[COLOR="Red"][/COLOإن ما كتبه وسجله الشاعر الكبير محمد أحمد منصور عن الوحدة ومن صنعها وضحى من أجلها لا يستطيع المرء أن يذكره هنا كاملاً.. فهو ربما يعدُّ الشاعر الأول والأوفى والمؤرخ العبقري لهذا الحدث العظيم كما يعدُّ الاغزر والاعمق والأقرب إلى التعبير الصادق عن تفاصيل الأحداث الوطنية العظيمة.. ولعظمة ما يكتبه هذا الشاعر من درر وقلائد تنفذ الطبعة تلو الطبعة حتى تأتي الطبعة الرابعة لأعماله الشعرية الكاملة والتي ظهرت في ثوب قشيب وحلة بهية الأسبوع الماضي، وقد تفضل مشكوراً بإهدائي إحدى النسخ التي سنحت لي الفرصة من خلالها أن أطلع على روائعه واستخلص -لأضع هنا- أبياتاً رائعة وعميقة اختطت بالوحدة اليمنية المباركة علّني أقدم للقارئ الوطني خلاصة ابداع شعري متمكن لحدث عظيم وصانع أعظم .. فالشاعر جعل هذه الوحدة همه الأول وملهمهُ الأروع فكانت شغله الشاغل منذ صباه..
أنا من تغنى في هواك من الشباب إلى المشيب
حيث ظل محمد أحمد منصور ينشد الوحدة ويسعى من خلال شعره إلى استنهاض الهمم وإيقاظ العزائم والدعوة إلى تحقيق هذا الحلم لأنه ضرورة حتمية طالما حلم بها الشعب ولابد أن تتحقق ولايهمُّ اشتراط أي شعارلها..
مَنْ لي بوحدة أمة تنقض مسرعة الوثوبِ
سيان كان شعارها شكل الهلال أو الصليبِ
فالشاعر كان يرى ويؤمن ان الوحدة تتجه نحو التحقق ولا تنتظر إلاّ الاعلان فهي إدارة شعب كالطوفان.. فلا عاصم لمن سيقوم ويقف في وجه تحققها لذا نجد الشاعر ينادي بل ويأمر بالتوحد.. مستغرباً من تأخر تحقيق الوحدة اليمنية..
فوحدة الشعب كالطوفان ليس لنا
من عاصم فعلى اسم الله والوطنِ
توحّدوا هذه الدنيا قد اتحدتْ
لم يبق في الأسر إلاّ وحدة اليمنِ
وهكذا ظل الشاعر محمد أحمد منصور يعتصر آماله واحلامه ويجسّد سعيه نحو هذا الحدث العظيم والحلم الكبير للشعب فتارة يوجه أمره الاستعطافي لمن يهمهم الأمر..
تعالوا لننبذ أحقادنا ونسعى لوحدة شعب سعيد
وتارة أخرى يوجه للمفرد أمره لأن الشاعر يرى فيه القدرة على صنع هذا الأمل وعلى سبيل الحث قال:
قم نصنع الوحدة الشماء في وطنٍ
قد عاش ما بين أجزاءٍ واشطار
وعندما تحقق الحدث وألتحم الشعب والتأم الجرح ظلت لحظة نصب العلم عالياً في ذاكرة هذا الشاعر المفعم بحبه لوطنه واخلاصه لوحدته..
أنالم أنس لحظة مُذ نصبنا علم الوحدة الرفيع بديلاً
صفق البحر وانتشى الموج حتى سبحّ الثغر بكرة وأصيلا
وترامى منكساً علم التشطير حتى غدا ضئيلاً ذليلا
وراح الشاعر يشدو بمحبوبته ويمنحها جلّ ما تعتصره ذاكرته واحاسيسه وإجهاشاته..
يالهذا الزمان ما أنجبتْ عنه الليالي والحادثات ضروب
هبّ في غمرة الحوادث شعب يتلاقى شماله والجنوبُ
يبتني وحدة تظل على الشمس فيزهو بها الفضاء الرحيبُ
يبتني وحدة لها في نياط القلب نبض في سيرها ودبيبُ
صنعتها نفوس شعبٍ أبي لا حسام ولا دم مصبوبُ
وهكذا نجد الشاعر يمجد ما قدمه الشعب تجاه الوحدة التي ألتصقت به فهو من قدم كثيراً من شبابه من أجل التخلص من النوى والتشتت..
ها هنا الوحدة التي أمهر الشعب
عليها العديد من شبانه
ها هنا الوحدة التي هزمت
جيشاً يغطي السماء في طيرانه
جمعتنا بعد النوى وحدة الأرض
وعزّ التاريخ من قحطانه
ويشير الشاعر في قصيدة أخري بأن الوحدة محاطة برعاية الله فهو ناصرها وحاميها ولأنها جاءت نتيجة إخلاص ووفاء ومصداقية من قبل الشعب والمخلصين من ا لقادة.
