Page 1 of 2 12 LastLast
Results 1 to 12 of 15

Thread: الاسماعيلية المكارمة في نجران .... ماذا تعرف عن عقائدهم وعباداتهم

  1. #1


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252

    الاسماعيلية في نجران (1 )

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ....

    هم كما يقول العلماء فرقة من فرق الباطنية الغلاة ....

    وينتمون للمذهب الاسماعيلي كما يسمون أنفسهم ...

    هؤلاء هم المكارمة في نجران ......

    وهذه المعلومات أخذتها عن واحد منهم ترك ذلك المذهب ورجع إلى مذهب أهل السنة وقد كتب مخطوطة باسم ( عندما أبصرت الحقيقة )

    ..
    ولطول الموضع سوف أجزئة على عدة موضوعات ...

    وسوف أتكلم هنا عن تاريخهم وعقائدهم ...

    بسم الله أبدأ ....

    أولاً ...الإسماعيلية في أطوار التاريخ

    تعتبر فرقة الإسماعيلية من غلاة الشيعة، ومن الحركات الباطنية التي اتخذت التشيع لآل البيت ستاراً ‏لها تحاول من خلاله تحقيق مطا معها وأهدافها بغية تقويض الإسلام وهدم أركانه.‏
    لذا كان لابد من الحديث أولا عن بدء التشيع بلمحة موجزة، ثم بعد ذلك نعرض لنشأة الإسماعيلية.‏
    المراحل التي مر بها مفهوم التشيع:‏
    كان مدلول التشيع في بدء الفتنة التي وقعت في عهد علي رضي الله عنه بمعنى المناصرة والوقوف إلى ‏جانب علي رضي الله عنه ليأخذ حقه في الخلافة بعد الخليفة عثمان رضي الله عنه، وأن من نازعه فيها ‏فهو مخطئ يجب رده إلى الصواب ولو بالقوة. وكان هؤلاء من شيعة علي رضي الله عنه بمعنى أنصاره ‏وأعوانه. ومما يذكر لهم أنهم لم يكن فيهم من بغى على المخالفين لهم؛ فلم يكفروهم، ولم يعاملوهم معاملة ‏الكفار، بل يعتقدون فيهم الإسلام، وأن الخلاف بينهم لم يتعد وجهات النظر في مسألة سياسية حول الخلافة.‏
    ولم يقف الأمر عند ذلك المفهوم من الميل إلى علي رضي الله عنه ومناصرته، إذ انتقل نقلة أخرى ‏تميزت بتفضيل علي رضي الله عنه على سائر الصحابة. وحين علم علي رضي الله عنه بذلك غضب ‏وتوعد من يفضله على الشيخين بالتعزير، وإقامة حد الفرية عليه.‏
    ثم بدأ التشيع بعد ذلك يأخذ جانب الغلو أكثر، والخروج عن الحق، وبدأ الرفض يظهر، وبدأت أفكار ‏ابن سبأ اليهودي تؤتي ثمارها الخبيثة، فأخذ هؤلاء يظهرون الشر، فيسبون الصحابة ويكفرونهم ويتبرؤون ‏منهم، لزعمهم أن الصحابة اغتصبوا الخلافة من علي رضي الله عنه وأن الرسول ‏‎‎‏ قد نص عليه، وهذا ‏محض افتراء وكذب، ولم يستثنوا من الصحابة إلا عدد قليل منهم. وكان ابن سبأ هو الذي تولى كبر هذه ‏الدعوة الممقوتة الكافرة، وقد علم علي رضي الله عنه بذلك فنفاه إلى المدائن.‏
    واستمرت هذه الدعوى الخبيثة بعد مقتل علي رضي الله عنه وانقسمت الشيعة إلى فرق عديدة أوصلها ‏بعض العلماء إلى ما يقارب السبعين فرقة. ومن الطبيعي جداً أن يحصل الخلاف بين الشيعة شأنهم شأن ‏بقية الفرق أهل الأهواء؛ فما داموا قد خرجوا عن الذي ارتضاه الله لعباده، واستندوا إلى عقولهم وأهوائهم ‏فلا بد أن يقع الخلاف. وبما أن أساس الشيعة الذي قامت عليه هو القول بالنص على الإمامة كما يزعمون ‏فقد أصبحت أيضا الإمامة هي سبب افتراق الشيعة إلى فرقة تكفر كل فرقة الأخرى، ومن ذلك الإسماعيلية ‏كما سنرى.‏
    نشأة الإسماعيلية:‏
    تعود جذور هذه الفرقة إلى الشيعة الإمامية الاثنى عشرية في نشأتها. وتلتقي معها في القول بإمامة ‏جعفر الصادق رحمه الله ومن قبله من الأئمة إلا أنه بعد وفاة جعفر سنة (147هـ) حصل انشقاق بين ‏الشيعة، ففريق ساق الإمامة إلى موسى الكاظم بن جعفر الصادق، فسموا الموسوية الإمامية الاثنى ‏عشرية، وفريق آخر ساق الإمامة إلى إسماعيل بن جعفر الصادق فسمو بالإسماعيلية.‏
    وكان إسماعيل هذا قد مات في حياة أبيه إلا أن الإسماعيلية قالت: إن الإمامة لا تكون إلا في الأعقاب، ‏ولا ينبغي أن تنتقل إلى أخيه، فالإمام بعد إسماعيل ابنه محمد بن إسماعيل.‏
    وكان من الشخصيات المؤثرة في تأسيس المذهب الإسماعيلي شخصية أبو الخطاب محمد بن مقلاص ‏الأسدي، الذي يعتبر من مؤسسي الفرق الباطنية، بل من أساتذتها. وقد سار أبو الخطاب في أفكار الغلو ‏شوطاً كبيراً ورئيساً، فقد كان استاذاً للمفضل الجعفي الذي كان وراء محمد بن نصير في أفكاره الضالة ‏التي أسس عليها فرقته النصيرية. وكان أستاذاً لإسماعيل بن جعفر ولابنه محمد، وزميلاً مخلصا لميمون ‏القداح وابنه الذين عملوا بشكل فعال على انطلاقة الحركة الباطنية بثوبها الإسماعيلي، والتي انبثقت منها ‏أكثر الحركات الباطنية الأ خرى كالقرامطة والدروز وغيرها، وهذا ما اعترفت به المصادر الإسماعيلية ‏نفسها، فقد قال الداعي المشهور أبو حاتم الرازي المتوفى في القرن الرابع في كتابه الزينة: إن أبا ‏الخطاب من مؤسسي المذهب الإسماعيلي. و في كتاب "أم الكتاب" (وهو من الكتب السرية المقدسة عند الإسماعيلية) :"إن ‏مذهب الإسماعيلية هو المذهب الذي وضعه أبناء أبي الخطاب الذي قدم جسده قربانا لنجل الإمام الصادق". ‏وكان لهذه العلاقة أثر على جعفر حيث غضب على المفضل بن عمر (أحد أتباع أبي الخطاب) حيث قال ‏له: "يا كافر يا مشرك مالك ولابني؟ ما تريد إلى ابني؟ أتريد أن تقتله؟" (أنظر رجال الكشي الرافضي).‏
    وهؤلاء الأتباع الذين التفوا حول إسماعيل هم الذين قالوا بإمامة إسماعيل بن جعفر وأسسوا طائفة ‏الإسماعيلية، ومن هؤلاء ميمون القداح وابنه عبدالله.‏
    إذاً الإسماعيلية هي وليدة الخطابية الذين لجأوا بعد أبي الخطاب إلى إسماعيل، وبعدة وفاة إسماعيل ‏التفوا حول ابنه محمد وأوعزوا له بالدعوة إلى نفسه، ولكن محمد اضطر إلى مغادرة المدينة النبوية وذهب ‏إلى خوزستان ثم إلى بلاد الديلم، ولم يسمع عنه شيئا بعد ذلك.‏
    ويدعي الإسماعيلية –وليس لهم في ذلك حجة- أن محمدا عاش في السر حاملا الدعوة التي توارثها ‏أبناؤه من بعده للدعوة إليهم، وبالتالي صعب معرفة هؤلاء الأئمة، ونظراً لغموض هذه الفترة واستتار ‏أئمتها –كما يزعمون- اضطربت آراء مؤرخي الإسماعيلية أنفسهم حولها، فهم مختلفون في أسماء هؤلاء ‏الأئمة وفي عددهم أيضا، فبعضهم جعلهم ثلاثة، وقال البعض خمسة، وقال البعض سبعة، وهذا من أكبر ‏الأدلة على بطلان هذه الدعوى.‏
    إلا أن المتتبع لتاريخ الإسماعيلية يرى بجلاء الدور الخطير لميمون القداح الذي أدار دفة هذه المرحلة ‏الحرجة من مراحل الإسماعيلية وهذا ما شهدت به كتب الإسماعيلية أنفسها، فهذا مصطفى غالب ‏الإسماعيلي المعاصر يقول في كتابه الحركات الباطنية:" إن ميمون القداح كان فيلسوفاً وعالماً من أبلغ ‏علماء عصره، ومن أعظم واضعي أسس الحركة الإسماعيلية، وعلى يده ويد أولاده وأحفاده ازدهرت هذه ‏الحركة في دور الستر الأول.‏
    وعن أساليب أسرة ميمون القداح في الدعوة إلى مذهبهم يقول المقريزي- والذي كان معاصر للدولة ‏العبيدية- في خططه: "كان لميمون القداح هذا ابن يسمى عبدالله كان عالماً بالشرائع والسنن والمذاهب، وقد ‏وضع سبع دعوات يتدرج الإنسان فيها حتى ينحل عن الأديان كلها ويصير معطلا إباحياً لا يرجو ثوابا ولا ‏يخاف عقاباً، وكان يدعو إلى الإمام محمد بن إسماعيل حتى اشتهر وصار له دعاة، فجاء إلى البصرة، ‏فعرف أمره ففر منها إلى سلمية في الشام فولد له بها إبن اسمه أحمد، فلما مات قام من بعده أبنه أحمد، ‏وبعث بالحسين الأهوازي داعية إلى العراق فلقي أحمد بن الأشعث المعروف بقرمط في سواد الكوفة، ‏ودعاه إلى مذهبه فأجابه، وإلى قرمط تنتسب القرامطة. وولد لأحمد الحسين ومحمد المعروف بابي ‏الشلعلع، وولد بعد ذلك للحسين بن أحمد ابن اسمه سعيد فصار تحت حجر عمه بعد وفاة أبيه".‏
    أخذ أحمد في بث الدعاة وكان يرى أن اليمن والمغرب هما خير البلاد التي يمكن أن يستجيب أهلها. ‏استدعى أحمد رجلا من أهل الكوفة يقال له أبو القاسم الحسن بن حوشب، وكان من الإمامية إلا أنه دخل ‏في الدعوة الإسماعيلية، وأخذ أحمد يرصد من يرد إلى المشاهد المقدسة عندهم من أجل اختيار الدعاة ، ‏فوقع اختياره على رجل من اليمن وهو علي بن الفضل من أهل جيشان، وهو من الشيعة الإمامية فاحتال ‏على إدخاله في الدعوة الإسماعيلية فاستجاب وقبل.‏
    Last edited by واحد من الناس; 06-12-2003 at 11:29 PM.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252
    يتبع ... وأرجوا أن تتسع صدور الأعضاء لطول الموضوع ....

