السلام عليكم
اهديكم اجمل رسالتين قرئتهما في حياتي وكاتب الرسالتين عالم جليل وامام كبير من ائمه العصر المشهود لهم بالعلم والاجتهاد وهو عالم روحاني من علماء الهند المنتسبين الى بيت النبوه وهو العلامه ابو الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله وقد كتب رسالتين الاولى من العالم الى جزيره العرب وقد صور فيها بلسان الحال ان العالم يتكلم تصوير بليغ دقيق وكتب الرساله عام 1950م وقد تحققت نبؤه الكاتب فيما ذهب اليه
وخاصه هذه الايام في الازمه الماليه العالميه وما سيحدث اعظم
ثم عبر ايضا بلسان الحال رساله من جزيره العرب الى العالم تصوير عالم يفهم الواقع ويفهم التاريخ ويفهم الفلسفه والصراع بين الحقيقه والخيال اترككم مع نص الرسالتين واتمنى الدعاء لصاحب الرساله ولي
ه ،



مساء الخير ياجزيره العرب لي معك اليوم حديث خطير قد خبأته لك من زمان وصرفتني عنه خطوب ونوائب شغلت خاطري إلا ان هذا الحديث قد ملك اليوم قلبي وثقل على نفسي فلم أر اليوم بداً من أن أفضي به إليك ؛

وأتنفس مما أجده من الضيق والألم .

زهدني في هذا الحديث ما كنت أراه من إنسحابك من الحياه وتنزلك عن القياده التي تبوأتها زمناً غير يسير* وما كنت أراه من رغبتك في العزله عن العالم وما يقع فيه من حوادث .وما يتجدد فيه من شؤن

وكرهت أن ازعجك واقلق بالك وقت :لقد رقدت الجزيره بعد سهر طويل سهرته في مصلحتي *واستراحت بعد عناء كبير تحملته في سبيلي فلا ينبغي لي أن أوقضها وأقض من مضجعها * ولكن الخطب كان أجل من ذالك وأعظم *ولم أرى مفزعا بعد الله إلا إليك وقلت :لقد وجدت في هذه الجزيره غوثاً ونجده قبل ثلاثه عشر قرناً* وقد أحيط بي يومئذ*فعسى أن أجد فيها فرجاً وروحاً مره ثانيه .

أراك أيتها الجزيره تنظرين الى نفسي نظره الحياء * وتلقين على نفسك نظره الازدراء * تنظرين الى نفسي بالصناعه والاختراع *

وإلى تسخير الإنسان لليخار وا لكهرباء* وتسخير الطاقه الذريه في الزمن الاخير (( بل النوويه ))*

وتقولين في شيء من الخجل والاعتراف .وفي شيء من الجراءه والشجاعه : لقد تقدم العالم بعدما خرج من حضانتي تقدماً مطردا

وقطع أشواطا بعيده في العلم والمدنيه * هوني عليك أيتها الجزيره العربيه فإن هذا الانسان الطائر في الهواء * العابث بأمواج الاثير

لايزال طفلاً صغيراً في أخلاقه وفي شعوره الاجتماعي *وفي عناده وقصور نظره وأثرته *وإيثاره الصور والاشكال على الحقائق والمعاني وافتتانه بالمهازل والملاهي *(( وهذا صحيح فنعرف افتتان الغرب بالموسيقى الصاخبه والحفلات الحمراء والسهر والليالي الاثمه كماهو ملاحظ من خلال افلامهم ))

فلو علمت أيتها الجزيره ما وراء الأكمه لهان عليك الخطب * وعلمت أن الجزيره لاتزال حيث خلفتها * وأن الانسان وإن اصبح يطير في الهواء كالطير *ويسبح في الماء كالسمك .فإنه لايحسن أن يمشي على الأرض كإنسان (( وهذه اصدق عباره فغزى الانسان الفضاء واخترع الكمبيوتر ولعب بالهندسه الوراثيه ولكن انظري هل استطاع ان يكون انسان على الارض يرحم الضعفاء ويواسي الفقراء ويكن مع الضعفاء بالعكس فهناك شعوب محتله مثل فلسطين ومقهوره مثل الدول العربيه ومتخلفه وهناك امم فقيره زي الافارقه في الصحراء ومضطهده وهنالك تمييز عنصري في امريكا واوربا ضد الزنوج ووووووو الخ كل هذه المظالم موجوده رغم تطور الانسان الا انه لم يستطع ان يكون ويمشي كانسان ))

أراك ايتها الجزيره تنظرين بدهشه واستغراب ألى معاهدي العامره .وإلى مكتباتي الزاخره .ومطابعي المتدفقه * وحركه التأليف والنشر القويه * وإلى هذا الادب الخصيب الذي يطلع كل يوم بشيء جديد * ولكن لاتعجلي !!!!! ؟؟؟

إن روح هذه الحركه التجاره والاستغلال ؟؟؟؟!!!

