هذا مقال رائع جداً للدكتور محمد العوضي ..
قرأته وتأثرت به ..
فأحببت ان انقله لكم ..
" غسل الكعبة... ورسالة السلام!! "
فُتح باب الكعبة... ارتفع التكبير... وبدأ التصوير طار الحمام... نزل الرذاذ... مشهد قلما يتكرر، احتشد الآلاف في صحن البيت الحرام بعد صلاة فجر السبت الماضي ينتظرون شروق الشمس لتبدأ مراسم غسل الكعبة المعظمة،
الناس بين طائف وساعٍ وساجد ومبتهلٍ بالدعاء وقارئ للقرآن.
بدأ نور الصباح يتجلى على الحرم وكلما زادت خيوطه الذهبية شخصت أبصار الحضور تجاه البيت العتيق في انتظار اللحظة المهيبة...
وفي تمام الساعة السادسة والربع صباحاً أخذ الموظفون يدفعون منبر الجمعة الخشبي المتحرك ذا السلالم باتجاه باب الكعبة، فازداد الناس احتشاداً صغاراً وكباراً وضاق صحن الحرم فصعد الناس الى الدور الثاني يشاهدون الموقف الايماني المهيب، والكثيرون قد رفعوا أطفالهم على أكتافهم وعلى رؤوسهم ليشركوهم في الحدث الجميل، وقد تراكمت الغيوم رويداً رويداً ومع نزول بعض الرذاذ وصل السلم الخشبي الى باب الكعبة وصَعَد عليه حامل مفاتيح الكعبة الشيخ عبدالعزيز الشيبي وأولاده وهم الذين توارثوا مفاتيح الكعبة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما إن فُتح باب الكعبة وارتفعت الاصوات بالتكبير، وأجهش الناس بالبكاء، طار حمام الحرم وزاد نزول رذاذ المطر وارتفعت الايدي بالمصاحف وبعضها يلتقط الصور عبر الهواتف النقالة والكاميرات الصغيرة،
لماذا جاشت المشاعر؟ هل لأنهم تذكروا الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهو يهدم الاصنام يوم الفتح ويرفع راية التوحيد ويدخل الكعبة منتصراً فيحقق العدالة التي لم تعرف البشرية لها مثيلاً ونحن اليوم نذوق الظلم من القريب والبعيد
أم إن الناس بكوا لأن الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أعلن رسالة السلام العالمي في درسٍ عملي عندما قال لمن حاربوه باللسان والسنان ومكروا به ليلاً ونهاراً وأخرجوه من بلده وقتلوا أقرباءه وألبَّوا عليه القبائل، فلما تمكن منهم، قال لهم الكلمة الخالدة المعجزة (اذهبوا فأنتم الطلقاء)؟.
انه السلام العادل، والعفو عند المقدرة، فلكل من ينشد السلام الذي لا يُضيَّع الحقوق أقول هذا هو المثل الأعلى، وكل من يصدق بسلام الأمم المتحدة المتأمركة أو المعولمة... انكم تعيشون أوهاماً لذيذة وأحلاما تصلح للمنامات أما الواقع فلن يصلح إلا بفهم رسالة السلام ومنهج صاحبها في إدارة المواقف واتخاذ القرارات...
عليه منّا ومن الله الصلاة والسلام.
Bookmarks