بسم الله الرحمن الرحيم

الأمير/ عارف تامر المحترم

لي ملاحظات متواضعة على كتابكم الإمامة أرجوا أن تتقبلوها بسعة صدر


ص52 كتاب الإمامة للدكتور/ عارف تامر:

يقول: (إنني أعلنها بصراحة دون خوف أو وجل بأن إعلان الرسول في غدير خم لم يتضمّن أي إشارة علنية إلى الخلافة الإسلامية للإمام علي)0

فأقول: ما معنى قول الرسول(ص): (إن الله مولاي* وأنا مولى المؤمنين* وأنا أولى بهم من أنفسهم* فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه* اللّهم والي من والاه* وعاد من عاداه* وانصر من نصره* واخذل من خذله)(مستدرك الحاكم:3/110* ذكره الحاكم وقال إنّه صحيح على شرط الشيخين وأخرجه الترمذي والنسائي* فتح الباري ج7ص61* سنن الترمذي ج5ص633* سنن ابن ماجه1: 43/116* 45/121* مسند ابن حنبل1: 84* 119* 152) فمن علي مولاه فرسول الله مولاه* ومن ثم فإن الله مولاه* كما قال تعالى: ( إنّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلواة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)(المائدة: 55) فهل الله ورسوله ولاة وحكام على النّاس أم لا؟! فإذا كان الله ورسوله ليست لهم الحاكمية فعلي (ع) ليست له الحاكمية لأنها مربوطة قال تعالى: ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عمّا يشركون)( القصص: 68) وقال تعالى: (إني جاعلك للناس إماما)(البقرة: 124) فالله هو الجاعل وليس الناس* وكذلك لا يحق لأحد أن يجعل من نفسه إمام* قال تعالى: ( ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)(القصص: 5)0

لكن قولك: هل تعتبر وصية رسول الله صحيحة وقانونية* وهل يجوز أن تكون دستورا للمسلمين؟! فما هو القانون وقانونيته إذا لم تكن وصية رسول الله قانونية* وهل القانون هو الذي يقره الحكام أو البرلمانيين أم القانون هو كلام الله ورسوله (ص) ثم ما هو الدستور وقدسيته إذا لم يكن كلام رسول الله دستورا للبشرية جمعاء وليس للمسلمين فقط قال تعالى: ( ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (الحشر: 7) أقول كان الأحرى بك بدل أن تقول عن وصية رسول الله: هل يجوز أن تكون دستورا للمسلمين؟! أن تقول: هل يجوز تجاهل كلام رسول الله أو وصيته؟ّ!
أمّا ما ورد في كتاب (تاج العقائد ومعدن الفوائد) للداعي المطلق الخامس للإسماعيلية المستعلية بأن الرسول قال: ( إن لك يا علي في أمتي من بعدي أمر 00000 فإن ولوك بعافية وعفاف* وإلا عففت عن ذلك) فأقول: نعم الدين ليس بالإكراه كما في الحديث المتواتر في كتب صحاح أهل السنة عن رسول الله(ص) أنّه قال: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي)(مستدرك الحاكم ج3ص109* مسند ابن حنبل ج3ص26* مجمع الزوائد ج9ص163* سنن النسائي ج5ص45* 130) فالرسول قال: (ما إن تمسكتم بهما) ولم يقل تمسكوا بهما على سبيل الإلزام بل قال( ما إن) وما إن تفيد التخيير ما لم فليضلوا في ظلمات الحيرة والإرتياب وهم الخاسرين فالإيمان بالله ورسوله وأولي الأمر يكون طوعا كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)(النساء: 59) ثم قال سبحانه: (لا إكراه في الدين)(البقرة: 259) وقال تعالى: ( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(الكهف: 29) وقال تعالى: ( ما عليك من حسابهم من شيء)(الأنعام: 52)(إنّ إلينا إيابهم ثم إنّ علينا حسابهم)( الغاشية:25-26) وقال تعالى: ( ما على الرسول إلاّ البلاغ المبين)(العنكبوت: 18) وقال تعالى: ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)(النحل: 125) فالدين ليس بالإكراه بل من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لأن الكفر قد يكون ببعض الدين كما قال تعالى: ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلاّ خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشدّ العذاب)(البقرة: 85) لأنّ يوم القيامة كل إنسان يدعى بإمامه فإن كان إمام ضلال فإنّه يدعوه إلى النار قال تعالى: ( يوم ندعو كل أناس بإمامهم) (الإسراء: 71) وقال تعالى: ( وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار)(القصص: 41) وقال تعالى: ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا)(الأنبياء: 73) عن أبي عبد الله الصادق قال: (إنّ الأئمة في كتاب الله عزّ وجل إمامان قال الله تبارك وتعالى: (وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا)* لا بأمر النّاس يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم* وقال تعالى: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النّار) يقدمون أمرهم قبل أمر الله وحكمهم قبل حكم الله ويأخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله عزّ وجل)(أصول الكافي ج1 ص216)0 فكل إنسان أخبر بنفسه منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة* قال تعالى: ( بل الإنسان على نفسه بصيرة)(القيامة: 14) وقال تعالى: ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلاّ وهم مشركون) (يوسف: 106) (إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم)(ص: 24)0