    ظهور الدعوة الإسماعيلية في اليمن:‏

    بعث أحمد كل من ابن حوشب وعلي بن الفضل إلى اليمن، فلما وصلا اليمن أول سنة (268هـ) ‏دخلاها من ميناء غليفقة، واستقر ابن حوشب في الجهة الغربية منها فيما يسمى بعدن لاعة من مقاطة ‏حجة. أما علي بن الفضل فقد توجه فور وصوله إلى بلدة يافع، ومن أجل الوصول إلى الغاية المرجوة فقد ‏أظهر الزهد والصلاح، وأخذا في نشر الدعوة، وحال بعد اليمن عن مركز الخلافة، ووعورة طرقها ‏بالإضافة إلى اشتغال العباسيين في ذلك الوقت بثورة الزنج بين الخلافة والالتفات لليمن لإنقاذه من الدعوة ‏الإسماعيلية.‏
    نجح الحسن بن حوشب الذي تسمى بمنصور اليمن في إقامة الدعوة في اليمن، ولما تأكد الحسين بن ‏أحمد في سلمية من تمكن الدعوة في اليمن أرسل أبا عبدالله الشيعي إلى اليمن ,وامره أن يمتثل طاعة ابن ‏حوشب ويحذو حذوه.‏
    وبعد أن تمكن ابن حوشب من نشر الدعوة في اليمن، وأخذ أبو عبدالله الشيعي تعاليم المذهب منه أرسله ‏ابن حوشب إلى المغرب عن طريق الحجاج من قبيلة كتامة؛ حيث كانت المغرب أرضاً مهيأة لنصر ‏المذهب فقد سبقه إليها ابو سفيان والحلواني وكان لدعوتهما قبول فكان أبو عبدالله صاحب البذر للأرض ‏التي حرثاها، ولقيت دعوته نجاحاً كبيراً، وقضى على مجموعة الدول الإقليمية في بلاد المغرب.‏
    أما علي بن الفضل فلاقى نجاحاً كبيراً على خصومه السنيين آل يعفر الحواليين، فاستولى على مناطقهم ‏وضمها إلى منطقته.‏
    المراحل الأولية لظهور الدولة العبيدية (الفاطمية):‏
    أمام هذه الانتصارات الكبرى التي أحرزها الاتجاه الإسماعيلي أرسل ابن حوشب إلى سعيد الذي ‏اشتهر في سلمية بعد وفاة عمه وأبوه، وهو الذي تسمى فيما بعد بعبيد الله وتلقب بالمهدي، وهو سعيد بن ‏الحسين بن أحمد بن عبدالله بن ميمون القداح. أرسل إليه ابن حوشب يخبره بأن بلاد اليمن أصبحت مهيأة ‏لاستقباله لإقامة دولة المهدي فيها، وكانت المخاطر تحيط به في سلمية، والعباسيون يبحثون عنه، وأخذ ابو ‏عبد الله الشيعي هو الآخر يلح على سعيد (المهدي) بالقدوم إليه في بلاد المغرب. وكان على سعيد أن ‏يختار بين اليمن أو المغرب لإقامة دولته، والذي يبدو أن سعيد (المهدي) فضل بلاد المغرب على اليمن، ‏وإن أظهر أنه يريد بلاد اليمن عند خروجه سراً من سلمية؛ لأن بلاد المغرب كانت أكثر أمانا لإقامة ‏الدعوة الإسماعيلية بها؛ فأبو عبدالله الشيعي قضى على الأغالبة ممثلي الخلافة العباسية في بلاد المغرب. ‏ولم يكتف بذلك بل قضى على الدولة الرستمية الاباضية أيضا، واستولى على دولة الخوارج الصفرية في ‏سجلماسة، وضم إليه دولة الادارسة العلوية وعاصمتها فاس. يضاف إلى ذلك أن بلاد المغرب كانت بعيدة ‏عن مركز الخلافة العباسية في بغداد، كما أن بلاد الأندلس كانت مقراً للدولة الأموية الثانية، وعلى ذلك ‏فليس هناك أية قوة محلية يمكن أن تتعاون مع العباسين ضد الإسماعيلية هناك، أما بلاد اليمن فهي قريبة ‏من بغداد العباسية ونفوذها الذي كان مسيطراً على الجزيرة العربية، وأيضا للاتجاه السني في اليمن وهم ‏بنو زياد في تهامة وآل يعفر الحواليين في صنعاء فاتجه للمغرب.‏
    أدى اتجاه سعيد (المهدي) إلى المغرب وعدم قصده اليمن إلى انشقاق داعيته الرئيس فيروز ومضى ‏قاصدا اليمن.‏
    خروج علي بن الفضل على الدعوة الإسماعيلية وأخذه بالمبدأ القرمطي:‏
    استقبل علي بن الفضل فيروز، ووجد في اتجاه سعيد إلى المغرب فرصة للاستقلال بملك اليمن، بينما ‏فطن ابن حوشب إلى موقف فيروز عن طريق رسالة أرسلها له سعيد (المهدي) يخبره بانشقاق فيروز ‏فسارع علي بن الفضل إلى الدعوة للاستقلال بملك اليمن، فنشب صراع عنيف بين ابن حوشب وعلي بن ‏الفضل حيث كان ابن حوشب يدعو علي بن الفضل إلى الرجوع إلى الدعوة ، وكان علي بن الفضل يقول ‏إن لي بأبي سعيد الجنابي القرمطي أسوة إذ دعى لنفسه، وأنت يا ابن حوشب إذا لم تنزل إلى طاعتي ‏وتدخل بإجابتي نابذتك الحرب.‏
    جهز على بن الفضل جيشاً من عشرة آلاف رجل حاصر بهم ابن حوشب في جبل "فائش"ثمانية اشهر، ‏ولم يفك الحصار عنه إلا بعد أن قدم ابن حوشب ولداً من أولاده ليكون رهينة عند علي دلالة على ‏خضوعه له، وكان ذلك في سنة (299هـ). وبعد أن أنهى حصاره لمنصور اليمن (ابن حوشب) انهمك ‏علي بن الفضل بالمذيخرة عاصمة دولته للأخذ بمبدأ القرامطة من تحليل المحرمات وإباحة المحظورات، ‏وعمل بالمذيخرة داراً واسعة يجمع فيها غالب أهل مذهبه رجالا ونساء متزينين متطيبين، ويوقد بينهم ‏الشمع ساعة، ويتحادثون فيها بأطيب حديث وأطربه وأمجنه، ثم يطفئ الشمع، ويضع كل منهم يده على ‏امرأة، فلا يترك الوقوع عليها وإن كانت من ذوات محارمه. ويذكر ابن الديبع أن علي بن الفضل عندما ‏دخل مدينة الجند أدعى النبوة، وكان المؤذن يؤذن في مجلسه: "أشهد أن علي بن الفضل رسول الله" وأباح ‏لأصحابه شرب الخمر وأنشد الأبيات المشهورة على منبر مدينة الجند التي يقول فيها:‏
    خذي الدف يا هذه واضربي وغني هزازيك ثم اطربي
    تولى نبي بني هاشم وهذا نبي بني يعرب
    أحل البنات مع الأمهات ومن فضله زاد حل الصبي
    لكل نبي مضى شرعة وهذي شريعة هذا النبي
    فقد حط عنا فروض الصلاة وحط الصيام فلا تتعب
    إذا الناس صلوا فلا تنهضي وإن صوَّموا فكلي واشربي
    ولا تطلبي السعي عند الصفا ولا زورة القبر في يثرب
    ولاتمنعي نفسك المعزبين من الأقربين مع الأجنبي
    فمن اين حللت للابعدين وصرت محرمة للأب
    أليس الغراس لمن أسّه وسقاه في الزمن المجدب
    وما الخمر إلا كماء السماء حلال فقدست من مذهب
    وله من الفضائع الكثير لم نذكرها خشية الإطالة.‏
    انهمك علي بن الفضل في تحليل المحرمات وقد واجه مقاومة شديدة من زعماء القبائل اليمنية حتى سنة ‏‏303هـ، حيث دبر له أسعد ابن أبي يعفر الحوالي وأحد الأشراف الذي كان حاذقا بالطب مكيدة لقتله، ‏فتسلل هذا الطبيب إلى المذيخرة عاصمة ابن الفضل، وذاعت شهرته هناك، فاستدعاه ليفصده، فدخل على ‏علي بن الفضل فسلم عليه، وكان قد جعل كمية من السم في شعر رأسه، وامره ابن الفضل ان ينزع ثيابه ‏ويلبس غيرها، وان يمص المبضع قبل استعماله ففعل كل ذلك، وابن الفضل ينظر إليه، ثم مسح المبضع ‏برأسه فعلق به من السم حاجته ثم فصده، وخرج من ساعته، فأثر السم به وقتله. ولما علم أسعد بن ابي ‏يعفر بذلك استنفر القبائل واتجه بهم نحو المذيخرة وحاصرها ورماها بالمنجنيق حتى نزلوا على حكمه، ‏فتسلم المدينة، وقتل من القرامطة خلقاً كثيرا.‏
    هذا وصف موجز لقصة علي بن الفضل القرمطي الذي خرج على الدعوة الإسماعيلية ودعى لنفسه، ‏وقد روتها كتب التاريخ اليمني بأجمعها، وفي بعضها زيادات لم نأت بها خشية الإطالة.‏
    دخول الدعوة الإسماعيلية في اليمن في طور الستر:‏
    دخلت الدعوة الإسماعيلية بعد موت ابن حوشب في طور الستر في اليمن خاصة بعد دخول ابو الحسن ‏بن منصور اليمن في مذهب أهل السنة ومحاربته الدعوة الإسماعيلية.‏
    ومن أهم دعاة الستر في هذه الفترة: عبدالله بن عباس الشاوري، ابن ابي الطفيل، جعفر بن أحمد بن ‏عباس، هارون بن محمد بن رحيم، يوسف بن أحمد الأشج، سليمان الزواحي. وقد ظل هؤلاء الدعاة على ‏التوالي ينشرون الدعوة سرا في اليمن إلى أن أعلنها علي بن محمد الصليحي سنة (439هـ) حسبما ‏يأتي.‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252
    ظهور الدولة العبيدية (الفاطمية):‏

    ونعود الآن إلى الدعوة في المغرب، فقد خرج إليها سعيد (المهدي) إلا أنه في طريقه إليها قبض عليه ‏من قبل العباسين لكن أبو عبدالله الشيعي احتال في إخراجه من محبسه فتسمى سعيد حنيئذ بعبيد الله وتكنى ‏بأبي محمد وتلقب بالمهدي، وزعم أنه إماما علويا من نسل محمد بن إسماعيل، بينما هو من نسل ميمون ‏القداح. وعندما وصل إلى قبيلة كتامة سار أمامه ابو عبدالله الشيعي وهو يقول: هذا إمامكم، هذا إمام الحق، ‏هذا هو المهدي. هذا وقد نهج دعاة عبيد الله المهدي أساليب عنيفة لإرغام الناس بالدخول في المذهب ‏الإسماعيلي، فمن أجابهم أحسنوا إليه ومن أبى حبس أو قتل.‏
    ومن جانب آخر أخذ في ترويج العقائد الإسماعيلية من سب الصحابة وبالغ في ذلك، ومن السماح ‏للشعراء بمدحه بما هو كفر، فهذا الشاعر محمد البديل يقول للمهدي عندما أتى رقادة:‏
    حل برقادة المسيح حل بها آدم ونوح
    حل بها أحمد المصطفى حل بها الكبش والذبيح
    حل بها ذو المعالي وكل شيء سواه ريح
    وأخذ في توطيد حكمه بالسيف والظلم حتى استقر له ذلك في المغرب. وعلى ذلك قال القاضي عياض ‏‏:" اجمع العلماء بالقيروان أن حال بني عبيد حال المرتدين والزنادقة".‏
    وقد تعاقب على الدعوة العبيدية (الفاطمية) عدد من الأئمة جاءوا على النحو التالي:‏
    عبيد الله المهدي (297-322), القائم بأمر الله ابو القاسم محمد (322-334)، المنصور بالله أبو ‏الظاهر إسماعيل (334-341)، المعز لدين الله ابو تميم (341-365)، وفي عهده انتقلت الدولة العبيدية ‏‏(الفاطمية) إلى مصر؛ حيث أرسل جيشاً بقيادة جوهر الصقلي الذي تمكن من اقتحامها سنة (358) فبنى ‏فيها مدينة القاهرة، واتخذها عاصمة له، وبنى الجامع الأزهر الذي أتخذ مركزاً علمياً لقيادة الدعوة ‏الإسماعيلية، ثم جاء العزيز بالله (365-386)، الحاكم بأمر الله (386-411)، وفي عهده أعلن أحد دعاة ‏الإسماعيلية مذهبا انشق عنها سنة (408هـ)، نادى بألوهية الحاكم بأمر الله، وعرف هذا المذهب ‏بالدرزية، ثم تولى بعد ذلك الظاهر أبو الحسن علي (411-427) ثم المستنصر بالله (427-487)، وقد ‏انقسمت الإسماعيلية بعد وفاته سنة (487هـ) إلى فرقتين وكان هذا الانقسام من أخطر الانشقاقات التي ‏حدثت داخل الإسماعيلية، إذ صار له انعكاس خطير على مجريات تاريخ الإسماعيلية وعقائدها. وقبل ‏الحديث عن هذا الانقسام الخطير نعيد الزمن قليلاً وننتقل إلى اليمن لنرى ماذا حل بالدعوة الإسماعيلية بها.‏
    الدعوة الإسماعيلية في اليمن في العهد العبيدي (الفاطمي) وظهور الدولة الصليحية:‏
    مرت الدعوة الفاطمية في اليمن منذ وفاة منصور اليمن بحالة من الضعف، مما أداها إلى الدخول في ‏مرحلة الستر، فرجع بعض رجالها مثل أبي الحسن بن المنصور إلى مذهب أهل السنة، وفر بعض اتباعها ‏خوفاً من رجال السنة إلى عمان، إلا أن طبيعة بلاد اليمن الجبلية الوعرة ساعدت على استمرار بعض ‏الأفراد والجماعات على تمسكها بالدعوة رغم ما واجهوه من صعوبات متخذين الستر حصنا لهم. وقد سبق ‏ان ذكرنا دعاة هذه المرحلة، وكان آخرهم الزواحي الذي كان يعاصر الظاهر والمستنصر من الحكام ‏العبيديين، وكان الزواحي هذا من أهل حراز، وكان في وقته قاضي سني المذهب له طاعة في رجالها، ‏وهو محمد بن علي الصليحي الهمداني –والد الداعي علي بن محمد الصليحي- فأخذ الزواحي يلاطفه ‏ويلازمه حتى نجح في استمالة قلب ولده علي، وهو يومئذ دون البلوغ؛ لما رأى فيه من النجابة والذكاء ‏فأخذ يعلمه المذهب الإسماعيلي، ولم يلبث الزواحي أن توفي بعد أن أوصى بكتبه إلى علي، فداوم المطالعة ‏لها حتى أتقن المذهب.‏
    وعندما كبر الصليحي قام يحج دليلا بالناس، وأخذ في جمع الأتباع سراً خوفاً من النجاحيين السنيين، ‏ويحاول ملاطفة الرئيس النجاحي إلى أن تحين الفرصة للخلاص منه، حتى تمكن من قتله على يد جارية ‏حسناء أهداها إليه سنة (452هـ) فكانت هذه الحادثة بداية النزاع بين الصليحيين والنجاحيين. وكتب ‏الصليحي إلى الإمام المستنصر بالله يستأذنه في إظهار الدعوة ومحاربة النجاحيين فأذن له، وأرسل إليه ‏الرايات فبدأ بالسيطرة على مناطق اليمن ومع أن الصليحي كان همدانياً من بطن الاصلوح إلا أنه اصطدم ‏في بدايات دولته، وهو يحاول بسط سلطته على البلاد ببطون همدان الكبرى ومنها يام التي كانت معروفة ‏بالشجاعة وقوة البأس وبعض بطون حمير التي منها المكارمة إلا أن وطأته على همدان بالذات كانت بالغة ‏الشدة، رمى من ورائها كسر شوكتها وإخضاعها تماماً لسيطرته وهكذا خاض معها ثلاث معارك آخرها ‏وقعة (ضوف) والتي بعدها أعلنت همدان ومن ضمنها يام وبعض حمير ومن ضمنهم المكارمة الدخول في ‏الدعوة الصليحية وتمذهبها بالمذهب الإسماعيلي، بل والدفاع عنه وبعد هذه الواقعة وبسرعة مذهلة سيطر ‏الصليحي على جميع اليمن فقد أجمع المؤرخون على أنه لم تخرج سنة (455هـ) إلا والصليحي قد ‏استولى على اليمن كله سهله ووعره، وأزال ملك النجاحيين، وأتخذ صنعاء عاصمة له.‏
    ومع استقرار الأحوال للصليحي عمل على إعداد ابنه الأكبر محمد لينوب عنه إلا أنه مات في حياته ‏فعين ابنه الأوسط "المكرم" خليفة له بعد أن أخذ الإذن من المستنصر وقام بتزويج ابنه من الحرة بنت ‏أحمد.‏
    وكان ابنا الرئيس النجاحي المقتول وهما سعيد الأحول وجياش قد هربا بأتباعهما إلى دهلك إحدى جزر ‏البحر الأحمر وعندما علما بعزم الصليحي على الحج دبرا حيلة لقتله؛ فتسللا إلى مخيم الصليحي الذي ‏أقامه في طريقه إلى الحج فقتلاه سنة (459هـ) وأسرا من كان معه. وبعد ذلك نصب المكرم خلفاً لأبيه، ‏وكان أول عمل قام به فك أسر أمه من النجاحيين.‏
    وساعد على تثبيت أمر المكرم وصول القاضي لمك بن مالك قادما من القاهرة ومعه سجل تولية ‏المكرم، رغم أن أمر الإمام يقضي بفصل الدولة عن الدعوة في اليمن، فيتفرغ المكرم للسلطة السياسية، ‏ويترك للقاضي لمك الإشراف على أمر الدعوة، فاستقامت بهذا الدعوة في اليمن خاصة بعد القضاء على ‏الثورات التي قام بها النجاحيون والأشراف.‏
    ظل المكرم مقيماً في صنعاء حتى سنة (467هـ) حيث توفيت والدته فطلبت منه زوجته الحرة الانتقال ‏من صنعاء إلى ذي جبلة فانتقلا إليها، وأصيب بها بمرض الفالج (الشلل) فصارت أمور دولته إلى زوجته ‏السيدة الحرة، فعاشت في حراز بينما تولى أمر صنعاء عمران بن الفضل اليامي، وأبو السعود الصليحي، ‏وجعلت على التعكر وأعمالها أبا البركات الحميري.‏
    لما استقر الأمر لعمران في صنعاء اراد مقابلة المكرم فمنع إلا أن يقابل السيدة ا لحرة قبله فأصابه لذلك ‏كبر شديد، وأنشد قصيدة طويلة ذكر فيها سوابقه مع الداعي (علي الصليحي) والد المكرم وما بينهما من ‏القرابة. وأدى ذلك إلى عزل عمران عن ولاية صنعاء. إلا أن عمران أخذ يجمع بني يام ومن أجابه من ‏بني همدان الذي هو منها لعدم رضائه عن وجود السيدة الحرة على رأس السلطة السياسية، واعتمادها ‏على سلطة الدعوة المتمثلة في القاضي لمك. فأدى ذلك إلى خروج صنعاء من أيدي الصليحيين وسيطرة ‏الهمدانيين عليها. ورغم العداء الذي قام بين عمران وأتباعه والسيدة الحرة فإنه لما وجد النجاحيين يهددون ‏السلطة الصليحية لم يتردد في محاربتهم في صفوف الصليحيين لتوافقه معهم في المذهب، وقتل في معركة ‏الكظائم سنة (479هـ).‏
    ظلت السيدة الحرة طوال فترة مرض زوجها تقوم بأمر المملكة، يعاضدها القاضي لمك وولده يحيى. ‏وفي سنة (477هـ) توفي المكرم بعد أن أسند أمر الدعوة إلى الأمير سبأ بن أحمد المظفر الصليحي، ‏فكتمت السيدة الحرة نبأ وفاة زوجها وكتبت إلى الإمام المستنصر بالنبأ، وطلبت منه أن يعهد بالأمر إلى ‏ابنها علي المعروف بعبدالمستنصر –وكان صغيراً- فوافقها على ذلك فاستمرت السلطة في يد السيدة ‏الحرة.لم يعش الطفل طويلاً، فما لبث أن توفي فأوجد فراغاً كبيراً في السلطة؛ فقامت السيدة الحرة بأمر ‏الدعوة.‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252
    انقسام الإسماعيلية إلى : نزارية ومستعلية، وموقف الدعوة في اليمن منه:‏

