السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما قرأت للدكتور عائض القرني أكتبه لكم اخواني وأخواتي للفائده وأسال العلي القدير أن يجعله في موازين حسناتي .
يقول حفظه الله
سعادة الآخرة مرهونة بسعادة الدنيا وحق على العاقل أن يعلم أن هذه الحياة متصلة بتلك وأنها حياة واحدة الغيب والشهادة والدنيا والآخرة واليوم وغداً وظن بعضهم أن حياته هناك فحسب فجمع وأوعى وتشبث بالبقاء وتعلق بحياة الفناء ثم مات ومآربه وطموحاته ومشاغله في صدره .
نروح ونغدو لحاجاتنـــــــا وحاجة من عاش لا تنقضي
تموت مع المرء حاجاتــــه وتبقى له حاجة ما بقـــــــي
أشاب الصغير وأفنى الكبير كر الغداة ومر العشــــــــــي
إذا ليلة أهرمت يومهــــــــا أتى بعد ذلك يوم فتـــــــــــي
وعجبت لنفسي والناس من حولي : آمال بعيدة وأحلام مديدة وطموحات عارمة ونوايا في البقاء وتطلعات مذهلة ثم يذهب الواحد منا ولا يشاور أو يخبر أو يخير.
قال تعالى : ( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت ) .
ويعرض فضيلته ثلاث حقائق :
الاولى : متى تظن انك سوف تهدأ وترتاح وتطمئن إذا لم ترض عن ربك وعن أحكامه وأفعاله وقضائه وقدره ولم ترض عن رزقك ومواهبك وما عندك !
الثانية : لماذا لا نستفيد من مواهب الله التي وهبنا وأعطانا فنثمرها وننميها ونوظفها توظيفا حسنا وننقيها من المثالب والشوائب وننطلق بها في هذه الحياة نفعا وعطاء وتأثيرا.
الثالثة : هل شكرت على ما عندك من النعم والأيادي والخيرات حتى نطلب غيرها وتسأل سواها؟! إن من عجز عن القليل أولى أن يعجز عن الكثير .
أن الصفات الحميدة والمواهب الجليلة كامنة في عقولنا وأجسامنا ولكنها عند الكثير منا كالمعادن الثمينة في التراب مدفونة مغمورة مطمورة لم تجد حاذقا يخرجها من الطين فيغسلها وينقيها لتلمع وتشع وتعرف مكانتها .
ودمتم سالمين
Bookmarks