أمّا قولك في ص60: (أنّ أمير المؤمنين علي(ع) لم يكن يتوقع أن تتم البيعة لأبي بكر* وأنّ العبّاس كان أكثر معرفة بما تنطوي عليه النفوس* وأكثر خبرة بأخلاق العرب* وأنّ علي فشل في المعركة)0

أقول: أمير المؤمنين(ع) يعلم الغيب وهو أعلم من الأمة ومن العباس بما تنطوي عليه النفوس وهو القائل: ( لو كشف لي الغطاء لما أزددت يقينا)(بحار الأنوارج41/ 153مناقب ابن شهر أشوب2/38*المناقب للخوارزمي ص375*ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص65* شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد7/253*تفسير الرازي ج31 في ذيل تفسير والأمر يومئذ لله سورة الإنفطار)* وقال: ( علمني رسول الله ألف باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف ألف باب ) (الخوارزمي في المناقب* الإستيعاب لابن عبد البر3/51* فرائد السمطين ج1/101* تاريخ ابن عساكرج2/ 483* جامع الصغير للسيوطي ج/108*سنن الترمذي ج5/20) وعلم الغيب علم من العلوم وقال تعالى: ( وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)(يس: 12) وهو الإمام المبين* روي أنّه سئل النبي(ص) عن قوله تعالى: (وكل شيء أحصيناه في إمام مبين)فقيل أهو التوراة؟ قال: لا فقيل أهو الإنجيل؟ قال:لا* هو هذا وأشار إلى أمير المؤمنين) (القندوزي:77*المناقب3/77* تفسير القرطبي9/336* الدر المنثور4/699* تفسير الطبري8/الجزء13/178) والرسول كما قلت أنت في ص53 نقلا عن( تاج العقائد) أن الرسول قد أخبره* ثم إذا كان العبّاس هو أكثر معرفة من علي(ع) فهو بهذا أحق من علي بالخلافة والرسول عندما قال: من كنت مولاه فعلي مولاه قد أخطأ وكان يجب أن يقدم العباس حاشا رسول الله(ص) قال تعالى: ( ما ينطق عن الهوى إن هو إلاّ وحي يوحى علمه شديد القوى)(النجم: 3-5) وقال سبحانه: ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين وإنه لتذكرة للمتقين وإنّا لنعلم أن منكم مكذبين وإنه لحسرة على الكافرين)(44-49)0 المشكلة مع إخواننا الإسماعيليين والزيود عندما اتبعوا أئمة ليسوا أهلا وأكفاء للإمامة فظنوا أنّ هؤلاء الأئمة يشبهون علي ويقومون مقام الإمام علي(ع) فرأوا أن علي مثل الناس ومثل هؤلاء الأئمة الذين لا يفهمون ولا يعقلون* ولذلك إخواننا الإسماعيلية لم نجدهم يروون حديثا أو علما عن إسماعيل بن جعفر ولا محمد بن إسماعيل ولا الحسين بن أحمد ولا حتى عبيد الله المهدي الذي لم يقل إني إمام بل قال: ( أريد ملكا) وقد استفاد من غيبة ابن العسكري وأوهم الناس أنّه يدعوا إلى الحجة بن الحسن وأن الظهور قد حان واقرأ في عيون الأخبار للداعي إدريس القرشي عندما التقى بالداعي ألحميري علي ابن الفضل الجيشاني رحمه الله وابن حوشب وهم يبكون عند قبر الحسين زمن الغيبة فقال لهم: (ما يبكيكم فقالوا غاب الإمام وبني العباس متسلطين على الأمة فما المخرج؟ فقال لهم: أتظنوا بعد أن غيب الله وليه(المقصود ابن الحسن) أن يترك الناس هملا) فقالوا: لا؟ ثم سألوه عن صفته فقال: أنا داعي للإمام0وهذا هو الذي أثار القرامطة فقاتلوه وخرجوا ضده بعد أن كانوا معه لأنهم اعتقدوا انه خدعهم قال أنه يدعوا إلى الإمام المهدي ابن العسكري ثم ادعى أنه هو الإمام وقتل أبي عبد الله الشيعي الذي وطّد له الملك والدعوة في المغرب العربي* بعد أن خدعه حيث قال له إنّ الإمام ورائي ولكنّه لم يستطع القدوم خوفا من بني العباس أن يقتلوه إن ظفروا به فالرأي أن تعلن أمام الملأ أني أنا الإمام فييأس بني العبّاس من متابعة الإمام ثم يأتي الإمام ونحن آمنين عليه ونعلنه للعالم أجمع فاستصوب أبي عبد الله الشيعي رأيه ولكن الإمام لم يأتي فخاف من أبي عبد الله الشيعي وهو الذي وضعه في مكانه أن يكشف أمره و يقلب عليه الأمور فقتله وقالوا أنّ الذي غرّه هو أخوه العبّاس بالرغم أنّ العباس أتى من الشام مرافقا لعبيد الله المهدي وسجن معه في سجلماسه عندما سجنوهم الأغالبه فما الذي أثارهم ضده ولماذا قال: إن إبنه القائم هو الإمام المهدي وهو فقط مستودع وسمّى نفسه سعيد الخير ثم اعتمدوه من بعد أنه هو الإمام المهدي وما الذي أثار القرامطة بتلك الصورة حتى أنّ مهدي بن زكرويه قتل كل من له صلة قرابة بعبيد الله المهدي في سلمية ولماذا أبي علي الجبائي ذهب إلى مكة وأخذ الحجر الأسود إلى البحرين؟ لأنّه أراد أن يفاوض الخليفة العباسي والفاطمي على الإمام المهدي الذي كان يقول الخليفة الفاطمي هربا وحرجا من أسئلة الشيعة وعلى رأسهم القرامطة عن مصير الإمام المهدي الحجة بن الحسن- الذي كان يقول أنّه داعي إليه- أنّه في سجن الخليفة العباسي والخليفة العباسي ينكر ذلك وظلت الأسئلة تلاحقهم حتى أنّ المؤيد في الدين الشيرازي باب المستنصر بالله الفاطمي( الذي كان هو الخليفة الثامن في الدولة الفاطمية) قال: من ظل ينتظر إبن العسكري أصابه الله وأصابه؟! حتى أن كتاب دعائم الإسلام للقاضي النعمان التميمي والذي كان معاصرا للمعز لدين الله الفاطمي لم يروي حديثا أو علما عن المعز ولا الذي قبله بل كل رواياته عن الإمام جعفر الصادق وآبائه الباقر وزين العابدين والحسن والحسين وأمير المؤمنين* وأمّا الزيدية فإنّهم إمّا يروون عن الباقر والصادق أو من كتب السنة والمعتزلة أمّا هم فليس لهم علم ولذلك نجد إمام ذمار يحي بن حمزة عمل كتاب أسماه ( تزكية القلوب من درن الأوزار والذنوب) وعندما حقق وطبع فإذا هو نقلا بالحرف عن كتاب( إحياء علوم ا لدين للغزالي) حتى نقل في هذا الكتاب الترضية عن يزيد بن معاوية ولم يعلموا إلاّ عندما قرأه أتباعهم فأنكروا عليهم فأخفوا الكتاب0 وأمّا في الأصول والعقائد فالإسماعيلية نقلوا عن فيثاغورس والرواق والأفلاطونية المحدثة والزيدية نقلوا عن المعتزلة الذين نقلوا عن أرسطو وفلاسفة المشاء 0