    كان أول انقسام مذهبي اصاب الدولة العبيدية هو الانقسام الذي حدث بعد وفاة الخليفة المتسنصر سنة ‏‏487هـ فقد أدى إلى إبعاد ابنه الأكبر نزار عن الخلافة، وتولية ابنه الاصغر أبي القاسم أحمد الذي لقب ‏بالمستعلي. فانقسمت الإسماعيلية إلى فرقتين: إسماعيلية نزارية تعتقد إمامة نزار، وإسماعيلية مستعلية ‏يرون صحة إمامة المستعلي.‏
    فقد كان للمستنصر أولاد ثلاثة هم: نزار وعبدالله وأحمد. وكان للمستنصر وزير يقال له: بدر الجمالي، ‏وكان بيده تصريف أمور الدولة، وكان لهذا الوزير ابن يقال له الافضل فكان يعده ليخلفه لكبر سنه. وبعد ‏وفاة المستنصر لحقه بدر الجمالي، فحرص الأفضل على الانفراد بسياسة الدولة فلجأ إلى تولية الابن ‏الاصغر أحمد المستعلي الذي كان زوجاً لأخت الأفضل، ولما بينه وبين نزار من العداء المسبق. وهكذا ‏نجد أن الوزراء العبيديين تلاعبوا بالعقيدة الإسماعيلية ولم يبالوا بها، فكانوا يعينون الإمام الذي يريدون ‏ولو لم يكن الأكبر حسب العقيدة الإسماعيلية في الإمامة.‏
    ولم تفلح المحاولات التي قام بها نزار للثورة في الإسكندرية حيث تصدى له الجند. واعترف جميع ‏الإسماعيلية بإمامة المستعلي إلا إسماعيلية فارس بقيادة ا لحسن بن صباح.‏
    قامت السيدة الحرة بمساعدة داعي الدعاة لمك بإظهار الدعوة في اليمن للإمام المستعلي. وفي سنة ‏‏(495هـ) توفي الإمام المستعلي، وتولى ابنه الآمر بأحكام الله، وكان طفلاً صغيراً، وتولى أمر دولته ‏الأفضل فقامت السيدة الحرة بالدعوة لهذا الطفل.‏
    وقد أبدت السيدة الحرة عدم الطمأنينة لسياسة الدولة العبيدية؛ بسبب ما تراه من المفاسد فيها، وتحينت ‏الفرص للإنفصال عن الدعوة العبيدية في مصر. وقد تأتت لها هذه الفرصة في اعقاب وفاة الإمام الآمر ‏بأحكام الله.‏
    دخول الدعوة الإسماعيلية في الستر:‏
    أدت وفاة الخليفة العبيدي العاشر الآمر مقتولاً سنة (524هـ) على يد بعض النزارية إلى بدء تطور ‏جديد في تاريخ الدعوة الإسماعيلية، كانت له آثار بعيدة المدى على تاريخ مصر العبيدية، وعلى تاريخ ‏اليمن بوجه خاص.‏
    فقد توفي الآمر ولم يترك له خلفا على الراجح، وهو ما عليه أكثر المؤرخين، فتولى الأمر من بعده ابن ‏عمه عبدالمجيد الذي تلقب فيما بعد بالحافظ لدين الله، إلا أن الإسماعيلية المستعلية ينكرون ذلك ويقولون: ‏إنه ولد له ولد سماه الطيب، وجعل الإمامة فيه، واخبر السيدة الحرة بذلك، لكنهم لم يستطيعوا إثبات ‏وجوده، ولا أين مكان مكوثة وقيامه بعدئذ. فعلى الآمر كانت نهاية الإمامة الإسماعيلية عند طائفة، لأنه لم ‏يتول بعده إلا الكفلاء الأربعة: الحافظ عبدالمجيد، والظافر إسماعيل ابن الحافظ، والفائز عيسى بن الظافر، ‏والعاضد عبدالله بن الحافظ، الذي قضى على حكمه صلاح الدين الأيوبي.‏
    فهؤلاء لا يعدون من الأئمة الإسماعيلية على رأي جميع طوائفهم، ويعد عهدهم عهد الكفلاء. وعلى ذلك ‏كان آخر الأئمة في دور الظهور هو الآمر بن المستعلي، وبه انتهى ذلك الدور وبدأ دور الستر مرة ثانية ‏عند من يعتقد بولد الآمر الطيب ابي القاسم، وهؤلاء يسمون الطيبية المستعلية. أما النزارية فإنهم يعدون ‏المستنصر آخر الأئمة في دور الظهور، ولا يؤمنون بإمامة المستعلي ولا الآمر ابنه.‏
    ولما وصل خبر وفاة الإمام الآمر إلى دعاة اليمن قامت السيدة الحرة ومعها الداعي الذؤيب بن موسى ‏الوادعي بأخذ البيعة والعهد للإمام المزعوم الطيب بن الآمر، وفي الوقت نفسه فصلت وظائف الدعوة ‏نهائياً عن وظائف الدولة، وعينت الداعية الذؤيب بن موسى الوادعي أول داع مطلق ليقوم بالدعوة نيابة ‏عن الإمام المستتر الطيب بن الآمر!!! وذلك في محاولة لمقاومة الإشراف العبيدي عليها. إلا أن الزريعيين ‏الذين استقلوا بعدن استجابوا لعبدالمجيد فأطلق على زعيمهم سبأ لقب داعي وهو منصب سياسي لأن ‏عبدالمجيد ليس من الأئمة. ونظراً للضعف الذي حل بالصليحيين في أعقاب وفاة الحرة آلت حصون وقلاع ‏الصليحيين إلى الزريعيين.‏
    نشر الدعوة الإسماعيلية في الهند: ‏
    في عهد الدولة الصليحية أرسل القاضي لمك إلى القاهرة للاستئذان في بدء دعوة جديدة على الساحل ‏الغربي للهند تشرف عليه دعوة اليمن، فتمت الموافقة على ذلك، فأرسل لمك داعيته عبدالله إلى الهند في ‏سنة (460هـ) فنجحت دعوته هناك، وعين فيها رجلاً منهم هو غرس الدين مرزبان بن إسحاق إلا انه ‏سرعان ما توفي، وكان قد خلف ابنين أكبرهما أسمه أحمد فكلف الابن الأكبر بالدعوة.‏
    استمرت الدعوة المستعلية في اليمن تشرف على أتباعها في كجرات بالهند الذين عرفوا باسم "البهرة" ‏نسبة إلى التجارة لاشتغالهم بها، وهم جماعة من الهندوس اعتنقوا الدعوة الإسماعيلية. وكلمة (بهرة) تعني ‏التاجر باللغة الكجراتية الهندية.‏
    الدعوة المستعلية الطيبية في اليمن في دور الستر:‏
    بوفاة السيدة الحرة انفصلت الدولة عن الدعوة، وتفرغ الدعاة إلى أمور الدعوة، وابتعدوا عن مشاكل ‏السياسة ,واصبح الداعي الذؤيب بن موسى أول داع مطلق في الدعوة الطيبية، إلا أنه لم يلبث أن توفي ‏سنة (546هـ)، فقام مكانه الداعي إبراهيم بن الحسين الحامدي. ولما توفي الداعي إبراهيم الحامدي سنة ‏‏(557هـ) نص على ابنه حاتم. وهكذا اصبحت الدعوة الطيبية منظمة دينية محضة، ولجأت إلى التستر ‏خاصة بعد أن سيطر على اليمن علي بن مهدي، الذي ظلت له السلطة إلى أن فتح اليمن تورانشاه الايوبي، ‏واصبح المذهب السني المذهب الغالب على اليمن، وخاصة فيما يسمى اليمن الأسفل.‏
    انتقال رئاسة الدعوة الطيبية إلى الهند:‏
    استمرت الدعوة في التستر في اليمن حتى انتقال الدعوة الطيبية من الداعي الثالث والعشرين محمد بن ‏عز الدين بن الحسن المكرمي إلى الداعي الرابع والعشرين يوسف نجم الدين بن سليمان الهندي (ت ‏‏974هـ) وذلك في سنة (946هـ)، حيث استطاع الهنود أن يحتكروا رئاسة الدعوة ومرتبة الداعي ‏المطلق فترة من الزمن، وانتقلت من اليمن إلى الهند، وذلك في عهد الداعي المطلق جلال شمس الدين بن ‏الحسن الذي استقر في ولاية أحمد أباد بكجرات بالهند.‏
    انقسام المستعلية الطيبية إلى سليمانية وداؤودية:‏
    في سنة (999هـ) وأثر وفاة داؤود عجب شاه الداعي السادس والعشرين في سلسلة دعاة دور الستر ‏انتخب بهرة كجرات داؤود برهان الدين بن قطب شاه خلفا له، وعرف أتباعه بالداؤودية. بينما عارض ‏اليمنيون ذلك وعاضدوا رجلا اسمه سليمان بن الحسن الهندي أدعى أنه خلف سابقه داؤود بن عجب شاه، ‏وأنه نص عليه واختاره، وعهد إليه بالدعوة بوصية منه، وسمي أتباعه بالسليمانية.‏
    استقر زعيم السليمانية سليمان بن الحسن الهندي في أحمد أباد بالهند، وبدا يتصارع مع خصمه اللدود ‏داؤود بن قطب شاه.‏
    ولما توفي سليمان بن الحسن أوصى لابنه جعفر وهو لا يزال طفلا، وأوصى محمد بن الفهد المكرمي ‏بكفالة وتربية هذا الطفل، ومات سليمان الهندي سنة (1050هـ) فانتقلت الدعوة السليمانية إلى اليمن، ‏واحتضن محمد بن الفهد المكرمي جعفرا. ومات محمد بن الفهد المكرمي بعد أن كبر جعفر، استمر جعفر ‏في الدعوة إلى أن مات، ثم تولى الدعوة من بعده أخوه علي الذي كان على دراية كبيرة بالمذهب، فألف ‏كتبا كثيرة في المعتقد الإسماعيلي منها كتاب "إسعاف الطالب في جمع المطالب" وهو من الكتب المهمة ‏عند المكارمة الآن. وانتقل بالدعوة مرة أخرى إلى الهند واستقر بأحمد اباد. وبعد وفاته سنة (1088هـ) ‏كان قد نص على إبراهيم بن محمد الفهد المكرمي فرجعت الدعوة إلى اليمن في بلدة طيبة في أبناء وذرية ‏محمد بن الفهد المكرمي، ولهم ممثلون في الهند في منطقة "بارودا". استمر إبراهيم في مركزه في طيبة من ‏بلاد همدان في اليمن حتى توفي سنة (1094هـ)، وحين وفاته عهد بالدعوة إلى حفيده محمد بن إسماعيل ‏بن إبراهيم.‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252
    انتقال رئاسة الدعوة السليمانية إلى نجران:‏
    بعد أن استلم محمد الدعوة في طيبة حصل بينه وبين الزيود حرب هزم فيها، فخرج إلى القنفذة يريد ‏الهرب إلى الهند، إلا أن الإسماعيلية اليامية في نجران دعوه ليكون بينهم، فحضر إلى بلاد نجران، وسكن ‏بلدة بناها وأسماها الجمعة وهي الآن خراب. وبوصول الداعي محمد بن إسماعيل المكرمي إلى نجران ‏تولى السلطتين الروحية والزمنية، وأيقظ النشاط الحربي في اليامية –وهم المعروفون بالغارات والغزوات-‏، واشتغلوا مرتزقة لمن يدفع لهم المال (وقد سبق ذكر ذلك في تاريخ نجران).‏
    واستمرت قرية الجمعة مركزاً للمكرمي حتى سنة (1352هـ) حيث انتقل إلى "حبونة". وفي عام ‏‏(1370هـ) انتقل إلى "خشيوة" وهي مقر الداعي المطلق إلى الآن.‏
    وأصبحت نجران موطن الفرقة السليمانية الطيبية المستعلية الإسماعيلية إلى اليوم، ولها أتباع في كل ‏من اليمن في منطقة "حراز" التي يوجد فيها بالإضافة إلى السليمانية داؤودية وزيود وشوافع وفي الهند في ‏بمباي وسورة وكجرات وأحمد اباد وبدرباغ وحيدرأباد . وقد اشتهروا بصناعة الزجاج إلا أن السليمانية ‏في الهند أقل من الداؤودية.‏



