إن يدوم مُلك آل عثمان ستمائة سنه منها مئتا سنه لا يسندهم فيها إلا السيف المبتور.
    لقد رويت لي في رحلاتي بالبلقان وملدافيا أمثلة باقية في لغة العامة من عدل آل عثمان بين بيوت المُلك الذي طال أمده وتنوعت رعاياه وقد ثقلت كفته بالخير والرحمة والمروءة والشرف" .
    وهل نحن بعد هذا بحاجة لان نضيف أو في عوز إلى تعليق؟
    بيد إننا نعود فنقول إن مليك الصليبيين قد برّ بيمينه وصدق بما وعد فأحتل البرتغاليون (عدن) وجزر البحرين العربي والأحمر ووصلت طلائعهم إلى (جدة) في بلاد الحرمين الشريفين وأصبحت تتهدد المقدسات الإسلامية فيها. عندها استغاث أهل اليمن مستنجدين بالخليفة العثماني سلّيمان القانوني الذي كان جوّاب نداء من استغاث به فهب لنجدة المسلمين في اليمن وحماية مقدسات الإسلام بإرسال أول جيش عثماني إسلامي إلي اليمن في العام 945هـ الموافق 1538م، وقد كانت ثمار حصاد النجدة العثمانية، نصراً مؤزراً، وإندحاراً مهزوماً للعدوان الصليبي البرتغالي، وخلواً تاماً للبحرين العربي والأحمر والمحيط الهندي من أساطيل المحتلين والغزاة، وتأميناً لسلامة الإبحار والملاحة في مياهها.
    ولم يُبارح العثمانيون مواقعهم تلك إلا بعد مائة عام (945-1045هـ/ 1538 – 1635م) حين تأكد لهم وبما لا يدع مجالاً للشك، زوال الخطر الصليبي الأوروبي عن اليمن، والمقدسات الإسلامية.
    لكن ..لماذا عاد العثمانيون لليمن ثانيةً؟
    في المائة الهجرية الثالثة عشرة (التاسعة عشرة الميلادية) كان قد أشتد تكالب الاستعمار على ديار المسلمين "وذلك حينما قررت بريطانيا أن تجعل لها محطات في الشواطئ اليمنية تقف عندها سفُنُها البحرية والتجارية في غُدوِّها إلى الهند التي كانت قد استعمرتها وفي رواحها منها لتأمين طرق الملاحة لسفنها وللتزود منها بالفحم فأستولت على جزيرة ميون سنة 1214هـ(1799م)، ثم تخلَّت عنها لعدم وجود مياه فيها صالحة للشرب، ثم عادت إليها مرة أخرى سنة 1274هـ (1857م) بعد أن احتلت عدن سنة 1255هـ (1839م)، وكانت فرنسا قد حذت حذوها، وأنزلت قواتها في المخاء لتحمي طرق ملاحة سفنها كما فعلت بريطانيا إلا أنها دُحرت، ووجدت في المواني الأفريقية المحاذية لمرفأ المخاء، والتي كانت قد استولت، عليها ما يفي بغرضها المقصود فتركت المخاء مكرهة، فقررت الدولة العثمانية حينئذٍ العودة إلى إرسال قواتها إلي اليمن 1849م، لاسيما بعد الاضطرابات التي اجتاحت اليمن جراء حكم الائمة المتنازعين وما آل إليه أمر البلاد ، فأرسل السلطان العثماني حملة عسكرية بقيادة توفيق باشا والشريف محمد بن عون إلى الحديدة، وكان هذا بداية حكم الدولة العثمانية الأخير لليمن" .
    التي استطاعت خلاله أن تصد العدوان البريطاني وتمنعه في التوسع في احتلاله للأرض اليمنية التي لم تُبارحها إلا في نهاية الحرب العالمية الأولى 1918م، ولا نحسب القاضي المؤرخ البحاثة إسماعيل الأكوع قد جافى الحقيقة حين ذهب إلى القول بأن القوات العثمانية كانت قد قبلت هذه المهمة على الرغم من معرفتها بما ستُلاقيه من مشقات وصعوبات ودرايتها المسبقة بما سيُكلفها ذلك من خسائر في الجند والعتاد ولكنها آثرت على كل ذلك "الحمية الدينية والغيرة الإسلامية" وهذه " كانت كافية لإقناعها بالتضحية، بإرسال جنودها إلى اليمن في مغامرة صعبة تعرف سلفاً أنه سيضاعف عليها الإنفاق والخسائر البشرية رغم أنها كانت تُعاني في ذلك الوقت مشقة كبيرة في تدهور اقتصادها، ورغم ما كانت تكابده من ديون جسيمة تحملته راضيةً في الدفاع عن بلاد الإسلام" . فكيف بعد هذا بالله عليكم يأتي من يزعم بأن الوجود العثماني في اليمن كان استعماراً،
    وإذا كان كذلك فبماذا يرد الزاعمون على ما ذهب إليه القاضي والمؤرخ الأكوع حين يقول ما نصه: "لقد حكمت الدولة العثمانية أقطاراً عربية معروفة فلم يُؤثر عن الدولة العثمانية -وأنا أتحدث عن اليمن لمعرفتي بأحوالها معرفة تبلغ درجة اليقين-أن حكمها لها لم يكن من أجل السيطرة عليها طمعاً في امتلاك ثرواتها، وابتزاز خيراتها، وتسخير رجالها لمنافعها، وسوقهم كقطعان الماشية إلى بلادها لتعميرها، وتشييد قصورها وتطوير زراعتها وصناعتها، وشق طرقها، ومد جسورها وإخراج المعادن من جوف الأرض، ولاسيما الفحم الذي كان مصدر الطاقة المحركة للسفن والقطارات آنذاك، وهو ما كانت تفعله الدول الاستعمارية الغربية التي لم تقم حضارتها المعاصرة، وتزدهر بلدانها، وتنمو تجارتها إلى على خيرات المستعمرات، وعلى أكتاف العمال الذين كانت تأتي بهم منها، ولم تكن تلك الدول الاستعمارية تكتفي بسلب خيرات الشعوب المستعمرة لها فحسب، بل إنها كانت تزرع بذور الشقاق والنزاع بين طوائف تلك الشعوب المغلوبة على أمرها، وتغرس الفُرقة بين طبقاتها التي كانت متآلفة من قبل، ولاسيما إذا كانت الشعوب المستعمرة شعوباً إسلامية، فإن الاستعمار كان يسعى حثيثاً إلى تمزيق وحدتها مستغلاً ما يوجد فيها من تباين عرقي أو قومي أو ديني أو مذهبي فيثير تلك الخلافات ويرسخها في أذهانهم لتتحول إلى مصدر فتنة ونزاع دائم بين أبناء الشعب الواحد لتظل متأججة حتى يتمكن المستعمر من استمرار هيمنته على تلك الشعوب، وحتى بعد زوال حكمه العسكري عنها، وحصولها على الاستقلال الوهمي. وهذا ما لم تفعله الدولة العثمانية في الأقطار العربية التي حكمتها، ولا في غيرها من الشعوب الأوروبية التي امتد نفوذها إليها البتة". وماذا نسمي الوجود الأجنبي الجاثم على أرض العراق اليوم، وعلى أي أساس وبأي منطق نسمي الأخير تحريراً ومبعوثاً للعناية الإلهية بالديمقراطية والرخاء المزعوم لبلاد الرافدين! إنها ولا شك فرية روج لها مؤرخو الغرب وكُتّابه وسار في فلكهم بغباء القطيع من تشربوا مناهجهم ورؤاهم شأنهم شأن من جعلوا حُكم الدولة العثمانية هدفاً لمؤامرات ودسائس الدول الاستعمارية الكبرى وهي مؤامرات " كانت تُحيكها لها للقضاء عليها حتى يخلو لها الجو فتمد براثنها لتنهش ما تشاء من الولايات العربية الإسلامية وهو ما حدث" كما في حال قضية فلسطين "التي لم تظهر محنتها جلية إلا بعد سقوط الخلافة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى" وبعد أن روّجت صحف الغرب ووكالات أنبائه لزعم باطل لا يستقيم على دليل ألا وهو إلصاق صفة الرجل المريض بالخلافة العثمانية.