لكن عند أئمة أهل البيت المعصومين الإثناعشر نجد الأئمة بعد الصادق مثل الكاظم والرضا والجواد والهادي والعسكري لهم روايات كثيرة تظهر علمهم واقرأ الروايات عنهم في سفينة البحار وتوحيد الصدوق ومعاني الأخبار والكافي 0000 الخ حتى نجد أنّ الإمام العسكري له روايات قد تكون أكثر ممّا روي عن الإمام الصادق حتى الإمام الحجة بن الحسن له روايات تقرأها كأنّها كلام أمير المؤمنين نفس السحنة ونفس البلاغة واقرأ يا أمير عارف دعاء الندبة وزيارة النّاحية المقدسة ودعاء الإفتتاح في شهر رمضان وكثير من الأدعية والروايات* وهكذا نجد لكل إمام من الباقر والصادق والكاظم والرضا 00000الخ أدعية وروايات لا تعد فالعلم لم ينقطع بعد الصادق كما حصل عندكم ولا بعد زين العابدين وأمير المؤمنين كما عند الزيدية ولا نجد أن الإمام السابق فقط ينص على اللاحق بل كل إمام ينص عليه كل إمام قبله بما فيهم الرسول (ص) فمثلا الإمام الكاظم موسى بن جعفر(ع) نص عليه الرسول وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق كلهم نصوا عليه كابر عن كابر وكذلك الرضا والجواد 000الخ نص عليهم كل من سبقهم والأئمة السابقين واللاحقين كل واحد منصوص عليه من كل من سبقوه حتى لا يكون للنّاس حجة ويصبح الدين أبين من الشمس في واضحة النهار كما قال الإمام الصادق: ( والله إنّ أمرنا أبين من هذه الشمس)(الكافي ج1/ 338) وقال لعبد الله بن جعفر الأفطح عندما احتج على الإمام الصادق فقال له الصادق: ( أتظن يا بني إنا نعطي هذا الأمر لمن نريد بل هو عهد معهود من الله ورسوله رجلا فرجل)(الكافي ج1/310* 277)0

يا دكتور/ عارف سامحك الله أمير المؤمنين(ع) لا يعرف ما يدور وهو الذي قال ( سلوني قبل أن تفقدوني* سلوني عن طرق السماوات* سلوني عن كتاب الله فإنه ليس من آية إلاّ وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار* أم في سهل أم في جبل)(الكافي ج1/399*الصواعق المحرقة:127*الإصابة 2/509* نهج البلاغة نص رقم:91 تفسير ابن جرير الطبري26/11* طبقات ابن سعد ج2/ ق 2/101* تهذيب التهذيب7/337* فتح الباري10/221* حلية الأولياء1/67* كنز العمال1/228) والذي قال: ( ما من فتنة تكون إلاّ وأنا أعرف أهل ضلالاتها من أهل حقها ممّا أنبأني رسول الله)(الخرائج ج2/800)إثبات الوصية للمسعودي:122* الذهبي في ميزان الإعتدال1/251 نهايةالأرب18/390* معجم البلدان4/193* خصائص السيوطي2/276* الطبقات2/243) باب مدينة العلم باب الحكمة لا يعرف الفتنة التي بجانب رأسه إقرأ لأمير المؤمنين أحاديثه وخطبه التي أخبر فيها عن ما يحصل من ذلك الزمان إلى اليوم وإلى يوم القيامة * المشكلة أنّ معرفتنا برسول الله وأهل بيته مثل معرفة (صاحب ذمار) يحكى أنّ مواطن أمي لا يقرأ ولا يكتب من مدينة ذمار اليمنية تبعد 90كم عن العاصمة صنعاء* ذهب إلى الحج وبعد أن أكمل المناسك ذهب لزيارة رسول الله(ص) فوصل وإذا آلاف مؤلفة كلهم يسلّمون على النبي (ص) وينطلقون ففكر بذهنه الضعيف وخاطره الضيق أنّ النبي لن يسمع سلامه إذ كيف سيعرف أنّه سلم عليه من بين كل هؤلاء الملايين فقال: ياود(يا ولد) آمنة الحاج علي من ذمار باع الثور والحمار وجاء يزورك ويسلم عليك مش بعدى يوم القيامة (ما بسرته ما ريته) أي ما سمعته ولا رأيته* ونحن الآن مئات الملايين من المسلمين يدعون رسول الله ويتوسلون به كيف يسمعهم كلهم في نفس الوقت إذا كان رجّال مثلنا ولذا قال تعالى يخبر أنّ النّاس لم يعرفوا محمد(ص): ( وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون)(الأعراف: 198) وقال تعالى: ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)(التوبة: 106) فالله يرى أعمال خلقه وكذلك الرسول يرى والمؤمنون لو كان المقصود بهم أنا وأنت ؟ فأنا لا أعرف ماذا تعمل أنت في بيتك وأنت لا تعرف ما أعمل أنا في بيتي* ولذا قال تعالى: ( ويوم نبعث من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)(النحل: 89) فكيف يشهد علي إنسان شهادة يتوقف عليها مصيري إلى الجنة أو النار وهو لا يعرف مكنون ضميري قال تعالى: ( ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين)(هود:18) (إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)(غافر: 51) وقال تعالى: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنّة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون)(ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون)(الأعراف: 46* 48) قال الإمام الباقر(ع)نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينور الإمام في قلب المؤمن أشدّ سطوعا من الشمس في واضحة النهار)(بصائر الدرجات ج8/378) إقرأ يا دكتور/ عارف كتاب تاريخ الفلسفة الإسلامية للمستشرق الفرنسي د/ هنري كوربان الذي عرف الإمام أكثر منك ومن العلامة/ موسى الصدر فقد قرأت مقدمتيكما والذي حاول فيها موسى الصدر أن يضحي بالروحانية الشيعية من أجل أن يحسب المذهب الجعفري المذهب الخامس بجانب المذاهب الأربعة السنية فإذا كان من يسمون أنفسهم سنة هم الحق فكونوا سنة وخلصونا* إنّ الدين من دون الغيبيات والجذب الروحي عبارة عن جمعية أو مؤسسة لإدارة أعمال أو حزب من الأحزاب* إنّ مهمة النبي و الإمام هو ربط الناس بعالم الغيب جذب النّاس وإخراجهم من عالم المادة إلى عالم الروح* مهمة الإمام هو القضاء على علمنة الدين والتي ليس معناها فصل الدين عن الدولة بل معناها نزع الروح منه فيصبح جافا لا حياة فيه* لكن إذا حل مكانه إمام غير معصوم فمعناه الجفاف إنسان مادي لا روح فيه أو روح ضعيفة والمطلوب منه جذب روحي* تفكروا في سورة القدر: ( تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) الملائكة تنزل ولم يدّعي أحد أنّها تنزل عليه فعلى من تنزل إذا لم تنزل على الإمام قال الإمام الصادق: ( الروح ملاك ينزل على الإمام) (الكافي ج1/273) 0