وإن كثيرا من حمله الاقلام يتاجرون بأخلاق الناس وظمائرهم * ويحبون أن تشيع الفاحشه في المجتمع وتروج بظاعه الخلاعه والاستهتار * (( مثل هذا الشيء لايحتاج الى توضيح فهو واضح وضوح الشمس وأصعب شيء كما قال الفلاسفه توضيح الواضح زي إنسان يطالبك بدليل على وجود ضؤ الشمس ونحن في الصباح ))

ولاتستغربي إذا حدثتك أن كبار المثقفين عندي لايفضلون في الأخلاق والصبر على مكاره الحياه والعزوف عن الشهوات وإنكار الذات على الأعراب الذين يضرب بهم المثل في الجفاء والجهل والاميه .

أراك أيتها الجزيره تصغين إلى الكلمات الرنانه التي تلوكها ألسنه السياسيين وترددها أقلام الصحفيين كالعداله الاجتماعيه والمساواه والحريه والجمهوريه * كأنك تسمعين إلى كلمات لها معنى وتطبيق في الحياه كما حدثتي العالم ايتها الجزيره من قبل بكلمات صادقه يوم كان اللفظ دليلاً على معنى ويوم كان الانسان يرى نفسه مأخوذا ً بقوله .... هيهات لقد تقدم الزمن وأصبح كثير من الكلمات لايقصد بها معنى ولاتراد بها حقيقه * فرحم الله من أعتمد على الكلمات وصدق أهلها فيما يقولون .

أراك أيتها الجزيره تنظرين إليا فتغبطيني على ما عندي من راحه وسرور وصفاء ونعيم وهدوء وسلام . لقد إستسمنت ياهذه ذا ورم * أنا جسم قد علتني أورام غير طبيعيه فظنني الجاهل صحيحا سليماً مع أني مريض دنف أشكو في كل عضو من أعضائي أوجاعاً وأوصاباً * أشكو في قلبي وجعاً وفي رأسي صدعا ً(( هنا يقصد امراض الشك والحيره التي تنتاب من ابتعد عن الفطره السليمه ))

وغي عيني نزفاً وفي دمي نزفاً وفي نفسي إختلاً *تاره أصاب بطوى وجوع تكاد تزهق له نفسي * وتاره ببطنه وتخمه تكاد تقضي علي وتقتلني وقد إجتمع حولي متطببون ومشعوذون يعالجونني بلأمراض ويداوون الداء بالداء * وبعمليات جراحيه خرقاء * لقد قتلوني قتلهم الله * عالجو مشاكل الاقتصاد بحركه منع الولاده * وسؤ التصرف بالمال بتحريم الملك الشخصي *وإستبداد الاشخاص بإستبداد الاحزاب

وإحتكار الافراد بإحتكار الشركات ...... والرأسماليه الجائره بلاشتراكيه المرهقه (( لقد انتهت الشيوعيه مع الاتحاد السوفيتتي وعادت الرأسماليه اليبراليه بنظام افضل من السابق ولكنه ظالم )) والاشتراكيه العمياء بالجمهوريه العوراء *

لقد داوو جور بجور وظلم بظلم وإسرافاً بإسراف وجهلاً بجهل وعلهً بعله * فزادوني مرض على مرض وضعفاً على ضعف .

إليك جئت أيتها الجزيره بما معي من أدواء وأوجاع وقد فضحت أمامك نفسي وكشفت سري فهل تغيثينني وتسعفينني كما أنغثتيني وأنقذتينني من الموت الاحمر * فلست اليوم بأقل حاجه إلى إسعافك وإنجادك من يوم بعث رسولك وأشرق عليا نورك !!