    هل كان الرجل المريض مريضاً؟
    كانت ولا زالت وكالات الأنباء الدولية والصحف الغربية المشبوهة قد دأبت على الترويج لدعاوى لا يدعمها دليل ساطع بأن العثمانيون قد ارتكبوا مذابح " في البلاد التي كانت خاضعة آنذاك لحكمهم كمنطقة الأرمن، والبلغار، واليونان، ورومانيا" وبهذه الدعاوى والمزاعم نظمت "دول أوروبا الغربية مثل بريطانيا، وفرنسا، والتي انضمت إليها روسيا" حملة "اتسع نطاقها وتلونت وتعددت وسائلها" لتشويه صورة دولة الخلافة الإسلامية "وإظهارها في صورة الدولة الهمجية التي تتذرع بالمدفع والبندقية والخنجر في حكم رعاياها من المسيحيين والتي تفككت أوصالها وتدهورت أجهزة حكمها وتوقفت المدارس والمعاهد عن التعليم والمحاكم عن القضاء العادل وتوقف موظفوها عن أداء واجباتهم لتدني مستواهم، وإنعدام تدريبهم ولحرصهم الشديد على ارتضاء الرشوة، والحصول على الثراء بفضلها، إبتزازاً من الرعايا، سواءً كانوا مواطنين تابعين للدولة أو كانوا من غير المسلمين" .
    وكما يقول الأستاذ فتحي غانم فقد تواصى كُتّاب الغرب وصحفيوهم ومؤرخيهم على استعمال نعت للدولة العثمانية إمعاناً في النكاية ومبالغة في التشهير راح علماً عليها ذلك هو لقب "الرجل المريض" في أوروبا أو "رجل أوروبا المريض"، وقد استعمل هذا اللقب أول ما استعمل في النطاق الدبلوماسي الضيق، أي في مراسلات بين رؤساء الدول وسفرائهم أو رؤساء الدول وزملائهم أو مندوبي الدول في ندواتهم المغلقة أو مؤتمراتهم الخاصة، فلا يقول سفير روسيا في لندن مثلاً لقيصره: إن تركيا قالت أو فعلت، بل يقول قال الرجل المريض أو فعل الرجل المريض. فيفهم المرسل إليه من المقصود بهذا اللقب .
    وبتقادم الأيام خرج هذا اللقب من النطاق الخاص إلى نطاقٍ واسع قليلاً فأصبح الحديث في قاعات البرلمانات ولجانها يدور على الرجل المريض بغير الحاجة إلى التعريف، ثم تلقف بعض المؤرخين المغرضين هذا اللقب ذاته فأطلقه باعتباره اصطلاحاً علمياً من قبيل أن تسمى الأرض (البسيطة)، أو الشمس (الجوزاء).
    ومن قبيل أن نزداد درايةً وعلماً فإنه يُقال أن أول من أطلق لقب (الرجل المريض) هو قيصر روسيا نيقولا الأول (1825 - 1855م) وذلك في حديثه مع اللورد أبردين رئيس وزراء بريطانيا -وكانا صديقين حميمين- في قصر وندسور أثناء حديث متبادل. إلا أن الرجل نفسه فقد قدرته على ضبط النفس في لحظة غضب، فقال لأحد محدثيه سنة 1833م "ليس باستطاعتي أن أبعث الحياة في الموتى، أن الدولة العثمانية دولة ميتة، ولا أظن أن هذا الجسم العجوز سيقوى على المحافظة على الحياة، إنه في حالة إنحلال في جميع النواحي". وبطبيعة الحال كما يقول فتحي غانم لم يكن قيصر روسيا مؤرخاً ولا دارساً ممن تخصصوا للحكم على الدول، إنما كان يقوم بهذه الحملة توطئة لتوزيع الممتلكات العثمانية أشلاء بينه وبين إمبراطورية بريطانياوغيرها، وقد عارض فعلاً آنذاك أن تأخذ بلاده (الأستانة - اسطنبول) وتأخذ من المضايق التركية (البوسفور)، وتأخذ بريطانيا (الدردنيل) وتحتل بريطانيا مصر، وتأخذ (كريت) إن شاءت إلى آخر هذه القسمة .
    وللذكرى ليس إلا فإن سلاطين آل عثمان قد استبسلوا دفاعاً عن البقاع الإسلامية وحالوا ما بين استيطان اليهود لها، وحسبنا أن نذكر أن السلطان سليم الأول لما فتح مصر عام 1517م، أصدر فرماناً (مرسوماًً) يمنع هجرة اليهود إلى سيناء ولما تولى سليمان القانوني عرش الدولة العثمانية سنة 1520م، أصدر فرماناً (مرسوماًً) ثانياً بتأكيد حكم القانون السابق (وكذلك فعل نفس الأمر الخليفة العظيم السلطان عبد الحميد الثاني رحمة الله والذي دفع عرشة ثمناً للقدس وفلسطين وغيرها من قضايا المسلمين الكبرى ولقي بسبب ذلك هجوم عنيفاً من قبل الأعداء) . من هذه المعطيات مجتمعة فإن الحملة التي شنتها أوروبا في قسوة وضراوة وفي إصرار ومواظبة لم تكن ضيقاً بجسم فقد الحياة يعترض سبيل سيرهم، بل كان الواقع أنهم هم الذين فعلوا كل شيء في وسعهم ليثخنوا الدولة العثمانية جراحاً، وكان يسرهم أن يروا الدم ينزف من هذا الجسد الذي كان مليئاً بالحيوية، فياضاً بالقوة، والذي بسط نفوذه على كل شرقي أوروبا، والذي هددت جحافله بغزوة ساحقة لفيينا عاصمة النمسا، وكانت آنذاك إمبراطورية مترامية الآفاق، ذات شهرة ضخمة، وكان اسمها إمبراطورية النمسا والمجر يملأ الأسماع، وكان شرقي آسيا وشمال أفريقيا وجزر البحر الأبيض وغيرة كلها من ممتلكات الدولة العثمانية تديرها بكفاية واقتدار، وقد بذل الغرب كل جهد، وتوسل بكل وسيلة ليحول الإمبراطورية العثمانية بملكها الشاسع في البر، وأساطيلها الهائلة في البحر الأبيض إلى خبر كان، وتعجلوا الأمر بأمل أن تلفظ الدولة العثمانية أنفاسها وتستسلم للموت واعتبروها رجلاً مريضا، عاجزا عن الدفاع عن نفسه، مستسلما لضربات القدر التي توالت عليه بشكل ثورات في شرق أوروبا، واضطرابات في الأقطار العربية، ومؤامرات ومكائد ودسائس في المحافل الدولية .
    فهل لولا ما كان للعثمانيين من مواقف مُنافحه عن الإسلام والمسلمين وما أحدثه من مآثر ملحمية خالدة اجترحوها في هذا السبيل وما أقاموه من آثار في البلاد التي طالتها أيديهم هل كان لهم سيواجهون بما وجهوا به من عنت وتجريح وحرب شعواء وحتى في اليمن هُنا عندنا لم تكن مواقف الإمامة الزيدية من العثمانيين وتأليبها للعوام اليمنيين عليهم إلا إنطلاقاً من دعوى المذهب الزيدي الهادوي التي تحصر الإمامة في أولاد السبطين الحسن والحسين، إبني علي بن أبي طالب - رضي الله عنهم جميعاً- وإعتبار إن من تولى الإمامة "من غير أبناء هذين البطنين وتولى الحكم ، فإنه يُعتبر غاصباً للحُكم باغياً يجب الخروج عليه لمحاربته والقضاء عليه"، وكما يقول القاضي الأكوع فإن "هذا هو السبب الذي جعل أئمة اليمن وأتباعهم يُحاربون الحكم العثماني في الفترتين الأولى والآخرى، وهو السبب نفسه الذي حاربوا من قبل الحكم الأيوبي في اليمن 569 – 626هـ (1173- 1238م)، وكذلك حكم الدولة الرسولية 626-858هـ (1328 – 1454م)، ثم الدولة الطاهرية 858 – 923هـ (1454- 1517م)، وغيرهم من قبل ومن بعد، فإذا رأيت ثمة معارضة لأي حُكم فإن وراء ذلك إماماً يستفز أتباعه ويُثير فيهم حمية الجاهلية للقتال معه، حتى ينفرد بالحكم ويستأثر بالسلطة، ولو تُرك القطا لنام، وليس أدل على ذلك من أن الإمام يحيى حميد الدين حينما عقد أئتلاف (صلح) دعان في شوال سنة 1329هـ (1911م) مع المشير أحمد عزة باشا الوالي العثماني في اليمن حتى تتفرغ الدولة العثمانية لصد عدوان إيطاليا على طرابلس الغرب، أثنى الإمام على الدولة العثمانية، ووصفها بأنها حامية الإسلام وناصرة المسلمين، فأستغرب أتباع الإمام يحيى من سرعة تحوله بين عشية وضحاها من إمام محارب يدعي أن الحق معه وحده إلى رجل يُشيد بالدولة العثمانية ويُمجد أعمالها ويُثني عليها لأنه إذا كانت محاربته للعثمانيين صادرة عن عقيدة دينية صادقة وليس من أجل دنيا يُصيبها فلماذا قبل الصُلح معهم؟ وقبل راتباً شهرياً يأخذه منهم حتى صار من المؤلفة قلوبهم وهم في نظره ونظر أتباعه بُغاة وإن كان من أجل الدنيا فلماذا لم يُفصح عن ذلك بوقته ولا حاجة للقتال وسفك دماء المسلمين من كلا الطرفين، وهذا هو ما عَبر عنه الشاعر القبلي زاهر عطشان بقوله:
    قالوا: سَبَر صُلح دعَّان فيه سَدُّوا رجَالْ ،،،،،،، عليش سَدُّوا؟ وكيف تمُّوا؟ وكيف المقالْ؟
    لكن ليش ما يسدُّوا قبل بدأ القتال
    والمعنى لقد أصطلح الرجال المتقاتلون في بلدة دعان، لكن على أي شيء أتفقوا؟ وكيف أتفقوا؟ وكيف نقول ذلك للناس؟ ولكن لماذا لم يتفقوا من البداية قبل بدء القتال؟ "