    افتراق فرقة المكارمة السليمانية الإسماعيلية إلى حسينية ومحسنية:‏
    أصحبت نجران هي موطن داعي السليمانية، وكل داع يوصي عند وفاته بمن يخلفه. وفي عام ‏‏(1413هـ) كان داعي السليمانية يسمى الحسين بن الحسن المكرمي، ونائبه يدعى محسن بن علي ‏المكرمي وهو وكيله والمسؤول عن بيت المال.‏
    وكان محسن يعظم ويقدس لاعتقاد الأتباع أنه هو الخليفة لحسين. إلا أنه بعد وفاة الحسين وجدوا خلفه ‏ورقة الوصية تنص على أن الخليفة بعده رجل يسمى الحسين بن إسماعيل المكرمي (وكان يسكن ‏الطائف). وصارت هذه الوصية بمثابة الصاعقة على محسن لأنه بموجب تنفيذها سوف يواجه مستقبل ‏غامض، وسيفقد منصبه ومكانته وتعظيمه من قبل الأتباع والأهم أيضا بيت المال، فرفض هذه الوصية، ‏‏,وأعلن خروجه على الحسين بن إسماعيل، ونصب نفسه داعياً مطلقاً للمكارمة الإسماعيلية. فانقسم ‏المكارمة قسمين: قسم إنساق مع محسن، وقسم يؤيد الحسين بن إسماعيل. وذهب المؤيدون لحسين إلى ‏الطائف وبشروه بانتقال الإمامة إليه فاستبشر، وجاؤوا به إلى نجران ليتسلم منصبه ويستقر في "خشيوة" ‏المقر الرئيسي لمذهب الإسماعيلية المكارمة. عند ذلك لجأ محسن إلى استخدام السحر لصرف الحسين بن ‏إسماعيل عن هذا المنصب وسكنى "خشيوة" فأثر السحر في نفس الحسين فكره "خشيوة"، وأصيب بمرض ‏فقام أتباعه وعرضوا أمره على السحرة فكشفوا لهم السر بأن محسن هو الذي سحره. ولما اتهم محسن ‏بذلك قام وفضح من كان قبله، وأن هذا المنصب لم يدرك إلا بالسحر من قبله، وأنها جادة مسلوكة من ‏قبله في كل أدعياء المكارمة، فاستولى على "خشيوة" وبسط نفوذه على بيت المال. أما الحسين بن ‏إسماعيل فقد استقر في "دحضة". واستمر أتباع الحسين بن إسماعيل في ممارسة الضغوط على محسن ‏حتى شهر ذي القعدة من عام (1416هـ) حيث استطاع الحسين بن إسماعيل وأتباعه ان يستعيدوا المركز ‏الرئيس للفرقة، والجامع الكبير وبيت المال، بعد أن تركها محسن وقد اختلس مبالغ ضخمة تقدر بعشرات ‏الملايين من خزينة بيت المال. ولا يزال الخلاف قائماً بينهما إلى هذا اليوم. وبذلك تكون السليمانية قد ‏افترقت إلى: الحسينية والمحسنية. والداعي الحالي وهو الحسين بن إسماعيل تعتبر نشأته غامضة. وهو ‏إنسان عامي ولم يدرس دراسة نظامية حتى أتباعه لا يعرفون عنه شيء وكأن لسان حاله يقول:‏
    خلت الديار فسدت غير مسود ومن العجيب تفردي بالسؤدد
    سبب دخول بعض الفروع من قبيلة يام في مذهب أهل السنة والجماعة:‏
    كان لطبيعة منطقة نجران الجغرافية المغلقة أثرا في انعزالها عن بقية المناطق المجاورة، واستقلالها في ‏الطباع والعادات، بل والمذهب أيضا. فقد تبنت المذهب الإسماعيلي من أيام الدولة الصليحية المتمثل في ‏قبيلة يام التي أصبح لها السيادة في المنطقة.‏
    وكانت يام بجميع بطونها على المذهب الإسماعيلي بقيادة الزعيم الديني المكرمي الذي يرجع اصله إلى ‏حمير قحطان –كما اسلفنا- واستمرت على هذا المذهب حتى دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله. ‏وقد أسلفنا القول في مبحث تاريخ نجران أن اليامية بقيادة الزعيم الديني المكرمي قد هاجموا الدعوة في ‏وقعة الحاير التي سبقها القبض على جماعة من اليامية في منطقة "قذلة" (بين القويعية والنفود) على يد ‏الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود. وكان من ضمن الأسرى الأمير مجحود زعيم آل عرجاء حيث قبض ‏عليه وسجن في الدرعية. وفي أثناء أسره تأثر بالدعوة الإصلاحية السلفية ودخل في دعوة التوحيد – (وقد ‏كان على المذهب الإسماعيلي) فقال في ذلك أبيات منها:‏
    عبدالعزيز اسمع خلاص تعافيت ولا تصدق ناقلين الوحاني
    يا طول ماني مشرك ثم صليت والحمد لله يوم ربي هداني
    ويا طول ماني لأريش العين فزيت واليوم فزت لصقعة الأذان
    الوحاني: هي الضغائن والأحقاد. أريش العين: المرأة الجميلة. صقعة الأذان: أول الأذان.‏
    وقد أخرج الأمير مجحود من السجن، وأصبح داعية للتوحيد، فقد أرسل معه بعض الدعاة من العلماء ‏لدعوة قبيلة يام فنزل في المنطقة الشمالية من وادي نجران وهي منطقة (يدمه) فهدى الله على يديه ثلاثة ‏من فروع قبيلة يام وهم: آل عرجاء وآل فهاد وآل رشيد. وبقي فرعان من فخذ الوعلة من قبيلة يام وهما ‏آل فطيح آل مطلق، فأخذ مجحود يشن الغارات تتلوها الغارات على هذه الفروع ومن عداهم من أهل ‏نجران رغبة في إسلامهم حتى توفي رحمه الله. وقد قال قبل وفاته هذا البيت من الشعر:‏
    هني من مات في ديرة إسلام إسلام يام لا بحي ولا مات
    وقد استمرت هذه الفروع الثلاثة من فروع يام على مذهب أهل السنة والجماعة إلى وقتنا الحاضر. وقد ‏تأثر بهم بعض آل فطيح وبعض آل مطلق فدخلوا معهم في مذهب أهل السنة والجماعة. أما بقية بطون يام ‏فلا تزال على المذهب الإسماعيلي إلا بعض الأفراد والمجموعات البسيطة ممن فتح الله على قلبه ونور ‏بصيرته برؤية الحق.‏
    أسأل الله أن يمن على من بقي من بطون يام بهدايته إنه سميع قريب مجيب. اللهم آمين.‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252
    ثانيا : عقيدة الاسماعيلية ..


    عقيدة المكارمة الإسماعيلية
    إن للإسماعيلية عقائد خاصة يعتقدونها، أخذوها من الفلاسفة الملحدين، والفرق الضالة، وتأثروا –‏خاصة- بالفيثاغورية الحديثة، وبالافلاطونية الجديدة، التي عرفت وانتشرت في الأقطار الإسلامية منذ بدء ‏الترجمة، وما بعدها. فأخذت هذه الفلسفة وصبغتها بالصبغة الإسلامية تدليساً وتلبيساً على العامة، بل إنها ‏جعلت الفلسفة وسيلة لتقييم القرآن والسنة، فضلت وأضلت عن الصراط المستقيم.‏
    وقبل أن ندخل في بيان العقائد يجب التنبيه إلى أن كتب الإسماعيلية تنقسم إلى قسمين: كتب الظاهر، ‏وكتب الباطن أما كتب الظاهر فإنها كتبت للناس عامة سواء أكانوا إسماعيليين أم غيرهم، كي لا يطلع أحد ‏على حقيقة المذهب وأفكاره وتعاليمه.‏
    وأما كتب الباطن والعقيدة التي يدينون بها، فلا يطلع عليها إلا الخاصة الذين جاوزوا المراحل التي ‏وضعت لمعرفة داخل المعتنقين والمعتقدين، ولا يسمح لغير الخاصة أو غير المتعمقين والمختبرين ‏والمجربين أن يطلعوا عليها وحتى هم أنفسهم لا يمكن أن يسمح لهم باقتناء مثل تلك الكتب وقراءتها إلا ‏بعد أخذ العهود والمواثيق على ألا يعطوا أحداً هذه الكتب، ولا يخبر بما فيها. وانظر إلى الداعي ‏الإسماعيلي حسين بن علي بن الوليد وهو يأخذ العهود والمواثيق بالكتمان في بداية كتابه "المبدأ والمعاد" ‏الذي أرسله إلى أحد أخوانه المفسوح لهم بعد مقدمة طويلة قال: "وأنا آخذ عليك، وعلى كل من أذنت لك ‏بإيقافه عليه عهد الله المسؤول المؤكد، وميثاقه المغلظ المشدد الذي أخذه على ملائكته المقربين، وأنبيائه ‏المرسلين، وأئمة دينه الهادين، وحدودهم الراشدين، صلوات الله عليهم أجمعين، وإلا فأنت ومن وقف عليه ‏براء منهم أجمعين، ألا نسخت منه حرفا ولا أقل ولا أكثر، ولا وقف عليه إلا أنت أو من أذنت له بالوقوف ‏عليه، وأنك تعيد إلى هذه النسخة بعد أن تفرغ من قراءاتها، والله على ما نقول وكيل". وانظر أيضا مقدمة ‏كتاب" مسائل مجموعة من الحقائق العالية"، وهو موجود تقريباً في كل كتاب سري باطني.‏
    ولا زال دعاة الإسماعيلية يحاولون كتمان هذه الكتب، ومنهم دعاة المكارمة حيث إنك إذا أتيت إلى ‏الداعي المكرمي تسأله عن العقيدة وعن الكتب التي تقرأها عن عقيدة المذهب –ولو كنت من أتباعه- تجده ‏وبكل استغفال يمد إليك نسخة من كتاب "صحيفة الصلاة" الذي يحوي أحكام فقهية في كيفية الصلاة.‏
    إلا أنه بعد إخراج المطابع للكتب الإسماعيلية الخاصة والعامة المحققة عن نسخ خطية لا يتطرق إليها ‏الشك أسقط في ايدي دعاتهم، وظهر عوار مذهبهم، لأن من كانت فطرته سليمة يأبى أن يترك نور الكتابة ‏والسنة ويذهب إلى غياهب ظلام الفلسفة.‏
    فلنرجع إلى موضوعنا فنقول إن الإسماعيلية ومنهم المكارمة لهم كتب ظاهرية، وكتب سرية. فالكتب ‏السرية هي التي تبحث عن عقائد الإسماعيلية الخالصة التي يدينون بها، لأنها لم تكتب على المداراة ‏والمماشاة والنفاق الذي طالما يسمونه باسم التقية، خلاف الكتب الظاهرية.‏
    فلأجل ذلك كان اعتمادنا في بيان عقيدتهم على كتب الباطن أو الحقائق كما يسمونها أيضا.‏
    عقيدتهم في الله:‏
    إن الإسماعيلية المكارمة يعتقدون بأن الله لا يوصف بوصف، ولا يسمى بإسم، مخالفين في ذلك صريح ‏القرآن والسنة، بزعمهم أن ذلك تنزيه وتجريد. وانظر إلى الداعي الإسماعيلي إبراهيم الحامدي وهو يجرد ‏الله من الاسم والصفة فيقول :"فلا يقال عليه حياً، ولا قادراً، ولا عالماً، ولا عاقلاً، ولا كاملاً، ولا تاماً ولا ‏فاعلاً، لأنه مبدع الحي القادر العالم التام الكامل الفاعل، ولا يقال عنه ذات لأن كل ذات حاملة للصفات" ‏‏(كنز الولد 13،14). وقال الداعي الإسماعيلي السليماني ضياء الدين: "الحمد لله المتعالي عن السماء والاسماء، ‏والمتقدس أن يكون له تعالى حد أو رسم" (مزاج التسنيم: 5). ويقول الداعي الكرماني:"إنه تعالى لا ينال بصفة ‏من الصفات" (راحة العقل 135) وهذه العقيدة متفق عليها بينهم.‏
    ثم إنهم بعد نفي الأسماء والصفات عن الله تبارك وتعالى مع كونه –عندهم- لا موجود ولا معدوم ‏فاحتاجوا إلى أن يخترعوا أو يختلقوا آلهة أخرى لإطلاق الأسماء والصفات التي ورد ذكرها في القرآن ‏والسنة عليهم فقالوا: "إن جميع صفات الشرف والجلالة وما يعبر به في جميع اللغات من الإشارات بنعوت ‏الإلهية فإنها واقعة على العقل الأول" (رسالة المبدأ والمعاد 101). وقال الكرماني: "إن اسم الآلهية لا يقع إلا على ‏المبدع الأول" (راحة العقل 195).‏
    والعقل الأول أو المبدع الأول في اعتقاد الإسماعيلية هو الذي رمز له القرآن بالقلم في الآية الكريمة : ‏‎‎ن* والقلم وما يسطرون‎‎، وهو الذي أبدع النفس الكلية التي رمز لها في القرآن أيضا باللوح المحفوظ، ‏ووصفت بجميع الصفات التي للعقل الكلي، إلا أن العقل كان أسبق إلى توحيد الله فسمي بـ"السابق" ‏وسميت النفس بـ"التالي"، وبواسطة العقل والنفس وجدت جميع المبدعات الروحانية والمخلوقات الجسمانية ‏من جماد وحيوان ونبات وإنسان، وما في السماوات من نجوم وكواكب" (انظر الثائر الحميري لمصطفى غالب الإسماعيلي) ‏ومن عقائد الإسماعيلية أن العقل الأول يماثله في العالم السفلي الناطق، كما يماثل العقل الثاني أو التالي ‏الأساس (انظر راحة العقل للكرماني 356) وقال السجستاني: " منزلة الرسول في العالم الجسماني كمنزلة السابق في ‏العالم الروحاني" (إثبات النبوءات 57).‏
    وبناء على ذلك كل الأسماء والصفات التي أطلقت على الموجود الأول أو العقل الكلي أو السابق أو بقية ‏العقول هي للناطق، والأساس، ولمن قام مقامها من الأئمة في العالم السفلي، أو حتى اسم الجلالة يقع عليه ‏لأن كل خصائص العقل الأول جعلت للإمام (انظر مقدمة راحة العقل لمصطفى غالب الإسماعيلي 40). لأن من عقيدتهم أن ‏الله أقام هذين العالمين " العلوي والسفلي" بعشرة حدود كاملة، خمسة حدود جسمانية، وخمسة حدود ‏روحانية، فالحدود الجسمانية أو الارضية هم : النبي، والوصي، والإمام، والحجة، والداعي. ويقابل كلا ‏منهم: السابق، والتالي، والجد، والفتح، والخيال. وهي ما أسموها بالحدود الروحانية (انظر الحركات الباطنية لمصطفى ‏غالب الإسماعيلي 118،119).‏
    وعلى ذلك نقلوا –كذبا- عن محمد الباقر أنه قال: " ما قيل في الله فهو فينا، وما قيل فينا فهو في البلغاء ‏من شيعتنا" (كنز الولد للحامدي 195). وأصرح من ذلك ما قاله الداعي جعفر بن منصور اليمن: "فكل قائم في ‏عصره فهو اسم الله الذي يدعى به في ذلك العصر كما قال عز وجل: ‏‎‎ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها‎‎‏ ‏‏(الكشف109). لذا قال الحامدي: "إن عليا هو الله الخالق البارئ المصور" (انظر كنز الولد 221). وذكر المؤيد ‏الشيرازي بأن عليا رضي الله عنه قال وهو على منبره: "أنا الأول، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن، ‏وأنا بكل شيء عليم، وأنا الذي رفعت سماءها، وأنا الذي دحوت ارضها، وأنا الذي أنبت أشجارها، وأنا ‏الذي أجريت أنهارها" (المجالس المؤيدية 147). يعني أن عليا هو الرب الحقيقي المتصف بصفاته، والمتحلي ‏بنعوته، وكذلك الأئمة من ولده، لأنه يماثل العقل الثاني أو التالي أو اللوح المحفوظ، كما كان الرسول يماثل ‏السابق، أو العقل الأول. نعم هذا ما يعتقدونه.‏
    كما ذكر الداعي إدريس المكرمي نقلا عن علي أنه قال: "أنا اللوح المحفوظ… أنا أهلكت القرون، وأن ‏ميتنا لم يمت وقتيلنا لم يقتل، ولا نلد ولا نولد" (زهر المعاني 76). وقال جعفر بن منصور اليمن مبينا الرب في ‏قوله تعالى: ‏‎‎وجوه يومئذ ناضرة‎‎‏ يعني مشرقة ‏‎‎إلى ربها ناظرة‎‎‏ يعني أمير المؤمنين صلوات الله عليه" ‏‏(الكشف 37).‏
    هذا وان الألوهية ليست بمقتصرة على الناطق والاساس، أي على النبي والوصي حسب زعمهم، بل إن ‏الأئمة كلهم من أولاد علي وآبائه يملكون اختيارات الألوهية، ويتحلون بأوصاف الربوبية. فنقلوا –كذباً- ‏عن أبي الباقر جعفر أنه سئل عن صفة الرب فقال: "خمس كلمات: الله أحد، محمد الصمد، فاطمة لم تلد ‏الحسن، ولم يلد الحسين، ولم يكن لأمير المؤمنين علي بن ابي طالب كفو أحد". (الشموس الزاهرة حاتم إبراهيم 36). ‏وأما عبدالمطلب فقد قالوا فيه:‏
    وكان رب الوقت عبدالمطلب وهو الذي به المتم قد غلب
    ‏(القصيدة الصورية للداعي الصوري 56).‏
    وقد قال علي بن سليمان المكرمي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " أنه رب العرش العظيم، ‏وأن أبيه هو النبأ العظيم" (حياة الأحرار مخطوطة 13).‏
    فبناء على ما تقدم فإن الشيرازي الإسماعيلي لا يرى بأسا بإطلاق الابوة على الله المتعالي، ولا بإضافة ‏النبوة إليه فيقول: " نقول في أقوالهم في المسيح: أنه ابن الله، والحواريين أنهم أبناء الله، فإنه لا روعة في ‏هذا القول إلا عند أهل الجهل الذين لم يرتعوا في مراتع العلم" (المجالس المؤيدية 147،148).‏
    النقد: إن هذه الآراء مستقاة من الفلسفة الافلاطونية فهي قد جردت الله –تعالى عما يقولون- من كل ‏صفة، وصرفتها إلى أول مبدع وهو العقل الأول. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إنهم لا يثبتون إلا وجوداً ‏مطلقاً لا حقيقة له عند التحصيل، وإنما يرجع إلى وجود في الأذهان، يمتنع تحققه في الأعيان. فقولهم ‏يستلزم غاية التعطيل وغاية التمثيل؛ فإنهم يمثلونه بالممتنعات والمعدومات، ويعطلون الأسماء والصفات ‏تعطيلاً يستلزم نفي الذات… إذ سلب النقيضين كجمع النقيضين كلاهما من الممتنعات. (الفتاوى ج3/7,8).‏
    ولاشك أن قولهم هذا شرك في الاعتقاد والخلق، يخالف تماماً مفهوم الإسلام للوحدانية والتي أكدتها ‏آيات القرآن الكريم في مثل قوله تعالى: ‏‎‎ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما ‏خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون‎‎‏ (المؤمنون 91) وقوله تعالى: ‏‎‎وقال الله لا ‏تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون‎‎‏ (النحل 51).‏
    عقيدتهم في النبوة نوجزها في النقاط التالية:‏
    ‏1- النبوة مكتسبة، وأن الإنسان يستطيع أن يصبح نبياً بعد الارتياض والمجاهدة. حيث قالوا –بعد ذكر ‏الصفات اللازمة من أجل اكتساب النبوة: "إذا اجتمعت هذه الخصال في واحد من البشر، في دور من أدوار ‏القرانات في وقت من الزمان، فإن ذلك الشخص هو المبعوث وصاحب الزمان (رسائل إخوان الصفا ج4/129).‏
    ‏2- أنها فيض يفيض من أحد العقول العشرة. حيث قالوا: " إن الشريعة الإلهية جبلة روحانية تبدو من ‏نفس جزئية في جسد بشري بقوة عقلية تفيض عليها من النفس الكلية" (رسائل إخوان الصفا ج4/129).‏
    ‏3- أن الرسول تعلم من بشر وليس من جبريل. لأن جبريل عند الإسماعيلية ليس بملك، بل هو عبارة عن ‏أحد العقول العشرة، أو تعلم عن الخيال، أو البشر الذي يزعم الإسماعيلية أنه كان يعلم الرسول ‏‎‎‏ –نعوذ ‏بالله من هذا الكفر-، فقالوا: "وكان العقل العاشر هو المحتجب لمحمد ‏‎‎‏ المؤيد له الناظر إليه المدد له ‏بواسطة الجد والفتح والخيال عند كماله وبلوغه رتبة الحجابية، لأن كل ناطق ووصي وإمام لا بد له من ‏التعليم والترقي رتبة رتبة كما قال تعالى: ‏‎‎والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً‎‎، فكان محمد ‏‎‎‏ آخذا من أبي بن كعب في حال تعليمه ابتداء وهو المكنى عنه بجبرائيل" (الأنوار اللطيفة للداعي طاهر الحارثي ‏‏126،127). بل زادوا في الجرأة وقالوا: أن النبي ‏‎‎‏ لم يقمه على منصب النبوة، ولم يبعثه إلا أبو طالب (انظر ‏الأنوار اللطيفة للحارثي 160،161). كما أنه لم يوح إليه، ولم يعلمه، ولم يفده ويبصره إلا أبي، وميسرة، وزيد بن ‏حارثة، وعمرو بن نفيل، وبحيرة الراهب، مع حجة أبي طالب خديجة رضي الله عنها (انظر كنز الولد للحامدي210، ‏والمجالس المستنصرية25، وأجزاء من العقائد الإسماعيلية للداعي إبراهيم 72) فمحمد صلوات الله عليه وسلامه في معتقدهم هو ‏رسول الرب أي أبي طالب، وموحى إليه من قبل أبي وغيره، ومعلم من قبل خديجة –عياذا بالله-.‏
    ‏4- أن القرآن ليس كلام الله، بل من كلام الرسول المركب من خطرات النفس. يقول السجستاني: "إن ‏القبول قبولان: قبول سمع، وقبول وهم، فالقبول السمعي يكون بالكلام، والقبول الوهمي يكون بالخطرات، ‏والكلام يكون من المتكلم في آلات الكلام، والخطرات من متفكر في خزائن العقل… فصح من هذه الجهة ‏أن قبول الرسل قبول وهمي، يخطر في أفئدتهم وما أرسلوا به، ثم يؤدون إلى الأمم بلسانهم ولغتهم" (إثبات ‏النبوءات147،148).‏
    ‏5- أن دعوة الرسول ‏‎‎‏ ، ومن سبق من الأنبياء كانت إلى علي، وهو مرسل الرسل، وكان يفضل محمداً ‏‎‎، بل كان مولى له، وهو عبده: نقل إبراهيم الحامدي عن جعفر بن منصور اليمن أنه قال: " إن الله لا ‏يقبل توبة نبي، ولا اصطفاء وصي، ولا إمامة ولي، ولا عمل طاعة من عامل ولو تقطع في العبادة ‏واجتهد إلا بولاية علي ابن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه. فمن أتى بغير ولاية علي… أسقطت ‏نبوته… فكما أن الله واحد أحد، فرد صمد لا شريك معه في ملكه، ولا صاحبة ولا ولد، كذلك مولانا علي ‏عليه السلام واحد في فضله، أحد فرد صمد لا شريك له فيه، وليس له كفوا أحد" (كنز الولد للحامدي 218). ‏وقالوا: "وعلي هو الحائز لرتبة الظاهر والباطن" (المسائل المجموعة 130). وقالوا: "ومعلوم أن محمداً ‏‎‎‏ لم يحز ‏إلا رتبة الظاهر فقط" وأكثر من ذلك: " أن محمداً كان مؤيداً بعلي" (المجالس المؤيدية للشيرازي). وقالوا عن علي: ‏‏"إنه هو مجمع الأنبياء والأولياء والأئمة من أول الأدوار إلى قيامه (الأنوار اللطيفة 125،126). وهو الذي قال عنه ‏الرسول –كما يكذبون عليه-: "علي أبو عترتي، وساتر عورتي، ومفرج كربتي، وغافر خطيئتي" "وإنه ‏كان مولى رسول الله، والرسول عبده" (سرائر النطقاء لجعفر بن منصور اليمن 209 مخطوط). اللهم إني أعوذ بك من نقل ‏هذه الكلمات الكفرية.‏
    النقد: إن هذه العقائد مخالفة صريحة لنصوص القرآن وصريح السنة، مبنية على الكفر المحض.‏
    فالنبوة اصطفاء من الله، وليست اكتساب، قال تعالى: ‏‎‎الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس‎‎‏ (الحج ‏‏75) والقرآن كلام الله، قال تعالى: ‏‎‎إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي‎‎‏ (الأعراف 144). والله قد ‏أوحى إلى جبريل بالوحي ليتنزل به على محمد ‏‎‎، ولم يتعلم النبي ‏‎‎‏ من البشر، قال تعالى: ‏‎‎ولقد نعلم ‏أنهم يقولون إنما يعلمه بشر‎‎‏ (النحل 103). فهم ‏‎‎يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّا يؤفكون‎‎‏ ‏‏(التوبة 30).‏
    وعلي رضي الله عنه داخل في أمة محمد ‏‎‎، وتابع له، قال تعالى: ‏‎‎ومن يطع الله ورسوله فقد فاز ‏فوزاً عظيماً‎‎‏. (الأحزاب 71). والرسول ‏‎‎‏ شاهد على الأمة قال تعالى: ‏‎‎ويكون الرسول عليكم شهيداً‎‎‏ (البقرة ‏‏143). ودعوة الرسول ‏‎‎‏ إلى توحيد الله وعبادته، قال تعالى: ‏‎‎وما أرسلنا من رسول إلا نوحي إليه أنه لا ‏إله إلا أنا فأعبدون‎‎‏ (الأنبياء25).‏
    وأخيراً نقول إن قولهم أن النبوة فيض، ما هو إلا استمداد من الفلسفة الأفلاطونية، وامتداد لقولهم في ‏الألوهية.‏
    عقيدتهم في الوصاية والإمامة:‏
    قولهم في الوصاية:‏
    يعتقد بعض الإسماعيلية أن الوصي أفضل من النبي، والبعض الآخر يقول بالمساواة بينهما، ويقولون: ‏بأن لكل نبي وصي، ولا يعدون الوصي إماماً، بل هو فوق الإمام، فالإمامة شيء، والوصاية شيء آخر.‏
    ووصي رسول الله " هو علي، يقول الكرماني: "إن الوصي أول منصوص عليه من الحدود في الدورة ‏والدعوة إلى التوحيد. فهو من حيث كونه كاملاً لا فرق بينه وبين الناطق" (راحة العقل ص216).‏
    ولكن هناك من يعتقد من الإسماعيلية أن علياً افضل من النبي لأنه هو مقصود الدعوة ومرادها. قال ‏جعفر بن منصور اليمن:" ‏‎‎وصدوا عن السبيل‎‎‏ يعني صدوا عن علي، وهو السبيل الذي لا تقبل العبادة ‏إلا باتباعه" (الكشف 175).‏
    وأكثر من ذلك ما يروونه أن الرسول ‏‎‎‏ قد صدر عنه الذنوب بدليل قوله تعالى: ‏‎‎ليغفر لك الله ما تقدم ‏من ذنبك وما تأخر‎‎، وأن علياً لم يصدر منه ذنب مطلقاً" (تأويل الزكاة لجعفر بن منصور اليمن ص 149 مخطوط). وقالوا: ‏‏" ولاية علي حسنة لا يضر معها سيئة" (كنز الولد للحامدي ص221). وقالوا: "علي هو المبين مشكلات ما أتى به ‏الرسول ‏‎‎‏" (الأزهار ص715). وقال الشيرازي: "لولا الوصي عليه السلام لما كان للمعارف الإلهية وجود". ‏‏(المجالس المؤيدية 144).‏


