العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
حينما يتخبط التفكير.. وتجفّ المشاعر، ويرحل الأمن الأسري.. وحين يعيش الأبوان بمعزل عن أبنائهما.. لا سيما وإن كانت المشاكل والخلافات لا يخمد لهيبها في البيت.. ومع وساوس الشيطان وضعف الإيمان.. تحدث الكارثة.. بهروب شرف العائلة.. وابنتها!
هروب الفتيات.. كارثة تهزّ الأبدان، وتدمع المُقَل.. ولهولها وما تحمله بين طيَّاتها من مكنونٍ يُنْبِئ عن كارثة إنسانية؛ فقد تتبعنا بالأرقام وبتعليقات المتخصصين كل ما له علاقة بهذه الظاهرة المريبة التي تهدد مجتمعنا..
فقد قامت عِدّة جهات حكومية وأكاديمية، بإجراء دراسة اجتماعية حول أسباب هروب الفتيات في المجتمع السعودي* خاصة بعد أن سجلت المؤسسات الاجتماعية والأمنية الكثير من حالات الهروب للفتيات معظمهن في سنّ مبكرة. وعلى الرغم من عدم وجود إحصاءات دقيقة من الجهات الرسمية للتعرف على حجم هذه الظاهرة، إلا أن الإحصاءات المتاحة من وزارة الداخلية تشير إلى أن إجمالي حالات الهروب والتغيب المبلغ عنها 3285 من الجنسين* وكان عدد حالات الإناث 850 حالة، وسجلت منطقتا الرياض ومكة المكرمة النسبة الأعلى بين المناطق الأخرى.
وفي دراسة أخرى حول هذه الظاهرة كشفت أن قضايا هروب الفتيات "أقل من 20 سنة" تبلغ 19.5% بين بقية القضايا، كما أشارت آخر دراسة عن الجرائم النسوية إلى أن دوافع جرائم النساء للفئة العمرية "20 سنة وأقل" من ناحية الرغبة في الهروب من المشاكل بلغت 33.3%، أما الظلم والقهر فبلغا 28.7%، والجهل 26.3%، والتغلب على الفراغ والملل بلغا 24.1%، والإكراه من شخص محدد 23%، والانفعال 19.5%، وأن أكثر مدينة سجلت فيها أعلى نسب الهروب والجريمة الأخلاقية مكة المكرمة تليها الرياض ثم جدة، وعزا الباحث ذلك إلى الكثافة السكانية في تلك المدن.
ويقول استشاري الطبّ النفسي ومدير مستشفى الصحة النفسية الدكتور نواف بن عبد العزيز الحارثي: "للحكم على مدى انتشار حالات الهروب يجب أن يكون هناك تعداد إحصائي، للاطلاع على مدى ما تمثله بالنسبة للمجتمع السعودي، ولكن من خلال المشاهدة أعتقد أنها لا تشكل نسبة عالية إحصائيًا، لكن لا نستطيع إنكار وجودها، مع العلم بأنّه يتم تسليط الضوء على مثل هذه الحالات، نتيجة لغرابتها وحساسيتها بالمجتمع، وعلى الرغم من ذلك فإننا بحاجة إلى نقاش مثل هذه الحالات، وإيجاد الحلول المناسبة، حتى يتم احتواؤها، وإيجاد العلاج المناسب لها، وتقليل الأخطار والمضاعفات الناتجة عنها"، مشيرًا إلى أهمية البحث عن الأسباب والدوافع التي تؤدي إلى ظهور مثل هذه الحالات.
لماذا تهرب الفتاة؟
عن أسباب هروب الفتيات سألنا الأستاذة: الجوهرة زامل اللعبون (أخصائية اجتماعية ومشرفة تربوية في مركز الشمال بالرياض) قالت: تهرب الفتاة لعدة أسباب: "نتيجة التغيرات الاجتماعية والثقافية في المجتمع السعودي وظهور أفكار جديدة لدى الفتيات عن معنى الحرية والاستقلالية من خلال ما يُبَثّ في وسائل الإعلام بطريقة مباشرة وغير مباشرة وتأثر الفتيات به حيث يُعَدُّ الإعلام من أهم أسباب ظهور هذه الأفكار والانحرافات، إضافة إلى عدم استقرار الأسر وشيوع الانحرافات داخل بيئتها (كالإدمان على المخدرات والتحرش الجنسي من المحارم كالأب والأخوة) وعدم قدرة الفتاة على مواجهة الوضع وعدم توفر حماية لها داخل الأسرة، والتفكك الأسري كالطلاق والهجر وتنقُّل الفتاة بين عدة منازل ما بين منزل الأب ومنزل الأم أو أحد الأجداد وعدم إحساسها بالأمن وعدم الاستقرار، إضافة إلى تدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وضعف الوازع الديني، وإهمال الناحية العاطفية لدى الفتاة وعيش الفتاة في فراغ عاطفي وحرمانها من أبسط الحقوق حتى لو كانت كلمة طيبة وجهل الأسر لمرحلة المراهقة وكيفية التواصل والتعامل مع المراهق وكيفية احتوائها، إضافة إلى العنف الأسري وتسلط الرجل على المرأة بدون حق وسلب حقوقها العلمية والمادية والاجتماعية وعدم قدرتها على رفع الظلم، والكثير من العوامل الاجتماعية الأخرى"
اضطرابات نفسية
أشار استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد إلى أن قضية هروب الفتيات مرتبطة بشكل كبير بنوع الاضطرابات النفسية، ويطلق على هذه الفئة مسماة الشخصية الحدية، حيث تكون شخصية اندفاعية، لا تحسب حسابًا لأي موضوع تقوم به، ولا تحسب العواقب التي تترتب على القيام بهذا الموضوع، وصاحب هذه الشخصية يكون صاحب مزاج متقلب، في لحظة يكون حادًّا وعصبيًا، وفي لحظة أخرى يكون هادئًا، ومن سمات هذه الشخصية أنه لا يوجد لديها ثبات مع الآخرين، فلديها دائمًا عدم ثبات في العلاقات، فلا يكون له أصدقاء معينون.
وأشار إلى أنه في حالات هروب الفتيات تكون نسبة 90% منهن مصابة باضطراب الشخصية الحدية، وعملية الهروب تهدف إلى ابتزاز الأسرة للموافقة على أشياء ترفضها الأسرة، حيث تبحث عن التحرر، ويكون الهروب ورقة من أوراق الضغط على الأسرة.
همسة في أذن كل أب وأم..
همسه للأسرة المسلمة؛ كثير منا يتشدق بعدالة الإسلام وما أعطاه من حقوق كاملة للمرأة والرجل وساوى بينهم في التكاليف الدينية ونظم الحقوق والواجبات للمرأة ولكن كم من أسرة تطبق أحكام الإسلام وكم من فتيات يقعن تحت ضغط الظلم والعنف وسُلِبَت أرادتهن في أبسط الحقوق بطريقة تتنافى مع التعاليم السمحة التي ينادي بها ديننا فمتى سنطبق وصية رسولنا صلى الله علية وسلم: «رفقًا بالقوارير» وندرك أن النساء شقائق الرجال..
رد مع اقتباس
.gif)
(( أحبكم في الله )) 
المفضلات