العناد وسيلة لإثبات الذات وتحدي البيئة ومن يحيطون بالطفل، ويمكن القول بأن الطفل الذي لا يمر بمرحلة يثبت فيها شخصيته طفل غير سوي، حيث إن ذلك يساعده على اكتشاف نفسه وأنه شخص له كيان وذات مستقلة عن الكبار، كما يثبت أنه ذو إرادة مستقلة غير إرادة الكبار وهذا الاكتشاف يكسبه صفات الفردية والشجاعة والاستقلال عن الآخرين، وخاصة من هم أقرب منه.
أن هذا الأمر لا يدوم مع الطفل السوي فبمرور الوقت يكتشف الطفل أن العناد والتحدي والعصبية والنرفزة وحب التملك وكل هذه السلوكيات التي تصدر من الطفل في هذه المرحلة لا تعتبر لديه طريقا سويا لتحقيق مطالبه، وأن الأخذ والعطاء يحققان له الرضا عن ذاته ورضا من هم حوله فيتعلم عادات سوية اجتماعية، ولكن هذا يتطلب منك الصبر والتعاون والتفهم لنفسية الطفل.
أن سبب العناد قد يعود إلى البيئة المحيطة بالطفل وخاصة الوالدين، فإذا كانت الأم عصبية فلا شك سيخرج من هذه البيئة طفل عنيد، وقد تلجأ إلى الصراخ والعويل وقد تقوم بضرب طفلها، وهذا بسبب المشاكل الأسرية القائمة.
كذلك لا ننسى الأمر والنهي الشديدين مع الطفل وفرض قيود مشددة على الطفل فيصبح البيت عبارة عن ثكنة عسكرية: لا تلعب لا تلمس لا تفعل، فالطفل هنا يريد أن يقوم بهذه السلوكيات عنادا.
كذلك الطفل يريد أن يؤكد ذاته ويريد أن يسمع له صوت فإذا همش يلجأ إلى العناد والتمرد.
إذا أردت طفلك أن يبتعد عن العناد ويسمع كلامك وتوجيهاتك:
1- لابد من المرونة، وتدريبه على التعاون.
2- مساعدتة على إثبات ذاته بالاستجابة لبعض طلباته ما دامت معقولة وفي متناول اليد.
3- الحافظة على الهدوء والاتزان بقدر الإمكان أثناء عناد الطفل أو غضبه.
4- لا يصح أن مناقشة الطفل وما يتعلق بمشاكله أمام طفل آخر أو أمام الضيوف فهذا تشهير بالصغير وإهانة له.
5- الحرص على أن يسود المنزل جو من التعاون والتسامح ومحاولة التخفيف من أساليب القسوة على الطفل.
وبالله التوفيق
Bookmarks