    قولهم في الإمامة:‏
    ومختصره في النقاط التالية:‏
    ‏1/ أن الإمامة أصل من أصول الإسلام وأساسه، وأفضلها. قالوا: بني الإسلام على سبع دعائم: الولاية ‏وهي أفضلها وبها وبالولي يوصل إلى معرفتها، والطهارة، والصلاة والزكاة، والصوم والحج، والجهاد. ‏‏(دعائم الإسلام للقاضي النعمان ج1ص2، وتأويل الدعائم ج1ص51).‏
    ‏2/ الإمام مفروض الطاعة. قال المعز: "إن الله قد فضلنا، وشرفنا، واختصنا، واجتبانا، وافترض طاعتنا ‏على جميع خلقه" (المجالس والمسايرات للقاضي النعمان ج19 ص420).‏
    ‏3/ ولا تخلو الارض من إمام أبداً، ظاهر أو مستور. قال الداعي حسن بن نوح: " إن الأرض لا تخلو ‏طرفة عين من قائم بحق لهداية عباد الله، وخلقه، إما ظاهراً مشهوراً أو باطناً مستوراً" (الأزهار ص189).‏
    ‏4/ ولا يكون أحد إماما إلا من أولاد علي، الحسن والحسين، ثم في أولاد الحسين، لا في أولاد الحسن، ثم ‏في أولاد إسماعيل، لا في أولاد أحد غيره. (انظر دعائم الإسلام ج1 ص28، والمصابيح في إثبات الإمامة للكرماني ص109).‏
    ‏5/ كل واحد منهم معصوم (المصابيح في إثبات الإمامة ص96،97، والمجالس والمسايرات ج7 ص183).‏
    ‏6/ يجب أن يكون الإمام منصوص عليه، ومعينا من قبل الله عز وجل. (المجالس والمسايرات ج7 ص183).‏
    ‏7/ ويكون الإمام افضل ممن سبقه. قال النعمان: "لا يأتي إمام إلا أعطاه الله فضل الإمام الذي مضى قبله، ‏وعلمه، وحكمته، وزاده مثل ستة أسباع ذلك" (المجالس والمسايرات).‏
    ‏8/ ولا يعترض على الإمام وإن أتى بالموبقات. قال النعمان: "أدبوا أنفسكم أيها المؤمنون، وانهوها عما ‏تنكره من أفعال الأئمة… وسلموا كما أمركم الله تعالى بالتسليم لهم، واطيعوهم كما افترض الله عليكم ‏طاعتهم، واحذروا خلافهم والاعتراض عليهم" (كتاب الهمة ص131).‏
    ‏9/ ولا يكون الإمام من لا عقب له. (المصابيح في إثبات الإمامة للكرماني ص131).‏
    ‏10/ ولا يكون أحدا إمام وأبوه حي. (تأويل الدعائم للنعمان ج2 ص106).‏
    ‏11/ والإمام يستطيع أن يتجسد في صورة أي شخص يشاء. (مسائل مجموعة من الحقائق العالية 120).‏
    النقد: إن غلوهم في الوصاية والإمامة بهذه الصورة أودى بهم في نهاية الأمر إلى تأليه الأئمة، ‏فأصبحوا يخاطبون أئمتهم مخاطبة العبد لربه، ويصفونهم بأوصاف الإله القادر المختار، وأبيات ابن هاني ‏الأندلسي مشهورة معروفة، وقد قالها في المعز الإسماعيلي ومنها:‏
    ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
    هذا الذي ترجى النجاة بحبه وبه يحط الاصر والأوزار
    هذا الذي تجدي شفاعته غدا حقا وتخمد إن تراه النار
    ‏(ديوان ابن هاني ص365).‏
    بل نقلوا عن محمد الباقر –كذبا- أنه قال: " نحن الأئمة أولياء الله، لا يفتر علينا من علمه شيء لا في ‏الأرض ولا في السماء نحن يد الله وجنبه، ونحن وجه الله وعينه وأينما نظر المؤمن يرانا، إن شئنا شاء ‏الله" (الهفت الشريف تحقيق مصطفى غالب). وقال الكرماني: "كل منهم (أي الأئمة) في زمانه مقام الله بقيامه مقام النبي ‏الذي هو القائم مقام الله" (راحة العقل ص577). وقال البدخشاني الإسماعيلي الفارسي: "إن ما ورد في القرآن ‏‎‎كل شيء هالك إلا وجهه‎‎‏ المقصود منه وجه الإمام (كتاب سي وشش صحيفة). وقال ضياء الدين الإسماعيلي: ‏‏"‏‎‎ومن يهن الله‎‎‏ يعني إمام كل زمان بمعاندة حجبه ‏‎‎فماله من مكرم‎‎‏ يعني في معاده، ثم قال: (إن الله) ‏يعني صاحب كل عصر يفعل ما يشاء" (مزاج التسنيم ص246).‏
    لذلك أصبحوا يصرفون نوعاً من أنواع العبادة، وهو السجود للإمام، يقول النعمان: "فينبغي لمن واجه ‏الإمام عليه السلام أن يبدأ بالسلام عليه، ثم يقبل الأرض بين يديه" (الهمة في آداب اتباع الأئمة للنعمان ص 104).‏
    وبعد غيبة الإمام اصبحت هذه العبادة تصرف للداعي (كما هو مشاهد ومثبت لإمام البهرة) إلى غير ‏ذلك من الاستغاثات الشركية بالأئمة.‏
    إن هذه العبارات الواضحة، والنصوص الصريحة، والأفعال القبيحة، دالة على أن الإله لدى الإسماعيلية ‏إمام، والإمام إله، وهذا ما دل عليه ما نقلناه هنا، وفي مبحث اعتقادهم في الله. ولا يشك أحد في أن هذا ‏كفر محض.‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252
    الاعتقاد بالتناسخ ونفي المعاد والجنة والنار:‏
    إن الإسماعيلية يعتقدون بوجود دورات متعاقبة لهذا العالم في كل دور نبي ناطق ووصي وأئمة ستة، ‏فإذا جاء السابع افتتح دوراً جديداً وصار ناطقاً. فاعتبروا آدم هو نوح، ونوح هو موسى، وموسى هو ‏عيسى، وعيسى هو محمد. فجعلوا الأنبياء شخصا واحدا، وكذلك الأئمة يظهرون في كل دور بنفس ‏ظهورهم في الدور الذي قبله، أي بمعنى آخر تفنى أجسامهم وتبقى أرواحهم تتعاقب على أجسام أخرى. ‏‏(انظر الأنوار اللطيفة للداعي طاهر الحارثي ص113، وزهر المعاني لإدريس ص 74، وأجزاء من العقائد الإسماعيلية للداعي إبراهيم ص48، والمجالس ‏والمسيرات للنعمان ص209،210).‏
    وأما النعيم والعقاب فيقولون عنه: أن أرواح المؤمنين عندما تموت وتمتزج بالهيكل النوراني تعود بعدها ‏إلى الارض بأجسام أخرى، وتدخل الدعوة من جديد إلى ان تصل إلى مرتبتها فيها قبل موتها. أما أرواح ‏المعاندين فتدخل في أدوار متكررة من العذاب تتقمص في كل دورة سبعين قميصاً، أولها الرجس، وهي ‏قميص البشر الذين لا يصلحون للمخاطبة، كالزنج والترك، وآخرها الوسخ، وهو ظهورها داخل المعدن ‏والحجر. (الأنوار اللطيفة115).‏
    وقالوا أيضا: لجهنم سبعة أبواب، معناه سبع دركات، الدرك الأول هو الزنج والبربر، والدرك الثاني ‏يسمى العكس في قصص القردة والنسناس، والثالث في قصص السباع (مزاج التسنيم لضياء الدين ص109) لذا تجد ‏العامة من المكارمة في نجران تعتقد بهذا التناسخ، فما أن يموت الميت منهم وتكون سيرته غير حسنة، ‏ويظهر في الحي قط أو غراب أو بومة إلا ويقولون أن روح فلان حلت في هذا الحيوان أو الطائر، وهذا ‏مشاهد بكثرة حتى اصبح من الأخبار المتواترة عنهم وخاصة العجائز والصغار منهم.‏
    النقد:إن هذا القول هو عين ما يعتقده الهندوس الكفرة، وهو يفضي إلى إنكار الحياة الأخروية، قال ‏تعالى: ‏‎‎‏ ثم إنكم يوم القيامة تبعثون‏‎‎‏ (المؤمنون 16). ، وقال سبحانه: ‏‎‎ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ‏ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين‎‎‏ (الزمر 71)، وقال تعالى ‏عن الجنة: ‏‎‎أعدت للمتقين‎‎‏ (آل عمران133)، وقال عن النار: ‏‎‎أعدت للكافرين‎‎‏ (آل عمران 131).‏
    العقائد الإسماعيلية الأخرى التي وافقت بها الرافضة:‏
    ‏1-الاعتقاد بتحريف القرآن:‏
    يصرح القاضي النعمان بهذه العقيدة في كتابه "أساس التأويل" قائلا: "لما غاب رسول الله ستروا مرتبة ‏أساسه صلوات الله عليه، وكتموا نص الرسول وبيعته التي بايعوه بغدير خم، واتبعوا إبليس وقابيل ‏والسامري حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، وجلسوا مجلسه وتسموا باسمه وادعوا منزلته من الخلافة، ‏وإمرة المؤمنين، وتعلقوا بالظاهر وصرفوه، فأقام الأساس صلوات الله عليه عليهم الحجة بالقرآن الذي نزل ‏على محمد ‏‎‎‏ لما جمعه، وجاء به فقالوا حسبنا ما معنا من كتاب الله، ولا حاجة لنا إلى ما معك، فأخذه، ‏وانصرف عنهم". ومن أمثلة التحريف ما ذكره جعفر بن منصور اليمن في كتابه (الكشف ص78) قال: "‏‎‎وقد ‏خاب من حمل ظلما‎‎‏ (ظلم آل محمد) هكذا نزلت هذه الآية" إضافة إلى ما يعتقده الإسماعيلية بأن القرآن ‏الكريم من تأليف النبي ‏‎‎، يقول السجستاني: "ألف النبي كتابه القرآن مما استفاده من العالم الروحاني" (إثبات ‏النبوءات ص157).‏
    ‏2- سب الصحابة:‏
    بقول جعفر بن منصور اليمن في تفسير قول الله تعالى: ‏‎‎فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج‎‎‏ هم ‏أبو بكر، وعمر، وعثمان (الكشف ص125). ويفسر الآية: ‏‎‎وكان الشيطان للإنسان خذولا‎‎‏ أي عمر لأبي بكر ‏‏(الكشف ص30). وقال أيضا: "إن القائم يصلب أبا بكر وعمر" (الكشف 34). وإن كتاب (الكشف) لممتلىء من ‏مثل هذا السباب والشتائم والتكفير. وأما القاضي النعمان فكفر ابا بكر وعمر رضي الله عنهما حيث قال:‏
    كفر أبو بكر بنصبه عمر وكفـّـره لما أتى عنه خبر
    ‏(الأرجوزة المختارة ص99).‏
    ويقول الحامدي: "من الصحابة من أقروا بنبوة النبي ‏‎‎‏ وخالفوا عليا، فلم ينفعهم إقرارهم بالرسول" (كنز ‏الولد ص99). أما ضياء الدين فيقول في قوله تعالى: ‏‎‎وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض‎‎‏ : ‏‏"هم : الثلاثة ومعاذ وعبيدة وسالم وعبدالرحمن ومعاوية وعمرو وطلحة والزبير... إنهم رأس الضلالة في ‏كل دور من أدوار الستر (مزاج التسنيم ص 335).‏
    ‏3- التقية: يروون فيها الرواية المشهورة عند الرافضة وهي قول جعفر: "التقية ديني ودين آبائي…" ‏‏(أسرار النطقاء ص92، والمجالس والمؤيدية ص403). وقالوا قال الأئمة: "اكتموا سرنا، ومن أذاع سرنا فقد جحد حقنا" ‏‏(الكشف 3).‏
    ‏4-حكمهم على من خالفهم ومنهم أهل السنة: يقول السجستاني: "على جميع الوجوه الكفر لكم لازم" ‏‏(الافتخار ص18). وقالوا: " أهل الباطل (أي المخالفون) أمثال الكلاب" (الكشف ص96). كما أن المؤيد الشيرازي ‏سمى المسلمين الذين يخالفون ديانته بأولاد الزنا (ديوان المؤيد ص274). وقالوا: "الأضداد الثلاثة وتابعيهم لعنهم ‏الله" (مسائل مجموعة ص117).‏
    والرد على هذه الافتراءات: تجده في الكتب التي ردت على الرافضة لأن الإسماعيلية تابعون لهم فيها. ‏ومن أفضل الكتب التي ردت على الرافضة كتاب "منهاج السنة" لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وكتاب ‏أصول اعتقاد الشيعة الأثنى عشرية للدكتور/ ناصر القفاري حفظه الله.‏
    الإسماعيلية والتأويل الباطني:‏
    من الخصائص التي اختص بها الإسماعيلية، ويعدونها من مفاخرهم، هي تمسكهم بالتأويل الباطني ‏قائلين: "إنه لا بد لكل محسوس من ظاهر وباطن، فالظاهر ما تقع الحواس عليه، وباطنه ما يحويه ويحيط ‏العالم به بأنه فيه، وظاهره مشتمل عليه" (أساس التاويل ص28). مستدلين بقوله تعالى :‏‎‎‏ وما يعلم تأويله إلا الله ‏والراسخون في العلم ‏‎‎‏ (آل عمران 7). ونسبوا إلى الرسول ‏‎‎‏ –كذبا- أنه قال: ما نزلت عليّ من القرآن آية ‏إلا ولها ظهر وبطن (أساس التأويل ص29،30، المجالس المؤيدية ج1 ص349).‏
    وفرقوا بين الظاهر والباطن إلى حد أن قالوا: " إن الظاهر هو الشريعة، والباطن هو الحقيقة. وصاحب ‏الشريعة هو الرسول محمد صلوات الله عليه، وصاحب الحقيقة هو الوصي علي بن أبي طالب" (الافتخار ‏للسجستاني ص71). وهكذا جعلوا عليا رضي الله عنه شريكاً للرسول الله ‏‎‎‏ في نبوته وشريعته.‏
    وكفروا كل من لا يؤمن بالباطن حيث قالوا: "من عمل بالباطن والظاهر فهو منا، ومن عمل بالظاهر ‏دون الباطن، فالكلب خير منه، وليس منا" (الفترات والقراءات لجعفر بن منصور اليمن ص66، والرسالة المذهبة للنعمان ص38، ‏والمجالس المستنصرية ص39).‏
    النقد: إنهم بهذه المقولة يطعنون صراحة في رسالة محمد ‏‎‎، حيث جعلوا الرسول ‏‎‎‏ مبلغاً للظاهر ‏فقط؛ الذي يكون صاحبه كافراً إن لم يؤمن بالباطن. ويكون الرسول ‏‎‎‏ قدكتم بعض الرسالة، وهذا طعن ‏صريح وكفر وردة. وبهذا صرحوا حيث قالوا: "الناطق (أي الرسول ‏‎‎‏) نطق بالظاهر، وأعجم بالباطن ‏فلم يفصح به" (الشواهد والبيان لجعفر بن منصور اليمن ص51). وايضا هم بذلك جعلوا عليا رضي الله عنه مبلغاً بالباطن ‏فقط؛ فلا يأمر بالصلاة ولا بالزكاة ولا الحج وغيرها من العبادات لأنها من الظاهر. وبذلك صرحوا أيضا ‏حيث يقولون: "الرسول ينطق بالظاهر، والأساس (أي علي رضي الله عنه) صامت عنه (أي عن الظاهر) ‏مؤدٍ للباطن" (أساس التأويل للنعمان ص40،41).‏
    وإن كان الأمر كذلك فما معنى إذا أن الرسول ‏‎‎‏ أرسل إلى الناس كافة، قال تعالى: ‏‎‎وما أرسلناك إلا ‏كافة للناس بشير ونذير‎‎‏.‏
    وأيضا ما فائدة رسالة محمد ‏‎‎‏ بدون رسالة علي رضي الله عنه كما يزعمون.‏
    وأخيرا نقول: إن جعلهم الدين هو الباطن ولا يقوم به إلا الأئمة بعد أخذ العهود والمواثيق مقتصرين ‏على النجاة بمن تبعهم لهو صرف للناس عن شريعة محمد ‏‎‎، وإبعادهم عنها لأنها ليست منجيتهم يوم ‏القيامة. وصرف الناس إلى الإتباع الأعمى للأئمة المزعومين والدعاة الكذابين بدعوى علم الباطن.‏
    نماذج لتأويلاتهم الباطنية المضحكة:‏
    ‏1/ التأويل الباطني للشهادة قالوا: إن الشهادة مبنية على النفي والإثبات، الابتداء بالنفي والانتهاء إلى ‏الإثبات. وكذلك الصليب خشبتان، خشبة ثابتة لذاتها وخشبة أخرى ليست لها ثبات إلا بثبات الأخرى. ‏والشهادة أربع كلمات، وكذلك الصليب له أربعة أطراف، فالطرف الذي هو ثابت في الأرض، منزلته ‏منزلة صاحب التأويل الذي تستقر عليه نفوس المرتادين، فالطرف الذي يقابله علواً في الجو منزلته منزلة ‏صاحب التاييد الذي يستقر عليه نفسوس المؤيدين. والطرفان اللذان في الوسط يمنة ويسرة على التالي ‏والناطق (الينابيع للسجستاني ص75،76).‏
    ‏2/ وقالوا عن الدعوة: "الماء مثله مثل العلم، وبيت الخلاء مثله مثل الدعوة فيها يتخلى من الكفر والشرك ‏والنفاق" (تاويل الدعائم للنعمان ج ص84).‏
    ‏3/ وقالوا عن الوضوء: "هو البراءة من الأضداد الذين أدعوا الإمامة" (الافتخار للسجستاني ص110).‏
    ‏4/ وقالوا عن الصلاة: "هي الطاعة لأمير المؤمنين (أي علي) والأئمة الذين اصطفاهم الله من ولده" (الكشف ‏لجعفر ص28).‏
    ‏5/ وقالوا عن صفة الصلاة: إن التكبير بمعنى تلاوة العلم. ومعنى الركوع حد الأساس. ومعنى السجود ‏حد الناطق لأن الأساس بمنزلة الأنثى، والناطق بمنزلة الذكر، وللذكر مثل حظ الأنثيين، فإذا كان الركوع ‏مرة واحدة فالسجود مرتين. والتحميد بمعنى الحدود العلوية لأنه تمجيد لهم وهو جالس. والتسليم هو درجة ‏الإجلال، أو تسليم المرء نفسه وماله إلى إمام عصره وزمانه (الرسالة المذهبة للنعمان ص34،35، والكشف لجعفر ص 128).‏
    ‏6/ وقالوا عن الزكاة: كذباً على علي رضي الله عنه إنه قال: إيتاء الزكاة هي الإقرار بالأئمة من ذريتي ‏‏(زهر المعاني لإدريس المكرمي ص74).‏
    وقالوا عن الصوم: الصوم هو الصمت بين أهل الظاهر، وكتمان الاسرار عنهم… وصوم شهر رمضان ‏هو ستر مرتبة القائم… ‏‎‎ومن شهد منكم الشهر فليصمه‎‎‏ أي من أدرك زمان الإمام فليلزم الصمت (الافتخار ‏للسجستاني ص126).‏
    وقالوا في الحج: حج البيت هو قصد إمام الزمان مفترض الطاعة… والغرض من حج البيت معرفة ‏الأئمة.. والمراد من الزاد والراحلة هو العلوم ودليل معرفة الإمام… والإحرام هواعتقاد معرفة الإمام… ‏‏(انظر الافتخار للسجستاني).‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252
    الإسماعيلية ونسخ الشريعة الإسلامية:‏
    ينكر الإسماعيلية أن يكونوا قائلين بنسخ الشريعة لمن يتهمهم بذلك، مستخدمين في ذلك التقية في كتبهم ‏الظاهرية. ولم يجرؤوا على ذلك إلا لظنهم بأن كتبهم الباطنية لاتصل إلى ايدي المخالفين لهم والمنكرين ‏عليهم، وإلا فهذه حقيقة ثابتة ناصعة بأن الإسماعيلية يقولون برفع التكاليف العملية عن الذين نالوا رتبة ‏الكمال، وأدركوا الحقائق، بل اكثر من ذلك يقولون بنسخ شريعة محمد ‏‎‎‏ وإليك الشواهد من كتبهم:‏
    ‏1- قالوا: " لما كان محمد بن إسماعيل عليهما السلام سابع الأئمة، وخاتم دور الأتماء، وكان كل سابع ‏يقوم مقام الناطق إن أوجب الوقت ذلك كان ناطقاً، وإلا كان حافظاً لرتبته. وقد قيل إن شهادة رسول الله ‏لمحمد بالرسالة إشارة بها إلى محمد بن إسماعيل صلوات الله عليهما. وذلك معنى تسليمه إليه" (مسائل مجموعة ‏ص 99).‏
    ‏2- ويقولون أيضاً مكذبين للقرآن والسنة: " الرسالة مشتركة بين سبعة نفر، وهم :آدم، ونوح، وإبراهيم، ‏وموسى وعيسى، ومحمد، والقائم، صلوات الله عليهم" (إثبات النبوءات للسجستاني ص131).‏
    ‏3- ويقولون قاتلهم الله أكثر من ذلك: "أن كل خلف يكون أفضل من كل سلف. فنوح افضل من آدم، ‏وإبراهيم أفضل من نوح، إلى ان تهيأ ظهور من هو أفضل من إبراهيم وهو موسى، ثم ظهر من هو ‏أفضل من موسى وهو عيسى، إلى أن تهيأ ظهور من هو أفضل من عيسى وهو محمد إلى أن تهيأ ظهور ‏من هو أفضل من محمد وهو القائم" (الإيضاح لأبي فراس ص43، وانظر كنز الولد للحامدي ص268-270).‏


