في محاولة وصفت بـ"الأخيرة واليائسة" لسرقة الأضواء مجدداً، بعد طرده من عدن، وانشقاق أقوى عناصر الحراك الانفصالي ناصر النوبه وأبرز نخب الجنوب السياسية والاجتماعية عنه، أعلن مجلس حسن باعوم الانفصالي المسمى بـ(المجلس الأعلى لتحرير الجنوب)، عن تأسيسه فرعاً للمجلس في دولة الكويت الشقيقة.
ووزع المجلس بياناً في عدة مدن يمنية جنوبية ذيل باسم (فرع الكويت)، والذي نسب لمن أسماهم "أبناء الجنوب بالكويت" مباركتهم تشكيل المجلس واختيار حسن باعوم رئيساً له، معتبرين ذلك "خطوة مهمة ورائدة من شأنها تسريع وتيرة العمل الوطني الموحد على كافة الصعد والمستويات حتى يتحقق لشعبنا الصابر المناضل ما يصبو إليه من تحرير كامل تراب وطنه". كما أعلنوا وقوفهم خلف قيادة باعوم "وولائهم له بعد الله"- على حد تعبير البيان الذي حصلت "نبأ نيوز" على نسخة منه.
مصادر قيادية جنوبية سخرت- في اتصال هاتفي مع "نبأ نيوز"- من بيان المجلس، وأكدت أنه "يدلل على أن حسن باعوم وأصحابه في حالة احتضار، ويحاولون خداع أبناء الجنوب في الداخل بأن لهم نفوذ ومدعومين في الخارج، في الوقت الذي هناك إجماع شبه كامل على قيادة المناضل ناصر النوبة".
وأضافت متحدية بالقول: "نتحدى باعوم أن يعلن ذلك بلسانه أمام حشد جماهيري، لأننا لدينا معلومات أكيدة بأن البيان أعطي لفتيان صغار لتوزيعه، لكي ينكرونه متى ما رأوا أنه لم يخدمهم"، لافتة إلى أن "تهور باعوم وأنانيته هو من نفر الناس عنه وعزله، وأيضاً أضرّ كثيراً بمسيرة النضال السلمي الجنوبي"!!
وفيما رفضت قيادات في حزب الإصلاح الإدلاء بأي تعليق على البيان، فإن مصادر في الحزب الحاكم والحزب الاشتراكي في عدن والضالع أجمعت على السخرية من البيان، ووصفه بـ"كلام فارغ"، وقالت أنه يستهدف "الإساءة إلى دولة الكويت بالدرجة الأولى، والاصطياد في الماء العكر"، وفسرت دوافعه على أنه محاولة لزرع الشكوك لدى القوى السياسية اليمنية– سواء في السلطة أو المعارضة- بموقف القيادة الكويتية من الوحدة اليمنية، مشيرين إلى ما سبق أن أكدته القيادة الكويتية على لسان كبار مسئوليها في مناسبات مختلفة.
ويعتقد محللون سياسيون أن البيان حول فرع مجلس باعوم في الكويت، يعطي مؤشراً قوياً على أن حسن باعوم في وضع لا يحسد عليه، وأنه لم يعد بيده أوراقاً يلعب بها مع خصومه داخل نفس الحراك الجنوبي، لذلك علق آماله على ما يمكن أن تثيره مثل هذه الأنباء من أصداء إعلامية وردود فعل سياسية يتردد اسمه من خلالها، وكأنه يريد التذكير بأنه مازال موجوداً- وهذا بحد ذاته اعترافاً بأنه قد انتهى.
وكان الشيخ محمد الصباح– نائب رئيس الوزراء، وزير خارجية دولة الكويت- أكد في تصريحات إعلامية يوم 29/10/2008م على موقف الكويت الداعم للوحدة اليمنية ورفض بلاده التعامل مع أي دعوات انفصالية.
وقال الشيخ الصباح: "الكويت قاتلت وبإيمان من أجل وحدة اليمن، ولا أخفيك لأن الكويت وجدت صعوبات في علاقاتها مع دول عديدة بسبب اندفاعها الشديد إلى الوحدة اليمنية، وهذا لإيماننا بهذه الوحدة"، مؤكداً: أن "أي دعوة لإعادة الانفصال أو تحركات انفصالية فإن موقف الكويت هو رفض التعامل معها جملة وتفصيلاً".
وأضاف الشيخ الصباح: "أننا لن نقبل بحسب ما ورد من تسريبات صحافية بأن تحشر اسم الكويت في بعض الأخبار التي زعمت دعمها للانفصال لأن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة لأننا بلد مفتوح ومعروف".
من جهته، سعادة سالم غصاب الزمانان- سفير دولة الكويت بصنعاء- أكد لـ"نبأ نيوز" في تصريح سابق: "أن العلاقات اليمنية الكويتية هي علاقات تاريخية قامت على أساس من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وأضاف: إن "دولة الكويت دعمت الجهود التي رمت إلى التوفيق بين الأشقاء في شطري اليمن قبل الوحدة، ووقفت ودعمت وحدة شطري اليمن"، مؤكداً "حرص دولة الكويت على تطوير العلاقات الثنائية مع اليمن، وهي تشهد مزيداً من التقدم في ظل حرص قيادة البلدين على تلك العلاقات".
جدير بالذكر أن تيارات الحراك الانفصالي تواجه منذ مدة أسوء عواصف التمزق منذ نشأتها، وكان انشقاق ناصر النوبة بهيئة مستقلة أعلنت نفسها ممثلاً وحيداً للجنوب بمثابة ضربة قاصمة لظهر رفيقه الذي لازمه منذ بداية الحراك حسن باعوم، والذي مازال مجلسه يدعي أيضاً أنه ممثلاً وحيداً للجنوب، في نفس الوقت الذي يجري التحضير لملتقى وطني لتأسيس واجهة ثالثة قال الساعون فيها أنها ستصبح ممثلاً وحيداً للجنوب.
هذا وقد أوردت "نبأ نيوز" تقريراً مفصلاً بهذا الشأن، تابع أدق التطورات الأخيرة..
Reply With Quote
Originally Posted by فتى العروبة
Bookmarks