الأسرة بطبيعة تكوينها وتركيبها ووظيفتها المؤسسة الاجتماعية الأولي المسؤولة عن بناء شخصية الأبناء لكونها تستقبل الوليد الإنساني وتحافظ عليه وترضعه غذاء وحنانا وأمناً لفترة طويلة من سنوات حياته الأولي، فإذا كانت الأسرة مترابطة يسودها التفاهم والحب والوئام نشأ الأبناء نشأة صحيحة بعيدة عن الانحراف والعنف والجريمة، والعكس صحيح والذي نراه اليوم من انحرافات وسلوكيات شاذة صادرة عن بعض من الأبناء تشير إلي حالة التردي والتفكك الذي تعاني منه الأسرة العربية والذي ترجع أسبابه الي الخلافات والمشاكل القائمة بين الأم والأب وغياب الأب لفترات طويلة خارج البيت، وخروج الأم للعمل وترك الأمور للخدم الأمر الذي أضعف الرابط الروحي والاجتماعي بين الوالدين والأبناء.
كذلك التطور التقني الهائل الذي أصاب بيوتنا بكوارث أخلاقية من الصعب السيطرة عليها. ناهيك عن الأزمات الاقتصادية وارتفاع نسب البطالة والعنوسة وزيادة تطلعات الشباب والفتيات مع ضيق ذات اليد. كل ذلك ألقي بظلاله السلبية علي تصرفات وسلوكيات الأبناء في غياب الوازع الديني لدي الكثير منهم. والقدوة الحسنة لدي بعض أولياء الأمور أمور كلها مجتمعة مسؤولة عن انحرافات سلوكيات الشباب واندفاعهم نحو العنف وارتكاب الجريمة.
والحل يبدأ بتقوية الوازع الديني في نفوس الأبناء بالقدوة الحسنة في الأسرة والحث علي أداء فرائض الإسلام وأولها الصلاة ومعاملة الناس بخلق حسن، والمتابعة والتوجيه والإرشاد في استخدام الأبناء لتقنية الإعلام الحديثة بدءاً من التلفاز وانتهاء بالانترنت والحاسوب، والابتعاد عن الخلافات الزوجية والمشاحنات أمام الأبناء ومناقشة أمور وشؤون البيت بعيداً عن آذانهم وعيونهم واعتماد أسلوب الحوار والمناقشة بين الوالدين والأبناء بعيداً عن العصبية والأوامر الفوقية واشتراك الأبناء في مناقشة مشاكلهم ومطالبهم، والاستماع إليهم باهتمام ومتابعتهم قدر الامكان خارج البيت وفي المدرسة.
Bookmarks