    وبعد هذا ننظر إلى الإسماعيلية ماذا يقصدون من نسخ شريعة محمد ‏‎‎‏:‏
    قالوا:" وفي عصر القائم يظهر التأويل محضاً، والإمام الذي قبله يقول بظهر الشريعة وباطنها، ولم يكن ‏عمل قبل آدم، كما لا يكون عمل بعد القائم" (تأويل سورة النساء لجعفر بن منصور اليمن ص60). وقالوا ايضاً: "إذا ظهر ‏القائم عليه السلام، وتخلص المؤمنون من الستر والكتمان، وقدروا على كشف مذاهبهم، وجب رفع هذه ‏الشريعة التي هي سمة الستر والكتمان" (إثبات النبوءات للسجستاني ص182). وفي تفصيل أكثر قالوا: "وأما الشرائع ‏فتحط عنهم التكليفات، كالصلاة، والزكاة، الصوم، والحج، والجهاد، ويبقى معهم الشرائع العقليات التي هي ‏عقد النكاح، والطلاق، والمواريث، والأملاك، ودفن الموتى، وغسلهم الأجساد بالماء، وما شاكل ذلك من ‏الشرائع العقلية" (مسائل مجموعة ص10).‏
    النقد: إن هذا القول كفر بإجماع المسلمين، لأنه إنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة، ومن أن ‏محمداً ‏‎‎‏ خاتم النبيين والمرسلين، قال تعالى: ‏‎‎ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم ‏النبيين وكان الله بكل شيء عليما‎ ‎‏(الاحزاب40) وقال تعالى: ‏‎‎‏ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ‏ورضيت لكم الإسلام دينا‎‎‏ (المائدة 3)، وقال سبحانه: ‏‎‎إن الدين عند الله الإسلام‎‎‏ (آل عمران19) وقال الرسول ‏محمد ‏‎‎‏: "أنا خاتم الأنبياء وأنتم آخر الأمم" (ابن ماجة والحاكم)، وقال ‏‎‎‏: "ختم بي الرسل" (البخاري ومسلم).‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  9. #9


