يحتفي الناصريون في اليمن هذه الايام بالذكرى الـ43 لتأسيس التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بعد مشوار نضالي طويل وشاق نحت خلاله الناصريون تاريخ مشرف و وبطولات نادرة .
ولعل ابرز مايميز نضالات الناصرين على مختلف مراحل تاريخهم هو انتصارهم لقضايا الوطن بعيدا عن اية مصالح حزبية أو مكاسب شخصية ضاربين أروع الأمثلة في الوطنية والتضحية من أجل المبادئ والقيم السامية.


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

اليوم وبعد أكثر من أربعة عقود من الزمن ولا تزال سيرة الرجال الذين وهبوا اليمن ارواحهم من اجل إسقاط النظام الامامي وطرد المستعمر البريطاني * ومحاولات إصلاح مسارات الثورة التي انحرفت عن مسارها منذ إغتيال القامة الناصرية العظيمة الشهيد إبراهيم الحمدي حاضرة في ذاكرة الشعب والتاريخ .

دعونا اليوم نتذكر الاماجد من ابناء الفكر الناصري لنستعرض ماذا قدمت هذه المدرسة القومية لليمن وللامة * دعونا نستحضر عملاق اليمن العتيد وقائد ثورتها العظيمة ضد الحكم الكهنوتي الشهيد على عبد المغني * وصنديدها الفذ قائد ثورة 14 اكتوبر ضد المستعمر البريطاني الغاشم الشهيد راجح غالب لبوزة .

إيه إيه .. كم من رجال الناصرية الذين سطروا أسمائهم على صفحات التاريخ بدمائهم الغالية التي أروت تراب اليمن .. فلن ننسى الشهيد عبد الله مجعلي وأحمد العبد سعد * ولا تستطيع ذاكرة اليمنين أن تنسى زعيمها المغوار المغدوربه الشهيد إبراهيم الحمدي الذي اعطى اليمن خلال ثلاثة اعوام ما عجز الاخرون انجازه في عقود من الزمن .


إنه الحمدي المتسلح بفكره الناصري النير * وحبه الجارف للوطن *وبذلك شرع في تأسيس دولة يمنية حديثة تقوم على المؤسسات * وتحرس انجازاتها وعدالتها بالنظام والقانون.
أنه القائد الناصري الذي تكالبت عليه الاستخبارات الامريكية والرجعية السعودية لتغتاله في فعل مشين وقذر مستخدمة أدوات متخلفة ومتمصلحة* كان الزعيم الحمدي قد حجمها لصالح الدولة * ولكن جريمة الاغتيال اعادتهم إلى السلطة ومازالوا يحكمون إلى اليوم .
ولم يغتال الحمدي كشخص فقط وإنما اغتيل الحمدي المشروع والفكر * وما إغتيال ما يقارب من عشرين من قيادة التنظيم الناصري تزامنا مع جريمة إغتيال الحمدي بينهم شقيقة الشهيد عبدالله والشهيد علي قناف زهرة وغيرهم إلا دليل واضح على ان اغتيال الحمدي كان إغتيال مشروع وطني أصيل لا ابالغ عند قولي بانه المشروع الناصري في اليمن.


لم يستكين التنظيم الناصري وهو يخسر أعظم رجاله واقواهم * ولم تتوقف مسيرة التضحيات والانتصار لليمن * حيث لم تمر سوى سنة فقط من إغتيال مشروع الدولة في اليمن بإغتيال الرئيس الحمدي والانحراف بمسار الثورة وإخضاعها للإملاءات السعودية حتى يظهر للعالم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ساعيين لإعادة مسار الثورة وتخليص الوطن من خدام بيت سعود بحركة ناصرية بيضاء كانت ترفض إهدار قطرة دم يمنية واحدة * لم يكتب لها النجاح * ولكن التاريخ حتما كتب بطولاتها بحروف من نور.

آه ما اروع الحديث عنكم في ميادين البطولات والتضحيات والإيثار * وأجمل الحديث عن قادة حركة 15 أكتوبر 78م ضد نظام عين من الرياض لكبت تطلعات شعب عربي حر وإحباط كل مساعي التطور والبناء .

ما أروع الحديث عنكم شهداء اليمن والعروبة * يامن دخلتم قاعة المحاكمة العسكرية والكفن على اكتافكم * وتتبارون في تبرأت كلا منكم الآخر * ما اشجعكم وانتم تستقبلون حكم الإعدام بالتصفيق وبهامات شامخة .

الله كيف نكبر بكم يا عيسى محمد سيف*و ياسالم السقاف * وعبد السلام مقبل * وعبده مطير * مانع التام وعشرات الرجال الذين رفضوا الهرب لانهم لم يسفكوا قطرة دم واحدة * ولم يرتكبوا شيئ بعد .

لن ننسى دمائمكم الطاهرة وانتم من أوقف الحركة من أجل حماية دماء اليمنيين * وكان بمقدوركم القيام بذلك *وتحقيق المرام لكنكم كمبادئكم السامية * أصريتم على حركة بيضاء نقية .

لن ننسى تضحياتكم ونحن لا نزال نرى القاتل يعيث بالبلد * ويهبر ثرواتها ويدمر عمالقتها .

وسنظل نطارد القتلة كما هي ارواحكم الطاهرة تطارد قبحهم وجرائمهم . وسيستمر النضال والتضحيات حتى يتحقق لليمن ما كنتم تتطلعون إليه ومن اجله قدمتم أغلى التضحيات .
لصقر الناصرية المنفي منذ مايقارب من ثلاثة عقود أبو صقر المناضل القائد عبد الله عبد العالم * - قائد المظلات - لا يزال صمتك الرهيب يخيف القتلة إلى قصورهم * ولاتزال الحقيقة المحجوبة شبح يخيف المجرمين .

ويبقى التنظيم الناصري * منحازا للوطن ووحدته * ومناضلا صلبا لتحقيق رقيه وتطوره * ومحاربا عنيدا ضد غاصبي السلطة وأعداء البلد.

وكما كان التنظيم السياسي الوحيد في اليمن الموحد في زمن التشطير والتشضي سيظل كذلك موحدا ومدافعا عن وحدة الوطن من المسيئين إليها والمفرغين هذا الانجاز من محتواه العظيم.
هذه إضاءات بسيطة من تاريخ تنظيم سياسي بحجم بلد وتطلعات أمة أحببت إحيائها لنستلهم قوة الرجال وعزيمة الاسود * وصدق المواقف . ومازال الوجد يختزل الكثير والكثير...



http://www.alwahdawi.net/narticle.php?sid=4838