    الشافعيون في اليمن..وموقفهم من الوجود العثماني
    في أعقاب الهزيمة التي حلت بالعثمانيين في الحرب العالمية الأولى اجبروا عن تخليهم عن حكم اليمن وغيرة، ولنا أن نتخيل ما نزل بأعداد واسعة من اليمنيين من مصاب جلل إثر سريان وشيوع أنباء إستدعاء الإمام يحيى من مقر إقامته في السودة ليتسلم من الوالي العثماني محمود نديم باشا الحُكم في اليمن بأمر من السلطان محمد رشاد ( تولى الحكم بعد السلطان عبد الحميد)، ولعّل موقف بعض أعيان لواء تعز حين ذاك يُعبر عن مواقف أعداد واسعة من اليمنيين فقد كتب هؤلاء الأعيان برقية للقائد العثماني علي سعيد باشا قائد الحملة العثمانية على الاستعمار البريطاني في عدن وكان في مقر إقامته في لحج بما نصه ولنقراء بتمعن: "حضرة القائد الكبير للجيوش الإسلامية بلحج سعيد باشا دام نصره، قد علم العموم أن دولتكم السبب الوحيد لإحياء حفظ هذه النقطة اليمانية عن تعدي الأعداء عليها، وأنها لولا ما أبرزتموه من الثبات والمتانة الدينية، وبذل النفس للجهاد في سبيل الله حتى صرتم مظهراً للتوفيق والنصر الإلهي، والظفر غير المتناهي فقلدتم أعناق ساكن القطعة اليمانية طوق الامتنان الذي لا يقوم بشكر أقلها الشأن، وأصبحتم شمساً مشعة على هذه القطعة يهتدي بنوركم في ليل الخطوب فأجتذبتم أزمة القلوب، وحزتم أعظم الأجور من علام الغيوب، وبينما العموم يشكرون فعلكم الجميل إذ شاعت أخبار مفجعة وحركات مدهشة فأظلم ليل الخطب وأعتكر، بعد أن كان فجر الإصباح أسفر، وتأيدت تلك الإشاعات بسحب الموجود في المركز من القوة وتعطيل المستشفى، وبيع الأشياء الأميرية، وأخذ الأمراض إلى غير ذلك مما ترى معه الأفكار مضطربة والآراء مشتتة، والعقول مختلفة، والأخبار غير مؤتلفة، والعموم ناظرون إلى رأيكم الصائب ودهائكم العظيم، واليقين العام بديانتكم وشهامتكم عدم الاعتماد على إلقاءات الأعداء مع أنه يُتصور خديعتهم بكل خبر مشابه للصدق، وتزويراتهم غير مجهولة، وإما لو كان ذلك حقاً فلا يخفاكم حبنا للدولة العلية العثمانية قديماً وحديثاً وارتباطنا بعاصمة الخلافة لا نستبدل به غيره، وقد بذلنا - أهالي هذا اللواء (تعز مع غيره )- النفس والنفيس في المظاهرات والمعاونات بأمر الجهاد، والأمل العمومي بديانتكم أن لا تتركوا التبليغ إلى مقر الخلافة بأننا مرتبطون بها وغير منفكين عن سلطتها، ونسألكم بالله أن لا تتحركوا حتى تعلمونا السبب الباعث لهذه القطعة هملا وبتر عضو من الإسلام، ونرجوكم تسكين روعة العموم بإنبائنا بالنتيجة، وها نحن منتظرون التفاتكم الكلي علينا ببذل مزيد العناية بالمراجعة إن كان لهذه الإشاعة صحة. فرمان 20صفر 1337هـ 17 تشرين الثاني سنة 1334 رومي (المصادف للتاريخ الميلادي 1918م.
    بقي لنا القول بعد أن سُقنا ما أتينا عليه من مهادات أن نقول وكُلنا ثقة واعتزاز أن الوجود العثماني في اليمن في مرحلتيه الأولى والثانية كان وجود تنوير وإحداث نقلات نوعية وإضافات إثرائية لحضارة اليمن وإعادته إلى عهود إزدهاره بما أقاموه من شواهد دالة على صحة زعمنا هذا. وعند ما سنقف عليه من شواهد وثائقية مصورة بقية الحكاية.

