نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

يوشكا فيشر (Joschka Fischer) زعيم حزب الخضر في المانيا ووزير خارجيتها في ظل حكومة مستشارها السابق قيرهارد شرودر (1998-2005)


قامت صحيفة دي تسايت (Die Zeit) الالمانية هذا الاسبوع بمقابلته للحديث عن الاوضاع في الشرق الاوسط وغزة بناءا على خبرته لوزير للخارجية مدة سبع سنوات


أنقل اليكم بعض ما ورد في المقابلة وما قام بإلقاءه مع العلم بأنه يعتبر من التيارات المعتدلة والمناهضة للتبعية لامريكا

يقول في جاوبه عن موقف المانيا المحايد واللذي يعتبره البعض سلبي: الحقيقة أن حماس أخطأت في حساباتها في غزة حين كانت تظن بأنها ستتمكن عن طريق جعل غزة قاعدة للصواريخ على جنوب اسرائيل من تحويل غزة إلى جنوب لبنان آخر . حماس لم تعمل حسابها من أن اسرائيل قد تعلمت من الدرس في جنوب لبنان وقد أخطأت في تقدير فوارق القوى بين الطرفين . غزة اولا وأخيرا ليست جنوب لبنان .

وفي معرض جوابه حول رأية فيما لو كان موقف المستشارة المؤيد المتعاطف مع اسرائيل نوعا ما موقفا خاطئا يقول: المستشارة اوضحت بأنه حتى في ظل الوضع المأساوي في غزة يجب أن لا ننسى المتسبب في كل هذا . حماس هي من اعلنت انتهاء الهدنة وعادت إلى اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل . حتى في بلدان عربية يجري الحديث عن مشاركة في الخطأ من جانب حماس .

عندما قالت له الصحيفة أنه حتى في حالة تحمل حماس لبعض المسؤولية .هل من العقل الرد بهذه الطريقة . يقول: نعم ان الوضع في غزة مأساوي وكارثي وأنه في كل الاحوال يجب عدم اقحام المدنيين في أي صراع كان وعدم تعريضهم لأي خطر . ولكن يجب كذلك أن لا ننسى أن لا أحد تحدث من قبل عن المدنيين في الاشهر الاخيره عندما كانت الصواريخ تنهال على اسرائيل . أي مراقب للوضع في وقتها كان متيقن بأن اسرائيل ستقوم بالرد قريبا

وعندما سألته عن رأيه في ما إذا كان يتوجب على المانيا التحرك بشكل مكثف أكثر في المنطقة يقول : المانيا مقيدة بتاريخها اللذي حتم عليها التضامن مع اسرائيل وهذا الالتزام اللذي جاء نتيجة تاريخنا مع اليهود هو ما يظمن لنا ان الابواب دوما مفتوحه لنا سواءا في القدس او في رام الله

وعندما سألته عن قوله في من يستنكر أن تكون الخسائر في جهة خلال ايام معدودة اكثر من 500 بينما لم تتعدى الـ 32 في الجهة الاخرى على مر شهور .. قال : ما معنى هذا الكلام !! هل يعني أن 32 قتيلا أمر هين و 500 قتيل لا يمكن السكوت عنها !! هذا سيولد لنا مبدأ جديدا على غرار العين بالعين والسن بالسن . اعداد الخسائر مؤلمة ولكنها تظهر لنا مرة اخرى خطأ حسابات حماس . وهذا نتيجة فعلية للفارق التكنولوجي وفي الاسلحة بين الطرفين .

سألته الجريده عن رأيه في كيف يجب أن تتصرف الحكومة الالمانية وخاصه بأن غالبية الرأي العام متضامن مع غزة فأجاب : نعم ان الحكومة في موقف محرج بسبب مبدأ التضامن مع اسرائيل اللذي يقره الدستور . ولكن لا يمكن للحكومة ان تتحرك بناءا على الرأي العام اللذي تحركه المشاعر . لا يمكن لها ان تتعامل بأن اسرائيل هم الجناة وفلسطين هم الضحية . هذا المنظور منظور خاطئ للنظر به لحل القضية خاصة في مشكلة الشرق الأوسط . يجب عليها الوقوف موقفا يوضح للرأي العام خاصة وأننا في مجتمع حر . سألته الصحيفة هنا بالقول : نعلم بأن التضامن مع اسرائيل واجب تاريخي ولكن الن يثير تزايد اعداد الضحايا في غزة ازمة المانية اسرائيلية .. فقال: لا انكر بأن تصاعد اعداد الضحايا يدفعنا للتخلي عن صمتنا حيال المأساه . ولكن يجب أن لا يجلعنا تضامنا مع اسرائيل ننسى أن نقف من اجل حقوق الشعب الفلسطيني . وفي نفس الوقت يجب أن لا ننسى بأن اسرائيل دولة ديمقراطية حرة . وقد أعطت الشعب الفلسطيني فرصة لاثبات نياته عندما انسحبت من قطاع غزة قبل ثلاث سنين . ولكن قطاع غزة تحول إلى محطة لإرهاب المواطنين في جنوب اسرائيل . لذلك أصبح من الصعب علينا الأن كبح جماح اسرائيل ومطالبتها بالتهدئة .

وعندما سألته عن سبب عدم التمكن للوصول إلى حل لمشكلة الشرق الأوسط قال : المشكلة تكمن في الطرفين . انعدام الدبلوماسية الجديرة في الطرفين وانعدام الثقة بينهم البين . وانعدام القدرة على القيادتين في اقناع اتباعها بأنه لا يمكن للسلام ان يتحقق إلا على حدود 67

سألته فيما إذا كان الحل يتمثل في حلا عسكريا فقال : تعلمنا من دروسنا السابقه في العراق وافغانستان بأنه يمكن للجيش المدرب والمتحضر أن يدخل إلى بلد أقل منه تقدما . ولكن وقتها تبدأ المشكلة . خاصه لو كانت المشكلة في الاساس في مشكلة حوار ومشكلة دبلوماسية . الدبلوماسية والحوار بين الطرفين معطله . فالطرف الفلسطيني مشتت بين حماس وفتح ولذلك لا يوجد تجاوب جماعي . والطرف الاسرائيل لا يبدي تجاوبا في ظل وجود أكثر من 200000 مستوطنة في الضفة الغربية وهذا لا يبدي نيات صافية


بقية الحوار تحدث عن الدور الاوروبي ومشاكله ..


تحياتي