وفي الأخير ما أرسلت هذا إلاّ احتراما وتقديرا لكم فقد قرأت لك تاريخ الإسماعيلية وتحقيقك لعدة كتب منها تاج العقائد وغيرها* أود أن تعرف أنّ أهل البيت قرناء أمير المؤمنين هم الأئمة المعصومين الإثناعشر وليس كل هاشمي أو علوي أو فاطمي* فهناك فرق بين المعصوم وغير المعصوم* قال الإمام الصادق كما روي عنه في الكافي للكليني عندما سأل عن قول الله تعالى: ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة)(الزمر: 60) قال: كل من زعم أنّه إمام وليس بإمام قيل وإن كان فاطميا علويا قال وإن كان فاطميا علويا)(الكافي1/372) ولذلك فرق بين أهل البيت وآل البيت فأهل البيت هم الأئمة المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وآل البيت يدخل فيها كل هاشمي وأيضا بقية أمة محمد(ص) كما قال تعالى: (أدخلوا آل فرعون أشدّ العذاب)(غافر: 46) والمعروف أنه سيدخل مع فرعون كل أتباعه ولذلك قال تعالى: (ومن تبعني فإنه مني)(إبراهيم: 36)و نوح(ع) عندما خاطب الله كما حكى الله تعالى: ( إن ابني من أهلي)(هود: 45) ولم يقل من آلي فرد عليه الله سبحانه( إنّه ليس من أهلك إنّه عمل غير صالح)(هود: 46) 0علي ابن أبي طالب حارت فيه الأمة كما حاروا من قبله في المسيح(ع) ولذا لمّا نزل قوله تعالى: ( ولمّا ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدّون* وقالوا أألهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلاّ جدلا بل هم قوم خصمون* إن هو إلاّ عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل* ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون)(الزخرف: 57-60) فقد قال رسول الله لعلي إنّ فيك مثلا من عيسى أحبّه قوم فهلكوا فيه*وأبغضه قوم فهلكوا فيه*فقال المنافقون: أما يرى له مثلا إلاّ عيسى فنزلت هذه الآيات)( احمد بن حنبل في فضائل الصحابةص172* خصائص النسائي ص39* الطبري في ذخائر العقبى ص92*ابن عبد ربه في العقد الفريد 2/ 194* ابن حجرص121* تاريخ الخلفاء للسيوطي ص117* كنز العمال ج5/34* تفسير الرازي 27/220 مسند ابن حنبل 1/160)فكما حار بني إسرائيل في المسيح من مبغض قال أو محب غال كذلك حارت الأمة في علي ولذا قال الإمام الصادق: (إياكم والغلوا فينا قولوا أنّا عباد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم من أحبنا فليعمل بعملنا)(تحف العقول ص104* دعائم الإسلام1/50)0 لهذا مع احترامي لكم وللعلامة السيد/ موسى الصدر* المستشرق الفرنسي/ هنري كوربان أعرف منكم بالإمام0