    تجليات من معالم وشواهد نهضة اليمن الكبرى في العهد العثماني
    ويمكن تلخيص أهم الأعمال والإصلاحات التي قامت بها الخلافة الإسلامية العثمانية في اليمن ومنها مايلي:-
    أولاً: دحر العدوان والطامعين عن اليمن:-
    رأينا فيما سبق كيف أن الخلافة العثمانية قد هبت لنجدة اليمن وحماية المقدسات الإسلامية عندما تعرض للغزو الأجنبي الصليبي الأوروبي سواء على أيدي البرتغالي أو الإنجليز أو غيرهم في القرن السادس عشر أو التاسع عشر.
    وكيف أن الفضل يعود إليهم بعد الله في منع أولئك الغزاة من تحقيق أهدافهم وإذلال اليمن ونهب خيراته بل حتى وتغيير هويته وعقيدته.
    ولولا أن سخر الله لنا وللمسلمين هذه الدولة المجاهدة لكنا قد أصبحنا نصارى منذ خمسمائة عام كما فعلوا بشعوب أخرى غيرنا في أقاصي أسيا وأفريقيا ولو لم يحقق لنا العثمانيون إلا هذا الهدف وهو صد العدوان عنا وعن مقدساتنا لكان ذلك أدعى أن ندين لهم بالولاء وحسن الثناء كيف وقد حققوا لنا إنجازات ومكاسب حضارية في جميع مجالات الحياة المدنية والعسكرية المختلفة.
    ثانياً: حماية وتحصين المدن والجزر اليمنية:-
    كما أن دولة الخلافة قد قامت بحماية ثغور اليمن وتحصين مدنها الساحلية والداخلية وكذا تحصين وحماية الجزر اليمنية المختلفة وأقامت في كل مكان منها المنشآت العسكرية الضخمة وأن الزائر المتأمل بتلك الأثار المتبقية إلى اليوم تشهد بعظمة وقوة و إخلاص تلك الدولة لليمن.
    خاصة كما كانت لغيره من الشعوب العربية والإسلامية الأخرى ونذكر منها على تلك التحصينات العظيمة الموجودة في المدن الساحلية وجزر البحرين العربي والأحمر أمثال الأسوار والقلاع الضخمة في مدينة عدن وباب المندب والمخا وزبيد والحديدة وكمران واللحية وميدي وعسير وكافة المدن الساحلية والجبلية والتي لا تخلوا مدينة أو منطقة هامة في طول اليمن وعرض إلا وبها منشأة أو أكثر أنشأتها أو جددتها دولة الخلافة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر.
    (العرضي/مجمع الدفاع) تلك المنشآت العظيمة الموجودة داخل مدينة صنعاء وعلى رأسها ما كان يعرف بالعرضي المسمى حالياً مجمع الدفاع الكائن أمام السور الجنوبي لمدينة صنعاء بباب اليمن الذي كان مقراً للقيادة العسكرية في الجزيرة العربية، كما كان مقراً للجيش العثماني السابع الموجود في اليمن.
    ثالثاً: توحيد اليمن كاملاً تحت قيادة موحدة:-
    من الإنجازات المهمة أيضا التي قامت بها دولة الخلافة العثمانية هي توحيد اليمن وضم أجزائه التي كانت مبعثرة ومجزئة بين الأئمة والمشيخات المختلفة والتي جعلت منه كيانات هزيلة متناحرة فيما بينها وتعمل كلاً منها على إباحة دماء بعضها البعض وأزهقت في سبيل ذلك دماء اليمنيين واستبيحت أموالهم وأعراضهم، فهيأ الله هذه الدولة التي بسطت العدل والآمان عدا بعض الأوقات النادرة التي كانت تحدث فيها بعض الحوادث لذلك من قبل الأئمة المتنافسين وغيرهم.
    رابعاً: إحداث النهضة الحديثة في اليمن
    يعتبر العصر العثماني في اليمن هو بداية عصر النهضة في اليمن في جميع المجالات والتي لا تزال شواهدها بادية للعيان إلى يومنا هذا دالة على ما شهدته اليمن من تقدم ورقي ونهوض شامل في حين كانت معظم دول الغرب تعيش في دياجير الظلام، ويمكن تسليط مزيد من الإضاءات على مجالات تلك النهضة، والتي منها:
    1. النهضة في المجال التشريعي والانتخابي:-
    عرفت اليمن الحياة الشوروية ونظام الانتخابات والمجالس النيابية والتشريعية منذ وقت مبكر وعلى أرقى المستويات قبل أن يعرفها العالم في حينه، فقد كان في اليمن عدد من المجالس المنتخبة مثل:-
    - مجالس البلدية لإدارة شئون المدن وتنظيمها وتخطيطها.
    - مجالس الإدارة في المحافظات: وتختص بإدارة شئون المحافظة.
    - المجلس العمومي للولاية.
    وهذا المجلس يسمى المجلي العمومي للولاية ومقره العاصمة صنعاء وهذا المجلس كان يتمتع بسلطة واسعة كبرلمان مصغر.
    يقوم الوالي بإفتتاحه في موعد معين باحتفال رسمي وشعبي عظيم ويلقي فيه خطبة الافتتاح كما هو معمول به في البرلمانات الكبرى على النحو المعروف فكان الأعضاء ينتخبون كل أربع سنوات بالانتخاب الحر المباشر كما كان لهذا المجلس عدا سلطاته الواسعة ميزانية خاصة لها أبواب في الانفاق ذات بنود محددة كما كانت له إدارة نشيطة وسكرتارية عاملة طيلة السنة الحكومية.
    - مجلس النواب الأعلى في( اسلامبول * اسطنبول ) المسمى (بمجلس المبعوثان):-
    وهذا المجلس مقره في عاصمة الخلافة اسطنبول وإلى جانب المجالس السابقة المحلية فقد كان لليمن في هذا المجلس عدد من النواب يتمتعون بالوطنية والكفاية ويمثلون الشعب اليمني في البرلمان العثماني الأعلى (مجلس المبعوثان) يناقشون القضايا الخاصة بمصلحة بلادهم بل وقد يستجوبون أعضاء الحكومة المركزية بتطبيق العدالة والنهوض بالبلاد إلى المستوى اللائق بها ومحاسبة أي مسئول محلي إن بدا منه أي تقصير نحو الشعب أو أي مخالفة للقوانين وقد أتاح كل ذلك للشعب اليمني فرصة التعود على الحياة المنظمة وعلى السلطات الشعبي في تلك الفترة .


    2. النهضة في المجال الصناعي:-
    كما شهدت اليمن في عصر الخلافة الإسلامية العثمانيه نهضة صناعية كبرى في جميع المجالات ووجدت العديد من المصانع التي كانت تعمل بالطاقة الكهربائية (تعمل بالفحم الحجري) ووجدت في تلك المصانع أحدث المعدات والمكائن الضخمة التي لا تزال بعضها موجودة إلى اليوم في أماكن تلك المصانع وبعضها الأخر تم نقله حالياً إلى المتحف الحربي بصنعاء عام 2007م(نأمل أن تعود إلى مكانها ويصبح متحفاً للصناعات الإسلامية اليمنية الثقيلة ).
    ومما يؤسف له أن تلك النهضة الصناعية العملاقة قد توقفت كاملة في العشرينات من القرن العشرين في بداية حكم الإمام يحيى 1918م ولذلك اعتبرت العشرينات من القرن العشرين هي نهاية عصر النهضة العثمانية في اليمن .
    ونذكر المصانع الآتية في هذا المجال التي مثلت المصانع الموجودة ومنها:-
    ‌أ- مصنع الحديد والصلب الإسلامي بصنعاء.
    لصهر الحديد والنحاس وصناعة المعدات الثقيلة والخفيفة المختلفة، ومنها صناعة العربات ووسائل النقل المختلفة. (أنظر الصور)
    ‌ب- المصنع الحربي الإسلامي بصنعاء:-
    لصناعة الأسلحة المختلفة الثقيلة والخفيفة وصناعة الذخيرة، حيث كان إنتاج المصنع من الذخيرة في اليوم من سبعة إلى عشرة ألف طلقة بندقية ومدفعية. (أنظر الصور)
    ‌ج- مصنع قطع الغيار بصنعاء:- لصناعة جميع قطع الغيار للمعدات المختلفة مدينة وعسكرية. (أنظر الصور)
    ‌د- مصانع الغزل والنسيج الكهربائية:
    لإنتاج عدد من الصناعات المختلفة منها:-
    - الصناعات القطنية والصوفية.
    - صناعة السجاد الفاخر بأنواعه.
    - صناعة كسوة الكعبة المشرفة وتجهيز المحمل اليماني الشريف المتوجه مع الحجاج إلى الأراضي المقدسة في الحجاز. (أنظر الصور)
    ‌ه- المصنع الإسلامي للزجاج:-
    لصناعة جميع أنواع الزجاج المختلفة الملونة وغير الملونة و صناعة نجفات الإضاءة. (أنظر الصور)
    ‌و- مصانع الرخام:-
    لإنتاج جميع أنواع الرخام (أنظر الصورة)
    ‌ز- المصانع الإسلامية لطحن الغلال والحبوب:-
    قامت دولة الخلافة بإيجاد عدد من الطرق الحديثة لطحن الحبوب والغلال بطرق سهلة وميسره وليس كما كان سائداً من قبل ومن بعد في عهد الأئمة حيث أهملت تلك المصانع وعاد الناس للوسائل البدائية ومما ابتكر من وسائل لطحن الغلال منها:-