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252

    الاسماعيلية في نجران (2 )

    نستكمل الموضوع الذي بدأناه عن الاسماعيلية ....

    ثالثا : العبادات عند المكارمة :

    العبادات عند المكارمة
    ‏- الوضوء: وضوء المكارمة شبيه بوضوء أهل ا لسنة، إلا أنهم يتلفظون بالنية عند بدء الوضوء، ولهم ‏عند غسل كل عضو دعاء خاص به، ففي صحيفة الصلاة وهي العمدة عندهم في العبادات يقول: ‏‏"ويتمضمض بالماء ثلاث مرات ويقول في كل مرة: اللهم اسقني من كأس محمد نبيك" ص5. وهكذا لكل ‏عضو دعاء مختلف. وهم لا يرون غسل القدمين عند الوضوء ويرون مسحها فقط موافقين في ذلك ‏للرافضة، إلا أن المشاهد الآن عند العامة من المكارمة في نجران انهم يغسلون أرجلهم. وهم لا يرون ‏المسح على الخفين والجوربين ولا الصلاة بهما.‏
    ‏- الصلاة: صلاة المكارمة تشبه نوعاً ما صلاة أهل السنة في الظاهر إلا أنها تختلف في أمور منها: ‏التلفظ بالنية عند إرادة كل صلاة- وبعد أن يكبر للصلاة يدعو بهذا الدعاء: " وجهت وجهي للذي فطر ‏السموات والارض حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ‏لا شريك له وبذلك امرت وأنا أول المسلمين على ملة ابراهيم ودين محمد وولاية علي وابرأ إليه من ‏اعدائه الظالمين" ويقصدون بالظالمين صحابة رسول الله ‏‎‎‏ وخاصة الخلفاء الثلاثة الراشدين رضي الله ‏عنهم الذين اغتصبوا –بزعمهم- الخلافة من علي رضي الله عنه وظلموه. وهم في صلاتهم سواء فرادى ‏أو جماعة لا يقولون "آمين" لاسراً ولا جهراً، ويسدلون أيديهم في الصلاة ولا يضمونها على الصدر. ولكل ‏واحد منهم سجادة يصلي عليها ويلاحظ على صلاتهم السرعة فهم لا يخشعون في صلاتهم ولا يطمئنون. ‏ومن عاداتهم الغريبة أن أحدهم إذا اراد أن يصلي وضع كل ما معه من محفظة ومفاتيح وأوراق وساعة ‏أمامه على طرف السجادة، وبعضهم ايضاً يضع سرواله!‏
    وهم يجمعون بين صلاة الظهر والعصر جمع تقديم وكذلك المغرب والعشاء جمع تقديم دوماً ويعللون ‏ذلك بأن الصلاة الأولى مثل دعوة محمد ‏‎‎‏ والأخرى مثل دعوة محمد بن إسماعيل وهو من أبناء سلالة ‏محمد ‏‎‎‏ ودورهما واحد لذلك نجمع بينهما.‏
    ‏- الأذان والإقامة:‏
    أذان المكارمة يختلف عن أذان أهل السنة إذ فيه زيادات وهو على النحو التالي:‏
    الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
    أشهد الا إله إلا الله ‏ ‏ أشهد الا إله إلا الله
    أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله
    أشهد أن مولانا علياً ولي الله ‏ أشهد أن مولانا علياً ولي الله
    حي على الصلاة حي على الصلاة
    حي على الفلاح حي على الفلاح
    حي على خير العمل حي على خير العمل
    محمد وعلي خير البشر وعترتهما خير العتر محمد وعلي خير البشر وعترتهما خير العتر
    الله أكبر الله أكبر
    لا إله إلا الله لا إله إلا الله
    وإقامة الصلاة عندهم بهذه الصيغة:‏
    الله أكبر ‏ الله أكبر‏ ‏ الله أكبر‏
    أشهد الا إله إلا الله أشهد الا إله إلا الله
    أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله
    حي على الصلاة حي على الصلاة
    حي على الفلاح حي على الفلاح
    حي على خير العمل حي على خير العمل
    قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة
    الله أكبر الله أكبر
    لا إله إلا الله
    ‏- مساجد المكارمة وصلاة الجماعة: يحرص المكارمة على بناء المساجد في جوار مزارعهم ولكن ‏الغريب في الأمر والملفت للانتباه أن أغلب مساجدهم لا تفرش وأنما يقتصرون على وجود عدد كبير من ‏السجادات الفردية.‏
    والصفوف في مساجد المكارمة مقسمة ففي الجامع الكبير في خشيوة يكون الصف الأول لأصحاب ‏الهجرة" وهم من هاجر من حراز من المكارمة" ولا يحق لأحد غيرهم أن يقف فيه ويليهم في الصفوف ‏صف التجار وأهل المناصب ثم عامة الناس، وأما المساجد التي لا يوجد فيها أهل الهجرة فإن التجار ‏والأعيان مقدمون فيها.‏
    وأما صلاة الجماعة فإنهم لا يصلونها إلا بوجود إمام معين من قبل الداعي المكرمي أو نائبه وهؤلاء ‏الأئمة معروفون بهيئتهم المميزة المتمثلة بوجود خاتم فصه أسود على الخنصر في اليد اليمنى وذو ذقن ‏مميز محلوق الوجنتين. فإذا لم يوجد هذا الامام فإنهم يؤدون الصلاة فرادى.‏
    وهم لا يصلون مع السنة في مساجدهم أبداً وإن اضطروا كما في الحرمين فإنهم يصلون بنية الإفراد أو ‏يعيدونها.‏
    ‏- صلاة الجمعة: المكارمة لا يؤدون صلاة الجمعة، معللين ذلك بأن صلاة الجمعة لا تقام إلا بوجود ‏إمام عادل تقي وكأنه لا يوجد فيهم تقي ولا عادل وهذا طعن صريح في داعيهم فإما أن يؤدي الجمعة أو ‏يعترف بعدم عدله وتقواه. ونجعل أحد ممن منَّ الله عليه بالهداية منهم يصف لنا كيف يصلون ظهر يوم ‏الجمعة فيقول: "أتينا إلى المسجد وإذا بالصف الأول التجار والناس في المسجد يتكلمون ويتحدثون ثم ‏اقيمت الصلاة في تمام الساعة الواحدة وعشرين دقيقة ظهراً بينما كانت تقام صلاة الجمعة الساعة الثانية ‏عشر والربع في مساجد السنة، فصلوا الظهر أربع ركعات جهراً ثم خطب الإمام خطبة عامية حتى أنه ‏يقرأ القرآن بالعامية واسمه سيدي محسن والناس يتحدثون خلال خطبته ثم انتظر قليلاً في حدود سبع دقائق ‏ثم أقيمت صلاة العصر وكان ذلك في حدود الساعة الثانية وخمسين دقيقة تقريباً ثم انتهينا وصف الجميع ‏للسلام على الإمام وتقبيل يده وركبته".‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  10. #10


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252
    ‏ الصلوات في المواسم:‏
    الصلاة ليلة السابع عشر من رجب: ورد في كتاب صحيفة الصلاة الكبرى والذي تقدسه المكارمة ‏صـ313: "أن ليلة السابع عشر من رجب لها فضل عظيم لأن في مصباحها بعث النبي ‏‎‎‏ والعامل فيها ‏له أجر عشرين سنة يصلي فيها 22 ركعة يقرأ فيها 22 سورة من قصار المفصل".‏
    صلاة ليلة الخامس عشر من شعبان: ورد في نفس الكتاب صـ318 "يصلي فيها 14 ركعة يقرأ في ‏كل ركعة المعوذات 14 مرة وآية الكرسي.‏
    صلاة الثامن عشر من شهر ذي الحجة: ورد في نفس الكتاب صـ449: "يصلى فيها ركعتين بعد ‏زوال الشمس شكراً لله وتروى قصة تقول: قال مولانا جعفر الصادق: إن هذه الصلاة تعادل عند الله عز ‏وجل مئة ألف حجة ومئة ألف عمرة وما سئل الله حاجة من حوائج الدنيا وحوائج الآخرة إلا قضيت له ‏كائنة ما كانت الحاجة.‏
    الصلاة الغريبة ليلة الثالث والعشرين من رمضان: المكارمة يؤدون صلاة غريبة طويلة ليلة الثالث ‏والعشرين من رمضان هذه صفتها: بعد أن يصلوا المغرب والعشاء جمع تقديم يقوم كل واحد منهم لوحده ‏ويصلي ست ركعات أو ثمان صلاة الكفاية يسلم بعد كل ركعتين مثل صلاة أهل السنة ثم يصلي ثمان ‏ركعات صلاة التهجد ثم يصلي اثنتي عشرة ركعة صلاة التسابيح وهذه الأخيرة لا تقرأ فيها الفاتحة ولا ما ‏تيسر من القرآن وإنما يقال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر خمسة عشر مرة في القيام ‏ومثلها في الركوع ومثلها في الرفع من الركوع ومثلها في السجود فالجلسة بين السجدتين وهكذا حتى تفرغ ‏من كل ركعتين لوحدها فتسلم حتى تنتهي الاثنتا عشرة ركعة ثم تبدأ الطقوس الغريبة حيث يقولون ياعلياه ‏سبعين مرة ويافاطمتاه مائة مرة وياحسناه مائة مرة وياحسيناه 997 مرة ثم البراءة من أعداء البيت وبعد ‏ذلك ينبطحون على الأرض ويأخذون في التدحرج عرضاً في المسجد من أوله إلى آخره جيئةً وذهاباً عدة ‏مرات ثم يسجد الواحد منهم ويضع خده الأيمن على الأرض ويقول يا علي ثم يضع خده الأيسر على ‏الأرض ويقول يا فاطمة وهكذا في سرد لأئمتهم وبهذا تنتهي هذه الطقوس الغريبة، إلا أن المكرمي بعدما ‏أصبحت هذه الصلاة مثار سخرية الآخرين اصدر تعليماته بإلغاء هذه الصلاة مؤقتاً وإن كنا سمعنا من ‏الثقات أنها مازالت تؤدى في بعض المناطق.‏
    فإذا كانت هذه العبادة مشروعة فلماذا تمنع وإذا كانت غير مشروعة فلما تؤدى إن هذا تناقض عجيب ‏ودليل على أن الداعي المكرمي هو المشرع لهم وليس الله.‏
    الصلاة على الميت ودفنه: يتشرف المكارمة بصلاة الداعي أو من ينيبه على المكرمي ويقدمون له ‏نظير ذلك مالاً ويزيد المبلغ إذا نزل القبر ويزيد أكثر إذا أذن في القبر وأكثر إذا حفر اللحد.‏
    ومن أفعالهم الشنيعة قبل وضع الميت في القبر يقومون بكسر يده الشمال، معتقدين أنه بكسرها لن يأخذ ‏كتابه بشماله!‏
    ومما يعتقدونه أن المعتدة لا يجوز لها أن ترى الرجال ولا يرونها من غير محارمها بل حتى الصبي ‏من غير محارمها، فإذا رآها أحد ولو كان صبي فإنها تعيد العدة وهكذا.‏
    ومن اعتقاداتهم أنه إذا توفي الميت قام أقاربه بذبح شاة يسمونها العقيقة ولا يكسرون من عظامها شيئاً، ‏ثم بعد ذلك يقبرون عظامها وفرثها، ويعتقدون أن في ذلك الأجر العظيم.‏
    ‏- الصيام: المكارمة لا يعتمدون الرؤيا في دخول شهر رمضان وإنما يعتمدون على جدول الكبيسة (انظر ‏صحيفة الصلاة الكبرى صـ686). والذي فيه أن أشهر السنة لا تتغير فشهر تام وشهر ناقص، وبهذا يكون رمضان ‏دائماً تام، لذا فهم يصومون رمضان ثلاثين يوماً دوماً.‏
    ومن الأيام التي تصام يوم الثامن عشر من ذي الحجة والذي يسمونه " عيد غديرخم" والذي تزعم ‏الشيعة أنه اليوم الذي نصب فيه علي رضي الله عنه خليفة الرسول ‏‎‎‏.‏
    ‏- الحج: يعتمد المكارمة في الوقوف بعرفة على جدول الكبيسة لذا فهم في الغالب يتقدمون على ‏المسلمين بيوم أو يتأخرون بيوم وذلك بحسب رؤية الهلال في كل شهر وتفاوت الأيام في ذلك.‏
    ‏ هم بذلك يخالفون المسلمين: وكيف يقفون في عرفة قبل الناس بيوم ؟ انظر لأحدهم وهو يحدثنا عن ذلك ‏بذكاء يحسد عليه! يقول:"اجتمعنا في اليوم الثامن قبل يوم عرفة وتجمهرنا في عرفات تحت قيادة الداعي ‏المكرمي وقد أحاط بنا جمع من أهل السنة، وسألونا عما نعمل قبل الوقفة، فأجبناهم بقراءة أدعية مأثورة، ‏فانصرفوا بعد سماع هذا الجواب الساذج، ثم انصرفنا إلى مزدلفة، وقضينا فيها ليلتنا جوار طريق الطائف ‏الذي يسلكه الحجاج القادمون من هذه المدينة، وكلما سألنا الجمع السني القادم إلى عرفة عن سبب انصرافنا ‏عنها أجبناهم بأنا قادمون من الطائف، وسننزل مكة، ثم نقدم منها إلى عرفة، وهكذا قضينا تلك الليلة، ثم ‏عدنا إلى عرفة، وسرنا شركاء لعامة الحجيج. (انظر سلك الجواهر صـ82) فإذا لم يتمكنوا من الوقوف بحسب ‏حسابهم فإنهم يقلبون الحج إلى عمرة.‏
    ولا يصح الحج إلا بصحبة الداعي المكرمي المطلق أو من ينيبه من الدعاة ومن حج بدون الداعي ‏فحجه باطل.‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  11. #11