لاتغرنك أيتها الجزيره مني مظاهر المدنيه الجوفاء وهذه الطائرات المحلقه في الهواء وهذه الناطحات للسماء *وهذه الآلات التي ملأ صوتها الفضاء * فيسهل عليا ان أتخلى من كل هذا ومن كل كنوزي وأتنازل عن كل ما تنظرين إليه نظره الغبطه والطمع وأستبدل بها ما فقدته من الايمان الذي جاءت به الانبياء والرسل * والذي فقدته مع قوتي وشخصيتي وروحي * وأصبحت جسداً ميتً قد يطفو على الماء وقد يحمله الهواء .

نفسي فداؤك ياجزيرع العرب خذي مني ماشئت من سيارات وقطر وطائرات وماكينات والآت وزخارف وأدوات *وتصدقي علي بهذا الايمان الذي لاأجده في أسواقي ولاتنتجه مصانعي على كثره ما تنتج وعلى غرابه ما يخرج منها * ولم اكتسبه من مكتبتي الواسعه* ولايفيدني اياه فلاسفتي ومفكري وكتابي وزعمائي أنما افاده العالم ((امي )) ( يقصد به سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ))

لايزال في أحضانك *فعاش هذا العالم بعد ما كان ميتاً وأبص بعد ما كان أعمى * وتماسك بعد ما كان متزعزعاً ولم يصب احد شء هذا الايمان الإعن طريق هذا النبي الامي ولن يصب احدا الى آخر الابد الإعن طريقه * لذالك جئتك سائلا فلاتردينني خائبا !!

أنا أيتها الجزيره حائر تائه قد تكدست عندي آلآت وأدوات ووسائل ماعرفت كيف أصنع بها وكيف أستغلها * فإني الى الآن لم أعرف غايه هذه الحياه وما نهايتها ومن خالق هذا الكون ولأي شيء خلقه وما مركز هذا العالم وما روح هذه الحياه ؟!

وماهذه الآلات والمصنوعات بل ماهذه القوى المودوعه في هذا الكون وماهذه الخيرات المنبثه على الأرض إلا كسراً من كسور هذا العالم الكبير * فمن كان حائراً في هذا المجموع الكبير كان خليقاً بأن يكون حائراً تائهاً في كسوره خابطا في استعمالها * قد يستعملها في خير وقد يستعملها في شر * وطالما يستعملها بلا غايه * والغايات لاطريق الى معرفتها الإ الأنبياء والمرسلون * أما المكتشفون والصناع فإنما موضوعهم الآلات والصناعات * ولما تفردت بالوحي ايتها الجزيره تفردتي بالغايات ولما عنيت بالصناعه والاكتشاف تفردت بلآلات والمصنوعات وبإنفصالنا شقيت الإنسانيه فهلمي يامهد الايمان ويامهبط الوحي نتعاون على سعاده الإنسانيه وصالحها فأندي العلم والصناعه بالغايات والروح والايمان وأنجدي الدين بلآلات والوسائل . حتى تسير الغنسانيه رشيده الغايه سديده الخطى *على جناح السرعه والقوه * فبك تستفيد صلاحه الغايه وصحتها وبي تستفيد سرعه الوصول الى هذه الغايه الرشيده .

جودي علي أيتها الجزيره بنفحه من نفحات محمد صلى الله عليه وسلم أحل بها مشاكل حياتي وألغاز مجتمعي . وأحيي بها موات قلبي وأطفئ بها جحيم الماده التي أحاطت نيرانها بهذه المدنيه وبكل فضيله إنسانيه * وقد هبت نفحه منك في القرن الإسلامي الاول فحولت هذا العالم الفسيح من جحيم الى نعيم *وقد استدار الزمان كهيئته يوم بعث الله نبيه *فجودي على هذا العصر بنفحه جديده تنفخ فيه روحاص جديده وتبعث هذا العالم بعث جديد !