    - طواحين الرياح الهوائية:-
    وهذه الطواحين كانت تعمل بواسطة طاقة الرياح والتي تحاول حضارة اليوم الوصول إليها بدلاً عن الطاقة وتوجد في المناطق الجبلية والمرتفعة.
    - الطواحين المائية:-
    وتوجد في الأماكن التي فيها الغيول والعيون وهذه الطواحين كانت تعمل بواسطة تدفق المياه من خزانات مخصصة وتنطلق بقوة اندفاع شديد للماء وتحرك التربينات التي بدورها تحرك الطواحين المائية ومنها على سبيل المثال ما كان في قرية حدة القديمة - صنعاء. (أنظر الصور)
    - الطواحين البخارية:-
    وهذه كانت تعمل بواسطة البخار الناتج عن الطاقة المتولدة من الفحم الحجري ومنها على سبيل المثال الطواحين المتبقية من العصر العثماني في قصر غمدان بصنعاء إلى اليوم.
    - الطواحين المجرورة بالحيوانات:-
    وهذه الطواحين كانت تعمل بواسطة الحيوانات تجرها البغال أو الجمال أو غيرها.
    ‌ح- مصانع وورش النجارة المختلفة:-
    كما وجدت العديد من المصانع وورش النجارة المختلفة والتي كان يتم فيها صناعة:-
    - الدواليب والكراسي والمكاتب الحكومية وغيرها.
    - وكذا صناعة صوالين الجلوس والكراسي المختلفة وصناعة الأبواب والشبابيك الضخمة المطعمة بالعاج والنحاس المطلية بماء الذهب. (أنظر الصور)(كاباب اليمن في حينه)
    ‌ط- مصانع مختلفة الأغراض:-
    كما أوجدت دولة الخلافة في اليمن أيضاً عدد من المصانع المختلفة تلبي ما تحتاجه إليه البلد في حينه مثل مصانع الجلود لصناعة الأحذية والحقائب والمستلزمات الجلدية الأخرى ومصانع للصابون ومشتقاته بما يلبي حاجة الجيش والمواطنين وغيرهم.
    كما كان يتم صناعة الأدوات المنزلية بأشكالها المختلفة وبأذواق رفيعة جداً.
    ‌ي- مصنع الثلج:-
    كما إنشاء العثمانيون مكثفاً للثلج في الحديدة ينتج عشرة أطنان من الثلج يومياً وكان يعمل بمولدات تعمل بواسطة الأيدروجين .
    3. النهضة في مجال المواصلات والنقل:
    وتشمل ما يلي:-
    - السكك الحديدية وإدخال القطارات إلى اليمن.
    لقد عرفت اليمن القطارات والسكك الحديدية منذ بداية القرن العشري، وكانت هذه المشاريع الاستراتيجية من أهم ما حققته الخلافة الإسلامية العثمانية خصوصاً في عهد السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله والذي كان يهدف إلى ربط أجزاء الدولة العثمانية ببعضها البعض وتسهيل انتقال المسلمين لأداء فريضة الحج في الأماكن المقدسة بكل يسر وسهولة وقد اهتم السلطان عبد الحميد الثاني بخط تركيا الشام الحجازة اليمن وكذا كان الاهتمام بخطوط السكة الحديدية الداخلية مبتدئين بخط الحديدة – صنعاء لما لهذا الخط من أهمية كونه يربط العاصمة بالميناء الطبيعي لها. وقد سار أول قطار في اليمن سنة 1911م في حفل افتتاح مهيب حضرة الوالي وكبار رجال الولاية وجمع كبير من المواطنين باعتباره أول حدث تاريخي في حياة اليمن الاقتصادية والعمرانية وقد وصلت السكة الحديدي في خط الحديدة صنعاء إلى منطقة الحجيلة الكائنة جنوب مدينة مناخه باتجاه بلاد أنس وقد توقف العمل في المشروع بسبب قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914م، وكان من نتائجها خروج العثمانيين من اليمن ولما ملكت الإمامة زمام الأمور بعد ذلك رفضت السماح للشركة الفرنسية المنفذة إكمال المشروع إلى صنعاء رغم استلامها للمبلغ كاملاً تمسكاً منها بسياسة العزلة فخسرت اليمن بذلك مشروعاً هاماً كان سيعود على البلاد بأرباح طائلة وخيرات كثيرة والذي كان يمثل شرياناً حيوياً يربط اليمن بغيره في العالم الخارجي وبعد خروج العثمانيين أمر الأمام يحيى باقتلاع ما تم إنشاءه من سكك حديدية في اليمن ولا تزال وثائق وصور ذلك المشروع في اليمن وتركيا. أنظر الصور.
    - إنشاء الطرق والجسور العملاقة:-
    وقد قامت الحكومة العثمانية في اليمن بشق عدد كبير من الطرق وتعبيدها في الجبال العالية المرتقى والسهول المنخفضة المترامية لربط البلاد النائية ببعضها وتسهيل الانتقال والتي لا تزال أثارها موجودة إلى اليوم في كثير من المناطق كطريق الحديدة وحجة وتعز وغيرها.
    أما عن الجسور فقد تم إنشاء العديد منها ومنها ذلك الجسر الحديدي العملاق الواقع في طريق حجة عبس في منطقة تسمى الطور والعجيب أن هذا الجسر بطول 42متر وعرض 4 أمتار ولا يوجد له أي عمود يحمله من الأسفل والذي تم صناعته وإنشاءه في عهد السلطان عبد الحميد الثاني 1903م ولا يزال موجود إلى اليوم داخل القرية القديمة.
    4. النهضة في المجال العسكري والأمني:
    وتشتمل ما يلي:-
    - بناء جيش إسلامي حديث على أعلى المستويات مسلحاً بأحدث الأسلحة المتطورة في عصره (انظر الصور)
    - إنشاء مباني ضخمة للجيوش. (انظر الصور)
    - عمارة الحصون والقلاع في الجبال الشاهقة (انظر الصور)