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252
    مصادر الدخل لبيت المال: إن الأموال التي تصب في بيت مال المكرمي من كل حدب وصوب لهي أهم ‏سبب في بقاء هذا المذهب، وذلك لأنها في تكدسها في يد المكرمي يستطيع بها تنفيذ خططه الدعوية و ‏شراء الذمم، ولهذا السبب تجد المكرمي يدافع عن مذهبه بكل ما أوتى من قوة هو وحاشيته المستفيدة من ‏بيت المال. لذا تفنن المكرمي في إيجاد مصادر الدخل لهذا البيت ومنها:‏
    ‏1-الخمس: وهو خمس ممتلكات المكارمة من رواتب أو عقار أو مدخرات أو تجارة أو أرصدة، بغير ‏قيد الحول، وهذا مقرر في كتبهم (انظر القاضي النعمان في كتاب الهمة في آداب اتباع الائمة ص69) وهم بهذا يوافقون الرافضة ‏الاثنى عشرية.‏
    ‏2-زكاة الأموال: وتقدر بـ "5%" ولكن اتباع المكرمي في نجران اشتكو من دفع "5%" له و"2.5%" ‏للدولة، فأجاز لهم التخفيف إلى "2.5%" على اعتبار أن ما يدفع للدولة حق مغتصب. وهذه الزكاة لا يحق ‏للاتباع ان يوزعوها على الفقراء بل لابد أن تسلم إلى المكرمي أو من ينوب عنه ليصرفها بمعرفته!.‏
    ‏3-الصلة: وهي تمثل الصلة بين الإمام والاتباع ونظراً لغيبة الإمام فإنها تدفع إلى الداعي المطلق ‏المكرمي القائم مقامه وكلما دفع التابع أكثر زادت الصلة.‏
    ‏4-الفطرة: وهي زكاة عيد الفطر المعروفة ولكنها عند المكارمة لا تدفع من قوت البلد بل تدفع نقداً ‏وهي تقدر بـ"15" ريال عن كل شخص ولا بد أن تسلم إلى المكرمي أو من ينيبه. ومن فعل خلاف ذلك ‏فعليه أن يدفع فطرة جديدة مع كفارة نقض المخالفة.‏
    ‏5- النذر: وهو النذر المعروف في الشريعة الإسلامية، لكنه لا يقبل عند المكارمة إلا نقداً ويسلم بيد ‏الداعي أو من ينوب عنه، وأفضل أوقات دفعه شهر رجب ورمضان ويوم غديرخم الموافق 18/12 من ‏كل عام.‏
    ‏6-نذر المقام : وهو نذر قربى لأحد القبور مثل قبر حاتم أبى الخيرات في حراز أو قبر الحسين أو ‏قبور كربلاء والنجف في العراق أو قبر أبو طالب أو أم الرسول ‏‎‎‏ أو قبر الرسول ‏‎‎‏ في المدينة أ و ‏غيرها من القبور. ويسلم النذر ومقداره (500) ريال إلى الداعي، والمكارمة يفعلونه سنوياً طلباً للبركة من ‏صاحب القبر وبعد حرب الخليج ارتفعت قبور العراق إلى "3000" ريال وكيف يزور قبور العراق؟ ‏يستخدم الطريقة التالية: يرسل المكرمي فاكس من نجران إلى الهند بأسماء طالبي النذر فيذهب أحد الهنود ‏لزيارة القبور المنذور لها والدعاء عندها.‏
    ‏7-العق: هو أن تعق عن نفسك –أي تذبح عن نفسك- وفي السابق كان لا يقبل إلا ثور ومع تطور ‏الزمن سمح بذبح الخروف، يذبح ولا يكسر منه أي عظم ويطبخ ويدعى له الناس، ويدفع معه مبلغ غير ‏محدد ويسمى كفارة النفس، ويؤخذ من ورثة المتوفى إذا لم يعق عن نفسه، ويدفع للمكرمي ليتبارك الميت.‏
    ‏8-عقد الزواج: حيث يعقد المكرمي بين المتزوجين ويعطي الزوج المكرمي ما تجود به نفسه وإذا ‏استقلها المكرمي تدخل أبو الزوج لدفع الباقي، مع دفع مبلغ آخر لتجديد العهد بين الزوجين. ويقدر هذا ‏المبلغ بـ"2000" ريال.‏
    ‏9-التسليم: وهو أن يطلب من الداعي أو نائبه كتابة "بسم الله" على سجلاتهم التجارية تيمناً وبركة، ‏وتجمع من هذا الفعل مبالغ كبيرة لأنه يفعل كل سنة وعند كل خسارة.‏
    ‏10-بدل الصلاة عن الميت: ويسأل أهل الميت قبل الصلاة عنه أسئلة كثيرة منها: هل الميت على ‏العهد للائمة؟ هل الميت يؤمن بإمام العصر؟ هل الميت يكره الناصبة أعداء آل البيت؟ هل خرج من العهد ‏وعاد؟ هل سبق وأن زار قبور الأئمة؟ وغير هذه الأسئلة كثير.‏
    وكل موضع صلاة له تسعيرة فالصلاة في خشيوة في حدود "2000" ريال والصلاة في المدينة أو مكة ‏في حدود "4000" ريال والصلاة في النجف وكربلاء في حدود "10000" ريال. وتؤدى قبل و بعد الوفاة ‏إلا الصلاة في خشيوة بعد الوفاة فقط.‏
    ‏11-الصلاة على الميت: وهو مبلغ يدفعه أهل الميت للمكرمي الذي صلى بهم ويزيد المبلغ إذا نزل ‏القبر ويزيد أكثر إذا أذن في القبر ويزيد أ كثر إذا حفر اللحد.‏
    ‏12-كفارة ما بعد الموت: فإذا مات الرجل ذهب أقاربه إلى المكرمي وقدموا له مبلغاً من المال مقابل ‏الفكوك من عذاب القبر ومبلغاً آخر مقابل العتق من النار وبعضهم يقدم تلك الاموال عن نفسه قبل الموت. ‏وهذا المبلغ لا يقل عن "10000" ريال. وكلما كان المبلغ اكثر كلما كانت المغفرة أكبر.‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  12. #12


    Join Date
    Nov 2003
    Location
    السعودية
    Posts
    127
    Rep Power
    252
    رابعا :
    ترتيب الدعوة لديهم وأسلوبها

    استخدم الإسماعيلية ومنهم المكارمة أسلوبا فيه الكثير من المكر والدهاء لنشر مذهبهم، وقد قام على مبدأ ‏اساس وهو التقية، فهم سنيون مع السنة شيعيون مع الشيعة، يهوديون مع اليهود… وهكذا.‏
    ولجؤوا إلى ذلك من أجل إثارة الشكوك في معتقد من يدعونه لمذهبهم، ثم جذبه إلى مذهبهم بالطرق ‏التي سنذكرها لاحقاً.‏
    مراتب الدعوة:‏
    ‏1/ الإمام داعي الدعاة: وهو رأس الدعوة وممثل القيادة العليا.‏
    ‏2/ الحجة أو الباب: وهو نائب الإمام، ولديه اسرار الإمام، ومستودع أعماله.‏
    ‏3/ داع البلاغ: وهو المسؤول عن تبليغ الأوامر التي يرسلها داعي الدعاة إلى الاقاليم، ومسؤول عن ‏سريتها وضمان وصولها.‏
    ‏4/ الداعي المطلق: له كافة الصلاحيات بالسفر إلى الأقاليم للدعوة. ويلحق به الجناح الأيمن والأيسر: ‏وهما جناحان جزئيان، يقدما للداعي المطلق الخدمات أثناء جولاته للدعوة للمذهب.‏
    ‏5/ الداعي المأذون: مهنته أخذ الميثاق على المستجيبين للدعوة.‏
    ‏6/ الداعي المحصور: يعتبر مسؤولاً عن التبليغ في منطقة محصورة معينة، ويأخذ الميثاق على ‏المستجيبين في منطقته. والداعي المأذون والمحصور هم المفسوح لهم بالمكاسرة والدعوة للمذهب بعد ‏وصولهم إلى درجة عالية من الفلسفة والجدل. وأيضا يقومان بإمامة الناس في صلاة الجماعة والعيدين ‏والجنازة، وجمع الزكاة لدفعها لمن هو أعلىمنه، وبقيادة جماعة محدودة في الحج لتعليمهم مناسكه.‏
    ‏7/ المكالب: وهو الجندي الأول من مريدي الدعوة. ووظيفته التجسس واستنشاق الأخبار المتعلقة بالدعوة.‏
    ‏8/ المستجيب: وهي أول مرتبة يصل إليها المنتسب حديثاً إلى الدعوة بعد أخذ الميثاق عليه. (انظر حياة الأحرار ‏لعلي بن سليمان المكرمي ص 60 وما بعدها).‏
    وبعد غيبة الإمام المزعومة أصبح الداعي المطلق هو المسؤول الأول عن كل ما يتعلق بشؤون الدعوة، ‏والمصدر الذي تستقي منه العلوم الباطنية، وهو القائم مقام الإمام، والدليل على وجوده.‏
    وأما من الناحية العملية فكلما ابتعدت عن مركز الدعوة وهو "خشيوة" فإنه تقل سيطرة الدعاة، ويتولى ‏أمور الدعوة بدلاً عنهم مشايخ القبائل.‏
    الطرق والحيل التي يستعملها الباطنيون، ومنهم المكارمة لإغواء الناس: ‏
    ‏1- التفرس: ومن شروطه القوة على التلبيس، ومعرفة حال المدعو، لذا منعوا إلقاء البذرة في الارض ‏السبخة، والتكلم في بيت فيه سراج؛ بمعنى أن من لا أمل في إغوائه لا ينبغي أن يضيع الوقت معه، كما لا ‏ينبغي محاولة نشر الدعوة في بلد فيه علماء.‏
    ‏2- التأنيس: والمراد به الوصول إلى قلب المدعو واستمالته بلطف الحديث، ويظهر له كل أمر يزيد في ‏الأنس ويقرب بينهما.‏
    ‏3- التشكيك: وهي ان يسأل الداعي المدعو عن مسائل في أمور الدين، وهي مسائل يعجز المدعو عن ‏الإجابة عنها لجهله، لأنهم يركزون دعوتهم على العوام. ومن أسئلتهم مثلا: لم أمر بالغسل من المني، ‏والوضوء من البول والغائط وهما اغلظ منه نجاسه؟ ولم أمرت الحائض بقضاء الصوم دون الصلاة وهما ‏واجبان على السواء؟ ولم كانت أبواب الجنة ثمانية، وأبواب النار سبعة؟ ولم بدأت بعض السور بحروف ‏مقطعة؟ ولم رمي الجمار؟ ولم الطواف؟ … وهكذا ويعظمون أمرها، ويدّعون أن لكل ذلك جواباً لا يعرفه ‏كل أحد.‏
    ‏4- التعليق: فإذا تعلق قلب المدعو بطلب الإجابة عن مثل هذه الأسئلة، قالوا له: إننا لا نخبرك بشيء ‏حتى تعطينا العهد والميثاق، فإن رضي بذلك نقلوه إلى الحيلة الخامسة.‏
    ‏5- الربط: وهو ربط لسان المدعو بما يؤخذ عليه من العهود والمواثيق الغليظة في عدم إفشاء سر من ‏اسرارهم. وأنه إذا فعل ذلك فقد استوجب لعنة الله وغضبه، وأنه مخلد في النار… إلخ. وفي أخذهم هذه ‏المواثيق على الكتمان لدليل واضح على بطلان مذهبهم لأن الحق لا يتكتم عليه؛ قال تعالى: ‏‎‎وإذ أخذ الله ‏ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه‎‎‏ (آل عمران 187) وآيات كثيرة يحذر الله فيها من كتمان ‏العلم.‏
    ‏6- التدليس: هو لجوء الداعي إلى التمويه وإغراء المدعو بأن الله جعل لكل شيء ظاهراً وباطناً، ‏ويستدلون عليه بقوله تعالى: ‏‎‎وذروا ظاهر الاثم وباطنه‎‎‏ (الانعام 120)، ونصوص أخرى، ثم يقال له الظاهر ‏قشور والباطن هو اللب، وأنه الآن قد وصل إلى العلم الباطن.‏
    ‏7- التأسيس: وهو تثبيت المعتقد الإسماعيلي في ذهن المدعو، والتأكد من استقراره في ذهنه.‏
    ‏8- الخلع أو السلخ: ويقصد به إقصاء المدعو عن معتقده السابق نهائيا.‏
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

Page 1 of 2 12 LastLast

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. ماذا تعرف عن جمال بن عمر
    By أخبار التغيير نت in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 23-11-2011, 09:50 PM
  2. Replies: 8
    Last Post: 17-09-2010, 12:26 AM
  3. ماذا تعرف عن البهرة
    By ثعلب اليمن in forum ملتقى حياتنا الدينية
    Replies: 2
    Last Post: 30-05-2009, 09:29 PM
  4. ماذا تعرف عن البهائية؟
    By sahar@yemen in forum ملتقى حياتنا الدينية
    Replies: 2
    Last Post: 08-09-2006, 11:36 PM
  5. ماذا تعرف عن الdvd?
    By yourlove in forum ملتقى الرقميات
    Replies: 10
    Last Post: 31-08-2005, 09:20 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •