المؤمن والنخلة

الحمد الله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه ،، احمده سبحان واثني عليه واستغفره واستهديه وأعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ،، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له هاديا مرشدا ، ونسأله سبحانه وتعالي أن يجنبنا الفتن ماظهر منها وما بطن وان نكون هداة مهديين لا ضالين ولا مضلين انه جواد كريم..

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

...(وفي الأرض آيات للموقنين )....

أمرنا الله بالتدبر في آيات الأرض التي أبدعها الله سبحانه وتعالى الدالة بكل وضوح على وحدانيته.. .

يكفينا ما نرى من حولنا من أشجار وثمار وجنات خضراء ،

ولنأخذ النخلة كمثال .. تأمل هذه الشجرة المباركة تجد فيها من الآيات والعجائب ما يبهرك ، تأمل في شدة مشابهتها للإنسان كما نقله النبي عليه الصلاةوالسلام وذلك من وجوه كثيرة :

1. ثبات أصلها في الأرض ، واستقراره فيها .

2. طيب ثمرتها وحلاوتها وعموم المنفعة بها ، كذلك المؤمن طيب الكلام ، طيب العمل ، فيه المنفعة لنفسه ولغيره .

3. دوام لباسها وزينتها فلا يسقط عنها بصيف أو شتاء ، وكذلك المؤمن لا يزول عنه لباس التقوى حتى يلاقي ربه .

4. سهولة تناول ثمرتها ، وكذلك المؤمن خيره سهل قريب لمن أراد تناوله .

5. النخلة أصبر الشجر على الرياح والجهد ، وغيرها من الشجر العظام تنالها تارة ،وتقلعها تارة ، ولا صبر على كثير منها على العطش كصبر النخلة .. وكذلك المؤمن صبور على الابتلاء .

6. كلما طال عمرها زاد خيرها ، جاد ثمرها .. وكذلك المؤمن إذا طال عمره زاد خيره وحسن عمله .

7. إن قلبها من أطيب القلوب وأحلاه ، وهذا أمر خصت به من بين سائر الشجر .. وكذلك قلب المؤمن من أطيب القلوب .

8. لا يتعطل نفعها بالكلية ، فإن تعطل ثمرها كان في سعفها وخوصها وكربها منافع .. وكذلك المؤمن لا يخلو من خصال الخير ، إن أجدب منه جانب ، أخصب منه جانب آخر ...