الكتابة فن.
إنَّها فنُّ ترويض الكلمات بحثا عن الحقيقة فيها.
الكلمة مستودع للحقيقة وخزينتها؛ إنَّها سرَّها وبهاؤها؛
قدرتها على التجلِّي والتخفي؛
الكلمة: استعارة الحقيقة؛ مجازها؛ وصورتها؛
كثافتها وبساطتها؛ بل إنّها عند بعضهم الحقيقة’’
في البدء كانت الكلمة’’ولأنَّ الإنسان منذ قُذف به إلى هذه الأرض يبحث عن الحقيقة الكتابة محاولة
فنية بالكلمة بحثا عن الحقيقة فالكتابة ضرورة.
إنها فن الضرورة؛
الضرورة للحقيقة
و للوعي بالأشياء وفهم العالم
الكتابة تجربة وعي؛
إنها لا تحتاج لأي مبرر طالما إنها حاجة حيوية؛
حاجة من حاجات الوجود الإنساني؛
إنَّها فعل جوَّاني يتكثف انفعالا حادا لا يهدأ كنار علي تل ضارب في العلو*
يزداد اتقادا؛ يتغذى من جوع كافر يعتصر الأشياء
يفتتها قطعا من حجر باك يتوسل ظله من صدى “حشرجة” تشرح فتات معناه.
الكلمة حرف و الحرف ظاهر يطعن بالشك؛
إنه موطن احتمال قاتل. موطئ شك انه صورة تفتن فتعمى :
مسافة خدعة تسلب الروح نضارتها و بعض يقينها بالامتلاء و الاكتمال
تغاويهاوتطعنها بالذهول فتستنزف وعيها بالأشياء .
الحرف بهو عامر بالارتجال.فسيح كصوت يتأرجح صداه في الخلاء
يؤثث صداع الفراغ بالمهول و المرعب.
انه فسحة الملهوف يخدعه السراب يحسبه مقعد الارتياح وساعة ارتواء من صدى حاد ؛
فيتضح مهوى للريح .
الحرف جواد ارعن شرس الطبع لا ينقاد طوعا إلا بالترويض .
الكتابة ترويض للكلمات .
-----------------------------------عبد الوهاب الملوح --(( يتبع))
Bookmarks