إنّ المشكلة التي حصلت للكنيسة لما حلّ البابا محل عيسى(ع) وشمعون الصفا(ع) وليس عنده قوة روحية كافية لربط النّاس الحائرين في عالم الشهادة بعالم الغيب والملكوت اضطروا لعدم استساغتهم للمجردات أو ما وراء المادة أو الميتافيزيقا أن يعلمنوا الإله وأنزلوه من السماء وجسموه وصلبوه وهذا هو نفس ما حصل للأمة الإسلامية لما بعدوا عن أهل البيت واتبعوا علماء غير ربانيين فجسموا الإله وقالوا له يد ورجل تليق بجلاله ويجلس فوق كرسي ويركب فوق حمار ابيض000الخ قال تعالى: ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)(التوبة: 31)(عن عدي بن حاتم الطائي وكان نصرانيا فأسلم قال: دخلت على رسول الله(ص) وهو يقرأ هذه الآية فقلت: إنّهم لم يعبدوهم فقال(ص): بلى إنّهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذ لك عبادتهم إياهم)(مسند ابن حنبل 4/378* الترمذي م2953 وابن جرير) ولكي لا تحصل هذه المصيبة فالإمام المهدي أوصى في غيبته أن نتبع رواة الأحاديث قال: ( ارجعوا إلى رواة حديثنا)(وسائل الشيعة27/140* البحار2/90 نقلا عن الإحتجاج) وقال الإمام الرضا(ع): ( رحم الله من أحيى أمرنا* قيل وكيف يحيي أمركم قال(ع): يتعلم علومنا ثم يعلمها النّاس فإنّ الناس لو عرفوا محاسن كلامنا لاتبعونا)(عيون أخبار الرضا1/307) فالعالم في مذهب أهل البيت عليه في أي موضوع يريد أن يتكلم فيه أن يروي لنا حديثا فقط عن الباقر أو الصادق أو الكاظم أو الحجة بن الحسن أو أحد المعصومين وعلى رأسهم رسول الله(ص) ولا نريد منه رأيه فلسنا بحاجة إلى آراء فالآراء في الدين هي سبب بلاء هذه الأمة0



