بسم الله الرحمن الرحيم
من المعلوم أن
مصادر تفسير القرآن الكريم :
القرآن، والسنة، وأقوال الصحابة، وأقوال التابعين وتابعيهم ، واللغة، والــرأي والاجـتـهـاد.
من أراد التفاصيل والإستفادة
فليتفضل الرابط
http://www.quranway.net/index.aspx?f...em&id=20&lang=
وينقسم التفسير إلى قسمين
الأول : التفسير بالمأثور
الثاني : التفسير بالرأي
والتفسير بالرأي منه
محمود ومنه
مذموم
فالمحمود ما كان مبناه على علم أو غلبة ظن، بحيث إنه يجري على موافقة معهود العرب في لسانها وأساليبها في الخطاب، مع مراعاة الكتاب والسنة ويدخل فيه اجتهاد الصحابة والسلف فهم من عاصروا التنزيل وهم من نزل القرآن بلغتهم ، واجتهاد أتباع التابيعن وتابيعهم يجب فيه مراعات الكتاب والسنة وما أثر عن السلف .
والمذموم هو التفسير بالجهل والهوى.
وهذا النوع حرام لا يجوز الإقدام عليه كما قال شيخ الإسلام: "فأما التفسير بمجرد الرأي فحرام".
والأدلة والآثار في تحريمه وذمه كثيرة جداً.
فالمتكلم في هذا النوع متقحم متكلف ما لا علم له به، لم يراع في تفسير القرآن قوانين اللغة ولا نصوص الشريعة وأصول الاستنباط ، قد جعل هواه رائده ومذهبه قائده.
ومع أن الصحابة هم من عاصروا التنزيل وهم أهل اللغة وهم من نزل القرآن بلغتهم إلا إنهم كانوا يخافون من القول بآرائهم في تفسير القرآن الكريم
فإليك بعض أقوالهم وبعض أقوال السلف في من التحرج والتحذير من التفسير بالرأي :
عن أبى مليكة أنه قال: سئل أبو بكر الصديق رضى الله عنه فى تفسير حرف من القرآن فقال: "أى سماء تظلنى، وأى أرى تقلنى، وأين أذهب، وكيف أصنع إذا قلت فى حرف من كتاب الله بغير ما أراد تبارك وتعالى"؟
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قرأ على المنبر { وفاكهة وأبا } فقال هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب . ثم رجع إلى نفسه. فقال : إن هذا لهو التكلف يا عمر.
سئل ابن عباس - رضي الله عنه - عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها فأبى أن يقول .
جاء طلق بن حبيب إلى جندب بن عبد الله فسأله عن آية من القرآن . فقال : أُحرّجُ عليك إنّ كنت مسلماً إلا ما قمتَ عنّي.
وعن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سُئل عن تفسير آية من القرآن ، قال :إنَّا لا نقول في القرآن شيئاً
وقال الليث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب :أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن.
و سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن ، فقال :لا تسألني عن القرآن ، وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه منه شيء- يعني عكرمة -
وقال يزيد بن أبي يزيد كنَّا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام ، وكان أعلم الناس ، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت ،كأن لم يسمع .
وعن عبيد الله بن عمر قال : لقد أدركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظّمون القول في التفسير منهم سالم بن عبد الله ،والقاسم بن محمد ، وسعيد بن المسيب ونافع.
وقال هشام بن عروة :ما سمعت أبي تأوّل آية من كتاب الله قط.
و عن محمد بن سيرين قال سألت عبيدة -يعني السلماني- عن آية من القرآن فقال ذهب الذين كانوا يعلمون فيم أُنزل القرآن فاتق الله وعليك بالسداد.
وعن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال إذا حدثت عن الله حديثاً فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده .
و عن مغيرة عن إبراهيم قال : كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه.
وقال الشعبي : والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله عز وجل.
وعن الشعبي عن مسروق قال: اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله
وما ورد عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سئل عن الحلال والحرام تكلم، وإذا سئل عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع شيئا.
وما روى عن الشعبى أنه قال: "ثلاث لا أقول فيهن حتى أموت: القرآن، والروح، والرأى".
وهذا ابن مجاهد يقول: "قال رجل لأبى: أنت الذى تفسر القرآن برأيك؟ فبكى أبى، ثم قال: إنى إذن لجرئ، لقد حملت التفسير عن بضعة عشر رجلا من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ورضى عنهم".
بل حتى الأصمعى إمام اللغة، كان مع علمه الواسع شديد الاحتراز فى تفسير الكتاب، بل والسنة، فإذا سئل عن معنى شئ من ذلك يقول: "العرب تقول: معنى هذا كذا، ولا أعلم المراد منه فى الكتاب والسنة أى شئ هو".
لهذا أيها الأخوة يجب علينا أن ننتبه لهذا الأمر فلسنا
ولنعتمد على التفسير بالمأثور عن الصحابة والسلف
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
تحياتي
Bookmarks