بسم الله الرحمن الرحيم
هاجم رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم ميشيل بلاتيني في زيارته إلى ليفربول في وقت سابق من الشهر الماضي موجة
من احدى مباريات ليفربول الانكليزي
وصول الأجانب - إذا كانوا مستثمرين أو لاعبين - إلى الأندية الانكليزية، خصوصًا أندية الدوري الممتاز. وأبدى رأيين في الموضوع من دون أن يعلن استعداده لتقديم أي اقتراح لهما، إذ قال: "إذا كنت تجلب أشخاصًا من أميركا إلى النادي وليس هناك أحد من باريس، أين هي باريس؟ اعتقد أن هذا غير صحيح. اعتقد أنه يجب على الأميركيين أن يستثمروا في بلادهم. وهل تريد في غرينوبل رئيسًا من اليابان ومدربًا من البوسنية و7 لاعبين أفارقة أو 4 من دول أوروبا الشرقية؟ أين غرينوبل من كل هذا؟".

واستدرك برأيين آخرين، لكنه قدم حلولاً لهما، عندما قال: "إذا أحضرت أشخاصًا من قطر وليس هناك شخص واحد من ليفربول أو مانشستر على أرض الملعب، أين هو ليفربول أو مانشستر؟ هذا الشيء غير جيد. ينبغي على القطريين أن يستثمروا في قطر. فهل يمكن أن نفعل شيئًا ضد هذا التدفق للمستثمرين الأجانب؟ سأحاول وقف ذلك. هل يريد ليفربول شيخًا عربيًا رئيسًا له مع وجود مدير فني برازيلي مع 9 أو 11 لاعب افريقي؟ أين ليفربول من ذلك؟ علينا أن نضع بعض القواعد والأنظمة لردع ذلك"؟

هذه التصريحات من رئيس "يويفا" أغضبت الكثير من مسؤولي كرة القدم الانكليز على الرغم من أن رئيس اتحاد الكرة اللورد تريسمان لا يعارض أي اقتراحات تأتي من الاتحاد الأوروبي للكرة حتى أن بعضهم أصبح يسميه بـ"اللورد الموافق".

وربما أخطأ هؤلاء بالحكم المسبق على بلاتيني، ولكن الاسطورة الفرنسي يزور الدول الأوروبية بكثرة ويتدخل في هيكل دوري محلي لها، بينما لا يتحدث
اللورد تريسمان رئيس اتحاد الكرة الانكليزي
عن أكثر المفاسد نفوذاً في أموال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهي بطولة دوري الأبطال للأندية الأوروبية.

ربما عندما يصل بلاتيني إلى مطار شارل ديغول عليه أن يغتنم الفرصة ليشير إلى نادي باريس سان جيرمان الذي تملك شركة الاستثمارات العقارية الأميركية كولوني كابيتال ما نسبته 62.5 في المئة منه، ومورغان ستانلي تملك حوالى 33 في المئة. وربما كان عليه في كل مرة يعود فيها إلى فرنسا أن يدعو إلى مؤتمر صحافي لتذكير الناس بأن "غرونوبل فوت 38" تم شراؤها من قبل شركة الاتصالات اليابانية. مع ملاحظة أن النادي كان يرأسه في عام 2004 كازوتوشي وتانابي مع وجود مدرب بوسني ولاعبين من توغو وبلغاريا وتونس والجزائر وساحل العاج واليابان والكاميرون و3 صربيين ومغربيين.

ولكن هل كرة القدم الانكليزية هي طائشة ومزعجة، حتى أن رئيس الاتحاد الانكليزي اللورد تريسمان في حديثه لإحدى نشرات الأخبار ربط كرة القدم في بلاده بالأزمات التي تحدث، ليس فقط في الجانب الرياضي فحسب، بل حتى الفشل في أزمة الاقتصاد العالمي.

ولكن هل كرة القدم الانكليزية مختلفة، خصوصًا إذا نظرنا إلى ترتيب الـ32 نادي في دوري الأبطال للأندية الأوروبية؟ الجواب حتمًا سيكون كلا. فكما هي الحال في انكلترا، المنافسة تقع إلى حد كبير في ثلاث فئات: أموال جديدة، وغالبًا ما تكون من أوروبا الشرقية. نجاح جيد في التمويل (كما في تشلسي)، والأسهم الموثوق بها والمربحة (كما في ارسنال). والمزيج من الاثنين، في شكل مؤثر لأندية النخبة الثرية المملوكة لأفراد أو الأسر أو منظمات (ليفربول ومانشستر يونايتد). ومع ذلك عندما يتحدث بلاتيني، فإن كرة القدم الانكليزية تنتقل إلى عالم من الخيال، العصر الذهبي لملكية الأندية: جزار في مجلس إدارة، فريق للأطفال لكل مجلس بلدي محلي.

بلاتيني يتحدث عن تشويه الأندية الانكليزية للبطولات، كما لو كان الدوري الممتاز الانكليزي هو وحده يتطور مالياً، بل إن كل الأندية في دوري الأبطال
من احدى مباريات باريس سان جرمان الفرنسي
للأندية الأوروبية تتطور مالياً بطريقتها الخاصة، فهي شركات، والشركات تهدف إلى القضاء على الخصم.

الاتحاد الأوروبي لكرة القدم هو شركة تجارية أيضاً. انظروا إلى الطريقة القاسية في أسلوب هجوم دوري أبطال أوروبا للمنافسات المحلية في كل دول أوروبية.
إذاً لا يهم أي مباراة سيختارها بلاتيني لحضورها، أو النادي الذي سيستضيفه. ليس هناك نادياً واحداً مشاركاً في البطولات خالياً تماماً من الديون التي تعتبر الهوية المحلية المثالية. لينظر رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بنفسه على ذلك.