بسم الله الرحمن الرحيم

الزامل لون من الواننا الشعبيه الغنيه عن التعريف وهي تستهوي الكثير منا بشكل كبير ويجد فيها الكثير متنفسا وتختلف المناسبات التي يستخدم فيها الزامل
وفعلا يكفينا الرسائل العميقه التي يحملها الزامل ويصفها ببلاغه في بيتين شعر فقط قابله للزياده وهنا تحقيق لفن الزامل المنتشر في جنوب الجزيره العربيه بشكل عام ويختلف من منطقه الى اخرى.
كم تمنيت ان يكون هناك من ذوي الخبره من يكتب تحقيق عن تاريخ الزامل لدينا موثقا ببعض الزوامل
اترككم مع هذا المقال الجميل جدا


نشأ فن الزامل من أصل خرافي فقد روى بعض المعمرون : أن بعض القبائل فرّت الى كهوف الجبال خوفا من هجوم المعتدي وفي هدأة الليل سمعت أصواتا جهيرة كثيرة العدد بديعة الإيقاع لم

تسمع أجمل منها إثارة وتحميسا وكانت تردد باللغة الشعبية ( زاملا ) يهز النفوس ويرنّح قامة الصمت وعندما أصغت إليه القبائل حفظت ذلك الزامل وهو :

قبّح الله وجهك يا ذليل------------ عاد بعد الحرايب عافيه

عند شب الحرايب ما نميل----------- باتجيك العلوم الشافيه




وكانت أصوات الزامل تقترب فتثير الفزع وتبتعد فترجعها الرياح وكانت القبائل تخرج من مخابئها فلا ترى أحدا وانما تسمع ضجيجا وتشاهد أمواج الغبار فتأكد المختبئؤن من اشتعال الحرب بين الجان وهيجهم ذلك فاجتازوا الخوف واندفعوا لمقارعة العدو وهكذا توارثت الرواية الشفهية زامل الجان جيلا بعد جيل الى مطلع هذا العصر وفي أحداث الحرب تسبق دعوة الاستنفار ترديد الزامل كإثارة تحمسية .

من الزوامل :

زامل الحرب .. إذا كان مكان المعركة قريبا كان الزامل من ضرب القصير أمثال هذا التشكيل :

بارق برق من عندكم----------- وأسقى البلايد عندنا

غصن القنا من عندكم---------- والقاطفي من عندنا


ومنه أيضا :

يا قاسمين الموت جينا له طلب--- والحرب هو عاداتنا من يوم شبينا وشب

عند الرجوع من الحرب يختلف محتوى الزامل وشكله وان كان ينتمي الى زامل الجان في مضمونه :

جينا بأعلام شافيه--------- بعد الحرايب عافيه


زامل الترحيب :

يا مرحبا وأهلا وسهلا----------- بالضيف ذي جانا عنيه

ومهما كان الزامل من صنع بد!ّع أو من صنع الجماعة فانه يعبر عن دعاية سياسية وحرب نفسية تسبق الحرب الفعلية ، والملحوظ أن الزامل المنطوي على إرهاب نفسي يبدأ بحرف النداء كما في زامل الجيش الذي اكتسح البيضا في منتصف العشرينات بقيادة محمد عبد الله الشامي :
يا درب ( ذي ناعم ) ويا حيد السماء---- اتخبري كم جت من القبله زيود

سبعه وسبعين ألف ذي عديت أنا----- من عسكر ( الشامي ) تناجي يا حيود






إن لغة الزامل السياسي قد تمرنت على التشكيل والأداء وأهتدت الى حسن بداية التخويف ، فعندما أراد الإمام أحمد استرداد السلاح من القبائل التي هاجمت صنعاء كانت قبيلة ( الحدا ) أحرص على استبقاء السلاح فأنفذ إليهم الإمام جيشا من قبائل ( همدان ) رددت هذا الزامل :

يا حدا يا خيرة الله عليكم-------------- حق بيت المال كلن يرده

بارق أحمد بايحوم عليكم------------ جيش لا يحصى ولا حد يعده



المرجع : فنون الأدب الشعبي في اليمن
عبد الله البردوني




منقول للأستفادة