يا دكتور/ عارف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) لم يفشل ولا يمكن أن يفشل بل الأمة هي التي فشلت وخسرت إذ لم تهتدي بهداه قال تعالى: ( إنّما أنت منذر ولكل قوم هاد)(الرعد:7) فقال رسول الله (ص): ( يا علي أنا المنذر وأنت الهاد بك يهتدي المهتدون بعدي)(المستدرك3/129* تفسير الفخر الرازي 19/14* تفسير ابن كثير2/501* تفسير الطبري13/63) وهذا مذكور في كتب صحاح أهل السنة والشيعة* وقال تعالى: ( أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمّن لا يهدي إلاّ أن يهدى ما لكم كيف تحكمون) (يونس:35)لم يكن همّ أمير المؤمنين ومن قبله رسول الله(ص) السلطة والملك بل إرساء القواعد الدينية وإنقاذ البشرية وتعريفهم الحق من الباطل* أمّا السلطة كيفما كان ولو كان المبايع أمثال أبي سفيان فقد تسلط فرعون وتجبر وعندما جاء نبي الله موسى (ع) وهارون(ع) ويوشع بن نون(ع) روحي لهم الفداء ولكل أنبياء الله أراد بنو إسرائيل أن يتسلطوا ويظلموا كما ظلمهم فرعون من قبل لكن بواسطة نبي الله موسى(ع) فلم يجاريهم موسى لأنّ الموضوع هو تقديم منهاج رباني أفضل من حكم الفراعنة والطغاة لا ظلم فيه ولا تسلط وإلاّ فما فائدة التغيير إذا كان هو مجرد تبديل ظالم بظالم* حكم فرعوني تسلطي بآخر مثله ويستمر حكم الطاغوت* ولمّا جاء سليمان(ع) أراد أن يخرج من بني إسرائيل عقدة التسلط والإنتقام بأن جعل من ملكه بناء حضارة ومشاريع لخدمة الإنسان وليس قصور ومقابر للملوك كما عمل الفراعنة قال تعالىنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعييعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات)(سباء:13) لكنّهم( ليس كلهم فمعظم أهل اليمن كانوا يهود من بني إسرائيل ولكنّهم أسلموا إتباعا لوصايا موسى ويوشع بن نون) قد كتبوا لأنفسهم أنّ مملكة إسرائيل من النيل إلى الفرات وأن كل يهودي يقوم على خدمته ألف وثمانمائة عبد* وإذا بهم يقدمون نموذجا يشبه حكم الفراعنة إذ يستبدلون الإستعباد الفرعوني باستعباد آخر بإسم الدين0 فأمير المؤمنين كان يحرص على الكيف وليس على الكم قال تعالى: ( شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط)(آل عمران: 18) ولذلك انتظر حتى جاءته الأمة بعد أن لوعوها فكانوا يتدافعون عليه تدافعا وظلوا أربعون يوما يترجونه أن يمسك الخلافة فهم بحاجة إليه وهو ليس بحاجة إليهم ولا إلى دنياهم فكان يقول: ( دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وله ألوان لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول00 فإن تركتموني فإنّما أنا كأحدكم إلاّ أني من أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم وأنا لكم وزير خير لكم مني أمير)(نهج البلاغة* بحار الأنوار32/35). ثمّ ما ولي الخلافة إلاّ بعد أن قبلوا بشروطه وهو الحكم بالمنهاج القرآني المحمدي(واعلموا أني إن أجبتكم أركب بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب) لا فرق بين غني وفقير وأمير ووزير وشيخ ومواطن00 الخ فكان يقسم بينهم بالسوية فكان لا يعجب القوم الذين كانوا يحترمون مشائخهم وكبرائهم* ولكن هذا هو الدين* وعندما عزل معاوية أحتج عليه أناس ممّن كانوا يعتبرون أنفسهم حكماء منهم ابن عباس وقالوا السياسة أن توليه لفترة ثم تعزله بعد أن تستقر لك الأمور فقال(ع): ( ما كنت متخذ المضلين عضدا)(الكهف:51) لأنّ أمير المؤمنين هو نفس الرسول كما قال تعالى: ( وأنفسنا وأنفسكم)(آل عمران:61)(الدر المنثور للسيوطي 2/39* ابن كثير 1/379* فتح القدير للشوكاني 1/347* الكشاف 1/649* دلائل النبوة ص297-298* مستدرك الحاكم 3/147) عمله سيصبح تشريع يلتزم به كل من يأتي بعده إلى يوم القيامة من تولية الظلمة على رقاب الناس بحجة أنّ أمير المؤمنين قد شرّع هذا وولّى الظلمة والطغاة* ولذلك كان يقول لأهل العراق: ( لا أشتري صلاحكم بفساد نفسي بل يسلط الله عليكم قوما فينتقم لي منكم فلا دنيا استمتعتم بها ولا آخرة صرتم إليها فبعدا وسحقا لأصحاب السعير) (الكافي8/360) فإذا كان أمير المؤمنين يولي الظلمة والمجرمين فما فائدة الرسالة السماوية وما فائدة الدين ولماذا جاء محمد(ص) ومن قبله الأنبياء؟! قال الشاعر الكبير احمد مطر:

أفتى لنا أعمى العميان تسعة أعشار الإيمان في طاعة أمر السلطان

حتى لو صلّى سكران حتى لو أجرم أو خان

فإذا كان فرعون حبيب الرحمان والجنة في يد هامان فلماذا أنزل الله القرآن

أنزل من أجل تفصيل دشداشات تشبه أنصاف القمصان؟!

لا أنزل من أجل أن يمحو من الأذهان بدعة معجون الأسنان؟!

لا ما كنت أحسبه أنزل إلاّ من أجل تحريم شرب الدخان؟!



