انت ..
اين انت من هاتين الصورتين ..
الاولى :
شاب تتحكم المعصية بقلبه ..
تسيطر على تفكيره ..
فيخطط لها و يعمل لها جهده وفكره لتحصيلها ..
وحين تفارقه لا يزال صداها يتردد في خاطره ..
وحين يلقى اصحابه يفاخرهم بما عمل ..
ويجاهر بما اقترف ..
وحين تفوته فرصة يجتر الحسرات ويعتصر الندم على ما فات ..
وان حدثته نفسه بالتوبة ..
فانما هو خاطر سرعان ماتذيبه النفس بتطلعها للمعصية
الثانية :
شاب يبغض المعصية والعصاة ..
اشغل وقته في طاعة مولاه ..
يأخذه الضعف البشري في لحظة من اللحظات .. فيقترف المعصية ..
وما ان يفارقها حتى يلتهب فؤاده ندما .. وحسرة
ويرفع يديه مستغفرا مولاه ..
ما ان يسمع واعظا حتى يرتجف فؤاده ..
ويظل يسأل ما المخرج من المعصية ..
يحتقر نفسه ويمقتها ويشعر انها بعيدة عن اهل الصلاح ..
ويتهمها بصفات اهل النفاق ..
فتدمع عيناه .. ويخلص النية في العودة
الله ما اكبر الفرق واشسعه ..
وشتان ما بين الثاني والاول ..
حديثي هنا الى هؤلاء من اهل الصورة الثانية ..
الى من يبحث عن التوبة مرارا ..
ولكنه يعود للذنوب مرة اخرى ..
طيب القلب محب للناس رقيق الاحساس ..
ولكن الغفلة الطويلة والبعد عن اهل الصلاح .. تأثيره عظيم ..
هنا شاب كلما رأى القلب قاسيا ..
بعيد عن ذكر الله ..
حينما يسمع آيات الله لا يتفاعل معها ..
حينما يجد ان قلبه اصبح لا ينكر المنكر ..
عرفت ان الذنوب غطته ..
فعاد لربه ..
وهكذا ..
يذنب ويتوب ..
يحاول الوصول للتوبة النصوح ..
ولا يستطيع ..
فكيف وصل لها ؟؟
وما الطريق اليها ؟؟
في ذات يوم وقد قسى قلبه ..
وشعر بأن لابد من مناجاة ربه ..
اغتسل .. ولبس اجمل ثيابه ..
وتعطر .. وكأنه ذاهب للعيد ..
استقبل القبلة في الثلث الاخير من الليل ..
وصلى لله ..
بكى كما لم يبك من قبل ..
ترجى ربه ان يعينه على طاعته ..
استشعر نعمته عليه ..
ينطق في فاتحة كل ركعة الحمد لله رب العالمين ..
فتدمع عينه لتذكره نعم الله عليه الكبيرة ..
و اكبر نعمة من الله بها عليه وهي الاسلام ..
ينطق الله اكبر .. فيشعر انه اكبر من كل شيء فلا تشغل عقلك بسواه ..
يصلي على رسول الله وهو يتمنى لو كان في زمنه ..
قرأ سورة الزمر .. كاملة في ركعة وهو لا يشعر بالتعب ..
لانه يستشعر لذة مناجاة الله سبحانه ..
طاقة هائلة دبت في عروقه وهو يشعر ان قلبه اصبح شفافا ..
وحينما اكمل الصلاة ..
كان ربه قد اراد له الهداية ..
تذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه )
فعمد لكل ما يبعده عن الله ..
فابعده او دمره ..
مجلات .. اشرطة .. اي شيء ..
ترك كل شيء ..
ثم تصدق على المساكين ..
ولم يبخل بما لديه ..
اذا رأى محرما غض نظره فيستشعر لذة ما بعدها لذة هي حلاوة الايمان ..
حينما ترك كل شيء من اجل الله ..
استشعر حلاوة الايمان والتوبة ..
اصبح قلبه متعلقا بالله ..
يراقب الوقت متى وقت الصلاة ..
ينتظرها بفارغ الصبر ..
يقوم الليل ساعات لا يحس فيها بالتعب .. لأنه يناجي حبيبه ..
يحفظ كل الاذكار يتأسى بحبيبه المصطفى ..
ينكر كل منكر .. يراه ..
يصلي السنة كل يوم ليبني بيوتا في الجنة ..
ويسبح ويذكر فيزرع فيها .. ويخزن فيها كنوزا ..
يقرا القرآن ويحاول ان يحفظه من جديد فهو كلام حبيبه ..
كان الشيطان يصارعه بشدة في كل خطوة يعملها ..
ويوحي اليه ان هذه التوبة كسابقاتها ولن تلبث ان تعود الى ما ابعدته ودمرته ..
ولكنه كان اقوى من ذلك ..
ادرك حينها الفتى ان من ترك كل شيء .. من اجل الله ..
سيوفقه الله الى هدايته وطاعته ..
فإلى من اراد التوبة ولم يجدها ..
الى من تاب وعاد الى الذنوب ..
قاوم شيطانك ..
واترك كل شيء خلفك ..
وتوجه لله بقلب خاشع ..
تجد عندها حلاوة الايمان ..
اسأل الله الهداية والتوفيق .. والصلاح ..
دعواتكم لكاتب هذا الموضوع ..
واسأل الله به الافادة ..
Bookmarks