    5. النهضة في المجال التعليمي والتربوي :
    كما أن التعليم بمختلف فروعه وتخصصاته كان مجاناً وعلى نفقة الدولة ممثلا في: إنشاء المدارس والجامعات ومنها:-
    - المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية.
    - المدارس الفنية.
    - المدارس الصحية.
    - المدارس الصناعية.
    - المدارس العسكرية.
    - التعليم الجامعي وتخصصاته.
    - الكليات الصناعية. ( كان باليمن خمس كليات صناعية، تتبع الجامعة الصناعية بصنعاء حالياً "المتحف الحربي")، تحولت في العهد الإمام يحيى إلى سجن عُرف بسجن (الصنائع).
    - الكليات العليا للمعلمين لتخريج كبار المعلمين ، ومنها دار المعلمين العليا بصنعاء ( مقرها حاليا مبنى السينما الأهلية )، هُدمت في بداية حُكم الإمام يحيى عام 1918م ( بحجة أنها كانت تدرس الفقه السني كما يذكر ذلك البردوني – مجلة الإكليل 1983م).
    - الكليات العليا للإداريين والمحاسبين(موقعها حاليا في حي خضير صنعاء القديمة وهبها الإمام يحيى لأحد أصهاره)
    - كلية البنات، ويقع مبناها في ميدان التحرير (هيئة مكافحة الفساد).
    - الكليات الشرعية( في أماكن ومدن مختلفة ).
    - الكليات الحربية، (ضمن مباني العرضي/مجمع الدفاع)
    كان كل ذلك موجوداً لكن مما يؤسف له أنها أغلقت جميعها في بداية عهد الإمام يحيى عام 1918م بعد نهاية العهد العثماني .

    6. النهضة في المجال المالي والمحاسبي:-
    كما شهدت التجارة إزدهاراً كبيراً ووفق نظم حديثة أهمها:-
    1- نظام التجارة والبنوك.
    2- إصدار العملات الإسلامية الذهبية والورقية ومنها الجنيه العثماني وكان أغلى العملات العالمية في حينه.(انظر الصور)
    3- أيجاد نظام الشيكات النقدية الإسلامية. (انظر الصور)
    4- السندات المالية المختلفة. (انظر الصور)