إنك تجودين عليا ايتها الجزيره بمقدار عظيم من البترول أدير به ماكيناتي وأسيربه عجلاتي *فأنا مدين لك بالفضل وأشكر صنيعك ولكنت انتظر منك _ ايتها الجزيره السعيده يامولد نبي الرحمه _شيئاً أعز وأثمن من الذهب الاسود *كنت انتظر منك أن تخرجي لي عجله الحياه التي غاصت في الوحل * وأن توجهيها التوجيه الصحيح وأن تخلصي ركابها من هذا المأزق *فقد عجزت حكمه الحكماء وصناعه الصناع من إخراجها فإخرجيها بما معك من حكمه النبوه وبقيه قوه الرساله والايمان واليقين * وسيريها بنور الشريعه الإلهيه والهدايه الإسلاميه !

وفي الاخير اقول لك إنك يا جزيره العرب قطعه مني يصيبك خيري وشري ويصيبك لفحي ونفحي * مايمكنك أن تعيشي منعزله عني فإن أدركتني وأصلحت شؤني فإلى نفسك أحسنت *اولا *فعليك وعلى أهلك جنيت !
رد جزيره العرب
مساء الخير ايها العالم * لقد سمعت كلمتك الرقيقه التي تنم عن إخلاص وحب وصدق *وقد خاطبت يوم خاطبتني جزأً منك وعضواً حياً من أعظائك

يشعر بشعورك ويتألم بألمك ويشاركك في السراء ولضراء وفي الشده والرخاء .

لقد ذكرتني بذكرك القياده العاليمه عهدا كلما تذكرته تحركت أحزاني وهاجت شجوني *لقد كنت كما تعرف جزيره منعزله عن العالم لاأسترعي نظراً ولاأشغل بلاً ولاترفع برجالي رأساً ولاتعيرهم شيئاً من العنايه *يقول رجالك المتمدنون إذا سئلوا عنهم : أعراب من جزيره العرب رعاه إبل وسكان وبر وأًصحاب فصاحه *لايعرفون الحضاره والمدنيه والعلوم * بينما بغلت المدنيه أوجها في بلادك الروميه والفارسيه *وبينما كنت تزخر بلبضائع والابنيه الشامخه والعلوم والحرف

ولكن_ من غير مؤاخذه_لقد إنظفأت شعله الحياه في جسمك وفقدت حرارتك الغريزيهوقد ضاعت رساله الانبياء في ترف الأغنياءوبؤس الفقراء وجورالأمراء ومطالب الحياه وتكاليفها التي لم تترك فراغاً في القلب* وسعه في الوقت *وبقيه في الصبر * حتى أصبحت لايوجد في إقليم واسع منك من يفكر في الآخره ويهتم بدينه وغايه حياته*وقلما يوجد في قطر من يعبد ربه وقد كنت في غير تواضع مصاب بأدواء خلقيه وإجتماعيه ودينيه *وبما تزري بأدوائك وعيوبك الإجتماعيه*ولكن كانت لاتزال في جمره من الحياه *وصبر على المكاره*وثبات على المبدأوإستماته في سبيل العقيده*وإستهانه في سبيل الحياه والماده *وبساطه الماده إلى غير ذالك ممايليق بإمه بيط بها جهاد طويل عريض.

نظر الله اليك وهو العليم الحليم الخبير *فرأى كل مايرضي السياحين ويسر المتفرجين من زهو المدنيه *ولايرضي الذي خلق هذا العالم لغايه *وخلق الخلق لعبادته*ونظر إلى امم الارض*فعمد إلى أحطها معيشه*وأخملها ذكر وأقواها على حمل الأمانه *فاختارها لرسالته وأبتعثها الى هذا العالم المنهار

.

أرسل إلي رسولاً ولدته أم القرى وعاش في أحضاني بين سمعي وبصري فإذا هو قره عين الإنسانيه وجمال الدنيا *وعلى جبل من جبالي في يوم لم أعرف خطره *أكرمه بالرساله وبعثه إلي ليكون للعالمين نذيرا

وأختارله رجالاً أنجبتهم ولكن لم الق لهم بالاً ولم



أحسب لهم حساب ً، ولكنهم أثبتو قيمتهم وكفايتهم

،

أبر الناس قلوب وأعمقهم علما وأقلهم تكلفاً

وأعلاهم همه ، وأثبتهم جناناً وأقواهم إيماناً يالهم من عباد ليل وأحلاس خيل .
هنالك نهضت بروح غير الروح ،وقوه غير القوه

