اليوم أجيت أكتب لكم وأنا محروق \: من بعض الناس إللي يفعلوا نفسهم غيورين على الدين وكأنهم أكثر غيره عليه من حبيبنا وشفعينا ورسولنا الكريم - محمد صلى الله عليه وسلم - .
لندخل إلى القصة كنا في المسجد نصلي صلاة المغرب عندما رن تلفون أحد المصلين بنغمة ليست بأغنية ولكن لحن سريع بعض الشيء .. كان رجلاً كبيراً بسن ذو بشرة ناصعة البياض وذو شكلٍ وقور !!
رن جواله ولم يغلق الجوال إلى أن أنتهاء من صلاته - صحيح كان يفترض يغلقه ولكن لجهل الرجل لم يفعل - ويا ليته لم ينتهي \: أعتلت الأصوات وبدأ الناس بالصراخة وقام أحد الأشخاص وشتم الرجل في بيت الله أمام ناظر الناس - بما فيهم الإمام - ولكن لم يحرك أحداً ساكناً بل البعض كانوا ينعتون الرجل بالغباء والجهل ..
بصراحة لم أتمالك نفسي وقمت وأسكتُ الرجل الذي قام وشتم الرجل وأخبرته بأنه متعجرف ولا يفهم بالذوق ولأني كنت معروف بالحارة - بعكس الرجل الغلبان - وقام البعض ووقفوا معي .. وخرج الرجل وهو يشعر بالذهول ولم ينطق حرف واحد سوى كلمة شكراً المليئة بالحياء والخجل !!
لم تكن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام إلا مدرسة يتعلم فيها المسلمون شؤون دينهم وحياتهم وأخلاقهم وتعاملاتهم ...
ولقد أخبرنا رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام إن الرفق لايكون في شي إلا زانه ولا ينزع من شي إلا شأنه *** وبذلك زكاه رب العالمين بقوله ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) وقوله سبحانه ( وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين ) وقوله سبحانه ( وانك لعلى خلقً عظيم )
وقوله رسولنا : ( إنما بعثُ لأتمم مكارم الأخلاق ) .. وكلنا يذكر قصة المرآه البغي التي دخلن الجنة لمجرد سقيها لحيوان ( كلب لاهث ) ..
وجميعنا يذكر قصة الإعرابي الذي قال لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عندما رأه وهو يقبل ولده الحسن بن فاطمة * فقال الإعرابي : تقبلون الأولاد عندكم !! والله أن عندي عشرة من الأولاد ما قبلت واحداً منهم .. فرد عليه - عليه الصلاة والسلام : وهل أملك أن نزع الله الرجمة من قلبك !!
وإما التطبيق العملي لما سبق فكثير هي الامثله في حياته عليه الصلاة والسلام ولكن من ابسط الامثله قصة الإعرابي الذي قضى حاجته في المسجد وأظنها قصة مشهورة ولكن العبرة المستخلصة منها إن نبينا عليه الصلاة والسلام يدرك إن هذا الرجل ( يجهل ما يفعل ) فهو إعرابي ( ليس من أهل المدينة وحديث العهد بالإسلام )
ونتيجتاً لتصرفه المتواضع والحكيم علم أصحابه أسلوب الرفق والحلم وحسن التعامل معه وعلى كل من هم في حكمه وأحواله
فمن لا يَرحم لا يُرحم
فأين الحكمة في وأين الرفق في التعامل وأين الرحمة للجاهل وأين التطبيق الفعلي لإاوامر النبي عليه الصلاة والسلام
حدث ذلك والمسجد يكتظ بالعشرات من المصلين !!!!
هل هكذا يحب الناس الإسلام !!!
أعرف واحد يمكن تعرفه مس جيجي سافر أمريكا عند عائلة كاملة وبفضل الله تعالى ثم حسن خُلق الولد أسلمت العائلة على يديه (:
إن مانعانيه مع هؤلاء ليس في أصول الدين وليس في كوننا من أهل السنة و لكن المشكلة تصب أصلا في طريقة عرضنا وتعاملنا مع الناس
فتجد إن ( بعض الملتزمين ) مبتلين بتزكية النفس من حيث لايشعر فهو يرى انه على حق دائما وانه خيرا من الناس واعلم منهم وينسى - أو يتناسى عشان يكون اللفظ أبلغ وأقرب للواقع (; - انه بفضل الله ورحمته هدي إلى الصراط المستقيم لا بجهده ولا بقوته هو
ونتيجة ذلك يكون تعامله مع الناس بنوع من الفظاظة والتعالي \:
مالذي سيحمله هذا الرجل من ذكريات عن هذا الموقف ؟؟؟
لنفترض أنه حديث الإسلام .. ما هو موقفه !! .. لربما ترك دين الإسلام \:
بصراحة قدنا رأسي محروق وأعصابي تعبانه أترككم وبأرجع أتناقش معاكم (:
تحياتي
المفضلات