رؤية حول زيارة بوش لبريطانيا
تأتي زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش لبريطانيا في ظروف بالغة الدقة والحساسية , وتأتي هذه الزيارة وسط ترتيبات أمنية لا تقل دقة وحساسية من الموقف نفسه , إذ حشدت الاسكدلنديارد اللندنية أكثر من أربعة عشر ألف جنديٍ لتغطية الحماية الكاملة للرئيس بوش وعمل التغطية الأمنية اللازمة لهذه الزيارة .
تجدر الإشارة أن هذه الزيارة تأتي في ظل تنامي مشاعر السخط والكراهية داخل المجتمع البريطاني تجاه الرئيس الأمريكي , وقد تمكنت هذه المعارضة المتنامية في وقت سابق من حشد مليون شخص , احتجوا جميعاً على السياسات الأمريكية عموماً , وتعد هذه المعارضة بتشكيل مئات الآلاف من الأشخاص وتحريك مسيرة ضخمة تعبر عن سخطها وعدم رضاها تجاه السياسات الأمريكية , وعدم رغبتها في استضافة الرئيس الأمريكي , هذا وتأتي اعتراضات هذه الجهات على مجموعة من النقاط التي ترى أن الأمريكان كانوا السبب وراء تأججها أو عملوا على إذكاء نارها , ومنها :
- تأكد لدى الشارع البريطاني بأن ادعاءات الإدارة الأمريكية حول أسلحة الدمار الشامل العراقية لم تكن سوى تخرصات كهانة ولم يكن لها في الواقع نصيب يذكر وهذا ما عرض بريطانيا لانتقادات كبيرة جداً , ووضع بلير في موقع لا يحسد عليه أمام مناوئيه , والراغبين في النيل منه .
- تشعر هذه المجاميع أن السياسة البريطانية أصبحت مستلبة للسياسة الأمريكية , وأن دور التابع الذي يؤديه بلير يجب أن ينتهي , ويؤمنون بضرورة أن تكون لبريطانيا آراؤها المستقلة عن الانسياق وراء رغبات المستعمر الجديد .
- ترى جموع المعارضة للزيارة الأمريكية أن أمريكا أدت بتصرفاتها هذه وفشلها الذريع في محاربة الإرهاب , إلى حدوث ردات فعل انتقامية اجتاحت عدداً لا يستهان به من دول العالم , ونقلت الحرب الدائرة بين القاعدة والولايات المتحدة إلى أكثر من بقعة في العالم , ولم تجد هذه المعارضة مضاضة من إطلاق ألفاظ مثل "القاتل" أو "المجرم" على شخص بوش , كأنها لم تجد رادعاً في إطلاق لفظ "الدمية" على رئيس وزرائها .
- هذا ومما يزيد من قدرة الضغط الذي تتمتع به المعارضة هو تقرير وكالة الطاقة الذرية حول إيران وبيان المجموعة الأوروبية وترحيبها بالتقرير وتحفظ الولايات المتحدة حول البيان الأوروبي , وهذا شكل هاجساً لدى هذه الجموع بأن سيناريو العراق يعاد عرضه على إيران ولكن بطريقة أقل احترافية وأكثر وقاحة .
- كما أن المعارضة تمكنت من الحصول على أمر من شرطة لندن بجواز المرور أمام القصر الذي سيقيم فيه الرئيس بوش أو رئاسة الوزراء , وحرية تشكيل جماعات معارضة لهذه الزيارة التي تكون الأولى من نوعها التي يقابل فيها رئيس أمريكي بهذه الصورة ...
علي الشاحذي ..
Bookmarks