،

هي روح الرساله وهي قوه الإيمان ،وفاجأتك

بحماسه وسرعه لاعهد لك بهما فإنه لاعهد لك من قديم الزمان بالإيمان وقوته . فنظرت إلي شزراً وظننتني من الغزاه الطامعين والملوك الطامحين
وظننت أني خرجت لمصلحتي ودافعي الجوع والفقر وقله الموارد ،فعرضت علي مايشبع جوعه الزاحفين ويرضى الملوك الطامعين فإذا الامر بالضد وليس الدافه إلا الشفقه عليك والحرص

على إنقاذك من داهيه الوثنيه وشرور المدنيه

،

فوقفت في سبيلي من غير جدوى وقاومتيني من

غير نتيجه ، فلم تزل قوتك الماديه تتحلل وتذوب

امام حرار الإيمان وقوه الروح حتى وضعت أوزارك وإستسلمت للقضاء الواقع

،
ولما زالت عند دهشه الفتح أقبلت على رسالتي

تدرسها وتتفهما ، فإذا هي خير الدنيا والآخره

وإذا هي رساله الإسلام والعلم والعقل وإذا هي

أساس المدنيه ومعراج الانسانيه ، قآمنت بها بلاد

ودانت بها أمم ، فأحلت لهم الطيبات وحرمت



عليهم الخبائث ووضعت عنها إصرها والأغلال

التي كانت ، ومنحتها الإمامه في العلم والدين والسياده في الحكم والسياسه .
وهنالك _ لاأخفي عليك _ وقعت كارثتي (( يقصد به هنا تراجع حضاره الاسلام منذ عهد العباسيين الى سقوط الخلافه الاسلاميه ))
بل كارثه العالم فقد ألهتني هذه الفتوح الواسعه والغنائم الزاخره ، والكنوز العظيمه والمدنيه الباهره ، التي لم يكن لي بها عهد فأطفأت شعلتي وأخمدت حماستي وبردت روحي وإبتلعت إيماني

ووقع على رجالي مع أخبرهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم (( ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخاف



أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم ))
فأصبح رجالي غير الرجال أجسامهم كأجسامهم الاولى بل هي أروع ((( أنظري الى الحكام

والفنانين والسياسيين سوف تنظرين عجباً صورهم جميله لكن ...؟؟؟؟)))
وملابسهم كملابسهم السابقه بل هي أفخر ووجوه

كوجوههم بل هي أشد نظاره وطراوه ولكن

أرواح بارده ونفوس خامده وقلوب خاويه

(( إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولو تسمع لقولهم كأنهم خشب مسنده )
هنالك أعتراني كسل وفتور وإعياء ورأيت

الاعتزال عن معترك الحياه فاني لاأطيقه

فرجعت أدراجي وأنطويت على نفسي لقد كان

إعتزالي عن الحياه رزيئه إنسانيه عامه وكارثه

عالميه عظمى فقد بقيت الامم فطعاناً من العنم

لاراعي لها ، وبقيت القافله وقد جد عنها السير وغاب عنها الخريت .
هنالك خبطت الامم في مدنيتها وعلومها وصنائعها

وسياستها ، وهنا كانت مصيبتك فقد أكتشف لك

المكتشفون وعلوم الطبيعه القوى الهائله والوسائل

الجباره ، وسخرو لك البخار والكهرباء والماء

والهواء ، زكرسو لك العلوم والحكم ، ولكن

إستخفو بالروح وهزأوا بلإيمان وأهملو تربيه الأخلاق فأصبح تقدمك معوجاً وجائت نهضتك

الأخيره هوجاء خرقاء ، وكنت كشجره بريه



تمتد فروعها وتطول على غير نسق فهذا ذاهب



الى اليمن وذاك الى الشمال وهذا وجد متسعا فطال

وهذا تضايق فقصر ، أو كولد ينشأ في مغاره دب

وحجر ذئب يجمع بين حده الاضافر وقوه الساعد ، وشراسه الاخلاق وصغر العقل .
لأجل ذالك وقع ماتشكو منه من تضخم الالات

وإضمحلال الغايات ، وسؤ التصرف بالقوه والخبط بالعلم وفساد أخلاق المثقفين ونهامه

الادياء والمؤلفين وكذب الصحفيين وتزوي

ر الزعماء والسياسيين وخرق الاطباء والمعالجين



، وماتشكو منه من عله الروح وإظطراب القلب وإنزعاج النفس فإن هذا كله _سامحني _ أيها

العالم _ من لوازم حضارتك وعقليتك التي

خلعت ربقه الدين وأستغنت عن هدب الانبياء

والمرسلين وأسست حياتها على القياس والتخمين وعباده الماده والقوه والشهوه .
ولو رأى أحد حضارتك لتنبأء بهذه النتائج وأنذر

منها كما يرى الانسان بذره فيتنبأ بثمرتها ، لقد

سرتني شجاعتك أيها العالم بإعترافك بلإفلاس

في الايمان وان مصانعك لاتنتجه وانه لايوجد في



أسواقك ولاعند علمائك وأن مصدره الرسول الاعظم الذي يستنكف من إتباعه فلاسفتك

وحكماؤك وأكثر منهم قادتك وزعماؤك ، فلاتستحي أيها العالم المتنور واحرص على هذا الايمان وكن جاداً في طلبه مهما كلفك من

التواضع والتعب ، فإنك بدونه جسد بلاروح وبيت بلانور

،
لاتعرض عليا مصنوعاتك من سيارات وزخارف

وأدوات فقد أخذت منها الكفايه وفوق الكفايه ، بل

أريد ان اشكو إليك ان سياراتك قد قطعت خيلي



العتاق التي كان يضرب بها المثل في الخفه والسرعه والامانه والوفاء والغناء في الحرب

، وقد أغرقتني زخارفك بالبذخ والراحه والكسل



والتبذير والاتكال على الآلات ، فضعفت الأجسام ووهنت القوى وتعطلت أيد عامله وانصبت دماء

اجسامنا في أجسام غيرنا فاسترد مني فضول مدنيتك لعلي استعيد بعض قوتي ونشاطي وأخلاقي التي كنت فيها مضرب المثل .
لقد أعيتك ايها العالم معضلات مدنيتك وألغا

ز مجتمعك وإنها لتتحدى تشريع المشرعين

وجهود المصلحين فتعجزها ، فاطرح عنك أيها



العالم الكبر والحياء زاقبل على هذا الكتاب الذي

جاء به محمد صلى الله عليه وسلم واستفته ولرجع اليه فيما ينوبك من الحيره والعحز

،

وادرسه ككتاب لاعهد لك به من قبل وقد نزل

اليوم ليرشدك ويأخذ بيدك وانظر كيف يحل لك

عقده بعد عقده ومعظله بعد معظله من حياه الفرد

الى حياه المجتمع ، وفي السساسه والاقتصاد

، وفي المدنيه والأخلاق ، ويمنحك مبادئ ودعائم

تؤسس عليها المدنيه الصالحه وتجمع بين سعاده

الدنيا والاخره ، إن هذا الكتاب المعجز يخاطب

فلاسفتك وزعماءك بما خاطب به رجال القرن السادس المسيحي
((

قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله

من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من



الضلمات الى النور بإذنه ويهديهم الى صراط مستقيم ))
غلبتك الماده ايها العالم فجئتني لاترغب الا في ما

أحتوي عليه من كنوز الثروه والقوه ولايهمك الا

في ما يجري في بطني من عيون البترول

فأعطيتك سؤلك وأشبعت نهمتك ، وإنما يعطى

السائل على قدر همته وقد جئتني اليوم تسأل أعز

ما عندي وأنفع للإنسانيه ، تسألني الإرشاد

والتوجيه فأهلاص وسهلاً بك أيها الزائر الكريم

ودونك المنهل العذب الصافي من الدين السماوي

والوحي المحمدي الذي أحتفظت به طول هذه

المده فارتو منه ماشئت ،
واستق منه الايمان واليقين ومبادئ الحياه السعيده

والعلم الصحيح والعمل الصالح والخلق المستقيم

والإتجاه الصحيح في كل حركه وفي كل دقيقه

وجليله ذالك الإتجاه الذي لايكون إلا بلإيمان بالله

وبرسله واليوم الاخر والحساب والعقاب تشرب

هذه المبادئ من هذا المعين الصافي واستمد منه



الحياه والشباب والرساله وأطلع عالماً فتياً مشرقاً



سخلق العالم الشائب المظلم العليل الذي فقد

الروح والحياه والشباب ، وأصبح لايحمل

رساله للإنسانيه