ياوحدة لن يزال الله ناصرها
يقيم في كل ليل حولها رصدا
وإن رأى حولها الأمواج ضاربة
يمدُّ كفاً إلى إنقاذها ويدا
قد اتحدنا وعين الله حارسة
ولن يضيع جهود المخلصين سدى
قد اتحدنا وللإعداء مصطخب
كالبحر يضرب في امواجه الزبدا
قد اتحدنا ولم نضمر على أحدٍ
في النفس شراً ولم نذلل بها أحدا
وذهب الشاعر محمد أحمد منصور ينادي الطبيعة والزمان والدهر.. و.. لينعما بهذه الوحدة فكان يكثر من أساليبه الانشائية ليجسد مدى عظمة هذا الحلم الكبير..
فابتسم يازمان للوحدة الغراء وكن مخلصاً وفياً نبيلاً
وتخيرلها من الشهب عرشاً وضع الشمس فوقها إكليلاً
لا تعد عرسها الجميل الموشى مأتماً في ديارها وعويلا
وتمتع بحسنها الزاهر الفض وقبل أكفها تقبيلا
واقصِ من رام أن يعطل فيها غرراً من جلالها وحجولا
افعل كل ذلك أيها الزمان فهي:
وحدة لم تقتل النفس ولا أممت أرضاً ولم تنهب ثراها
وحدة ما سفكت يوماً دماً
لا ولا اغتالت أباها أو أخاها
وحدة لم تقتل الآلاف في
عدنٍ كلا ولا مدت رداها
إذاً اهي أشرف من أن يتفوه عنها المغرضون ومصاصوا الدماء وأصحاب الرؤى الضيقة والأحلام المنغلقة والدعاوى المزيفة وليست هذه الوحدة غريبة وسيبقى عزاً ومنعة..
وما وحدة الشطرين كانت غريبة
ولكنه التشطير قد كان أغربا
أرى الوحدة الشماء ملكاً لشعبها
وإن ألبَّ الدهر العنود وأجلبا
ستبقى بقاء الدهر عزاً ومنعة
وقد تنكب الدنيا ولن تتنكبا
وكأن الشاعر في بعض قصائدّه سمع الترهات التي تردد حالياً من قبل أناس لا يحلو لهم أن يروا الشعب اليمني واحداً آمناً ومستقراً فلجأوا إلى الخطب والشعارات والتشكيك تحركهم أصابع الظلام وبقايا أحلام الانفصال..
ماذا يريدُ الانفصال وقد
توحدّ الشعب واشتدت يد بيدِ
يادرة الثغر إن الخائنين مضوا
ومالهم من قلوب الشعب متسدِ
ولم يكن هذا الاستفهام التعجبي الذى اطلقه الشاعر محمد أحمد منصور إلاّ امتداداً لتحقير تلك الرؤى والفكر الناقصة والبائسة والمذمومة والتي لا تصدر إلاّ من المجرمين..
يابئس فكرة مجرمٍ
صاغت قرار الانفصال
ويستمر الشاعر في تأكيداته لرسوخ الوحدة وعدم الانجرار إلى التشطير مهما كانت المغريات والخيانات.. فالوحدة اليوم لن ترحم من يفكر في خيانتها أو التشكيك برسوخها..
مذ أحست بالانفصال تلظت
لهباً جامحاً وهولاً مهيلاً
وأحالت وجه البسيطة بركاناً
رهيباً فكان يوماً ثقيلاً
لذا فليطمئن الجميع على الوحدة بعد ان طال بناها وما علينا إلاّ ان نهتف من الاعماق :
فاهتفوا ياقوم من أعماقكم
لا انفصال بعد أن طال بناها
ولأنها:
وضعت كفها بكف «عليًّ» ترمق الفجر والغد المأمولا
والمتعمق في دلالات وأبعاد الصور الفنية في أبيات الشاعر محمد أحد منصور يكتشف البراعة المدهشة لدى هذا الشاعر كونه شاعراً محكوماً بوضعٍ وطني.. فهو يريد أن يوصل رسائله إلى « المغرر بهم» أو «الرفاق» بالأخص هذا من جانب ومن جانب أخر يريد أن يبدع فنا "خالداً" مؤثراً معبراً بصدق عن الأوضاع السائدة حالياً تجاه الوحدة العظيمة..
لو أراد الدهر يثني عزمها
لم يطق تحويلها عن مبتداها
إنها صورة تعطي المتأمل دلالة متكاملة لمدى حب الناس للوحدة التي لو حاول الدهر إثناء عزمها لم يطق تحويلها وهذه الصورة الاستعارية لإرادة الدهر تضمنت تأكد الشاعر وادراكه أن قيم الشعب وولاءه ووفاءه للوحدة لن يتبدل وإنما يزداد تجزراً يوماً بعد يوم..