فليس المهم الحصول على الخلافة كيفما كان وبأي ثمن (والغاية تبرر الوسيلة) هذه قاعدة فرعونية طاغوتية أذاقت البشرية ألوان الفجائع والمصائب عبر التاريخ* ليست الخلافة وليمة وليست مكرمة كما قال الأمام الصادق للمنصور الدوانيقي عندما قال له: (يا جعفر بن محمد لم لا تهابنا كما يهابنا الناس ولم لا تأتينا كما يأتينا الناس* فقال له الإمام(ع)نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ليس عندنا دنيا فنخافك عليها وليس عندك آخرة فنرجو ذلك منك ولا أنت في نعمة فنهنيك ولا تراها نقمة فنعزيك فعلى ما نأتيك؟! فقال الدوانيقي: تأتينا لتنصحنا؟ فقال الإمام: من أراد الدنيا لا ينصحك ومن أراد الآخرة فلا يصحبك؟!) (مستدرك الوسائل12/307* البحار47/184* المناقب لابن شهر أشوب 4/220* أبو زهرة الأمام الصادق* العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي 2/80) إلاّ إذا أقامت الحق وأقامت الدين وهذا هو ما عمله الأئمة المعصومون تولوا أم لم يتولوا* ولذلك عندما دخل ابن عباس على أمير المؤمنين(ع) وهو يرقّع حذاءه فقال له ابن عباس: لم لا تعطها للمرقّع يرقّعها* فقال الأمير(ع): ( لقد استحيت من راقعها من كثر ترددي عليه* ثم قال(ع) مخاطبا ابن عباس: ما قيمة هذه الحذاء* فقال ابن عباس: لا قيمة لها؟ فقال أمير المؤمنين: والله إنّها أعز عندي من دنياكم* إلاّ أن أقيم حقا أو أدفع باطلا)(نهج البلاغة1/76)* الأنبياء والأوصياء أتوا لكي ينتشلونا من الهيولي إلى عالم المجردات من الدنو إلى العلو من دنو المادة وعالم الشهوات إلى عالم الغيب والملكوت فكان كل سعيهم من أجل هذا ونحن نظن أنّ من تسلّط على المادة والماديات هو الكريم والكرامة* إنّ الماديات رجس والله سبحانه قد أذهب عنهم الرجس قال تعالى : ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)(الأحزاب:33) الرجس المادي والمعنوي* ولذا نجد أنّ فاطمة(ع) لا تحيض كالنساء(التهذيب7/470ح90* 475ح116*المناقب 3/110*فيض القدير 4/555نقلا عن الدلائل للبيهقي* ابن جرير الطبري1/254) كذلك النبي والأئمة لا يتبرزون ولا تخرج منهم الروائح الكريهة لأنّها رجس لكن مشكلتنا أنّا لم نعرفهم* لماذا كان الصحابة يتنافسون على من يأخذ ريق رسول الله(ص) ونخامته والتي كانت رائحتها أفضل من المسك (دلائل النبوة للبيهقي6/225-226*الإصابة7/644-645)* ولماذا رسول الله(ص) نهى عن دخول المسجد النبوي كل من أجنب إلاّ علي والحسن والحسين وسدّ أبواب كل الناس حتى العباس والحمزة لأنّ هؤلاء لا ينجسون حتى لو أجنبوا هذا لكي نفهم ولم نفهم(أخرج الترمذي في المناقب ح3727ص5/640 تاريخ بغداد7/421*تاريخ بن عساكر-ترجمة الأمام علي-2: 444/955 سير أعلام النبلاء8/205* مسند بن حنبل4/369 مستدرك الصحيحين: 3/125-116) ثم المطلوب هو تطهيرنا إذا ارتبطنا بهم وابتعدنا عن حب الماديات واتجهنا نحو عالم الروح ولذلك قال تعالى: ( إنّ الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)(البقرة:222) فنحن نتطهر أما هم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا* ولذلك الروايات ذكرت أنّ المؤمنين في الجنة لا يتغوطون000ألخ بل يعرقون ويكون عرقهم ريحه كالمسك* فأهل البيت المعصومين مسك طاهرين في الدنيا قبل الآخرة* هم ليسوا مادة بل أرواح قدسية ولكنّهم حلّوا بيننا وخلق الله لهم أجسام لكي نستطيع أن نتعامل معهم* قال تعالى: ( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليه ما يلبسون)(الأنعام:9) ونحن الأصل فينا ومناط التكليف هو الروح ولكن الجسم هو عبارة عن وسيلة وهذه الحياة الدنيا مزرعة الآخرة واجب علينا أن نرتقي فيها بالأعمال الصالحة0

إلى هنا يكفي واعذرونا وتقبلوا خالص تحيات


الأستاذ/ علي أحمد الأكوع

nalakwaa@hotmail.com