بالحب والحزن والندم ينسج الشميري ديوانه "قيثار"
غلاف المجموعة
فى مقدمة مجموعة "قيثار" للشاعر اليمني عبد الولى الشميري وهي المجموعة الثانية له بعد مجموعته "أوتار" يقول المؤلف: "الشعر حكمة والبيان سحر، فما وافق هذين المعيارين فهو شعر لقوله عليه الصلاة والسلام فى الصحيحين "إن من الشعر حكمة وإن من البيان لسحرا" وما لم يتفق مع هذا المضمون فلنا أن نطلق عليه أسماء أدبية أخرى ليس منها شعر".
ووفق قراءة صبري مسلم يقول الشاعر فى قصيدته "إليك أتيت" كما نقلت عنه صحيفة "العرب اللندنية":
إليك عزفت عن خلجات نفسى
وتبت إليك من نزوات جنسي
ولازمت الرجاء وبت أخشى
عتابك أو حسابك عنــد رمسي
وأنت إذا دجى بالإثم قلبــى
تنيــر بصيرتـى وتبيد نحسى
وأنت المستعان علـى همومى
وأنـت اليوم لى وغدى وأمسى
أهيـم صبابـة وأذوب وجـدا
إليك وكم أخاف جموح نفسي
أفر إليك أهرب من ديارى
ومن أهلى ومن وهمى وحدسى
وتتقد جمرة الإحساس بالخطيئة فيفصح الشاعر عن هذا الإحساس بقوله:
لملمت أحـزانــى وأوجاعيه
وصرت للعـود هنا داعيـه
وقدت من ريا نسيم الصبـا
جيش رياحين الهدى ثانيه
حسب التصابى والصبايا الذى
أسلفت من عمـرى وأشعاريـه
كهل تصابى ويح أشجانه
حتام لا دنيـا ولا باقيه؟
وفى الجزء الأول من "قيثار" وهو الذى أسماه الشاعر "غراميات" يقول:
يظنون أن الحب حرمه الشرع
وليس به إلا العقوبة والمنع
وأوهمنا قوم محا الله جهلهــم
بأن لنا دينا إلى الحب لا يدعو
ومن قصيدته "بقايا جراح" نقرأ:
الحب يا أروى طواه الصباح
وما انطوت منا بقايا الجراح
الحب كالشيطان لا يرعوى
عنا، وإن قلنا: تولى وراح
شخنا وما شاخ الهوى بيننا
ولا أرى للغى عنا براح
الحج والعمرة، لم يثنيـا
شيطان قلبينا، ولا ذا الوشاح
كأنما فى الخلد قد زوجت
أرواحنا، والوصل أمسى مباح
هيهات للشاعر من توبة
ولن يميت الحب طعن الرماح
القسم الثانى من قيثار تحت عنوان "غنائيات"، القسم الثالث تحتضن عناوين القصائد فيه أسماء الأماكن التى انطبعت فى قلب الشاعر وتسللت إلى ذاكرته ورسخت فى أعماقه، ومن هذه الأمكنة صنعاء وتعز ودمشق ومسقط والرباط والبحرين و الرياض والجزائر وفاس ومراكش ومعظم هذه العواصم والأقطار إنما هى عناوين لقصائد أرخ فيها الشاعر زياراته لهذه الأمكنة وسجل انطباعاته عنها.
القسم الرابع من قيثار يرد تحت عنوان "بكائيات" الذي تشيع فيه ألفاظ الحزن والشجن والدموع والهموم والحيرة والإحباط والآهات، ولعل مبعثها ارتباط بعض القصائد فيها بالراهن العربى المحبط.
ومن قصيدة "أشتات" نقرأ:
أنا، والقصيدة، والعشيقة، والقلم
وصداع يوم بالسيـاسـة والألـم
وهموم عمـر مزقت أوقاته
بين التفاؤل والمخاوف، والندم
والهاتف الملعون حيث أكـون
يتـبعنى ويعـزف كل ثانية رقـم
والقادمــون مع الصباح أعدهم
خمسين محتارين فى خمسيـن هم
والجدول الزمنى فى ساعاته
كم ندوة سأرود، كم وعد، وكـم؟
وجميع أوراقى وكل دفـاترى
غضبيى، تعاتبنى كخل متهم
والزوجة الحمقاء مثل خواتهــا
تبكي، وتسلخنـى عتابات وذم
ورسائل عتبى؛ لأنك غبت عن
سفـر لمؤتمر، ولم تحضـر ولم
أيـن الحيـاة لشاعـر ولعاشـق
يصل الصباح إلى الصباح ولم ينـم؟
المفضلات