وحدة الشعب سوف تبقى مدى الده
ر وان ضج منبر وخطيبُ
وحدة الشعب لا يشكك فيها
أو يماري إلاّ دخيل غريبُ
ولأن قصائد الشاعر كثيرة جداً وما خص به الوحدة جم ولا يمكننا إيراده كاملاً في هذه المساحة أرتأيت أن اقتطف بيتاً من هنا وبيتين من هناك حتى يتمكن القارئ من الاطلاع عن كثب مدى ارتباط الابداع بالأحداث العظيمة وحتى لا يفوته التغني بهذه الوحدة من خلال ما أوردنا من روائع للشاعر الكبير محمد أحمد منصور الذي أكد في أكثر من موضع شعري بأن الشعب لن يفرط بوحدته لأنها كتبت بدم أبناء الوطن الموحد..
يا وحدة بدم الأبطال قد كتبت
لما ذرت مهج الأحرار أشلاءَ
إنّا نفديك بالأرواح غالية
وسوف نحميك أحفاداً وأباءَ
يا وحدة قد حماها الشعب من فئة
ساءت إلى الناس أمواتاً وأحياءَ
ويقول:
يا وحدة قد أقمناها ويا علماً
في ساحة الشمس أضحي خافق العذب
فكلنا إخوة في ظل رايتها
هذا أخي حين أدعوه وذاك أبي
وينادي فتية الشعب بأن يوم تحقيق الوحدة هو يوم العز..
يا فتية الشعب هذا يوم عزتكم
قد ابتنى وحدة في الدهر شماء
وظل الشاعر يمدح ويمجد الشعب ويهيب بالشعب العظيم الذي كانت إرادته فوق كل الاردات فألغى أيام التشطير حيث لا يعرف جنوباً ولا شمالاً..
لله هنالك من شعبٍ ألغى أيام التشطيرِ
ويقول:
لا يعرفون شمالا في مواطنهم
ولا جنوباً فكل الشعب لليمن
ولعظمة الوحدة وانتماء الشاعر لها لم نجده يغفل أي شيء كانت له يد طولى في تحقيق حلمه فما بال الشاعر حين يقتصر احاسيسه تجاه من صنع الوحدة التي ..
ركعت بين يديه بعد أن
عرفت الاَّ سواه لسواها
إنه الجهد الاعظم الذي سطره التاريخ بأحرف من نور للقائد الرمز علي عبدالله صالح محقق الوحدة لذا سننشر هنا بعض ما كتبه شاعرنا الكبير عن بأني نهضة اليمن وملمّ شمله هذا القائد الذي..
سعى جاهداً إلى الوحدة الكبرى
مجداً فحقق التأميلاً
صنع الوحدة التي انتظر الناس
لتحقيقها زماناً طويلاً
لم لا وهو القائد الذي ولد ليبني المنجزات ويصنع الوحدة ويدافع عنها في آن معاً..
صنع الوحدة صبحاً في يدٍ
وبأخرى قد رمى عنها عداها
هذا القائد الرمز الذي حقق مالم تستطع لجمعه ملوك طالت عروشها..
ووحدت شعباً ما استطاعت لجمعه ملوك ولو طالت عروشاً وتيجاناً
ويدعو الشاعر قومه ليعرف من سيحمي هذه الوحدة المباركة التي بناها القائد "علي"
بنى «علي» لهذا الشعب وحدته
يا قوم من منكمو حقاً سيحميها
ويخاطبه الشاعر معرفاً له بحقه على هذا الوطن لأنه من حقق آمال هذه الحشود من الشعب
وأطلعت في لحظة وحدة
يمانية رغم من شطروا
وحققت للشعب آماله
فعاد لأنسابه يذكر
ويقول :
والوحدة الكبرى يقود سفينتها
«سبأ» كملاح قدير ماهر
اذاً يكفي علياً أنه انجز هذا الحدث التي كادت الأيام ان تمحي ذكره
«علي» حسبك ما انجزت من حدثٍ
في وحدةٍ كادتٍ الأيام تمحيها
ولأن الشاعر محمد أحمد منصور قد خصص الكثير من شعره للوحدة اليمنية المباركة وبذل ابداعه لمناجاتها وملأ قلبه حباً لها جاءت كل تعبيراته الشعرية الصادقة بعظمة الوحدة صادقة ومؤثرة ومعبرة عما تجيشه كل الأنفس الوطنية كما أنها ابرزت إلى حد التجلي أحاسيس الشاعر المحب للوحدة وصانعها..
لذا يبقى الحديث ذو شجون والمساحة لا تتسع للأكثر الذي كتبه الشاعر محمد أحمد منصور القائل:
وطني أنت وحدة نظم
الله قواها ودرب الأبطال
فلتعش أنت فوق كل عميلٍ
ودخيل مهما طغى وتعالى
R]