    7. النهضة في المجال الطبي والشئون الصحية
    كما أن معالم النهضة والتطور قد شمل مجالات الطب والشئون الصحية في صدارتها:
    1- إنشاء مدارس الطب والشئون الصحية . (انظر الصور)
    2- إنشاء المستشفيات الحديثة المدنية والعسكرية. (انظر الصور) (تعطلت في العهد الإمامي وتحولت معظم المباني والمنشئات إلى إسطبلات للخيول ومباني سكنية ومنها على سبيل المثال مبني دار السعادة (المتحف الوطني بصنعاء)).
    3- صناعة الأدوية والمستلزمات الطبية.
    4- تأهيل الأطباء والصيادلة المتخصصين.
    5- إنشاء الصيدليات المركزية العامة وتوزيع الأدوية مجاناً.
    8. النهضة في المجال الإعلامي
    دخول المطابع إلى اليمن عام 1872م، إنجازاً غير مسبوق في تاريخ المنطقة، ويمكننا اعتبار ذلك العام عام الطباعة في اليمن، كما شهدت المرحلة إنجازات تشريعية في هذا المجال منها:
    - إصدار قانون للصحافة في القرن التاسع عشر الميلادي.
    - إصدار قانون للطباعة في القرن التاسع عشر الميلادي.
    - طباعة الصحف والجرائد في القرن التاسع عشر الميلادي.
    دخلت المطابع إلى اليمن عام 1872م في العهد العثماني لطباعة الصحف والجرائد والكتب وغيرها كما عرفت اليمن الصحف والجرائد منذ ذلك التاريخ ومنها صحيفة اليمن الصادرة عام 1872م وصحيفة صنعاء الصادرة عام 1876م وقد استمرت تلك الصحف في الصدور إلى بداية القرن العشرين الميلادي وحين تولى الإمام يحيى الحكم عام 1918م أمر بإغلاقها وتوقيفها كغيرها من مجالات النهضة الأخرى. (أنظر الصور).
    9. النهضة في المجال القضائي
    كما شهدت اليمن نهضة كبيرة في المجال الشرعي، والقضائي على سبيل المثال:
    1- إنشاء المحاكم الشرعية.
    2- إنشاء المحاكم التجارية والأهلية.
    واهم ذلك
    3- إنشاء المحاكم السيارة (المتنقلة).
    حيث قامت دولة الخلافة بنشر العدل بين المواطنين وتعيين محاكم سيارة متنقلة على حساب الدولة للتنقل بين القرى والأرياف تيسيراً لحل قضايا المواطنين الذين لا يستطيعون الوصول إل مركز الولايات. (انظر البند 8 من اتفاقية دعان – كالشرط لدولة الخلافة على الإمام يحيى بعدم التعرض لأعضاء المحاكم السيارة مستقبلاً كما كان يفعل من قبل )
    10. النهضة في المجال العمراني والإنشائي:
    كما شهدت اليمن حركة عمرانية متطورة ووفق أسس هندسية غاية في الإبداع والفنون المعمارية في صدارتها الآتي:
    1- تخطيط المدن وإنشاء أحياء حديثة في المدن الرئيسية. (كحي بير العزب في صنعاء) وبناء الأبواب الضخمة للمدن (كباب اليمن في صنعاء وغيرها). (انظر الصور)
    2- إنشاء وتجديد أسوار المدن اليمنية المختلفة. (انظر الصور)
    3- إنشاء القصور والدور الحكومية. (انظر الصور)
    4- إنشاء الخانات السلطانية لإيواء المسافرين والتي هي عبارة عن دور للضيافة الإسلامية وتقدم خدماتها لنزلائها على نفقة دولة الخلافة، وتحولت في عهد الأئمة إلى مخازن للتجار وغُير اسمها من الخانات السلطانية إلى سماسر ومفهوم في عرف اليمنيين أن السماسر هي الأماكن المخصصة للبهائم والحيوانات الأخرى. (انظر الصور)
    1- إنشاء الأسواق التجارية الحديثة: (كسوق الملُح، المليح بصنعاء) (انظر الصور)
    2- بناء المساجد والقباب الضخمة. (كجامع قبة البكيرية بصنعاء، وغيره) (انظر الصور)
    والتي تم بناءها بإتقان كبير وتميز ملحوظ تأخذ بالألباب للناظرين إليها والمبنية بأحجار الحبش النادر والمنحوت يتخللها الرصاص والنحاس المطلي بالذهب وأجود أنواع الرخام والمرمر والمطعمة بأنياب الفيلة والمنقوشة بأجمل الزخارف والألوان المختلفة والمحتفظة ببهائها منذ قرابة خمسمائة عام إلى اليوم.

    وأخيراً.. ألا يصدق في العثمانيين وما أحدثوه من نهضة حضارية في اليمن وغيرة، قول الشاعر:
    وليس قول الناس في الشمس إلا إنها الشمس ليس فيها كلامُ



    تم بحمد الله التلخيص لهذا البحث الوثائقي،،

  7. #7

    سيف البرطي's Avatar
    Join Date
    Apr 2009
    العمر
    41
    Posts
    9
    Rep Power
    0

    رد: الان >> للتحميل :: 40 عملية قنص :: هدية من دولة العراق الاسلامية [ لابطال غـــــز

    شكراً على هذا الموضوع

  8. #8


    Join Date
    Mar 2007
    Location
    المعلا/عدن
    العمر
    42
    Posts
    4,973
    Rep Power
    366

    رد: الان >> للتحميل :: 40 عملية قنص :: هدية من دولة العراق الاسلامية [ لابطال غـــــز

    كلنا لحماس وحماس لنا

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. وزير الداخلية العراقي يعلن اعتقال 39 عنصرا من تنظيم دولة العراق الاسلامية
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 03-12-2010, 06:20 PM
  2. وزير الداخلية العراقي يعلن اعتقال 39 عنصرا من تنظيم دولة العراق الاسلامية
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 03-12-2010, 06:11 AM
  3. بغداد تنصرف الى دفن قتلاها وجماعة دولة العراق الاسلامية تعلن مسؤوليتها
    By أخبار موقع روسيا اليوم in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 27-10-2009, 05:40 PM
  4. فلاش للتحميل وموقع للفلاشات الاسلامية
    By عاشق المستحيل in forum ملتقى حياتنا الدينية
    Replies: 4
    Last Post: 21-05-2005, 11:44 AM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •