لماذا ثلاثون عاماً والرئيس الصالح يقود البلاد * هل سئلتم أنفسكم هذا السؤال **؟!
نُريد أن نكون واقعين ونترك السلوكية جانباً حين أثبتت أنها لا تستقيم مع الطبيعة العامة لحياة الإنسان والمجتمع العربي **
فالرئيس علي عبدالله صالح تولى الحكم * في فترة ومنعطف خطير شهدت الساحة السياسية خلالها الكثير العنف والإنقلابات حيث كانت الأعراف القبلية هي المسيطرة وهذا لا يُنكره أحد **
فالرئيس أقبل إذن على الحكم وهو يعلم عواقبه ( أنه لن يخرج سالماً ) **
لكن بعزيمته وتكاتف الشرفاء حوله * إستطاع أن يُحد من سطوة القبلية وإدراجها تحت مظلة القانون لإيجاد نوع من الإستقرار السياسي وقد نجح في ذلك * فوجوده وإستمراره كان ضرورة حتمية **
إن حاولنا أن ننظر إلى الأحداث الدائرة في تلك الفترة في جزء أخر من الوطن ( الجنوب ) قيل بأنه يتمتع بتداول سلطوي **
نعم حصل ذاك التداول في الجنوب لكن بطريقة لا تمس للأدمية بصله * فشرع من يمتلك القوة بضرب الرفيق والأخ والصديق على حساب مصالحته فقط **
فكان لأحداث يناير والإنقلاب على الرئيس ( علي ناصر محمد ) دور في رسم الملامح الدموية لإنتقال السلطة في ذلك الجزء **
دعني اعود معك للأحداث التي كانت تدور في الشمال * فخلال تلك الفترة كانت الجهود تتسارع من قبل الجميع لتوحيد الوطن تحت رأية واحدة **
وإصرار القيادة السياسية في الشمال والجنوب أفضت إلى الوصول إلى حل للكثير من الخلافات المتعلقة بالوحدة **
إذن تلك الفترة الممتدة من 78 - 89 * نقول بانها كانت مرحلة لترسيخ النظام الجمهوري وبناء دولة المؤسسات والتوجه التنموي كان واضح خلالها في الشمال **
ما يجب أن يٌقال ويعلمه حكماء الوطن ** أن وجود الرئيس الصالح في الحكم كان ضروري كون غيابه يعني إنهيار لتلك المؤسسات الجمهورية الحديثة وعودة للوطن إلى الوراء * يعني إستعادة القبيلة لموقعها ( المدعومة خليجياً ) **
الخُطى تسارع خلال تلك الفترة بإعلان قيام الوحدة * والحمد لله تم إعلانها لنكون قد إنتقلنا إلى مرحلة نوعية إنتقاليه متميزة جمعت شطري اليمن **
فتم من خلالها تقاسم السلطة ونتج عنها إنشاء مجلس رئاسة ** تذكروا مجلس رئاسة تم من خلاله إنتخاب الرئيس علي عبدالله صالح رئيس له **
يعني أن الجميع كانوا رؤوساء بموجب المادة رقم ( 2 ) من إتفاقية الوحدة والتي نصت على **
مادة (2) بعد نفاذ هذا الاتفاق يكون مجلس رئاسة للجمهورية اليمنية لمدة الفترة الانتقالية يتألف من خمسة أشخاص ينتخبون من بينهم في أول اجتماع لهم رئيساً لمجلس الرئاسة ونائباً للرئيس لمدة المجلس .
ويشكل مجلس الرئاسة عن طريق الانتخابات من قبل اجتماع مشترك لهيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى والمجلس الاستشاري، ويؤدي مجلس الرئاسة اليمين الدستورية أمام هذا الاجتماع المشترك قبل مباشرة مهامه.
ويمارس مجلس الرئاسة فور انتخابه جميع الاختصاصات المخولة لمجلس الرئاسة في الدستور.
فبداء العمل بوتيرة عاليه من قبل الجميع على السير في خطى الديمقراطية * فتلك الفترة الإنتقالية والتي إستمرت لمدة سنتين وسته أشهر تم الخلوص من خلال إلى الدعوة إلى إنتخابات برلمانية ديمقراطية وتم إقرار مبدأ التعددية السياسية فمن خلالها يحتفظ كلاً من الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام باستقلاليتهما ، وحق القوى الوطنية والشخصيات الاجتماعية الوطنية في ممارسة نشاطها السياسي **
أٌجريت الإنتخابات بشكل شفاف وبديمقراطية منقطعة النظير شهد عليها العالم أجمع فكانت نتائجها بمثابة الصعقة على البعض فقد نال من خلالها المؤتمر الشعبي العام الأغلبية وتقلص وجود الأشتراكي على حساب حزب الأصلاح ( حديث النشأة ) **
قامت حرب الإنفصال والإنقلاب على المشروع الديمقراطي الوحدوي الجمهوري على إثر تلك النتائج * فكان وجود الرئيس علي عبدالله صالح ضرورة حتمية وواقعية فغيابة في هكذا فترة يعني إنهيار الدولة **
ماحدث بعد ذلك من تعديل للدستور والذي تم وضعه للجماهير ( تم الموافق عليه شعبياً * وصادقة عليه كافة القوى الحزبية ) خلص إلى تمديد فترة الرئاسة وإيجاد أسس ديمقراطية مقعنه وحديثة للإنتخاب أفضت إلى شرعية الصالح في الترشيح مرة أخرى بعد أن تأكدت قيادتنا السياسية بأن النظام الجمهوري اليمني القائم على النهج الديمقراطي متماسك حين تم قطع كافة الطرق للإنقلاب عليه **
فكان إرادة الجماهير اليمنية هي المُنظر القانوني لشرعية وجود الرئيس الصالح في السلطة **
وتجلت تلك الإرادة ( الجماهير ) بالوقوف ضد قرار الرئيس بعدم ترشيحه لفترة رئاسية آخر * فقد تجمعوا وهبوا من كل صوب لدفعه للعزوف عن قراره * فما كان للرئيس إلا أن يستجيب إلى إرادة تلك الجماهير **
وها هو الآن يمضي بنا على نهج مدرسته الديمقراطية الفريدة وبأدواته الدبلوماسية الناجعة والراقية في التعامل مع الأخرين وحبه للحوار والتسامح في فترته الرئاسية الأخيرة **
فهنيئاً لشعب أنت قائده **
Bookmarks